النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الأدب المغــــربي...

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 الأدب المغــــربي... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    الأدب المغربي

    (الجزء الأول)
    إن كان المقصود من الأدب العربي الحديث، هو ذلك النتاج الأدبي الذي شهد ميلاده في عصر النهضة العربية، الذي صادف بدء الثلث الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، وامتد إلى يومنا هذا، فإن لنا وقفة في هذا المقام نحاول من خلالها مستوى التجاوب، الذي عرفه مغرب ومشرق العقد الثالث من القرن العشرين الميلادي، وذلك على الصعيد الأدبي بوجه خاص.
    ولا يخفى على المهتمين بالموضوع ما يكتسيه هذا المنعطف التاريخي من أهمية بالغة بالنسبة لذاكرة الثقافة المغربية، كما أن الجميع يدرك ضرورة الإلتفات بالدرس، والتحليل، والتأريخ إلى جذور وبوادر الأدب المغربي الأولى، مع موازاتها بأختها المشرقية، لأن في القيام بهذا العمل وبذل هذا الجهد خدمة علمية قيمة، بإمكان الباحثين والدارسين المبادرين إليها أن يعرفوا ويوضحوا الهوية الحقيقية للثقافة المغربية، مع العلم أن الخوض في هذا الشأن يستحق جهدا متواصلا في ما يستقبل من الزمان، لأن مسألة الأدب المغربي في حد ذاتها لا يحاط بها دون عناء ونصب.
    ثم لا يخفى على القارئ أن الأدب العربي في المغرب خاصة وفي شمال أفريقية بوجه عام قد لقي كثيرا من الإهمال والتهميش في العالم العربي، وعلى العكس تماما فتمة كثيرين كتبوا عن الأدب المشرقي منذ طوره الجاهلي وإلى زمنه الحديث في مصر، والشام، والعراق، وإذا كانت أصداء أدب المشرق قد استطاعت أن تصل المغرب وتتردد فيه، فإن أصداء الأدب المغربي لم تتمكن من نيل ذات الحظ في بلوغ المشرق والتردد فيه.
    ويرجع عبد الله كنون السبب في ما لقيه الأدب المغربي من إهمال وتهميش إلى الأدباء المغاربة، الذين لم يحفلوا بماضيهم وضيعوا حاضرهم، وفي هذا السياق يقول الأديب المغربي عبد الله كنون:(...وقد كثر عتب الأدباء في المغرب على إخوانهم في المشرق لتجاهلهم إياهم، وإنكار كثير منهم لكثير من مزاياهم، ولكن أعظم اللوم في هذا مردود على أولئك الذين ضيعوا أنفسهم، وأهملوا ماضيهم وحاضرهم، حتى أوقعوا الغير في الجهل بهم والتقول عليهم...)1
    في حين يرى زكي مبارك أمرا آخر، وينفي عن الأدباء المغاربة ما لامهم عليه عبد الله كنون، إذ يقول:(...وكما خلا العقد الفريد من أدب الأندلس، خلا زهر الآداب من أدب أهل المغرب، أيكون معنى هذا أن الأندلسيين والمغاربة يستخفون بآثارهم الأدبية؟.. ولكن معناه أنهم كانوا يرون المثل الأعلى عند أهل المشرق، فكانوا يجدون في نقل ما أثر عن أهل المشرق من القصائد، والرسائل، والحكم، والأمثال، وكذلك كان زهر الآداب المرجع الأول، الذي اعتمدت عليه في أكثر الشواهد المشرقية، مع أنه لرجل تونسي من أهل القيروان)2
    هكذا نستخلص من رأي عبد الله كنون أن ذاكرة الثقافة المغربية في حاجة إلى إحياء ماضيها الأدبي والفكري، وذلك للحفاظ عليها وتزكية لحاضرها كذلك، أما زكي مبارك فيخبرنا باتخاذ أهل المغرب إخوانهم في المشرق العربي مثلا أعلى، ثم إن المؤرخ الادبي يستطيع أن يلاحظ الجديد، الذي حمله أدب النهضة الحديثة في البلاد العربية الإسلامية، والمتمثل في نزوعه إلى مجاراة جديد النهضة الأدبية في الروح والأسلوب، بحيث ظهرت وساهمت طائفة من الاعلام العربية في الأدب والتاريخ في تطوير فنون الشعر والنثر، كاحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، وزكي مبارك وغيرهم كثير من أدباء المشرق العربي.
