[color=darkblue]الإشارات الإلهية ( في عيد المولد النبوي الشريف)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
لك أن تقول قد جف ذاك الماء الذي أمتح منه كياني وعزيمتي
لك أن تقول أن مشاغلي تأخذني حتى أنسى نفسي
لك أن تقول ما تشاء
لكن حين يذكر محمد
فليس لك إلا أن تصلي عليه وتسلم
بعيدا عن كلا الجوانب فأنا أرى في العودة لسيرة الرسول الكريم عنوان النجاح لمن أراد ذلك ودلالة على رجاحة العقل وحسن التدبير ومعرفة الهدف.
لأننا حين نخفق في الحياة بتجاربنا الشخصية فنحن بحاجة إلى تجربة ناجحة نقتدي بصاحبها والكريم محمد صلى الله وسلم صاحب أعظم رسالة
حق له تمام الصلاة والسلام والإقتداء. والأمر أعمق وأعظم.
في عيد المولد النبوي الشريف والناس تتعلق القلوب وتشتاق للصفاء والنقاء دعوة للتذوق من قليل ما لدينا.
سجادة
من داخل الكهف المسحور اخترتها. من بين كل الكنوز رضيتها .... سجادة عجيبة اعتليها آنى شئت ومتى اردت... وما أن أتمتم بكلمات سحرية حتى تراها تطير بي وتبحر فيغمرني أشقر النور وازرق السماوات
وتطير بي إلى ما كنت لأحلم به فيتساقط بعضي أغدو اجمل ابتعد عن الناس وارحل إلى البعيد إلى النجاة....
إلى حيث لا يدري أحد وحدي أنا وسجادتي السحرية ومتى أردت الهبوط فأني أتمتم يمينا ثم شمالا.
الهوى الجديد
هويت مع كل هوى مضى , وما بقي في استعداد لهوى جديد يملؤني ضعفاً هوى الهوى ... أم يهوي هواها ... أم هويت مع هواها ,أم هواها هو الهوى. إني أبحث عن هوى لا أهوي فيه أو أهوي لكن في بحور الرقي والذوبان هوى تذوب فيه أصغر ذرة فيك , من أنانية من كبر من عجب من خيلاء فيجيبك مجمع الكبرياء والعظمة والجلال والجمال
ما تركني البتة منذ هويته
فهويت في هواه كورقة خريف في بحور من ربيع وخضرة ... هوى يجعلك تحترق ثم تفنى ثم تشع نوراً وتنقط قوة وجمالاً .
شكوك
فخور بنفسي إذ كنت أصلي وأصلي .. سكينة عجيبة كانت تحيط بي .. لكني شككت بنفسي و كـأني لا أصلي .. نظرت فإذ بي أقرأ ما لا يقرأه المصلون .. اكتشفت أني شارد عن أمري وأخذت أنعم النظر , وإذ بي أؤدي حركات لا يؤديها المصلون , خرجت من صلاتي , نظرت فإذ بي اتجه إلى قبلة لا يتجه إليها المصلون , كانت تماما" بعكس قبلتهم و تفكرت وإذ بي أصلي من غير وضوء ,ما هذا الذي يجري لي , وأدركت حينها أني كنت أصلي لإله غير الذي يصلي له المصلون .
كلمات
أكلح ليل هو ذاك الذي استفاق ينصت .. يبحث ولا يرى يدا" ترتفع , أو قلبا" يخشع أو عينا" تدمع أو سيفا" يسن , فيبكي دمعا" أسود يزيد من كلاحته .أفرح شيطان هو ذاك الذي قام ليلا" يغوي الناس فشاهدهم مستعدين له يستزيدونه فنونا" و إغواء
أسعد إنسان هو ذاك الذي قام في الليل الكالح يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويهجر قوما" فاسقين وتوضأ وصلى بين يدي ربه
أكرم الأكرمين هو الذي بددت أنواره ظلمات الكون العظيم وأعاذ عبيده من الشيطان الرجيم ووعد الفاسقين عذاب الجحيم وأعد للمؤمنين جنات النعيم.
سري وسرك
مشى فانجلى قلبه , امتد إحساسه إلى كل أرجاء الأرض وكل أرجاء السماء شعر بعظمة الله و بعظمة ظلمه لنفسه و كان يمشي بين الناس , لا أحد يطلع على قلبه غيره انجلى القلب وصفا فتاب , وأراد البكاء لولا أنظار الناس , لكن الأمر غلبه , وحين سقطت أول دمعة كانت السماء تنهمر وتتساقط القطرات على وجهه , كان ينظر على الناس ويقول في سره : سترني ربي سترني ربي أما العارفين من الناس فكانوا ينظرون إليه والى السماء ويقولون : ما أعظم بكاء هذا الرجل .
النبع
كانا متجاورين قال الأول : مالي رغبة في الشرب من ذلك النبع إنه بعيد جدا" والوصول إليه شاق وعسير وأنا كسول , بينما هذا الماء بين يدي قريب , وتراءت له قطرات الماء عذبة فشرب وقال : وكان الماء ليس بماء و إنه لا يرويني إنه ماء أجاج بل إنه صديد و قيح ... ما هذا الذي أشرب . يا أيها النبع كم أنا عطش لكنك بعيد بعيد , نظر إلى الماء بين يديه و تبا" لك أيها النبع لماذا لا تأتيني إنك سبب عطشي وبقي يشرب من الماء بين يديه ويسب النبع .
أما الثاني فقد صم أذنيه عن كلام أخيه , وسار نحو النبع متشوقا" لكن النبع كان أقرب مما يتوقع وحين اقترب منه وارتشف شيئا" يسيرا" منه بكى كثيرا" .. لأنه تأخر في المجيء إليه .
الإشارات الإلهية
في كل يوم حين استيقظ أسمع أشياء صغيرة جدا" تناديني فخرير الماء في المغسلة اسمعه يقول لي لا تسرف والشاي الساخن حين يلذع فمي اسمعه يقول لي لا تعجل وحلوى من صنع أمي اسمعها تقول لي افرح وفرحة العطاء اسمعها تقول لي اشكر والشكر ينثال من لساني اسمعه يقول لي سأزيد فزد , أطرافي حين أراها تتوكأ اسمعها تقول لي سنشهد تعقل وحرقة النار اسمعها تقول لي هناك أحرق تفكر , وجمال الفاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان اسمعها تقول لي هناك أجمل
سبحانك ربي سبحانك إشارتك تغرقني ... إني أغرق .. أغرق .. أغرق
15/11/2002[/color]
