ديـوان الشاعر ثروت سليـم
*****
إهداء إلى الأخ الكريم ثروت سليم وإلى أهل المربد جميعا.
*****
(الجزء الثاني)
إلى الشعب الفلسطيني الصامد رغم آلامِ الجراح والحصــار، ووقف صرف الرواتب، أهديه تحية معطرة بالحب والنضال.
*****
صبرا آل ياسر
*****
نَادَيْتَ لم يسمعْ نِداَءكَ داعي
قد زادني وجعَاً على أوجاعي
ناديتَ قابيلاً ولكَّنَ الذي
ناديتَ أصبحَ ثُـعْلُبَا وأفاعي
ناديتَ لكن الجراحَ كثيرةٌ
والأخوةُ الأعداءُ مثل قِطـَاعِ
فوقَ العيونِ غِشَاوَةٌ وقلوبُهم
غُلْفٌ وليسَ هناكَ قلبٌ واعِ
ناديتَهُنَّ اليومَ أو ناديتـهُم
لا فرقَ بينَ ربيـعةٍ ورُبـَاعِ
فسيوفُهُم خَشَبٌ ولكِنْ أجمعوُا
للشجبِ والتـنديدِ بالإجماعِ
دَعْنَـَا نولوِلُ كالنـساء فربما
أصواتـُنَا تحظَى ببعضِ سَمَاعِ
ما قيمةُ الإنسانِ دُونَ كرامـةٍ
ما الشَمسُ دونَ حرارةٍ وشُعَاعِ
ما لَوْعَةُ العُشَّاقِ دونَ تبـاعُدٍ
ما لهفةُ المُُشـْتَاقِ دونَ ودَاعِ
ما قيمةُ الوطنِ الذي من أجلِهِ
دافعتَ دونَ شـكيمةٍ ودفاعِ
ناديتَ فاَصْمِدْ أيُهَا القلبُ الذي
عانقتَ شـعباً داخلَ الأضلاعِ
واصْمدْ فأنتَ مُحَاصر لكنهم
أسرَى ببعضِ مواقعي وقِلَاعي
واصبرْ على كيدِ اليهودِ فإنهُم
لمَـَمٌ وأشبَاحٌ وسَقْطُ مــَتاعِ
واصبرْ فأنتَ الرمزُ رغم نُبَاحِهِم
وهُمُ القطيعُ وأنتَ أنتَ الراعي
واصبرْ فرُبَ الأرضُ تَحْبُلُ سيِّدي
وتعودُ نخوتنا ويَـدْعُ الدَاعي
*****
قِـمَةُ الطُغْيَـانِ
*****
ودَخَلْتَ في قلـبي بِـلَا استِئْذَانِ
فَعَلَامَ تَظلِمُني وأنتَ الجَانــي؟
صَوَّبْتَ في قلبي سِهَامَكَ خِلْسَةً
حتَى تلَعـــثَمَ بالكــلامِ لسَــــــاني
قد كُنتُ لا أدري بأعراضِ الهوَى
قَدْ بــَـاتَ قلبـــي دائِــمَ الخَفَــــقَانِ
ما عُدتُ أَذْكُرُ غيرَ عينِكَ والجَوَى
ينسابُ في عـيني رُؤَىً وأمانــــي
أغفُو وبينَ الجَـفــنِ مهدُكَ بَلْـسَـمٌ
يَرتاحُ في عيـني وفي وِجْـــدَاني
وأنامُ لا أغفُو وأنتَ علَى فَــمـي
وعلَى فؤادي أنتَ نَبضُ حنَاني
وأراكَ تسـبحُ في عيوني هائِــماً
وعلَىَ الرمُوشِ قصَـــائِدٌ وأغاني
كيفَ اقتحَمْتَ الموجَ كيفَ عَبَرْتَني
وأَقَمْتَ في بَــحري وفي شِـــطْآَني
كيف انتزَعتَ الثلجَ من قلبي وفي
روحي سكنتَ ونِمتَ في أَحضَاني
وجعلتني في أَســْــرِ حُبِكَ حُــرَّةً
ولكِنَّ قلــبي فَوْهَــــةُ الـبُركَــــانِ
وأنا التي ما كنتُ أحفِلُ بالهوَى
يـوماً ولم يَـكُ واردا بزمـــانـي
وأنا البريـئةُ يا حبـيبي قلـبُها
طَيْــرٌ ينــامُ بغـابةِ الريـْــحَانِ
ما كنتُ أعلمُ سِحرَ حُبِكَ قاتلي
وهواكَ من بينِ العبادِ سَــبَاني
ما كُنْتَ مَقْـتُولاً وأنتَ بقاتِـلي
والسَجنُ لا يَقْسُو علىَ السَجَّانِ
أَتُرَى حبيبي قَدْ ظَلَّمْتُكَ بـعدَما
أَلْهَـبتَ قلبي واخترقتَ كِـَياني
أَظَلَمْتُ مِنكَ الظُلمَ أَمْ أَنصَـفْتُهُ؟
قد صارَ حُبُكَ قِـــمَةَ الطُغيــانِ
سَلْ أَنتَ قلبَكَ لو أَرَدتَ سُـؤَالَهُ
أَمَّا أَنَا قـد تُهْتُ في الـعُـنـــــوَانِ
*****
رداً على الموضوع الجميل: وقال ابن عبد ربه في عقده عن مكر النساء وغدرهنّ للدكتور مروان الظفيري.
قـــوةُ الضَـعف
*****
أُكتُبْ عن النِسـْوَانِ يا مروانْ
أكتُبْ فهُنّ َشـقائِقُ النُعـمانْ
هُنَّ الورودُ فكيفَ للعِطرِ الزكي
أَن لا يفوحَ بســاحةِ البستانْ
أكتُبْ عن الضعفِ الذي هوَ قوَةٌ
فيهِنَّ تقـــهرُ قوةَ السـلطانْ
أكتُبْ فهُنَّ الـسِحرُ والمكرُ الذي
أودَى بيوسـُـفَ داخلَ القضبانْ
أكتُبْ فهُـنَّ الفخرُ في تاريـخِنا
وإذا أرَدتَ ســأَذكُرُ العُـنوانْ
أسـماءُ والخنـساء ُرمزُ جهادِنا
وهما الفداءُ على مدَى الأزمـانْ
(أَلَـقٌ) تَأَلَّقَ سِـحْرُهَا في مِرْبَـدٍ
وعلى الحروفِ الوردُ والريـحانْ
وعلى (ابنةِ الشـهباءِ) همسةُ شاعِرٍ
وبـها العَـرُوضُ تـُعَانِقُ الأوزانْ
وعلىَ (سمَا اللامي) سَكَبْتُ قصائدي
فتصَافحَ الياقُــوتُ والمرجـَـانْ
فاَكْتُبْ ولا تَخش النسـاءَ فإنـهُنْ
ورقٌ ونـحنُ الحِـبرُ والألـوانْ
*****
هذه القصيدة رؤيا حقيقية مع الشاعر في ليلة شتاءٍ باردة انتهى المشهدُ مع صوت المؤذنِ في الفجر فإليها أُهدى مِنِّ الحُلُمِ حروفـي.
رُؤْيـــَا
*****
لقَدْ هَاجت الذِكرى بقلبيَ لَيْتَني
أُعانِقُ لَيـْلَى في رُؤايَ.. ولَيْتَني؟؟؟
وأَسألُ عن ماضٍ جَميلٍ وصُحْبَةٍ
وأُطْفِئُ شَوقي أو أُكَّحِلُ أَعْيُّني
ومَا أنْ دَعوْتُ اللهَ حتَّى رأَيْـُتهاَ
تنامُ على زَنْدي وتهمِسُ ضُمَّني
دُموعٌ بعينيْهَا.. وشَوقٌ ولَهْفَـةٌ
وَوردٌ بخدَيْهَا يقُـولُ هَجرْتَني
فقُلْتُ وما يُبكيكِ يا َابنَةَ حَاتَمٍ؟
فقالتْ مِنَّ الأشواقِ والدَمْعُ خَانني
وقُمتُ أُداعِبُها بلُطْفٍ ورِقَّـةٍ
وأَمسَحُ دَمعاً والعُـيونُ تلُومُـني
وقالتْ: نَسِيتَ الوِدَ بعدَ فُراقِنا
ألَم تَكُ يَوماً في العراقِ تُحِبُـني؟
أَفِي مِصرَ حَسناءٌ أَنِسْتَ بقُربِها
وأَنسَتكَ أيامي فلستَ تعُودُني
ومرتْ سُويعَاتٌ وليلَى بجانبي
أُرَتِّـلُها حُباً.... وللشوقِ تَنحَني
وفي العِشقِ أَسْرارٌ ولَسْتُ بكَاشِفٍ
لسِرٍ جرَى ليلاً ولَيلَى بِمَوْطِني؟؟؟
تَأخَّرتِ يا ليلَىَ سَيغضَبُ حَاتَـمٌ
فعُودي إلى أَرْضِ المدائنِ واَنْسِّني
فقالتْ وهل أنسَى ونَبْضُكَ في دَمي
وطبعي وفَـاء ٌوالمرُوءَةُ مَعـدني
أَتذْكُرُ شَطِّ الذكرياتِ ودجـلةً؟
وبَابلَ والحَدْبَاءَ حينَ أَخذْتَـني
أَتَذْكُرُ يومَ المهرجانِ ورِحْـلَـةً
إلى مِربَدِ الشعراءِ يومَ دَعَوْتَـني؟
أتَذكرُ أُمْسِّيةَ الخَمِيسِ و(نَيْـَنوَى)
أَتَذْكرُ يَـوْمَاً في المدَائِنِ زُرْتَني؟
وعُدْنَا وثارَ الأَهلُ ثَوْرَةَ غَاضِبٍ
علينا وللأيـامِ أنتَ تَركْـتَني
فَجِئتُ أُعيدُ الوِدَ بعدَ قطيـعةٍ
وفى مَعبدِ الأحلامِ أنتَ سحَرْتَني
فَرُدَّ إِلـيَّ القلبَ والقلبُ هَاهُنا
أو اِرْجِعْ إلى بَغْدَادَ والصُْبحَ رُدَّني
ودارتْ حِوَارَاتٌ وعِشْنَا سَعادَةً
وأَوْصَيْتُهَا في كلِ يَـومٍ تزُورُني
وغَادَرْتُ رُؤْيَاَها علَى صَوْتِ زَوْجَتي
تُنَادِيَّنِي: قُمْ للصَّـلَاةِ سَـمِعْتَني؟؟
فلمْ أرَ ليلَى بل سَكِرْتُ بعِـطْرِهَا
وأَحْمَرُ خَدَيْهَا يَصِيحُ مَحَوْتَـني
وخِصلةُ شَعرٍ فوقَ شَعري سَمِعْتُهَا
تَقولُ أَجبْ ليلَى فأَنتَ سَـرَقْتَني
وخَيْطٌ من الفُستَانِ فَوْقَ َوَسـادَتي
يَقُولُ صِلِ الأَرْحَامَ أنتَ قَطَـعْتَني
وشَـاهِدُ زُورٍ كانَ يَسْمَعُ همَـْسَنا
هوَ الليلُ سَامحَني وقال: َظلَمْـتَني
*****
قلب أبى
*****
أبي مثل طفلٍ بقلبٍ كبير...ومثل المرايا أراني عليها.
ومثل الحمامِ..ومثل الحرير أُغَاضِبُهُ فيثوُر ويهــدا..
ويملأ قلبي بالدفءِ حينا...وبالزمهـــــــــــــــريــــر..
أبى يكتبُ الحُبَ فوقَ جبيني..ويحملُني فوقَ عرشِ القمر
ويدعو الإله بشوقٍ وحبٍ..ويرفعني عن جميــــعِ البشر
أبى أيُها الفارسُ الشاعرُ..القاسي الطيب..الظاهر المستتر
أراني بعينيك نورا جميلا..وفجــــــــرا جديــــــــــدا...
وقافلةً تحملُ الخيــــــــــــرَ بعـــــــد السفـــــــــــــر.
أراني ابتكارا...أراني انبهارا...أراني بعينيكَ
أحلَى وأغلَى من المبتدأ والخبــــــــــــــر.
أراني كما الوردُ يهفو إلى قطــــــــــــــــراتِ المطـــــر
أراني كما الطيرُ...يشدو ويلهو فـــــــوقَ الشـــجــــــــر
أراني رجاءً...أراني دعــاءً...أراني بشارة َحبٍ لديكَ
بخيرِ القضاء وخير
*****
ثروت سليم
*****
د. أبو شامة المغربي