    ثم لقد بزغ أدباء مغاربة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: محمد بن العباس القباج، وعبد الله كنون، ومحمد المختار السوسي، وعلال الفاسي، فكانت هناك موضوعات غير قليلة طرقها كل هؤلاء الأدباء العرب، كموضوع الوحدة العربية، والنقد الأدبي والإجتماعي، والتراث والإجتماع، والفكر وغيرها من المواضيع، التي كانت ولا تزال تطرح بحدة.
    -------------------
    1كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي، الجزء الأول، مكتبة المدرسة ودار الكتب اللبناني للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، الصفحة: 31.
    2النثر الفني في القرن الرابع الهجري، الجزء الأول، المكتبة التجارية، الطبعة الثانية، الصفحة: 11.
    د.عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 17/11/2010 الساعة 05:27 PM

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 الأدب المغربي خاصياته وإبدالاته 
    غير مسجل
    زائر
    لاشك أن لكل أمة سجلاً تاريخياًحافلاً بشتى الدراسات، وبخاصة ما تعلق منها بعلوم اللغة، فقد استرعت الظاهرة اللغوية، صوتاً وتركيباً ودلالة انتباه واهتمام الإنسان، فالحضارة الهندية على سبيل المثال لا الحصر، بحثت في مجال الصوتيات اللغوية، منذ أربعة آلاف سنة على يد «بانيني»، واليونان استفادوا من بحوث الإغريق اللغوية التي قدمها أفلاطون و«أرسطو» و«المدرسة الرواقية»، ويظهر ذلك بخاصة في المجالين الدلالي والبلاغي، وأسهم العرب بقسط وافر في التغيير والتحويل الكبيرين في مسيرة التراث اللغوي العالمي، بما خلفوه من تراث لغوي ضخم، ضم كتب النحو، والتجويد، والصوتيات والبلاغة... إلخ، تناثر في تاريخ الحضارة العربية؛ ذلك أن العرب القدامى أرادوا تفسير الظاهرة اللسانية، مثلما فسروا الظواهر الإنسانية، والطبيعية؛ خدمة للنص القرآني.
    وما تجب الإشارة إليه هو أن التطور الذي عرفه العرب، شمل بحوث اللسانيات الحديثة، فصار كثير من الأفكار اللسانية التي يدعو إليها علم اللسان الحديث، لا يقل أهمية عما تنبه إليه الأوائل من علمائنا الأجلاء، أمثال العلامة الجليل «الخليل بن أحمد الفراهيدي ت175هـ»، وتلميذه «سيبويه ت180هـ» في كتابه «الكتاب» الذي عدَّ قرآن النَّحو؛ لشموليته مختلف مستويات اللغة، وسعته المعرفية، واحتوائه مختلف الآراء الخليلية، في شتى نواحي المعرفة، حتى شبهت مكانة سيبويه من نحو العربية بمكانة بانيني في نحو الهندية القديمة ومكانة «دو سوسير- ت1913م» في اللسانيات المعاصرة. وأقام الجاحظ «ت255 هـ» في كتابيه «البيان والتبيين» و«الحيوان» نظرية لسانية وبلاغية، فكان لنظام المنازل الخمسة عنده الأثر الكبير في تشكل نظريته في الكلام، ففيها حدد موقفه من اللفظ والمعنى، معتبراً أن الألفاظ محدودة، يمكننا إحصاؤها وعدها، خلافا للمعاني التي لا نهاية لها، جاعلاً مدار العملية التبليغية على الفهم والإفهام الذي يبنى على دقة المعنى، ومطابقة الكلام لمقتضى الحال ومقامات المتلقين.
