صفحة 13 من 40 الأولىالأولى ... 3 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 23 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 145 إلى 156 من 475

الموضوع: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة

  1. #145 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "عندما تتكلم الذات .. السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث"
    تأليف الدكتور

    محمد الباردي
    الناشر: اتحاد الكتاب العرب - دمشق


    مؤلف هذا الكتاب محمد الباردي روائي وناقد تونسي، ولد في قابس في العام 1947م، له عدد من الروايات منها: (الملاح والسفينة)، و(مدينة الشموس الدافئة (و(على نار دافئة)، و(جارتي تسحب ستارتها)، و(الكرنفال)، كما صدر له في النقد: (حنا مينه روائي الكفاح والفرح)، و(الرواية العربية والحداثة)، و(في نظرية الرواية).
    يبحث كتابه الجديد في مفهوم السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث وإشكالية هذا الجنس الأدبي وشروطه ودوافعه وأشكاله محاولاً الوصول إلى تعريف جديد له.
    يشير الباحث في المقدمة إلى أن كتاب (الأيام) لطه حسين وضع حجر الزاوية لأدب السيرة الذاتية، وكان أثره في الأدب العربي الحديث أشبه بأثر اعترافات روسو في الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر.



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #146 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "ثمرة الذاكرة كتابة الرواية بين التخييل والسيرة الذاتية"
    نبيل درغوث


