إهداء شعري إلى شعراء وشاعرات المربد الأزهر
***
لولا رجائي
ألَـمْ يـانِ تَـرْكِي لا عَلَيَّ ولا لِ//
عزمي على ما يَا فيه إصلاح حالِيا

وقد نال مني الشيب وابْيَضَّ مفرقي//
غـالت سـوادي شـهبة في قذاليا
وحـالت بي الحالات عما عهدتها//
كـر الـليالي والـليالي كـما هيا
أُصَـوِّتُ بـالدنيا وليست تجيبني//
حـاول أن أبـقى وكـيف بـقائيا
ومـا تـبرح الأيـام تحذف مدتي//
ِعَـدِّ حـساب لا كَـعَدِّ حـسابيا
لـتمحوَ آثـاري وتـخلق جـدتي//
تـخلي مـن ربـعي بِكرْهٍ مكانيا
كـما فـعلت قبلي بطسم وجرهم//
آل ثـمود بـعد عـادِ بـن عاديا
وأبـقى صـريعا بين أهلي جنازة//
يـحوي ذوو الميراث خالصَ ماليا
أقـول لنفسي حين مالت بصغوها//
لـي خـطرات قـد نـتجن أمانيا
هـبيني مـن الدنيا ظفرت بكل ما//
مـنيت أو أعـطيت فـوق أمانيا
ألـيس الـليالي غاصباتي بمهجتي//
مـا غصبت قبلي القرون الخواليا
ومُـسْكِنَتِي لَـحْداً لدى حفرة بها//
طـول إلـى أخرى الليالي ثوائيا
كـما أسْـكَنَتْ ساما، وحاما، ويافثا//
نـوحا ومـن أضـحى بمكة ثاويا

فـقد آنـست بالموت نفسي لأنني//
أيـت الـمنايا يـخترمن حـياتيا
فـيا لـيتني من بعد موتي ومبعثي//
كـون رفـاتا لا عـلي ولا لـيا
أخـاف إلـهي ثـم أرجـو نواله//
لـكـن خـوفي قـاهر لـرجائيا
ولـولا رجائي واتكالي على الذي//
وحَّـد لـي بالصنع كهلا وناشيا
لـما ساغ لي عذب من الماء بارد//
لا طـاب لي عيش ولا زلت باكيا
عـلى إثـر ما قد كان مني صبابة//
يـالي فـيها كـنت لـله عاصيا
فـإني جـدير أن أخـاف وأتقي//
إن كنت لم أشرك بذي العرش ثانيا
(أبو تمام)
*****

د. أبو شامة المغربي