    وتناول «أبو الفتح عثمان بن جني- ت392هـ» في مؤلفاته العديدة- ذات الكنوز المعرفية الضخمة- كثيراً من الأفكار في حقل الدلالة وعلم أصوات العربية،وهنا كانت جهود المعغاربة أيضا في الرس اللساني بعتبارهم أخذوا ما درسوه عن علماء اللسانيات فحالوا تطبيقه على السان المغربي الخق، نذكر منهم الأستاذ: أحمد بوكوس الذي قام بدراسة اللسان الأمازيغي دراسة صوتية فقطع الأصوات وأثبت بعض القواعد التي سأقوم بنشرها لاحقا مترجمة إلى العربية() (على اعتباره قام بدراسة فرنسية)، وأيضا بسيط الذي وضع خريطة لسانية لمناطق المغرب...ولازالت الرسائل الجامعية تضاعف من هذه المجهوات الجبارة التي يقوم بها باحثونا الأجلاء في سبيل النهوض بالدرس اللساني المغربي، ونحن هنا نطالب كل باحث بتضعيف البحث في الأدب المغربي بمختلف إبدالاته حتى تتحقق الذات المغربية في معزل عن كل ذات،
    وحتى تتحقق هذه الذات ، ويعاد لها الاعتبار ، يجب علينا الرجوع إلى أصالتنا التي هي فضيلة، مادمنا أمة إسلامية عربية، تحمل في صدرها هوية وقيماً سامية ، غرسها فينا خير البرية جمعاء ، نبي الرحمة «محمد عليه الصلاة وأزكى السلام»، وينبغي ألا نفرط في تراثنا، بل إن العودة إليه ضرورة من ضرورات المعاصرة حتى نقي أنفسنا من كل ريب أو شك، و نحافظ على قيمنا، فهو يبعث فينا نفسا جديدا ، و يسهم إحياؤه في تقوية هويتنا، ولذا ندعو إلى ضرورة قراءة تراثنا الذي لا ينضب معينه قراءة واعية، بمعزل عن الأحكام الانطباعية أو العاطفية، فالدراسات المغربية لها من الثراء والنضج ما يجعلنا نفتخر به أيَّما افتخار، وننهل منه، لطالما أن كثيراً من الأفكار العلمية التي أوردوها في مؤلفاتهم النفيسة تضاهي مثيلاتها في الدرس الحديث.( فاطمة عزابي)
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 إسهامات المغاربة في الجانب السوسيولساني 
    فاطمة عزابي
    زائر
    إذا كنا نتحدث عن الأدب عامة ونميز فيه بين اللسانيات وبين النقد والشعر.....
    وحينما نتحدث أيضا عن أعلام الأدب المغربي نذكر: عبد الله كنون، ثم نذكر عباس الجراري، ونذكر عبد الله راجع، وغيرهم كثير......
    لكننا نتناسى ما حاول اليام به أولئك الذين أسميهم أعلاما في مناهج جديدة حاولوا من خلالها إظهار الجانب اللساني المغربي إلى حيز الوجود.....أمثال بسيط الذي وضع خريطة جيو لسانية للمغرب،....وأحمد بكوس ذلك الذي قام بدراسة لهجات اللسان الأمازيغي....فقام بدراسات مقطعية باللسان الفرنسي......والسؤال الذي يبقى لصيقا بذهني هل يمكن اعتبار هؤلاء أعلاما ضاهوا غيرهم خارج المغرب بدراساتهم الجادة؟؟؟
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 اللسانيات الاجتماعية: وجهات نظر 
    غير مسجل
    زائر
    تتعد المقاربات التي تحاول وصف اللسان و تفسير وقائعه المختلفة من أجل استنباط نماذج لدراسة المعطى اللساني في إطاره المجتمعي إلا أن الدراسة التي كانت الرائدة في هذا الإطار هي التي قام بها وليام لابوف W.Labov..
    و في فصلنا هذا سنعرض لبعض الآراء الواردة بخصوص ما قيل عن هذا العلم الذي يربط مجالين إثنين هما : اللسان و المجتمع مما يجعله من القضايا المطروحة لدى أهل الفكر و النظر.