    "إن معظم الروايات الأولى هي سير ذاتية مقنعة، هذه السيرة الذاتية هي رواية مقنعة"
    "كليف جيمس"
    مثّل تداخل الأجناس الأدبية إشكالا بالنسبة إلى مصنّفى الأدب، وقد أصبح تمييز كلّ جنس أدبى عن غيره أمرا عسيرا لتداخلها وتوالدها من بعضها البعض، وهذا ما سبب خلطا هائلا أصبحت تعانى منه بعض المقاربات للأجناس الأدبية حيث تسود زئبقية مصطلحاتها وانفتاح النصوص على بعضها البعض. فليس ثمة أسوار منيعة أو آليات تعمل داخل الشكل الفني، تحول دون تداخل الأشكال الفنية وتمازجها "1".
    “حفيف الريح” "هى الرواية الثانية لظافر ناجي"، ما أن يتفحصها القارئ حتى يلاحظ علاقتها برواية السيرة الذاتية حيث تتقاطع أحداثها وشخصياتها بمكونات من حياة الكاتب. فما هى خصوصية هذه الرواية وما علاقتها بالسيرة الذاتية؟
    على سبيل المدخل النظرى الموجز سنحاول بدءا تحديد الملامح الكبرى للرواية التى يمكن القول بأنها عمل فنى متخيل، نثرى، ينهض على أساس قصصي، مادته أحداث وشخصيات هى مزيج بين الخيال والحقيقة على شكل حبكة ذات تعقيد ما. قد يبدو هذا التعريف بمثابة تقرير أمر واضح، لأن الرواية تتخذ “لنفسها ألف وجه، وترتدى فى هيئتها ألف رداء، وتتشكل أمام القارئ، تحت ألف شكل مما يعسر تعريفها تعريفا جامعا مانعا. ذلك لأننا نلفى الرواية تشترك مع الأجناس الأدبية الأخرى بمقدار ما تستميز عنها بخصائصها الحميمة، وأشكالها الصميمة”"2".
    الرواية تركيب خيالي، وهى قبل كل شيء بناء فني- رمزى يسعى لأن يمثل الوضع الاجتماعى /النفسي/ الانطولوجى للإنسان فى الكون. فالرواية بمعنى ما هى الوهم المبتكر الذى يترك آثاره فى نفس القارئ. “إنه الوهم الخالد.. الوهم الباقى لأنه يأخذ شكلا صلبا وحيويا عبر الفن بحيث يتواصل مع الآخرين من البشر مهما بعد زمانهم ونأى بهم المكان فيصير بإمكانهم أن يعايشوا صورة الوهم وأن يتأثروا بها”"3".
    ويرى بعض منظرى الرواية فى احتمال نشأتها ومسار تطورها أنها من أهمّ أشكال الإبداع قدرة على التو ضيف والاستفادة من الأجناس الأدبية التى سبقتها "الأسطورة، الملحمة، الحكاية...إلخ". فهى “الوريث الشرعى للأجناس السابقة”"4" ومن الباحثين من يرى أن “الرواية عموما هى الجنس متهم بإراقة دماء الأجناس التقليدية القديمة واستعباد بعضها أحيانا وتحويلها إلى “مدبّرات” سرد فى نسيجه الحكائي”"5".
    والرواية من الأجناس الأدبية التى هى فى علاقة توارثية وتستكمل سلالات بعضها، ومنها السيرة الذاتية. ونحن نفترض ان رواية “حفيف الريح” لظافر ناجى هى من جنس السيرة الذاتية. وقبل تبيان هذه الفرضية يجدر بنا فى مسلكنا النقدى ان نتوقف عند اهم المحطات التى عرفتها تنظيرات السيرة الذاتية.
    السيرة الذاتية: لمحة تاريخية
    حسب جورج ماى فان نهاية القرن الثامن عشر هى بداية السيرة الذاتية. فنشر “اعترافات” "Confessions" جان جاك روسو "J.J. Rousseau" "1712-1778" بعد وفاته شكل نقطة انطلاق وإعلان عن استقلال السيرة الذاتية ككيان أدبيّ"6".
    وإن كان المؤرخون الغربيون يقرّون بأن السيرة الذاتية هى لون من الألوان الإبداعية خاصّ بالثقافة الغربية، فانه مع أواسط القرن العشرين تغيّرت هذه الفكرة فى النقد الأدبى الغربي، ولم تعد السيرة الذاتية حكرا على الحضارة الغربية دون غيرها"7".
    فالدارسون للسيرة الذاتية فى الأدب العربى يجمعون على أنّ هذا الشكل من أشكال التعبير عرفه تاريخنا الأدبي.”وهو غرض أدبى عريق فى حضارتنا العربية الإسلامية ولئن لم يتبلور متصوره الذهنى بما يتيح له الانفراد بمصطلح نقدى مخصوص فإنه قد صيغ على نماذج تكاد تصل به منزلة الاكتمال فى المضمون والغرض والأسلوب”"8". فالأدب العربيّ عرف السيرة الذاتية قديما كما حديثا. وقد اجمع الباحثون ان كتاب “الأيّام” "1929" لطه حسين نص مؤسس للسيرة الذاتية فى الأدب العربى الحديث "9".
    يعود وضع الأساس للتنظيرات الحديثة فى حقل السيرة الذاتية إلى سنة 1956 مع مقال “شروط السيرة الذاتية وحدودها” لغوسدورف” "GUSDORF""10" وابتداء من هذا التاريخ تتالت المقالات والكتب حول تحديد وتعريف هذا الشكل الإبداعى الذى رأى فيه الفيلسوف الألمانى ويليهيلم ديلتاى أكثر تعبيرات تأمل الحياة المباشرة.
    وفى سنة 1971 وضع فيليب لوجون"Philippe le jeune" تعريفا لهذا الجنس الأدبى فى كتابه “السيرة الذاتية فى فرنسا” ثم نقّحه سنة 1975 فى كتابه “ميثاق السيرة الذاتية” "Le Pacte Autobiographique" قائلا: “وبعد تعديل طفيف سيصبح حد السيرة الذاتية كآلاتى [هي] حكى استعادى نثرى يقوم به شخص واقعى عن وجوده الخاص وذلك عندما يركز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته يصفه خاصة” "11" ولعلّ هذا التعريف لا يبدو مطلقا ونهائيا، فقد أحجم جورج ماى عن وضع تعريف رغم معالجته لهذا الجنس الأدبى ضمن كتابه “السيرة الذاتية”"12".
    وبعد سنوات قام فيليب لوجون بنقد ذاتى ضمن كتابه “أنا أيضا”"13" معيدا النظر جذريا فى “ميثاق السيرة الذاتية” الذى كان قد صاغه فيما سبق. إذا فلا سيبل للحديث عن جنس سردى نقى خالص، باعتبار أن السيرة الذاتية قد أخذت عند نشأتها أساليب و فنيات الكتابة التى اعتمدتها الرواية سابقا. “فالألوان الإبداعية تميل غالبا إلى الدخول فى علاقة تماثلية فيما بينها، أو توارثية، أحيانا تفسر بعضها أو تستكمل وظيفتها التعبيرية”"14"، وهكذا تصل “الرواية” و”السيرة الذاتية” فى علاقة إشكالية قائمة، فكلاهما يتأسس على قصّة حياة بطل فرد يدخل فى صدام مع محيطه رافضا لنواميس المجتمع، قلقا، ساخطا، يعيش فى علاقة إشكالية مع كل ما يحيط به.
    هيكل وبنية الرواية
    تتألف “حفيف الريح” من أربعة فصول تتخللها أربعة ملاحق. ومنذ الفصل الأول يتولى الراوى مهمة الحكى ليمتد ذلك على كامل الرواية غير انه يتخلل هذا السرد حوارات مطولة بين الشخصيات.
    وإن كانت الرواية قدّمت أحداثا عاشتها الشخصية الرئيسية بين قرقنة والعاصمة وقابس فى منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات. فقد واكبت من جهة أخرى التحولات التى عرفها الواقع الموضوعى على الصعيد العربى والعالمي.
    والرواية ايضا هى ذكريات الشّخصية الرئيسية "فاضل" جاءت فى هيئة “كتاب النساء” ويمثل الفصل الأول فاتحة الكتاب أمّا الفصل الرابع فهو تتمة لقصّة بدأت من الفصل الأوّل مكونة ذكرى تضاف إلى “كتاب النساء”. ولكن سؤالنا المركزى فى هذه القراءة يضل يتمحور حول تجلى عناصر السيرة الذاتية فى هذه الرواية .
    إنّ استخدام المؤلف لأحداث وشخوص وأماكن ترتبط بحياته الشخصية قصد تأليف روايته الأولى يمثل ظاهرة لا يمكن أن تغيب على أى قارئ جادّ. فالكاتب ينطلق فى نصوصه الأولى من كل ما يتصل بحياته مركّزا فيها على تاريخه الشخصى وسبب ذلك، ربما، ثقل الذاكرة على مخيّلة المؤلّف. فلا بدّ للكاتب أن يتخلص من ذلك الثقل فى أعماله الأولى فتتطهّر المخيّلة ليقع تشغيلها بملكات التخييل. وكان كليف جيمس قد نبّه إلى هذه الظاهرة حيث قال: “إن معظم الروايات الأولى هى سيرة ذاتية مقنّعة.”
    والكتابة عن الذات ممارسة يسيرة يتحسّس الروائى من خلالها عالم الكتابة من خلال مرجعيته الذاتية وحياته وتاريخه الشخصى وعلاقته بالذوات الأخرى. يتناول كلّ هذه الزوايا التى عرفها وخبرها وعاشها قبل أن يبتكر حيوات وشخصيات غيرّية "15". وهذه المرحلة هى مرحلة جنينية وضروريّة لنشوء الكاتب الا ان كثير من الكتّاب من يبقى نزيل هذه المرحلة لا يعرف منها فكاكا فتراه يستنزف تلك الذاكرة استنزافا حتى يسقط فى التكرار فلا يعثر له الباحث إلاّ على نصّ فريد كان قد صاغه مؤلفه بطرق شتّى. واذا اراد ان يتجاوز ذلك فعليه أن يتمرّد على ذاته وأن يتنكّر لعمله الأوّل حتى يؤسس ذاتا إبداعية أخرى فى عمليّة أشبه بقتل الأب، ونقصد بالأب، النصّ الأوّل للكاتب.
