لمَ كانَ جيلاً مميّزاً !!؟؟..

لقد انحدرت دار الإسلام إلى درك وضيع لم تبلغه والله من ذي قبل وحال البشرية اليوم يقف على حافة الهاوية !!!...
أعداء الله ورسوله يعيثون في الأرض فسادا .. يقتلون ويشردون وينهبون ثروات الأمة ويعتدون على أعراضها وحرماتها , ويشرحون جسدها في سبيل القضاء على قيمها وأصل عقيدتها !!!...
هل لنا أن نسأل أنفسنا بصدق !!؟؟...
ألم يكن السبب هو البعد عن منهج الله ورسوله!! ؟؟...
ألم يكن السبب هو الإفلاس في عالم القيم والمثل!! ؟؟...
ألم يكن السبب في انغماس الفرد والجماعة في متاع الدنيا ومباهجها !!؟؟..
ألم يكن السبب أننا لم نعد نعتز ونفخر بهذا الدين الذي أكرمنا الله به!! ؟؟...
أسئلة وأسئلة كثيرة يجب علينا أن نقف معها وقفة صدق لعلنا نحسن الإجابة عليها !!..
هيا بنا نعود إلى ما كان عليه أجدادنا العظام , إلى المرتقى الصاعد ونسأل أنفسنا بصدق :
لمَ كان جيل محمد نبينا وصحبه جيلا مميزا على مر الزمان والعصور !!؟؟؟....
ألم يكن جيلا قد استعلى على الجاهلية وتصوراتها ومعتقداتها البالية, وأعلن البراءة منها لتستقر عقيدة لا إله إلا الله في أعماقه!!؟؟...
ألم يكن جيلا قد استعلى على مباهج الدنيا وزينتها في سبيل نصرة الدين الحق ,وتحقيق خلافة الله على وجه الأرض !!؟؟؟....
ألم يكن جيلا لم يعرف اليأس والقنوط إذا ما اشتدت به الخطوب والمحن والشدائد , بل ازداد تمسكا بحبل الله القوي المتين !!؟؟....
ألم يكن جيلا قد تجرد من وشائج القربى والنسب والصهر في سبيل رفع راية الإسلام ونصرة دين الله الحق المبين !!؟؟....
إنه والله جيل أخذ علومه ومبادئ قيمه ورفعة خُلقه من مدرسة الحبيب , وأيقن أن روابط العقيدة والإيمان هي التي من شأنها أن تعلو بهم إلى حيث الأفق المنير ,وترفعهم من ثقلة الأرض ومتاعها ومباهجها إلى حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيله !!.....

جيل أراد أن يتحرر من كل وشائج الأرض والطين, ومن فورة اللحم والدم والنسب والصهر .. لينطلق إلى مشارق الأرض ومغاربها ويعلن بقوة إيمانه وثبات عقيدته أن لا جنسية له , ولا قرابة إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه وصحبه ..
تلك هي مبادئ الحرية التي جاء بها الإسلام ليرفع الإنسان إلى آفاق الكون ويعلنها صرخة مدوية أن : لا إله إلا الله محمد رسول الله
تصور رفيع وسمو هدف نبيل تعلمه من قول الله تعالى :
{قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ}[التوبة : 24 ]

إنها نقلة بعيدة تنقل الإنسان من الجاهلية إلى الإسلام .. من الظلمات إلى النور ..من الباطل إلى الحق .. من الكفر إلى الإيمان ...
سئل يوما الصحابي الجليل سلمان الفارسي من أبوك ؟؟..
فقال لهم :

أنا ابن الإسلام

ألم يكفنا فخرا وعزة وكرامة أننا من أبناء الإسلام يا أمة الحبيب !!؟؟..
ألم يكفنا فخرا وعزة أننا من أبناء الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم!! ؟؟..
ألم يكفنا فخرا وعزة بأن الله ربنا والقرآن دستورنا ومحمد نبينا والشهادة في سبيل الله أسمى أمانينا!!؟؟...
أما آن الأوان يا أمة الإسلام أن نرفع رؤوسنا شامخة عالية , ونعتز بهذا الدين الذي أكرمنا الله ورفعنا به لنكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر!! ؟؟...


هاهو أحد المستشرقين يعترف ويقول :

(( إن المسلم الذي يقرأ عن دينه في كتب المؤلفين المسلمين المعاصرين يرفع رأسه عاليا حتى وهو يواجه الغرب الأوربي . فدينه هو أرفع الأديان بالنسبة إلى أحدث المقاييس , أما نبيه الذي يقدسه فهو الشخصية المثالية بل أرفع شخصية في التاريخ , لذا فمن الطبيعي أن يعتز المسلم بدينه ويستعيد ثقته بنفسه )) ..


بقلم : ابنة الشهباء