نَهــرُ العِشـق

================
صَارَتْ عُيونُكِ يا(سمَـاءُ) بِحَاري

وأنـَا أُقـَاوِمُ شــِدَّةَ التَــيَّارِ

وعَلى رُمُوشِــكِ أستريحُ هُنَيْهَـةً

وأَعُــودُ ثَانِيـةً إلـى الإبـْحَارِ

ِوأراكِ فـوقَ الماءِ مـثلَ فراشــةٍ

هـَبَطتْ وفوقَ جناحِهَا أسـراري

دخَلَتْ علَى قلبـي فَحَنَّ لصـوتِها

كحنينِ صـوتِ النايِ للــسُمَّارِ

وتمايلَتْ طرباً فــفَاحَ عبــيرُهَا

فَوْحَ الربيـعِ وفرحةَ الأطـــيارِ

مَالتْ علَى كَتِـفي ومِلْتُ لصدرِهَا

حَتَّىَ تَرَاءَى الفـجـرُ للأَســْحَارِ

الـماءُ يـَحْمِـلُنَا ويـَحْلُمُ مثـلنا

والمـوجُ يَرقُصُ مُنْشِّـداً أَشْـعَاري

والبـدرُ يكسُو الكونَ من أنـوَارِهِ

فتـباركَ الخـلاَّقُ ذُو الأنــوَارِ

والبلبلُ الصـدَّاحُ رفرفَ حولَـنا

وصَـفِيرُهُ عزفٌ علىَ الأوتَــارِ

وأتىَ النسـيمُ يُقِيـمُ بينَ ربُـوعِنَا

كمـهَاجِـرٍ قَدْ لاذَ بالأنــصَـارِ

الوصْفُ فوقَ الوصْفِ كيفَ أَبـثُـُهُ

والـشَوقُ أتـعبنـي فكيفَ أُدَاري

هذا فـؤادي لو دخَـلْتَ بسَـاحِهِ

لوجدتَ نهـرَ العِشْـقِ من أنـهَاري

وسمَِعتَ صوتَ الحرفِ يهمِسُ عندَها

ويـَحِنُّ من وَجَـعٍ لهَـا قيـثـاري

ورأيتَ في سـِـحرِ الجمـالِ جمالهَا

وبـبحرِ عينـيهَا الجـمـيلِ دِوَاري

صارتْ عُـيونُكِ يا( سَـَماءُ )محطتي

وبطاقَتـي.. وحقائِـبي وقِـطَـاري

صارتْ مـطَاراتٍ.. يَطـيرُ لأرضِها

قلبـي وأنتِ لَـهُ بـكُلِ مطَــارِ

صـَاَرتْ تُذَّكِرُني بفجري والضُحَى

واللـيلِ في شَــوقٍ بكُلِ نـَـهَارِ

عيـناكِ جنَّاتُ النعيـمِ وفـيهِـمَا

نـَهرانِ من عَـَسلٍ ومن أزهـَـارِ

عيـناكِ مُشْكِلتي وحَلُ مـشَاكِلـي

فهُـمَا الصـفَاءُ وفيهِمَا أَمـطَـاري
ثروت سليم
*****
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com