    نعثر فى “حفيف الريح” على علامة أجناسية هى عبارة “رواية “ تصاحب العنوان موجهة القارئ منذ البدء على تلقيها باعتبارها “رواية”. غير ان القارئ العارف بحياة الكاتب يجد نفسه أمام نص من تلك النصوص التى يصفها “فيلب لوجون” بالنصوص التى يعثرفيها على التشابهات وعلى تطابقا بين المؤلف والشخصية رغم ان المؤلف اختار أن ينكر هذا التطابق أو على الأقل، اختار أن لا يؤكده "16"، فبالتطابق بين الكاتب والراوى والشخصية تكشف السيرة الذاتية عن ذاتها. والغالب على السير- الذاتية أنها تكتب بضمير المتكلّم المفرد “أنا” الذى يصهر كلّ من الراوى والشخصية والكاتب فى بوتقة واحدة. إلاّ أن ظافر ناجى تعمّد استعمال ضمير الغائب “هو” لكى يوهم القارئ بأن نصّه سيرة غيريّة ويؤكدّ الانفصال بين من عاش القصّة "الشخص" ومن يسردها "الراوي" غير أنّه يمكن الحصول على تطابق بين الراوى والشخصية فى حالة الحكى “بضمير الغائب” بإقحام مشكل المؤلف حسب عبارة صاحب كتاب “الميثاق السير ذاتي”"17". وذلك باقامة المعادلة المزدوجة التالية:
    المؤلف = الراوي، والمؤلف = الشخصية، اذاً الراوى = الشخصية.
    فقصّة “فاضل” "الشخصية الرئيسية" تتقاطع فى الكثير من المواطن مع قصّة “ظافر” "المؤلف"، ذلك أن “فاضل” يحمل الكثير من السمات المشتركة بينه وبين المؤلف ابتداء بالاسم فالاسمان يشتركان فى أحرف ثلاثة. أمّا بقية السمات فتظهر فى مسقط الرأس “قابس” ودراسة اللغة والآدب العربية بالجامعة وامتهان التدريس بقابس سابقا واحتراف الكتابة.
    كما تؤكد الملاحق التى أدمجت ضمن فصول الرواية التطابق بين المؤلف والشخصية. فهذه النصوص التى جاءت تحت عنوان كتابات المرحلة كانت قد نشرت فيما مضى بإمضاء “ظافر ناجي” "المؤلف": حيث يتضمّن النصّ الأول قصّة قصيرة بعنوان “القمامة” نشرها المؤلف ضمن مجموعته القصصية “المتاهة” بتونس سنة 1992أمّا النص الثانى فهو مقتظف من رواية كان قد نشرها بسوريا سنة 1994 تحت عنوان “أرخبيل الرعب” ورغم هذا التطابق بين الراوى والشخصية بطريقة غيره مباشرة أى عن طريق المعادلة الرياضية. فالتطابق مثبتا داخل النص وإن مكّن ضمير الغائب الكاتب من الفصل بين الراوى والشخصية. فإن الراوى ينهض راويا عليما بأطوار حياة الشخصية كلها يستحضر ما يشاء منها حين يريد استباقا أو استرجاعا:
    “تذكّر فى وحدته ذلك الحيّز من ماضيه فلم يعرف أيتألّم من أنّه كان كذلك أم يفرح بأنّه تجاوز كلّ تلك العقبات وأصبح الآن أستاذا يدرّس النّشء دون أن يمسّ بسوء... كثيرون من أصدقاء تلك الفترة يقولون له أنّهم متعجّبون من كونه تمكّن من إتمام دراسته فقد كان مؤهّلا ليكون خريج سجون أكثر من تأهّله للتخرج من الجامعات...
    تذكّر كلّ ذلك ولم تغادر صورة أمينة رأسه لحظة واحدة لكنّه كان قد قرّر الفراق، وكان من الصعب أن يجعله شئ ما يغيّر رأيه. بعدها نجح هو والتحق بسلك التّعليم فى جهة قابس غير بعيد عن العائلة وهناك انشغل أو شغل نفسه بالكتابة. فجمع القصص القصيرة التى كتبها وهو طالب ونشرها فى الجرائد والمجلاّت ثم بدأ يكتب بشكل متواصل وينشر تباعا وقد قرّر أن يمتهن الكتابة لاحقا رغم أنّه لم يكن وقتها قد عرف أية مهنة شؤم كانت...” "ص 59".
    وقد بدا لنا أنّ العلاقة بين الراوي والشخصية تنجلي خاصة فى اشتراكها فى ذاكرة واحدة حتى تتوحّد الذات الراوية والمروية فى ما يشبه حالة الحلول ويمكن فى هذا المضمار الاستشهاد بامثلة والفقرات التالية :”هنا أيضا تتدخّل الذّاكرة الّلعينة وكأنّها تريد الإجابة عن أشياء لم تسأل عنها لكنّها مع ذلك تأخذ صاحبها قسرا إلى حيث هى تريد.” "ص 23".
    “ما الذى بقى الآن غير صدى لذاكرة مثقوبة تأتى بالأشياء من أعماقها وكأنّها تخرج بها من أعماق كهف مظلم بعد منتصف ليل بهيم..” "ص 25".
    الآن فى هذه الأيّام الأخيرة من آخر الألفيّة الثانية يبدو منتصف الثمانينات زمنا آخر وكأنّه آت من قرون خلت... ياه ... ما أسرع ما وقع.” "ص 26".
    “وها هو الآن يكتشف أنّه لم يفهم شيئا وأنّه غير قادر على أكثر من استرجاع الصور التى عاشها فى أقصى الحالات لأنّ الذاكرة ألاعيبها التى تنتهي، فهى تنتقى وتزيّن وتعبث بصاحبها” "ص 52".
    “عادت به الذّاكرة إلى تلك الأيّام، والذّاكرة حين تثور تحرق كلّ الحاضر فتتعالى عليه وتقزّمه...” "ص 53". “حتّى لكأنّه كان يهرب من ماضيه القريب إلى ماض أبعد كان أحلى وأجمل بلا شعارات جوفاء ولا قفّازات ولا مواد تجميل...” "ص 67".
    “الذّاكرة ذلك الجزء من الدّماغ..
    والدّماغ ذلك الجزء من الرّأس..
    والرّأس ذلك الجزء الذى يحكم البدن بأكمله.
    أفلا تكون الذّاكرة هى التى تحكم كلّ شيء فينا، أوليس الماضى هو سبب وجودنا الحالى حتّى وإن كذبنا على أنفسنا وقلنا إننا تجاوزناه أو أننا صنعنا لأنفسنا حاضرا لا علاقة له بذاك الماضى؟” "ص 105".
    * كاتب تونسي
    الهوامش
    * ظافر ناجي: “حفيف الريح” "رواية"- تونس 2001
    1- القول لمحمد العباس مأخوذ عن عبد الله عبد الرحمن الحيدري: رواية السيرة الذاتية، مجلة علامات فى النقد م 13، ج 49 سبتمبر 2003، ص 580
    2- عبد الملك مرتاض: فى نظرية الرّواية، سلسلة عالم المعرفة عدد 240، ديسمبر 1998، ص 11.
    3- فؤاد التكرلى: الطيور صغيرة تحت أنظار الشيخ الحزين، جريدة الشرق الأوسط، عدد 9079، أكتوبر 2003، ص 16.
    4- فرج لحوار: الحياة الثقافية عدد 82 فيفرى 1997.
    5- كمال الرياحي: حركة السرد الروائى ومناخاته ، دار مجدلاوى للنشر والتوزيع، الأردن 2005 ص 55.
    6- انظرجورج ماي: السيرة الذاتية، ترجمة محمد القاضى وعبد الله صولة، بيت الحكمة – تونس 1992، ص 28.
    7- انظر دويت رينولدز: السيرة الذاتية فى الأدب العربي، مجلة الكرمل عدد 76-77 سنة 2003، ص 89.
    8- عبد السلام المسدى: النقد والحداثة، دار أميّة، تونس 1989، ص 115،
    وأنظر أيضا: - يحى ابراهيم عبد الدايم: الترجمة الذاتية فى الأدب العربى الحديث.
    - منصورقيسومة: السيرة الذاتية فى التراث العربي، التعدّد والتنوع، الحياة الثقافية عدد104 أفريل 1999.
    9- أنظر: - محمد الباردي: السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث حدود الجنس وإشكالاته، مجلة فصول م 16 عدد 3، سنة 1997، ص 69.
    - دويث رينولدز: ص 98.
    - إحسان عبّاس: فنّ السيرة، دار الثقافة – بيروت دث، ص 151
    10- انظر: - آنخل. ج. لورايرو: المشاكل النظرية للسيرة الذاتية، ترجمة نادرة الهمامي،
    مجلة الحياة الثقافية عدد 146، جوان 2003، ص 48-49.
    - دويت رينولدز، ص 89.
    11- فيليب لوجون: السيرة الذاتية، الميثاق والتاريخ الأدبي، ترجمة وتقديم عمر حلي، المركز الثقافى العربي، 1994، ص 22.
    12- L’autobiographie, Paris 1979
    13- Moi aussi, Paris 1986
    14- عبد الله بن عبد الرّحمان الحيدري، ص 580.
    15- بوشوشة بن جمعة: اتجاهات الرواية فى المغرب العربي، تونس 1999، ص 143.
    16- فيليب لوجون، ص 37.
    17- فيلب لوجون، ص 25.
    18- جورج ماي، ص 123.
    المصدر