    - Iاللسانيات الاجتماعية: المفهوم
    1-1- تحديد المفهوم:
    " تعتبر اللسانيات الاجتماعية جزء لا يتجزأ من اللسانيات، حيث يتقاطع مع )اللسانيات الإثنية)، علم اللغة العرقي l’éthnolingistique ، و سوسيولوجيا اللغة و الجغرافية اللسانية، و علم اللهجــات dialectologies، و ترتبط اللسانيات الاجتماعية ارتباطا وثيقا بالظواهر اللسانية الاجتماعية من خلال مسار علائقي : سبب تأثير (مؤثر)" .
    و بالإمكان تعريفها أيضا : "بكونها علاقة وثيقة بين اللسانيــات و علم الاجتماع، الذي يشمل مجموع العلوم التي تدرس الإنسان من خلال ارتباطه بالتجمعات اللسانية، سواء أكانت هذه التجمعات ترتكز أساسا على الانتماء لحضارة ما، لمنطقة جغرافية، لطبقة اجتماعيـة لبلد ما (...)" ، و بهذا فإن اللسانيات الاجتماعية تربط عالم اللسانيات بمجـــالات مختلفة و متنوعة مثل علم الاثنيات ... ثم علم السياسة.
    وقد عرف الباحث السوسيولساني هدسون HUDSON اللسانيات الاجتماعية بكونه :" دراسة اللسان في علاقته بالمجتمع، و يعد واحدا من أهم مجالات النمو و التطور في الدراسات اللسانية من منظور المناهج الدراسية و مجالات البحث ، كما أنه :"حقل معرفي يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية في علاقتها باللسان من جهة ثانية"
    إن الوقوف عند تعريف مصطلح " اللسانيات الاجتماعية " هو وقوف بين تعدد الآراء بين المختصين من الدارسين الذين قضوا حياتهم و وجهوا كل جهودهم إلى دراسة هذا العلم، فإذا ما تصفحنا كتبهم و أردنا استحضار جل آرائهم لوجدناهم في مأزق في محاولتهم تعريف المصطلح sociolinguistique ، لكن الأساس المشترك هو محاولتهم في البدء تحديد المقصود من هذا المصطلح : إنه يعني باختصار شديد" ذلك العلم الذي يدرس اللسان في علاقته بالمجتمع، إنه ينتظم كل جوانب بنية اللسان و طرائق استعماله التي ترتبط بوظائفه الاجتماعية و الثقافية".
    ومن المهم أيضا أن السوسيولسانيات تقول بوجود معطيين أساسيين: اللسان من جهة و المجتمع من جهة أخرى، يقول تودروف: " يكون التوجه المختار في غالب الأحيان هو التالي :" نفترض وجود كيانين منفصلين، اللسان و المجتمع (أو الثقافة)، و ندرس الواحد من خلال الآخر، نعتبر أحد العنصرين سببا و الآخر نتيجة. و ندرس هذه الأخيرة بهدف معرفة السبب و العكس صحيح (...) و يكون في غالب الأحيان المجتمع (أو أحد بدائله) هو هدف المعرفة، و يكون اللسان هو الوسيلة السهلة للوصول إلى الهدف"
    و من هذا الصدد يمكن وضع الترسيمة التالية :

    دراســـــة

    المجتمع سبب اللسان
    أو أحد بدائله نتيجة

    هدف المعرفة وسيلة الهدف

    جل ما قيل في هذا السياق يعبر عن وجهة آراء تعددت، و كل رأي يحاول أن يجد جوابا يصبو من خلاله صاحبه إلى الكشف عن الغرض المطلوب، و كل هاته الآراء تحترم، و ما واجبنا نحوها هو استحضارها كي لا نبقى تائهي المفاهيم المركبة للسوسيولسانيات دون محاولة فكها إلى لسانيات اجتماعية: أوعلم اللسان الاجتماعي ،إنها باختصار شديد:" لسانيات تسير على قدميها بعد أن كانت تسير على رأسها " . و همها الأول هو دراسة المعطى اللساني في محيطه الاجتماعي بارتباطه مع مقامه التواصلي، مع متلقيه، وسياقه، ثم توسيع مجال الدراسة للنحو العام المتداول، و ذلك من خلال دراسة الإنجازات الكلامية، هاته الدراسة التي توسع المدلول الاجتماعي لكل عشيرة لسانية .
