باقة ورود شعرية شذية لأخي طارق هدية
*****
أرَق عـــلى أرَقٍ وَمثــلي يَــأرَقُ*
وجَــوًى يَزيــدُ وَعَــبرَة تَـتَرَقرَقُ
جُــهدُ الصِّبابَـة أن تَكـونَ كَمـا أُرى*

عَيْـــن مســهدة وقَلــب يَخــفِقُ
مــا لاحَ بَــرقٌ أو تَــرَنَّمَ طــائرٌ*
إلا انثنيــتُ ولــي فُــؤاد شَــيِّقُ
جَـربتُ مـن نـار الهـوى مـا تَنطَفي*
نــارُ الغَضــا وتَكـلُّ عَمـا يُحـرِقُ
وعَــذَلْت أهـلْ العِشـق حَـتى ذُقْتُـه*
فعجـبتُ كَـيفَ يَمـوتُ مَـنْ لا يَعْشَقُ
وعَــذَرْتُهم وعَــرفتُ ذَنْبـي أننـي*
عَــيرتُهُم فلقيــت منــهُ مـا لَقُـوا
أبنِــي أَبينــا نَحـنُ أهـل مَنـازِل*
أبَــداً غــرابُ البَيْـنِ فيهـا يَنعَـقُ
نَبكـي عـلى الدنيـا ومـا مـن مَعْشَرٍ*
جَــمَعَتهُمُ الدُّنيــا فلــم يَتَفَرّقُــوا
أيــنَ الأكاســرة الجبَــابِرَةُ الأُلـى*
كَـنَزوا الكُنـوز فَمـا بَقيـن ولا بَقُـوا
مِـنْ كُـلّ مَـنْ ضـاقَ الفَضاءُ بجيشهِ*
حــتى ثَــوى فَحـواه لَحْـدٌ ضَيـقُ
خُــرس إذا نُـودوا كـأًنْ لـم يَعْلَمـوا*
أن الكَــلامَ لَهُــم حَــلالٌ مُطْلَــقُ
فـــالموتُ آتٍ والنفــوسُ نَفــائِسٌ*
والمسُــتَعزَ بِمــا لَديْــهِ الأحْــمَقُ
وَالمــرء يَــأْمُلُ والحيَــاةُ شــهيةٌ*
وَالشَــيب أَوْقَــرُ والشــبيبةُ أَنْـزَقُ
ولقـد بَكَـيت عـلى الشـبابِ وَلِمّتـي*
مُســوَدةٌ وَلمــاءِ وَجــهي رَونَـقُ
حَــذَرا عَليــهِ قَبــل يَـومِ فِراقِـهِ*
حَــتى لكـدت بمـاءِ جَـفني أشـرَقُ
أمّـا بَنـو أوس بـنِ معْـنِ بنِ الرِّضَى*
فــأعزُّ مَــن تحـدى إليـه الأينُـقُ
كَــبرتُ حَــولَ دِيـارِهِم لَمـا بَـدَت*
منهـا الشـموس وَليس فيهـا المشـرِقُ
وعَجــبتُ مـن أرض سـحاب أكـفهم*
مــن فَوْقهــا وصُخورهـا لا تُـورِقُ
وتَفــوحُ مـن طيـب الثًّنـاءِ رَوائِـح*
لَهُـــمُ بكــل مكانَــةٍ تُستَنْشَــقُ
مســـكيةُ النفَحـــاتِ إلا أَنهـــا*
وَحشـــية بســـواهُمُ لا تعبَـــقُ
******
د. أبو شامة المغربي