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  3. #147 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "السيرة الذاتية في الرواية السعودية"

    الدكتور
    صالح معيض
    لعل من أهم الإشكالات التي تثيرها الرواية السعودية لدى كثير من قرائها ونقادها إشكالية علاقتها بالسيرة الذاتية.
    وكنت قد تناولت هذه القضية بتوسع في بحث بعنوان «سيرذاتية الرواية العربية السعودية»، ألقيته في ندوة الرواية التي صاحبت المؤتمر السابع لرؤساء الأندية المنعقد في القصيم في 30/12/1423هـ، وسأوجز في هذا المقال أهم ما توصلت إليه في بحثي، ليطلع عليه قراء المجلة الثقافية أو المهتمون منهم بهذا الموضوع.
    إن المتتبع للدراسات والقراءات التي أنجزت عن الرواية العربية السعودية، سيلاحظ دون شك استشراء توجه أو منهج نقدي مثير ولافت للانتباه، وربما شكل في بعض جوانبه خطرا عليها من وجهة نظرنا. ويمكننا تسمية هذا المنهج المنهج السيرذاتي في دراسة الرواية السعودية، قياسا على المنهج السيري في دراسة الأدب عموما، وهذا المنهج ينطلق صراحة أو ضمنا من افتراض مفاده أن كثيراً من الروايات السعودية ليست في حقيقة الأمر إلا سير ذاتية كلية أو جزئية لكتّابها، اتخذت من مسمى الرواية قناعا لها.
    ولكن، ما موقف كتاب الرواية أنفسهم من النقد السيرذاتي الذي يمارس على رواياتهم؟ على الرغم من أننا ندرك أن الناقد الأدبي ليس معنيا بالضرورة بما يقوله الكتاب عن أعمالهم، فإن الوقوف على بعض شهاداتهم أو إجاباتهم على التساؤلات التي تطرح عليهم بإلحاح حول امكانية أن يكونوا هم أنفسهم أبطال رواياتهم قد يكون مفيدا لنا هنا.
    ولعل النتيجة التي نخرج بها من خلال الشهادات والمقابلات التي اطلعنا عليها هي أنهم ربما كانوا جميعا يرفضون الإقرار بأن يكونوا أبطال رواياتهم ويحتجون بأساليب متعددة على مثل العلاقة التي يجدها أو يوجدها النقاد أو القراء بينهم وبين أبطال رواياتهم.
    وبعد أن وقفنا على هذا الموقف الرافض من كتاب الرواية للنقد السيرذاتي لرواياتهم، لعلنا نتساءل هنا عن السبب الذي جعل كثيرا من نقاد الرواية السعودية وقرائها يربطون بين أبطالها وكتابها.
    نعتقد أن ثمة بعض المؤشرات أو الدلائل السيرذاتية الداخلية أو الخارجية التي عملت فرادى أو مجتمعة على تسويغ هذا الربط لدى كثير من النقاد الذين اطلعنا على كتاباتهم. وسنشير هنا فقط إلى أهم هذه الدلائل من وجهة نظرنا ونناقشها باختصار:
    1 ضمير المتكلم «أنا». فمعلوم أن أهم ما يميز السيرة الذاتية هو التطابق بين شخصية الكاتب والراوي/ البطل، فأغلب السير الذاتية تكتب بضمير المتكلم، وهذا الضمير هو أسهل وأوضح الأساليب التي تحقق هذا التطابق.
    2 المكان والزمان: يعد الحضور القوي للمكان والاحتفاء الشديد به وكذلك التحديد الزماني في بعض الروايات السعودية سببا من الأسباب التي جعلت بعض النقاد يربط بين بطل الرواية وكاتبها، ويقرأها قراءة سيرذاتية إلى حد كبير.
    3 التاريخ الشخصي للكاتب: إن البحث في التاريخ الشخصي للكاتب والتحري عنه وربطه بأحداث روايته من أهم الأساليب التي أتكأ عليها بعض النقاد للتدليل على العلاقة التي تربط شخصية الكاتب بشخصية بطل روايته.
    4 الوعي الكتابي للمبدع في الرواية: تتضمن بعض الروايات السعودية مقاطع يتحدث فيها الراوي/ البطل عن تجربته في الكتابة الإبداعية عموما والروائية خصوصا وإشكالاتها.
    إن الخلط بين جنس السيرة الذاتية والرواية ربما كان من أهم الأسباب التي أدت إلى استشراء المنهج السيرذاتي في نقد الرواية السعودية. وهو خلط لا يمكن قبوله وتبريره وإن كنا نتفهم حدوثه نظرا لتداخل هذين الجنسين السرديين أحيانا.
    إن المبالغة في ممارسة النقد السيرذاتي للرواية السعودية له في اعتقادنا آثار سلبية كثيرة على النص الروائي ومبدعه، وربما كانت هذه الآثار السلبية معيقة لهما أحيانا، فالنقد السيرذاتي يسطح العمل الروائي ويفقره، وذلك من خلال تركيزه على جانب واحد ضيق من جوانب النص، هو الجانب الفكري المضموني، وإهماله لتحليل التقنيات السردية والأبعاد التخيلية للنص.
    فمعلوم أن جماليات السيرة الذاتية وأسرار وجودها مرتبطة ومرتهنة إلى حد كبير بما تحويه «أو يعتقد أنها تحويه» من بوح واعتراف وسرد صادق للحقائق التي تخص حياة كاتبها، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا بأن القراءة السيرذاتية للعمل الأدبي هي في أغلب الأحيان من أسهل القراءات كتابة، ومن أقلها عمقا وثراء.
    أما فيما يتعلق بالأثر السلبي الذي يلحقه هذا المنهج النقدي السيرذاتي بالروائي أو المبدع، فإنه يكمن في الربط الحرفي بينه وبين أبطال رواياته، وهو ربط كثيراً ما يوقع الكاتب في حرج شديد مع نفسه ومجتمعه، ويحد من إبداعاته في رسم شخوص روايته واختلاق أحداثها وبنياتها، خاصة عندما يتحول هذا النقد السيرذاتي إلى محاكمة اجتماعية أو أخلاقية له.
    إن الأدباء عموما والروائيين خصوصا يعالجون في نصوصهم الإبداعية غالباً موضوعات شائكة ومثيرة ومسكوتا عنها، ويجسدونها في أحداث تقوم بها شخصيات مختلقة تظهر في بعض الأحيان أكثر واقعية من الشخصيات الحقيقية، فلا يعقل أن نربط هذه الشخصيات بكتابها، وأن نطرح في كل مرة نقرأ فيها نصا روائياً سؤالاً مثل: هل هذه الأحداث أو بعضها وقعت للكاتب الروائي نفسه؟، ثم نجري عملية بحث وتحر نقارن فيها بين شخصية بطل الرواية وحياة الكاتب، وأخيراً ينبغي علينا أن نتذكر دائما أن الروائيين مثل الشعراء قد يقولون ما لا يفعلون.
    المصدر



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #148 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "أدب السيرة الذاتية"

    عبد العزيز شرف
    - الناشر: مكتبة لبنان ناشرون.
    - تاريخ النشر: 01/01/1992
    - 167 صفحة - الطبعة: 1 - مجلدات: 1
    يتناول هذا الكتاب فن السيرة الذاتية، فناً أدبياً مستقلاً عن فن السيرة الغيرية، وهو في هذا الإطار يتخذ نماذجه التطبيقية من الأدبين العربي والعالمي القديم والحديث: معرفاً بهذا الفن الأدبي وحدوده في إطار من الدراسة النظرية والتطبيقية فيتناول في فصوله الأربعة ماهية السيرة الذاتية، ويفرق بينها وبين السيرة الغيرية، ثم يحدد المقصود بفن السيرة الذاتية على النحو الذي يجعل لها سماتها الخاصة وملامحها المميزة بين الفنون الأدبية، ثم يدلف الكتاب تتميماً للفائدة إلى دراسة تطور السيرة الذاتية في الآداب العالمية والأدب العربي قديماً وحديثاً، وكيف استقرت في شكلها الحديث امتداداً لتطورها عبر التاريخ الأدبي.


