راحــــــــــــل أنــــــــت
*****
راحِلٌ أنتَ، والليالي نُـزولُ //
ومُضِرٌّ بكَ البقاءُ الطّويـلُ
لا شجاعٌ يبقَى فَيعتنِقَ البيضَ//
ولا آمِـلٌ ولا مأمـولُ
غايةُ النّاسِ في الزّمانِ فنـاءٌ//
وكذا غايةُ الغُصونِ الذُّبولُ
ما يُبالي الحِمامَ أينَ تَرَقّــى//
بعدما غالتِ ابنَ فاطمَ غولُ
أتُراني أعيرُ وجهيَ صَوْنــاً//
وعلى وجههِ تجولُ الخيـولُ
يا غريبَ الديارِ صبري غريبٌ//
وقتيلَ الأعداءِ نومـي قتيـلُ

بي نزاعٌ يَطغى إليك وشـوقٌ//
وغَـرامٌ وزفـرةٌ وعويـلُ
ليتَ أني ضجيعُ قـبرك أو أنّ//
ثَــراهُ بمدمعـي مطلـولُ
يا بـني أحمدٍ إلى كم سِـناني//
غائبٌ عن طِعـانهِ ممطـولُ
وجيادي مربوطـةٌ والمطايـا//
ومَقامـي يروعُ عنهُ الدّخيلُ
كم إلى كم تَعلو الطُّغاةُ وكم يَحـــكمُ//
في كلِّ فاضـلٍ مفضولُ
ليتَ أني أبقى فأمترقَ النّـا//
سَ وفي الكَفِّ صارمٌ مسلولُ
وأجُـرُّ القنا لِثاراتِ يومِ الطّــــفِّ//
يستلحقُ الرعيلَ الرعيلُ
صبَغَ القلبَ حبُّكمْ صِبغةَ الشّيـــبِ//
وشيبي لولا الردى لا يحولُ
أنا مولاكمُ وإن كنتُ منكمْ//
والدي حيـدرٌ وأمّي البتولُ


(من شعر الشريف الرضي في غرض الرثاء)
*******


د. أبو شامة المغربي