الحكم بالإعدام على ديوان شعري*

بقلم: محمد جبريل
......................
mlg_38@hotmail.com

تلقيت هذه الرسالة من الصديق الشاعر عبدالعزيز موافي:
قال لوركا: بالأمس قتلوا واحدة من كلماتي فجلست مع قصائدي في مجلس عزائها واليوم ومن أجل الكلمة الشهيدة نفسها لبست كل الكلمات الجميلة والبريئة في العالم ربطة عنق سوداء حزنا عليها.
وأنا - علي العكس من لوركا - قتلوا كل كلماتي عندما حكموا بالاعدام علي ديوان كامل هو ديوان 1405 الذي يترجم التجربة الإنسانية في حرب أكتوبر والذي يتزامن اصداره مع ذكري تلك الحرب إلا أن بعض مسئولي الهيئة بدلا من احتفائهم بهذا الديوان الصادر في مكتبة الأسرة لم يقتلوه فقط وإنما مثلوا بقصائده فبعد أن انتهوا من طبعه فوجئت بأن الأسطر الأخيرة في قصيدتين قد سقطت عند الطبع بالاضافة إلي سقوط ثلاثة مقاطع كاملة هي بمثابة ثلاث صفحات وما زاد الطين بلة ان هناك قصيدتين متداخلتين معا.
حينما توجهت إلي مكتب رئيس الهيئة أحالوني إلي مكتب مسئول آخر عرضت عليه المشكلة وارتحت لأنه كان عليما بها لكنه فاجأني بطلب أن يبقي الديوان علي ما هو عليه مع اضافة استدراك في آخره أفهمته ان ذلك لم يحدث من قبل في دواوين الشعر وان الاستدراك خاص بالأخطاء الطباعية للمفردات فقط وهو ما لا يتفق والأخطاء الجسيمة الموجودة بالديوان. رد قائلا: الموضوع كدة حايطول. وحينما سألته: إلي متي؟ رفض الاجابة كما رفض الافصاح عن كيفية إصلاح الخطأ.
يبدو أن هذا المسئول تناسي ان الهيئة تتعامل مع المبدعين والمثقفين. الذين يمثلون ضمير ووجدان هذا الوطن ولو ان ذلك كذلك لبادر المسئول- ومن تسبب الحاق في الأذي بديواني وبشخص مؤلفه بالتالي - بالاعتذار عن هذا الخطأ الذي يبلغ حد الخطيئة ولا ستدركوا الخطأ فورا أنه من غير المنطقي أن يتحمل المبدعون وزر اخطاء الآخرين.
اذكر بعض مسئولي هيئة الكتاب - هؤلاء الذين لا يجدون في الخطأ ما يستحق المراجعة ولا التصحيح - بالقول الجميل: الرجوع إلي الحق فضيلة.
انتهت الرسالة.
*العنوان أنا الذي وضعته، والزاوية الأسبوعية بعنوان "من المحرر" (د. حسين علي محمد).
..........................
*المساء ـ في 6/10/2007م.