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 05/05/2008 الساعة 03:03 PM

    رد مع اقتباس  
     

  5. #149 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "أدب السيرة الذاتية أو الترجمة الذاتية"

    فن السيرة الذاتية أو أدب الترجمة الذاتي عنوان للكتابات الكثيرة التي كتبها بعض الكتاب عن حياتهم الشخصية وبأقلامهم، فوصفوا حياتهم الخاصة وتتبعوا مراحلها أو بعض مراحلها بالتحليل، واعترفوا لنا خلال ذلك بأشياء لم نكن لنعرفها لولا تلك الكتابات.
    وهذا الفن الأدبي قديم في الأدب العربي، وليس من الفنون المستحدثة في العصر الحديث كما قد يظن البعض.
    فقد كتب بعض القدماء من أعلام الفكر والأدب والعلم كتبا ورسائل عن حياتهم، منها ما كان يهدف إلى الإخبار عن الحياة الشخصية بما عرفته مت تطورات وأحداث، ومنها ما كان يهدف إلى تحليل النفسية، ونفسية المؤلف وحياته العقلية والعاطفية كما فعل الإمام الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال)، وكما فعل الأمير عبد الله آخر ملوك المسلمين بالأندلس في كتابه (المذكرات) وكما فعل المؤرخ ابن خلدون في كتابه (التعريف بابن خلدون).
    وفي العصر الحديث اتجه الكثير من الأدباء إلى كتابة الترجمة الذاتية بالأسلوب الحديث، ذي الطابع القصصي الجذاب، والتحليل النفسي الممتع، ومن هؤلاء الدكتور طه حسين في كتابة (الأيام)، والأستاذ أحمد أمين في كتابه (حياتي)، والأستاذ سلامة موسى في كتابه (تربية سلامى موسى)، والأستاذ عبد المجيد بن جلون في كتابه (في الطفولة).
    وهناك كتاب آخرون في العصر الحديث لم يكتبوا عن حياتهم بأسلوب صريح، بل كتبوا عن حياتهم، وكأنها حياة شخص آخر. كما فعل عبد الرحمان شكري في كتابه (يوميات مجنون) والأستاذ عبد القادر المازني في كتاب (إبراهيم الكاتب).
    ومن مزايا السيرة الذاتية أنها تصف الحياة الواقعية لكاتب من الكتاب في إطار الحياة العام لمجتمع من المجتمعات كالمجتمع المغربي، أو المصري، أو العراقي ... فنطلع من خلالها على الحياة الاجتماعية، ونحيا مع أحداثها وتقاليدها، ونتعلم من صاحبها كيف واجه الحياة، وكيف تصرف، إزاء الأحداث، وكيف تغلب على تحديات البيئة التي عاش فيها، فنتعلم من تلك الحياة الخاصة الشيء الكثير عن النفس الإنسانية ومن تلك المزايا أيضا المتعة الفنية التي نحس بها ونحن نقرأ أساليب أولئك الكتاب في وصفهم وتحليلهم بصدق وأمانة، فنتعلم كيف نعبر وكيف نحس، وكيف نتذوق مختلف الأساليب المعبرة عن التجارب الإنسانية.

    المصدر


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  6. #150 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "الانتحار في الأدب العربي .. دراسات في جدلية العلاقة بين الأدب والسيرة"

    خليل الشيخ
    - الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
    - تاريخ النشر: 01/01/1997
    - 264 صفحة الطبعة: 1 - مجلدات: 1
    يتوقف هذا الكتاب عند بعدين رئيسين:
    في البعد الأول يدرس الكتاب لحظة الانتحار كما تتجلى في كتابات المنتحرين من المبدعين العرب، ويصل بين هذه اللحظة العميقة الغور، المعقدة التركيب وبين هذا الإبداع الذي يحتويها ويرهص لها.

    ويتوقف في البعد الثاني عند العلاقة بين تجارب روائية متميزة ونصوص من السيرة الغائرة في أعماق الروائي، بغية الكشف عن العلاقة الجدلية بين السيرة والرواية. فالكتاب في مجموعه يتناول تلك المشكلات بالتحليل النقدي، ويسعى لقراءة نصية تجمع بين النص الشعري والنص الروائي، ويستكنه علاقة تلك النصوص بمبدعها من جهة، وبغيرها من النصوص الغائبة الكامنة في أعماق تلك النصوص.


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  7. #151 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "السردية السيرية"
    نبيل سليمان
    إذا كانت (السيرة) في الغرب تتجذر في التراث اليوناني والروماني من الوصايا والرسائل والتاريخ ... فانطلاقتها تتعلق بالقرن السادس عشر، حيث تتوالي علاماتها الكبري، ومنها الاعترافات بخاصة، من اعترافات القديس أوغسطين إلي اعترافات تولستوي إلي اعترافات روسو ... وقد كانت السيرة الذاتية ــ أو الترجمة الذاتية كما يؤثر كثيرون ــ مثل المذكرات والرحلات واليوميات والاعترافات، ذلك الينبوع الثر للرواية الغربية.
    مقابل ذلك، ثمة في نقدنا الأدبي ما يشطب السيرة من تراثنا السردي، تعويلاً علي ظهور هذا الفن كتعبير عن صعود البورجوازية الأوروبية، بعد فنّ المذكرات الذي ظهر كتعبير عن النظام الإقطاعي السابق، لكأن القرون الأموية أو العباسية أو الأندلسية أو العثمانية أو.. لم تشهد حراكاً طبقياً، ولم تعرف فتنة الأنا التي جاءت (السيرة) تعبيراً عن أسطورتها الفاتنة في الحضارة الغربية، كما عبّر أحدهم.
    لكن للسيرة في التراث السردي العربي الإسلامي مدونة كبري، تبدأ بسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم، وتتوالي ــ علي سبيل المثال ــ في سيرة معاوية وبني أمية لعوانة الكلبي (ت 147 هـ) وسيرة ابن اسحاق (ت 151 هـ) وسيرة أحمد بن طولون لابن الداية (ت 334 هـ) وسيرة صلاح الدين الأيوبي لابن شداد (ت 622 هـ) وسواها.
    وهنا ينبغي التشديد علي ذخائر السيرة الشعبية في تراثنا السردي، من سيرة سيف بن ذي يزن إلي سيرة عنترة إلي سيرة الظاهر بيبرس إلي السيرة الهلالية، وكل ذلك علي سبيل المثال.
    أما اللافت هنا فهو أن السردية السيرية احتشفظت بكلمة (السيرة) في السير الشعبية، بينما غلبت عليها كلمة (الترجمة) كلما تعلقت بعلية القوم من حكام وشعراء وكتّاب، لكأن (الترجمة) اقترنت بالأدب الرسمي و(السيرة) اقترنت بالأدب الشعبي. وعلي أية حال فكلمة (الترجمة) القادمة من الآرامية، استعملت في مطلع القرن الهجري السابع بدلالتها علي الحياة الموجزة للفرد، مقابل دلالة (السيرة) علي التاريخ المسهب للفرد. ومنذ معجم ياقوت إلي عهد غير بعيد من نقدنا الأكاديمي، تفرّدت كلمة (الترجمة)، حتي في نقد الرواية، وحسبي هنا الإشارة إلي كتاب عبد المحسن طه بدر (تطور الرواية العربية الحديثة في مصر) حيث أفرد فصلاً لـ (رواية الترجمة الذاتية). ولئن عدنا إلي الوراء قليلاً فسنجد للمستشرقين الألمانيين روزنتال وبروكلمان هذا الكتاب (دراسة الترجمة الذاتية التراثية).
    لكن كلمة (الترجمة) الذاتية وغير الذاتية تراجعت، وعادت كلمة (السيرة) الذاتية وغير الذاتية، ومع ما عرفته السردية الروائية وسردية المذكرات والرحلات والنقد الحداثي من نشاط خلال العقدين الماضيين، أخذ السؤال يلح علي السردية السيرية سواء كانت ذاتية أم غيرية، وفي التراث كما في الكتابة المعاصرة، علي الرغم من أن سردية الاعترافات المستقلة أو المتخلَّلة في الرواية وغيرها، ما تزال ضامرة وخجولة جراء الرقيب الذاتي والاجتماعي والسياسي والديني.
    بسؤال السردية السيرية ينفتح للكتابة العربية المعاصرة، وللنقد، أفق جديد. وحين يمضي هذا السؤال بخاصة إلي الرواية العربية، ينفتح لها أفق جديد أيضاً مقابل ما بدأ يتضبب من مستقبلها، علي الرغم مما أنجزت، وعلي الرغم من حداثة العهد.
    ولقد بدت بالأمس القريب أهمية الحفر الروائي في التراث السردي السيري وغير السيري ــ هل يكفي أن أذكّر برواية جمال الغيطاني (الزيني بركات)؟ ــ وهو ما بدا أيضاً في الدراما التلفزيونية وفي المسرح، لكن التكرار والاجترار وعماء التجريب في أحيان متكاثرة، كل ذلك قد عجّل بانسداد الطريق، وهو ما يتطلب ــ من بين ما يتطلب، اجتراح علاقة جديدة مع التراث السردي السيري، حيث تنادي سير الرازي وابن الهيثم والشعراني والحلاج والغزالي والمحاسني والسخاوي والسيوطي وابن الخطيب و...، وحيث ما زالت تنادي السير التي جري عليها اشتغال معاصر ما، كسيرة ابن حزم (طوق الحمامة) أو أسامة بن منقذ (الاعتبار) أو الأمير عبد الله آخر ملوك غرناطة أو ابن خلدون (التعريف بابن خلدون ورحلته شرقاً وغرباً)...
    فوق هذه الطبقات السردية جاءت منذ القرن التاسع عشر طبقات متتالية مما كتب الشدياق ومحمد كردعلي والعقاد وطه حسين وأحمد أمين ومحمود كامل المحامي وسيد عويس ومحمود المسعدي و.. ومن عهد أقرب جاءت السرديات السيرية التي كتبها عزيز السيد جاسم وفدوي طوقان وفاطمة المرنيسي وأكرم الحوراني وخالد العظم و.. حتي شاع في مصر القول إننا في (مولد السيرة)، وكل ذلك من دون الإشارة إلي ما بلغته السيرة الروائية، وإلى ما بلغته السيرة التلفزيونية (هل يكفي التمثيل ببرنامج قناة الجزيرة: شاهد علي العصر)، وقد يأخذ الامتلاء والاعتزاز من يأخذان أمام هذا التراكم، لكن سؤال السردية السيرية بتطلع إلى أفق جديد، يستثمر ما أنجز في الأمس البعيد كما في الأمس القريب، كي يواجه التحدي بتجاوز ما أنجز، وببعض ذلك سيكون للرواية والدراما التلفزيونية، وللكتابة السيرية بعامة، كما للنقد، منعطف جديد.
    المصدر


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  8. #152 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "من أجل السيرة الذاتية"
    حوار مع
    فيليب لوجون
    PHILIPPE LEJEUNE
    أجرى الحوار:
    ميشيل دولون
    عن مجلة Magazine littéraire الفرنسية - العدد: 409 - سنة 2002م
    ترجمة: المبارك العروسي
    05- 02 - 2008م

    لقراءة الحوار على الرابط التالي:
    المصدر


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  9. #153 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث"
    يحيى إبراهيم عبد الدايم

    - الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع.
    - تاريخ النشر: 01/01/1982
    - 504 صفحة - الطبعة:1 - مجلدات: 1
    الترجمة الذاتية أحد الفنون الأدبية الأصيلة التي عرضها أدبنا العربي منذ أزمان بعيدة لكنها لم تحظ بالدرس الكافي كما أهملت كنوع أدبي متميز ومنفرد بخصوصيته عن بقية الفنون الأدبية المعروفة أما الدراسات المتوفرة فهي تتسم بأنها غير متعمقة وتنحو منحى تاريخياً ولا تقدم فهماً واضحاً لفن الترجمة الذاتية، من هنا عكف الدكتور يحي إبراهيم عبد الدايم إلى وضع هذه الدراسة المعمقة التي أراد من خلالها أن يقف على مفهوم الترجمة الذاتية وعلى الملامح البارزة في بنائها.
    فعرض في دراسته التي تتألف من أربعة أبواب إلى مدلول الترجمة الذاتية والمحاولات الأولى للترجمة الذاتية في العصر الحديث إذ خصص لها الباب الأول مؤكد أن الترجمة الذاتية الفنية ليست هي تلك التي يكتبها صاحبها على شكل مذكرات يعنى فيها بتصوير الأحداث التاريخية أكثر من عنايته بتصوير واقعه الذاتي، أما الباب الثاني فقد كرسه لمعالم الترجمة الذاتية في الأدب العمري الحديث.
    في حين تناول في الباب الثالث الترجمة الذاتية في الإطار السياسي متخذاً من كتابات لطفي السيد وعبد العزيز فهمي وهيكل نماذجاً للدراسة، كما يعرض في الباب الرابع (للترجمة الذاتية في الإطار الفكري)، ويختار لذلك نماذج من العقاد في كتاب "أنا" وأحمد أمين، وميخائيل نعيمة، وطه حسين.



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  10. #154 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "إبن خلدون .. سيرة ومسيرة"
    يعد (ابن خلدون) عبقرية عربية متميزة، فقد كان عالمًا موسوعيًا متعدد المعارف والعلوم، وهو رائد مجدد في كثير من العلوم والفنون، فهو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وإمام ومجدد في علم التأيخ، وأحد رواد فن (الأتوبيوجرافيا) ـ فن الترجمة الذاتية ـ كما أنه أحد العلماء الراسخين في علم الحديث، وأحد فقهاء المالكية المعدودين، ومجدد في مجال الدراسات التربوية، وعلم النفس التربوي والتعليمي، كما كانت له إسهامات متميزة في التجديد في أسلوب الكتابة العربية.
    نشأة (ابن خلدون) وشيوخه
    ولد ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي في تونس في غرة رمضان 732هـ، ونشأ في بيت علم ومجد عريق، فحفظ القرآن في وقت مبكر من طفولته، وقد كان أبوه هو معلمه الأول، كما درس على مشاهير علماء عصره، من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى تونس بعدما ألم بها من الحوادث، فدرس القراءات وعلوم التفسير والحديث والفقه المالكي، والأصول والتوحيد، كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفة والطبيعية والرياضيات، وكان في جميع تلك العلوم مثار إعجاب أساتذته وشيوخه
    وباء الطاعون يعصف بشيوخ (ابن خلدون)، وعندما حدث وباء الطاعون الذي انتشر عام 749هـ وعصف بمعظم أنحاء العالم شرقًا وغربًا، كان لهذا الحادث أثر كبير في حياة (ابن خلدون)؛ فقد قضى على أبويه كما قضى على كثير من شيوخه الذين كان يتلقى عنهم العلم في (تونس)، أما من نجا منهم فقد هاجر إلى المغرب الأقصى سنة 750هـ فلم يعد هناك أحد يتلقى عنه العلم أو يتابع معه دراسته.
    فاتجه إلى الوظائف العامة، وبدأ يسلك الطريق الذي سلكه أجداده من قبل، والتحق بوظيفة كتابية في بلاط بني مرين، ولكنها لم تكن لترضي طموحه، وعينه السلطان (أبو عنان) ـ ملك المغرب الأقصى ـ عضوًا في مجلسه العلمي بفاس، فأتيح له أن يعاود الدرس على أعلامها من العلماء والأدباء الذين نزحوا إليها من (تونس)، و(الأندلس)، و(بلاد المغرب).
    في بلاط أبي سالم
    ولكن سرعان ما انقلبت الأحوال بابن خلدون حينما بلغ السلطان (أبو عنان) أن (ابن خلدون) قد اتصل بأبي عبد الله محمد الحفصي ـ أمير (بجاية) المخلوع ـ وأنه دبر معه مؤامرة لاسترداد ملكه، فسجنه أبو عنان، وبرغم ما بذله ابن خلدون من شفاعة ورجاء فإن السلطان أعرض عنه، وظل (ابن خلدون) في سجنه نحو عامين حتى توفي السلطان سنة 759هـ.
    ولما آل السلطان إلى (أبي سالم أبي الحسن) صار (ابن خلدون) ذا حظوة ومكانة عظيمة في ديوانه، فولاه السلطان كتابة سره والترسيل عنه، وسعى (ابن خلدون) إلى تحرير الرسائل من قيود السجع التي كانت سائدة في عصره، كما نظم الكثير من الشعر في تلك المرحلة التي تفتحت فيها شاعريته.
    طموح ابن خلدون
    وظل (ابن خلدون) في تلك الوظيفة لمدة عامين حتى ولاه السلطان (أبو سالم) خطة المظالم، فأظهر فيها من العدل والكفاية ما جعل شأنه يعظم حتى نَفَسَ عليه كثير من أقرانه ومعاصريه ما بلغه من شهرة ومكانة، وسعوا بالوشاية بينه وبين السلطان حتى تغير عليه.
    فلما ثار رجال الدولة على السلطان أبي سالم وخلعوه، وولوا مكانه أخاه (تاشفين) بادر (ابن خلدون) إلى الانضمام إليه، فأقره على وظائفه وزاد له في رواتبه، ولكن طموح (ابن خلدون) كان أقوى من تلك الوظائف؛ فقرر السفر إلى (غرناطة) بالأندلس في أوائل سنة764هـ.
    الفرار من جديد
    وظل ابن خلدون في رغدة من العيش وسعة من الرزق والسلطان حتى اجتاح (أبو العباس أحمد) ـ صاحب (قسطنطينة) ـ مملكة ابن عمه الأمير (أبي عبد الله) وقتله واستولى على البلاد، فأقر (ابن خلدون) في منصب الحجابة حينا، ثم لم يلبث أن عزله منها.
    مولد (المقدمة) في (قلعة ابن سلامة)
    ترك ابن خلدون أسرته بفاس ورحل إلى الأندلس من جديد، فنزل في ضيافة سلطانها (ابن الأحمر) حينًا، ثم عاد إلى (المغرب) مرة أخرى، وقد عقد العزم على أن يترك شؤون السياسة، ويتفرغ للقراءة والتصنيف.
    واتجه (ابن خلدون) بأسرته إلى أصدقائه من (بني عريف)، فأنزلوه بأحد قصورهم في (قلعة ابن سلامة) ـ بمقاطعة ـ(وهران) بالجزائر ـ وقضى (ابن خلدون) مع أهله في ذلك المكان القصي النائي نحو أربعة أعوام، نعم خلالها بالهدوء والاستقرار، وتمكن من تصنيف كتابه المعروف (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، والذي صدره بمقدمته الشهيرة التي تناولت شؤون الاجتماع الإنساني وقوانينه، وقد فرغ (ابن خلدون) من تأليفه وهو في نحو الخامسة والأربعين بعد أن نضجت خبراته، واتسعت معارفه ومشاهداته.
    ابن خلدون في مصر
    وصل (ابن خلدون) إلى الإسكندرية في غرة شوال 784هـ فأقام بها شهرًا ليستعد لرحلة السفر إلى (مكة)، ثم قصد ـ بعد ذلك ـ إلى (القاهرة)، فأخذته تلك المدينة الساحرة بكل ما فيها من مظاهر الحضارة والعمران، وقد وصف (ابن خلدون) وقعها في نفسه وصفا رائعًا، فقال: (فرأيت حاضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ومررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزجر بالنعم)..
    العودة إلى القضاء
    وعندما عاد (ابن خلدون) إلى (مصر) سعى لاسترداد منصب قاضي القضاة، حتى نجح في مسعاه، ثم عزل منه بعد عام في رجب 804هـ، ولكنه عاد ليتولاه مرة أخرى في ذي الحجة 804هـ انتهت بوفاته في 26 من رمضان 808هـ عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا.
    ابن خلدون .. مؤسس علم الاجتماع
    يعد ابن خلدون المنشئ الأول لعلم الاجتماع، وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم، فقد عالج فيها ما يطلق عليه الآن (المظاهر الاجتماعية)ـ أو ما أطلق عليه هو (واقعات العمران البشري)، أو (أحوال الاجتماعي الإنساني).
    وقد اعتمد ابن خلدون في بحوثه على ملاحظة ظواهر الاجتماع في الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها، والحياة بين أهلها، وتعقب تلك الظواهر في تاريخ هذه الشعوب نفسها في العصور السابقة.
    وقد كان (ابن خلدون) ـ في بحوث مقدمته ـ سابقًا لعصره، وتأثر به عدد كبير من علماء الاجتماع الذين جاءوا من بعده مثل: الإيطالي (فيكو)، والألماني (ليسنغ)، والفرنسي (فولتير)، كما تأثر به العلامة الفرنسي الشهير (جان جاك روسو) والعلامة الإنكليزي (مالتس) والعلامة الفرنسي (أوغيست كانط).
    ابن خلدون وعلم التأريخ
    تبدو أصالة ابن خلدون وتجديده في علم التأريخ واضحة في كتابه الضخم (العبر وديوان المبتدأ والخبر) وتتجلى فيه منهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية، حيث إنه يستقرئ الأحداث التأريخية، بطريقة عقلية علمية، فيحققها ويستبعد منها ما يتبين له اختلاقه أو تهافته.
    أما التجديد الذي نهجه (ابن خلدون) فكان في تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرًا عن الكتابات التأريخية التي سبقته، فهو لم ينسج على منوالها مرتبًا الأحداث والوقائع وفق السنين على تباعد الأقطار والبلدان، وإنما اتخذ نظامًا جديدًا أكثر دقة، فقد قسم مصنفه إلى عدة كتب، وجعل كل كتاب في عدة فصول متصلة، وتناول تاريخ كل دولة على حدة بشكل متكامل، وهو يتميز عن بعض المؤرخين الذين سبقوه إلى هذا المنهج كالواقدي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والمسعودي بالوضوح والدقة في الترتيب والتبويب، والبراعة في التنسيق والتنظيم والربط بين الأحداث. ولكن يؤخذ عليه أنه نقل روايات ضعيفة ليس لها سند موثوق به.
    ابن خلدون رائد فن الترجمة الذاتية
    كذلك فإن ابن خلدون يعد رائدًا لفن الترجمة الذاتية ـ الأوتوبيوغرافيا ـ ويعد كتابه (التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا) ـ من المصادر الأولى لهذا الفن، وبرغم أنه قد سبقته عدة محاولات لفن الترجمة الذاتية مثل (ابن حجر العسقلاني) في كتابه (رفع الإصر عن قضاة مصر) ولسان الدين بن الخطيب في كتابه (الإحاطة في أخبار غرناطة)، وياقوت في كتابه (معجم الأدباء). فإنه تميز بأنه أول من كتب عن نفسه ترجمة مستفيضة فيها كثير من تفاصيل حياته وطفولته وشبابه إلى ما قبيل وفاته.
    ابن خلدون شاعرًا
    نظم ابن خلدون الشعر في صباه وشبابه وظل ينظمه حتى جاوز الخمسين من عمره، فتفرغ للعلم والتصنيف، ولم ينظم الشعر بعد ذلك إلا نادراً.
    ويتفاوت شعر ابن خلدون في الجودة، فمنه ما يتميز بالعذوبة والجودة ودقة الألفاظ وسمو المعاني، مما يضعه في مصاف كبار الشعراء، وهو القليل من شعره، ومنه ما يعد من قبيل النظم المجرد من روح الشعر، ومنه ما يعد وسطًا بين كلا المذهبين، وهو الغالب على شعره.
    وبعد، فلقد كان ابن خلدون مثالا للعالم المجتهد والباحث المتقن، والرائد المجدد في العديد من العلوم والفنون، وترك بصمات واضحة لا على حضارة وتاريخ الإسلام فحسب، وإنما على الحضارة الإنسانية عامة، وما تزال مصنفاته وأفكاره نبراسًا للباحثين والدارسين على مدى الأيام والعصور.

    المصدر



    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  11. #155 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "حياتي"
    الدكتور
    أحمد أمين

    - الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر.
    - تاريخ النشر: 05/10/2007
    - 208 صفحة - الطبعة:1 - مجلدات: 1
    "حياتي" للدكتور أحمد أمين كتاب شيق يسرد حياة الدكتور أحمد أمين، يحكي قصة طفولة وصبا ورجولة وشيخوخة الكاتب من مدرسة "أم عباس" الابتدائية النموذجية التي أسستها إحدى أميرات القصر الملكي "أم الخديوي عباس"، إلى الأزهر ومدرسة القضاء وتنقله في مناصب القضاء والتدريس، وصولاً إلى الجامعة أستاذاً وعميداً في كلية الآداب. ويعرض الكتاب من خلال حياة المؤلف الفنية لتطور الحياة الاجتماعية والثقافية، وإلى حد ما السياسية، في مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى أواسط القرن العشرين، والتجارب التي مر بها في مراحل حياته الفنية وأسفاره داخل مصر وخارجها، ومساهماته في العديد من المؤتمرات في أوروبا، وإطلاعه على حياة الكثير من شعوبها ومقارنة ما فيها من مدنية وعمران ورقي بما في مصر من أوضاع، ويتحدث أيضاً عن نشاطه الواسع.

    - الناشر: دار الكتاب العربي.
    - تاريخ النشر: 01/01/2005

    - 303 صفحة - الطبعة:1 - مجلدات: 1
    ليس أصعب من الكتابة حين يضطر المرء للكتابة عن نفسه، وفي هذا الكتاب العارض فيه والمعروض هو أحمد أمين الذي دون مذكراته اليومية في هذه الصفحات، التي شكل مجموعها خير مرجع لمن يدرس أحمد أمين كرائد من رواد الإصلاح والحركة الفكرية العربية الحديثة، ومنه يستشف الباحث أثر العوامل والظروف التي اجتمعت لتكون شخصية كاتب السيرة والتي شكلت سلوكه وأخلاقه.
    بالإضافة إلى ذلك يعتبر الكتاب مرجعاً تاريخياً يؤرخ للنهضة المصرية الحديثة التي بدأت بوادرها في أواخر القرن التاسع عشر إذ يقف القارئ على دور الحركات الاجتماعية والسياسية التي واكبت مسيرة النهضة المصرية وعاصرها المؤلف.


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  12. #156 رد: مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "صفحات من حياتي"
    الدكتور
    علي شمس الجعبري

    - الناشر: المؤسسة العربية الدولية للنشر.
    - تاريخ النشر: 01/01/2006
    - الطبعة:1 - مجلدات: 1


    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مكتبـــــة الحــــــديث النبـــــوي الشـــــــــريف ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 03/12/2007, 06:34 PM
  2. مكتبـــــة صيد الفوائــــد ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/07/2007, 11:14 AM
  3. مكتبـــــة الأزهــــر الشريــــف للمخطوطــــات ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25/12/2006, 05:58 AM
  4. مكتبـــــة التـــــــراث الإســــــلامي ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21/12/2006, 06:32 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14/12/2006, 11:52 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •