عُــودي
أذوبُ شَـوقاً إلى سِـــحرِ العنَاقيدِ*
وسِحرُ هَمْسكِ أضحَى سِرَ تغريدِي
لِمَّ الغيابُ وقلبي كان يََـــسْألُـني*
سِرَ الفراقِ وقد تَاهَتْ مواعيدي
سَمِعتُكِ اليومَ قيثاراً وأُغــنيةًًً*
ولحنَ حُبٍ أتَى يَا فرحَـةََ العــيدِ
هُزِّي الرياحينَ خَلِ العِطرَ يَغمُرُني*
ومن حنانِكِ يَا عُصفورتي زِيدي
كتبتُ فيكِ بُحورَ الشّـِعرِ كامِلَةًًً*
فَجاءَ يَغْرِفُ مِن بَحري الفراهيدي
وغَارتْ الحُورُ من وصفي لفاتِنَةٍ*
ومن ثـَنائي .. وإطرائي .. وترديدي
وصَفتُ عَينيكِ للريحانِ أسـالُهُ*
فصارَ في لهفةٍ حَيْرََى وتَنهيدِ
وقُلتُ للوردِ صِفْ لي خَـدَّ فاتنتي*
فَاضَ العبيرُ وغَنَّى مِن أناشيدي
وقُلتُ للفجرِ هل شَاهدتَ طلعَتها*
فقالَ شَاهدتُ مَحْسُوداً بِمَحسُودِ
مَليحةًً تَتوارَى الشَمسُ نَظرتَها*
فتَلْمَسُ الخَصرَ أو تَرقَى إلى الجِيدِ
نَدِيَّة من جَنَى الأزهارِ حُمْرَتُها*
وبَوْحُهَا كعبيرِ المِسكِ والعُودِ
كريمةً ونَدى الأجدادِ شيمَتُهَا*
ونَسْمَةًً من نسيمِ الفضلِ والجُودِ
تَمرُ أيامُنَا والعُمرُ في سَفَرٍ*
وأنتِ أنتِ ربيعٌ مِن مَواليدي
ألقاكِ في حُلمي بَدراً يُصافِحُني*
ولَحنَ شَّوقٍ بِقَلبي غير مَحدودِ
ألقاك في غُربتي خِلي ورَاعيتي*
ويرتوي القلبُ مِن عَطْفٍ وتوكيد
عُودي فإن أنينَ الشَّوقِ أرَّقني*
يا مُنيَةَ الروحِِ يا رَيحَانتي عُودي
ثروت سليم