    وقد تناول مجموعة من الباحثين عددا كبيرا من الكتب الجامعية التمهيدية في هذا المجال نذكر منهم على سبيل المثال :
    • - برلينخ Burling 1970
    • - برايد Pride 1971
    • - فيشمان Fishman 1972
    • - روبينسون Robinson 1972
    • - تردجيل Tradgill 1974
    • - بلات و بلات platt and platt 1975
    • - بيل Bell 1976
    • - ديتمار Dittmar 1976
    • - واردهو Wardhaugh 1976(...)
    على أن العدد الأكبر من ذلك النمو في مجال اللسانيات الاجتماعية قد حدث في نهاية الستينات و بداية السبعينات .، و إضافة إلى أولئك الذين سبق ذكرهم نذكر:
    • - وليام لابوف W. Labov
    • - باسيل برنيستين Basil bernstien
    • - لويس جون كاليفي Louis –Jean Calvet
    • - جون ببتيست مارسوليز Jean Baptiste Marcellesi
    • - فليب بلونشي Phillippe Blanchet

    1-2- تأصيل المفهوم:
    من البين بذاته أن " اللسانيات" قد شكلت مبحثا هاما في الدرس العلمي لما يضمه من غموض، سعى مجموعة من الباحثين إلى تبيان بعض حقائقه، فمنهم من قسم هذا العلم إلى قسمين كبيرين كل قسم تندرج تحته فروع متعددة، وقد قسم عبده الراجحي في كتابه "علم اللغة التطبيقي و تعليم العربية"، اللسانيات إلى قسمين و كل قسم تندرج تحته فروع متعددة، و حاول أن يكشف عن كل فرع، و ليس هذا باب التفصيل في ذلك لذلك ستقتصر على تلخيص لما جاء في الكتاب في خطاطة توضيحية هي كالأتي :
    علم اللسان

    علم اللسان النظري علم اللسان التطبيقي

    - علم الأصوات - علم اللسان النفسي
    - علم النحو - علم اللسان الاجتماعي
    - علم اللسان التاريخي - علم اللسان الآلي
    - علم الدلالة - علم اللسان الآلي
    - صناعة المعاجم
    - تعليم اللسان.
    يتبين من خلال الترسيمة أعلاه أن علم اللسان الاجتماعي علم داخل حلقة علم اللسان التطبيقي، و قد جاء في الترتيب بعد علم اللسان النفسي، فإذا كان كذلك، فهل يجوز لنا القول بأن الدراسات اللغويـــة عامة، و اللسانية خاصة تسعى جاهدة للكشف عن الفكر البشري أو ما يسمى بالصندوق المغلق؟
    و كيف لا يكون كذلك و قد أسهم العديد من الباحثين في تطوير الوسائل و الكيفيات التي يمكن من خلالها الكشف عن البؤرة المركزية للبحث اللساني، إذ أن " دراسة الفكر و النشاط الإنسانيين لا يمكن أن تصل إلى نتائج ذات بال دون التعامل مع النظام الرمزي الأكثر استعمالا عند البشر و هو اللسان، فالدراسة اللسانية مسهمة بقسط وافر في محاولة فهم الفكر الإنساني و في كيفية بنائه لرموزه و كيفية تلوينه. (و هنا) لا يمكن تقديم أجوية واضحة بصدد السلوك اللساني عند البشر، ما لم ترتبط الأبحاث المنجزة بنظرية لسانية تعانق نظريات أوسع، لها امتداد يعد فيه اللساني جزءا من النسق البشري العام في السلوك " ، و لا بد من الإشارة إلى أن علم اللسان الاجتماعي مرتبط بنظرية لسانية يمكن القول عنها : أنها شكلت أرضية خصبة للباحث اللساني لأنها فتحت مجالا يرشح فيه اللسان ألا و هو المجتمع، فبعد أن كان الباحثون يدرسون اللسان انطلاقا مما هو نفسي (الإنسان في ذاته و لذاته)، أصبح ممكنا دراسته في علاقاته بالمجتمع، أفلا يمكن القول هنا بأن الانتقال من اللسانيات النفسية إلى اللسانيات الاجتماعية هو محاولة لتوسيع أرضية فسيحة يتمكن من خلالها اللساني من وصف الظاهرة اللسانية انطلاقا من المجتمع؟ ثم هل البحث في العلاقة بين اللسان و المجتمع يعتبر وليد اللسانيات أم أنه كان وليد اللغويات؟.
