باقة ورود شعرية لأخي الكريم ثروت سليم هدية
*****
هذه القصيدة للشاعرعَبْدَةُ بن الطبيب بن عمرو بن وعلة بن أنس
وهوشاعر مجيد ليس بالمكثر، وهو مخضرم أدرك الإسلام فأسلم
شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز سنة 13هـ
*****
وصية شــــاعر
أبَنِي إني قـــد كَـــبــــرتُ ورابــني*
بــصـــري، وفيَّ لِمصلحٍ مستمتعُ
فلئن هَلَكتُ لقد بنيتُ مســــــاعياً*
تبقى لكـــــم مــــنها مــــــآثر أربعُ
ذِكـــرٌ إذا ذُكِـــــرَ الكــــــرام يزينكم*
ووِِراثَةُ الحـــســــــب المُقَدَّمٍ تنفعُ
ومـــقـــــام أيــــام لهن فــضـــــيلةٌ*
عــــــند الحـفِيظة والمجامع تجمعُ
ولُهــىً من الكسـب الذي يغنيكم*
يوماً إذا احـتصـــر النفوس المطمع
ونصــــيحة في الصــدر صادرةٌ لكم*
مـــادمت أبصرُ في الرجال وأسمعُ
أوصيـــكم بــتـــقـــى الإله فـــــإنه*
يعــــطي الرغائب من يشاء ويمنعُ
وبـــبـــر والدكـــــم وطــــاعة أمـره*
إن الأبـــــر من البنين الأطــــــــوعُ
إن الكـــــــبير إذا عـصــــــاه أهــلُهُ*
ضــــــــاقـــــت يداه بأمره ما يصنعُ
ودعوا الضغـينة لا تكن من شأنكم*
إن الضــــغــــــائن للقــــرابة تُوضَع
واعصوا الذي يزجي النمائم بينكم*
متنصــــحـــاً، ذاك السِّمام المُنقَع
يزجـــي عــقــاربه ليبــعــث بينكم*
حـــرباً كـــمـا بعث العُرُوقَ الأخدع
حـــــران لا يشــــفـي غليل فؤادهِ*
عَــسَـــلٌ بماءٍ في الإناء مشعشعُ
لا تأمــنــوا قــومــاً يشب صــبـيهم*
بين القـــوافـــل بالعـــداوة ينشــع
فَضِلَتْ عــــــداوتهم على أحلامهم*
وأبت ضباب صـــــــــدورهم لا تنزع
قومٌ إذا دمس الظـــــــــلام عليهم*
حــدجـــوا قــنــافـذ بالنميمة تمزعُ
أمـــثال زيدٍ حــــين أفسـد رهطه*
حــــتى تشــــتت أمرهم فتصدعوا
إن الذين ترونـــهــــم إخـــوانــكــم*
يشفي غليل صُدورهم أن تُصرعوا
ولقد عـــلمت بأن قصـــــري حفرة*
غـــبــراء يـحــمـلني إليها شــرجع
فبكــى بناتي شجــوهن وزوجتي*
والأقــــربون إلي، ثم تصــــدعـــوا
وتُرِكت في غـــبـــراء يُكـــرَهُ وٍردها*
تســـفـــي علي الريح حـين أودعُ
فإذا مضـــيت إلى سبيلي فابعثوا*
رجـــلاً له قـــلـــبٌ حــــديدٌ أصـمعُ
إن الحــــوادث يخــــترمـــن، وإنما*
عــــمـر الفتى في إهله مستودعُ
يســعى ويجــمع جاهداً مستهتراً*
جــــداً، وليس بآكــــل ما يجــمـع
حــــتى إذا وافـــى الحِــمام لوقته*
ولكل جـــنب لا محــــالة مصــــرع
نبذوا إليه بالســـــــــلام فلم يجب*
إحـــداً وصَمَّ عن الدعــــاء الأسمع
*******
د. أبو شامة المغربي