قصيدة الفرزدق في علي بن الحسين
*****
يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم*
عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا
هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته*
والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم
‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم*
هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏
هــــذا الـــذي أحمد المختار والده*
صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم
‏لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه*
لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الـــــقدم‏
هــــذا عــــلي رســــول الله والده*
أمســــت بــــنور هــداه تهتدي الأمم‏
هــــذا الــــذي عـمه الطيار جعفر*
والمقــــتــــول حــمزة ليث حبه قسم‏
هــــذا ابـن سيدة النسوان فاطمة*
وابــــن الــوصي الذي في سيفه نقم‏
إذا رأتــــه قــــريش قــــال قائلها*
إلــــى مكــــارم هــــذا ينــتهي الكرم‏
يكــــاد يمســــكه عـــرفان راحته*
ركــــن الحــــطيم إذا ما جـاء يستلم‏
وليــــس قـــولك من هذا بضائره*
العرب تعــــرف مـــن أنكرت والعجم‏
ينمي إلى ذروة العز التي قصرت*
عــــن نيلها عــــرب الإسلام والعجم
يغـضي حياء ويُغضى من مهابته*
فمــا يكــــلم إلا حــــين يــــبــــتســــم‏
ينجاب نور الدجى عن نور غرته*
كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم‏
بكــــفه خــــيزران ريحــــه عــبق*
مــــن كــــف أروع في عرنينه شمم‏
مــــا قــــال لا قــــط إلا في تشهده*
لــــولا التــــشهد كــــانت لاؤه نــــعم‏
مشتــــقة مــــن رســول الله نبعته*
طــــابت عــــناصره والخــيم والشيم‏
حــــمال أثــــقال أقـــوام إذا فدحوا*
حــــلو الشمــــائل تحــــلو عـنده نعم‏
إن قــــال قـــال بما يهوى جميعهم*
وإن تكــــلم يــــوما زانــــه الــــكـلم‏
هــــذا ابــن فاطمة إن كنت جاهله*
بجــــده أنبــــياء الله قــــد خــــتــموا
الله فضــــله قــــدما وشــــرفــــــه*
جــــرى بــــذاك لــــه في لوحه القلم
‏مــــن جــــده دان فضل الأنبياء له*
وفــــضل أمــــتــه دانــــت لهـا الأمم‏
عــــم البــرية بالإحسان وانقشعت*
عــــنها العــــماية والإملاق والظلم‏
كلتــــا يديــــه غــــياث عـم نفعهما*
يستوكفــــان ولا يعــــروهما عــــدم
‏سهــــل الخليـــقة لا تخشى بوادره*
يزينــــه خصــــلتان الحــــلم والكرم
‏لا يخــــلف الوعــــد ميـمونا نقيبته*
رحــــب الفــــناء أريـــب حين يعترم
من معــــشر حبهم دين وبغـــضهم*
كفر وقــــربهم منجــــى ومعــــتصــم‏
يستدفــــع الســوء والبلوى بحبهم*
ويستزاد بــــه الإحــــسان والنعـــــم
‏مقــــدم بعــــد ذكــــر الله ذكــــرهم*
في كــــل فــــرض ومختــوم به الكلم‏
إن عــــد أهــل التقى كانوا أئمتهم*
أو قيـل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستــــطيع جــــواد بعـــد غايتهم*
ولا يــــدانيهم قــــوم وإن كــــرمـــوا
هــــم الغــــيوث إذا ما أزمة أزمت*
والأسد أسد الشـرى والبأس محتدم
يأبــــى لهـــم أن يحل الذم ساحتهم*
‏خــــيم كــــريم وأيــــد بالنــدى هضم‏
لا يقـــبض العسر بسطا من أكفهم*
سيــــان ذلك إن أثـــروا وإن عدموا
إن القبائل ليســــت فــــي رقـــابهم*
لأوليــــة هــــذا أو لــــه نــــعــــــــم
من يعــــرف الله يعــــرف أوليـة ذا*
‏فالدين مــــن بــــيت هـذا ناله الأمم
بــــيوتهم فـــي قريش يستضاء بها*
فـي النائبات وعند الحكم إن حكموا
فجــــده مــــن قـــريش في أرومتها*
محــــمد وعــــلــــي بعــــده عــــلـم
‏بــــدر لــــه شاهد والشعب من أحد*
والخندقــــان ويـوم الفتح قد علموا
وخيــــبر وحنــــين يشــــهدان لــــه*
وفي قريظــــة يــــوم صيــــلم قـــتم
‏مواطــــن قــــد عــــلت في كل نائبة*
عـــلى الصحابة لم أكتم كما كتموا
*****
د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com