    إن دراسة اللسان بوصفه ظاهرة اجتماعية- كما سبق إليها اللساني دي سوسير بقوله : "اللسان فعل اجتماعي" و "مؤسسة اجتماعية"، "نتاج القوى الاجتماعية التي تعانق حياة الجماهير، طبيعتها الاجتماعية ميزة من ميزاتها الداخلية" ليست أمرا مستحدثا سواء لدى أصحاب العلوم الاجتماعية أم لدى اللسانيين و اللغويين، ذلك أن هذا العلم (اللسانيات الاجتماعية) "برز في الخمسينات من هذا القرن، على اعتباره استجابة لاعتبار اللسان فعلا اجتماعيا، كما سبق و أن قال سوسير. ثم إن Meillet و هو من تلامذة Bréal و دي سوسير، ردد منذ 1906 على الطبيعة الاجتماعية للسان، انطلاقا من كون " كل تغيير في البنية الاجتماعية للمحيط الاجتماعي تتم ترجمتها فعليا بتغيير في الظروف التي يتم فيها تطور اللسان"، و بهذا فاللسانيات علم اجتماعي و تغيرها خاضع للتغييرات التي تطرأ على مجتمع ما، و غالبا ما تكون هذه العلاقة التأثيرية غير مباشرة"
    إضافة إلى ما قيل، فإن شارلز فيرجسون يدلل على هذه الحقيقة قائلا : " منذ وقت بعيد أكد رواد علم النفس الاجتماعي مثل : جورج هربرت ميد على أهمية اللسان في التفاعل الاجتماعي، و في مطلع هذا القرن حاول لسانيون مبرزون مثل : أنطوان مييه أن يضعوا اللسان في مكانته الاجتماعية، وأن يجمعوا بين التحليل الاجتماعي و بحث التغيير اللساني، و بشكل تقليدي ظل للسانيات مكانها داخل البحث الانثروبولوجي" .
    و إذا كان شارلز فيرجسون قد دلل على أن رواد علم النفس الاجتماعي أكدوا على أهمية اللسان في التفاعل الاجتماعي، فإن كريستيان بايون Christian bayon يوضح هذه الفكرة في كتابه sociolinguistique قائلا : "ظهر مصطلح اللسانيات الاجتماعية لأول مرة سنة 1962 خلال اجتماع جامعي عقد من أجل خلق شواهد، و قد تم خلق هذا المصطلح في ذلك الوقت في إطار علم النفس اللساني psycholinguistique"
    تلكم كانت وجهة نظر اللسانيين اتجاه هذا العلم، لكن، هل دراسة اللسان في علاقته بالمجتمع لم تظهر إلا مع اللسانيين أم أن علماء اللغة قد تناولوها قبل ذلك؟
    بالفعل فإن دراسة اللسان انطلاقا من المجتمع قد سبق إليها اللغويون كما تحدث فيها المفسرون.





    1-3 آراء اللغويين و علماء التفسير:
    1-3-1- وجهة نظر علماء اللغة :
    لقد أشار ابن جني في كتابه الخصائص إلى أن :" اللغة ألفاظ يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" ، هاته الإشارة تفيد أن اللسان هو الوسيلة أو الأداة التي يتواصل بها الناس داخل المجتمع.
    لكن في القديم لم يكن يدرك ما للسان من صلات بالمجتمع الذي يعيش فيه ،أو يعدل من طرائقه، لكن بعد تقدم العلوم الإنسانية و إدراك حقائق الظواهر الاجتماعية، لوحظ أن الألسن ترتبط بالجماعات الناطقة بها، و يمكن أن نهتدي على إثر هذا الإدراك إلى معرفة خصائص الجماعات البشرية في دراستنا للألسن و تاريخها و تطورها، و الحقيقة أن اللسان في عمومه ذو وظيفة هامة جدا ، يمكن أن تلخص في أمرين:
    - أمر فردي: هو قضاء حاجة الفرد في المجتمع (التفاهم باللسان).
    - أمر اجتماعي خالص: هو تهيئة الوضع المناسب لتكوين مجتمع و حياة اجتماعية (اللسان أصل و جذر لكل ما يمكن أن نتصوره من عوامل تكوين المجتمع).
    انطلاقا من هذين الأمرين يمكن أن نقول أنه لا يمكن أن يقوم شيء بدون لسان، فكيف يمكن تصـــــور تاريخ بدون لسان ،أو دين بلا لسان، أو فكر بدونه ،أو إحساس لا يترجم به، إن المشترك في كل ذلك هو الحياة الاجتماعية، التي لا يمكننا الحديث عنها بدون اللسان" .
    1-3-2- نظرة علماء التفسير :
    إن الدارسين من علماء التفسير من خلال دراساتهم في تفسير القران الكريم يقومون بربط الآية بأسباب النزول ، يقول الو احدي :" إذ هي (أي أسباب النزول) أو فيما يجب الوقوف عليها، وأول ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية و قصد سبيلها دون الوقوف على قصتها و بيان نزولها" . يقول ابن دقيق العيد:" بيان سبب النزول طريق قويم في فهم معاني القرآن". و يقول ابن تيمية أيضا :" معرفة سبب النزول تعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يفيد العلم بالمسبب" .
    من هنا نستنتج أن كتب التفسير قد تحدتث في أسباب النزول، بل ربطت القول بالظرف الاجتماعي أو بالمكان الجغرافي منعا لالتباس المعنى كما فعل السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن".
    من خلال نظرة علماء اللغة الذين لم يكتفوا في جمع اللغة بالسماع، بل الاعتماد الحضور و المشاهدة (النزول إلى الميدان)، ثم علماء التفسير الذين لم يفسروا الآية إلا ربطوها بسببها (و السبب يحتاج إلى مسبب). نستنتج أن دراسة اللسان في إطاره المجتمعي لم تكن غائبة عند الدارسين القدامى و لا المحدثين إلا أنه لم يتم الإشارة إليها باعتبارها مصطلحا أو علما سمي ب "السوسيولسانيات" .
    1-4 - موضوع اللسانيات الاجتماعية :
    لما كانت اللغة هي النظام العام المشترك بين كل متكلميها، و اللسان هو مختلف تحقيقات هذا النظام، فإن موضوع السوسيولسانيات هو هذه التحقيقات في وسطها الطبيعي لذا نجد الدكتور عبد العزيز حليلي في كتابه " قضايا لسانية" استعمل مصطلح "لسان" في تعريفه للسوسيولسانيات إذ قال:" السوسيولسانيات جزء من اللسانيات بمعناها العام الكامل (...) و لكن الثابت فيها و الجوهري هو دراسة اللسان في علاقته بمتكلميه" - هذا العلم الذي لم يصل- حسبه- موضوعه و أدوات بحثه إلى مستوى ضبط الأصوات و التصريف، والتركيب، والدراسة السوسيولسانية متنوعة ومختلفة أحيانا في مواضيعها و في أساليب و أدوات بحثها.
    II- مرتكزات اللسانيات الاجتماعية:
    إن لكل علم مرتكزات، لذلك فللسانيات الاجتماعية باعتبارها علما، مرتكزات مفاهيمية، يمكن أن نجملها فيما قال به مارسيليزي.
    و هي كالآتي :
    - التفرد: و المراد به الإبداع في العناصر اللسانية من حيث الأشكال و التأليفات أو الاستعمالات المحدثة. و التفرد يجب أن يكون إراديا أو تلقائيا.
    - التنوع و التقابل : المراد به في ضوء الفرضية القائلة بأن الظواهر اللسانية مرتبطة بالمعطيات التاريخية، لذا وجب وضعه في الحقل اللساني المراد بحثه في سياقه التاريخي، مما يمكن السوسيولساني من تطبيق المنهج المقارن لإقامة التقابل، و هكذا يمكن نظريا القيام بالمقارنة بين نظام (لسان فئة)، و النظام النموذجي العام (اللغة) (...)، لذلك يجب أن يدرس الاختلاف بين اثنين أو أكثر
    من متتاليات النصوص أو الخطابات: تلك التي هي لنفس المجموعة و تنتمي إلى حقبتين تاريخيتين مختلفتين. و تلك التي تنتمي إلى عدد من المجموعات المختلفة
    -1-2 اهتمامات كل من الباحث اللساني و الباحث اللساني الاجتماعي:
    إذا ما سيغ لنا أن نتحدث عن اهتمامات كل من الباحث اللساني و اللساني الاجتماعي لجاز لنا تناولهما وفق عدة زوايا؛ ذلك أننا إذا اعتبرنا أن مجال اللسانيات الاجتماعية هو : " دراسة طرق استعمال اللسان داخل المجالات الاجتماعية، و هي محكومة بقواعد تنظمها - و تتحكم في قواعد الاستعمال"، فإن مهمة الباحث السوسيولساني حسب مارسيليزي تتمثل في :
    • محاولة تبيان العناصر الاجتماعية المؤدية إلى الاختلافات اللسانية.
    • محاولة الكشف عن مظاهر المؤثرات الاجتماعية في لسان أبناء نفس المجتمع، أي ما يميز لسان طبقة عن أخرى أو فئة عن غيرها، أو جهة عن باقي الجهات.
    • البحث في تفسير كيفية تطور الألسن عبر الحقب التاريخية التي مرت بها الشعوب التي اهتمت برد التغيرات إلى أسبابها الداخلية و توضيح أثر تبادل التأثير مع المحيط الخارجي في إطار الربط بين اللسان و مستعمليه و محيطهم البيئي و اللساني و حاجاتهم المعلنة و الضمنية الشعورية، و غير الشعورية ...الخ.


    من هذا المنطلق يمكن القول " بأنه إذا كان الباحث اللساني يقتصر في دراسته للألسن على مجال الشرح، و إبراز الفرو قات فإن الباحث اللساني الاجتماعي يبحث عن اختيارات الاستعمال حسب اختلاف الوضعيات و أسبابها."
    -2-2العلوم المتفرعة عن اللسانيات الاجتماعية:
    يمكن أن نميز مع الرائد السوسيولساني فيشمان ثلاثة أنواع أو فروع من علم اللسانيات الاجتماعية و هي كالآتي :
    أ- اللسانيات الاجتماعية الوصفية : و هي موجهة لدراسة النماذج العامة للاستخدام اللساني في كلام المجتمع. و الحقيقة أن هذا الفرع – يعد من بين الفروع الثلاثة المهمة الأساسية للسانيات الاجتماعية، و هو يمثل ما يمكن أن نسميه مرحلة جمع المادة فيما يتعلق بالنماذج القائمة فعلا في التنظيم الاجتماعي للاستعمال اللساني، و كذلك فيما يتعلق بنماذج السلوك المتبع تجاه هذا الاستعمال.
    ب- اللسانيات الاجتماعية الحركية: و هي تركز على نماذج التغير و أسبابه في نظام الاستخدام اللساني.
    ج- اللسانيات الاجتماعية التطبيقية : و هي تهتم بعدد واسع من الموضوعات التي تتدرج بدءا من تعليم اللسان ، و وضع الرموز الكتابية أو تنقيح أنظمة الكتابة القائمة، وانتهاء بالتحديدات السياسية و الاجتماعية للسان، مثل اختيار اللسان الرسمي، و لسان التعليم، و هي موضوعات تجمع بين علم الاجتماع التطبيقي و علم اللسان التطبيقي .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/05/2011, 06:51 PM
  2. أخبــــــار الأدب ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09/01/2007, 10:27 AM
  3. المـــــربد الزاهـــــر على الـــــرابط الـــــتالي:...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10/09/2006, 08:37 PM
  4. ما معنى بدل في الآية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05/09/2006, 09:59 PM
  5. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15/08/2006, 07:20 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •