النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ

  1. #1 أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ:


    نقدم هنا أربع مقالات للعلامة وديع فلسطين (وهو واحد من أبرز كتاب المقالة في عصرنا) كتبها عن بواكير نجيب محفوظ، ونشرها علي شلش في كتابه : نجيب محفوظ: الطريق والصدى).
    ***

    1-رادوبيس
    للأستاذ الكبير: وديع فلسطين(1)

    لستُ أدري أكان في تاريخ مصر الفرعونية غانية باسم «رادوبيس» أم أن خيال الأستاذ نجيب محفوظ ابتدعها في القصة الرائعة التي أخرجها أخيراً. وأيا كان الجواب، فإن القاص قد جعل لهذه الغانية كياناً ووجودا لا يُنكران. وما قرب الشقة بين الحياة والأسطورة أن حياة المرء تستحيل بعد موته إلى رواية تُروى شأنها شأن مئات القصص التي تُبدعها أذهان كتاب القصة الروائيين.

    كانت رادوبيس غانية تحوم حولها الغربان من بني آدم، وكان مستقرها في قصر شامخ أنشأته في جزيرة تتوسّط مجرى النيل. وبينما كانت تستحم ذات أصيل في بركة ماء قصرها حلق في الفضاء نسر كاسر، وهوى على حين بغتة فاختطف واحدة من نعلي الغادة رادوبيس وولّى هارباً، ولكن النعل سقطت منه في حضرة فرعون ساعة اجتماعه بكبار رجاله. ودار حديث فرعون وصحبه حول صاحبة هذه النعل، وعرف فرعون أن ما نزل عليه من فوق إنما هو خف يخص الغادة رادوبيس فاتنة أصحاب الجاه وغاوية ذوي الثراء.

    وأخذ فرعون يتسقّط أنباءها حتى فاجأها يوماً في قصرها، فكانت له منذ ذلك اليوم صلة بها لما تنقطع، يهرع إليها كل أصيل فيجد فيها مرتعاً لقلبه ومهرباً من تبعاته.
    وأوغل فرعون في هواه الجديد، فأولى «نيتو قريس» الملكة دبره، واسترد من الكهنة الأراضي التي كانت قد أُقطعت لهم كي يُنفقها على جارة قلبه، وشُغل بالحب عن أمور الرعية، وكاد له قائده الأول لأنه استلب منه رفيقته رادوبيس التي كانت تؤثره قبل أن تقع على فرعون.
    وكان لا مفر من أن تحدث فتنة، فرجال الدين ساخطون لتبديد أراضيهم، والوزراء متبرمون من مسلك فرعون غير الجدي، والملكة غاضبة لإغضاء فرعون عنها وولعه بغادة ليست بغير ماض.

    وفي غمار الثورة طاش سهم أطلقه مواطن من كنانته فاستقر في قلب فرعون، وأوصى فرعون بنقل جسمه المهيض إلى حيث تكون عشيقته ليلفظ آخر أنفاسه في محضرها.
    وقد كان، فمات فرعون، وشربت رادوبيس السم، وفجعت بموتها قلوب لا سبيل إلى تعزيتها وتأسيتها.

    ولقد أجهدت النفس وأنا أقرأ رواية رادوبيس لأقف على خطأ يُخرج الرواية من طابعها الفرعوني إلى طابع العصر الحديث، فخاب مسعاي، ذلك لأن الأستاذ نجيب محفوظ استطاع أن يمحو من ذهنه عقل القرن العشرين ليعيش بعقل آلاف السنين قبل مولد المسيح.


    ولكنه إن كان قد جانب خطأ السرد والصياغة فقد أفلتت من قياده بضعة أخطاء في النحو كتأنيث الرأس مع أنه مذكّر، وإضافة الياء إلى « ثوان » في حالة كسرها بكسرتين.


    ولكن القارئ رغم هذه الهفوات تأخذه روعة السياق، وجمال التعبير، وسلاسة التفكير، وقوة المنطق، وجودة الحبكة، فيُمسك بتلابيب الرواية حتى يأتي على خاتمتها.
    وفي اعتقادي أن هذه الرواية تستطيع أن تُزاحم روايات الغرب إذا هي وجدت من يُعنى بترجمتها إلى لغات الأعاجم. وهي شبيهة إلى حد كبير «بروميو وجولييت» للشاعر شكسبير مع تفاوت في كيفية العرض وتقاليد كل من المجتمعين.
    ـــــــــــــــــــــــ
    المصدر: نشرت في «الرسالة»، العدد (641)، في 15/10/1945م، وفي «منبر الشرق» في 19/10/1945م، والمقالة هنا منقولة عن «منبر الشرق»، وأُعيد نشرها في كتاب د. علي شلش: نجيب محفوظ: الطريق والصدى)، ص211 ، 212.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 03/06/2006 الساعة 02:06 PM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    2-خان الخليلي(2)
    للأستاذ الكبير: وديع فلسطين

    أوتي الأستاذ نجيب محفوظ خيالاً خصباً وعيناً ناقدةً وقلماً طيعاً ومادة وفيرة، فسخَّر هذه جميعاً في كتابة القصة وتصوير الحياة الواقعية.
    ومن أحدث ما جاد به قلمه كتابه «خان الخليلي» وهو مأساة أصاب فيها من التوفيق قدحاً مُعلّى.
    والقصة مقسمة إلى نيف وخمسين فصلاً، كل منها صورة أُجيد رسمها، فلم تغب في إحداها خفقة قلب، أو طرفة عين أو زفرة نفس، لأن الأستاذ لا يقنع بالقشور وإنما ينفذ كذلك إلى اللباب.
    ويخيل لقارئ «خان الخليلي» أن مؤلفه أمضى ـ أو يُمضي ـ جانباً كبيراً من وقته في هذا الحي؛ لأن وصفه لشخوصه ولدروبه يكشف عن معرفة الأستاذ محفوظ للحي وأهله معرفة عن قرب، وملازمته له لزوم الظل، واستطاع بقدرته الفنية أن يربط بين فصول القصة بإحكام، كي لا ينفلت أحدها عن القلادة المتعددة الحلقات التي وصلت بينها، وجعلت من جملتها صورة نابضة بالحياة تنطق سسافرة بأحوال حي من الأحياء القديمة لا يزال يحتفظ بطابعه الوطني الصرف.
    إنها قصة عائلة مصرية متوسطة فزعت من الغارات فانتقلت من السكاكيني إلى خان الخليلي، وأمضت فيه دورة كاملة من دورات الفلك شهد أفرادها فيها عجباً، فالابن الكبير الذي كان يركن إلى مكتبته يُقلب كتبها ويدرب نفسه عبثاً على درسها وهضمها، طابت لـه عشرة أهل الحي والسهر معهم في قهوة «الزهرة»، وخفق قلبه بالحب وهو كهل ولكن المقادير شاءت ألا ينعم به، والابن الأصغر شاب حديث العهد بالحياة، ينقاد وراء دوافع بدنه فيغترف من اللذاذات ما طاب له، حتى تهالكت صحته تحت ثقل الضغط الشديد. ولم يكتف بالحب الآثم بل سطا على الفتاة التي كادت تصبح من نصيب أخيه، وظل مع ذلك سادراً في غيه حتى أصيب بالسل وقضى نحبه، ولم يستطع أبواه أو أخوه كما لم يفلح الطب في دفع الموت الذي تسرب إليه، وسرعان ما غيّبه بين أطباق الثرى.
    وقصة الأستاذ محفوظ تمتاز بمزيتين عدا مزية الرواية نفسها. ففيها وصف رائع لليالي رمضان الزاهرة في حي خان الخليلي، وفيها وصف للغارات الجوية التي تعرّضت لها القاهرة من ثلاثة أعوام.
    والمؤلف قدير على جلاء المعاني، خبير بخوالج النفس، استطاع أن يجعل من كتابه تزاوجاً بين السخرية والجد، وجماعاً بين اللهو والعِبر. وهو في هذا وذاك لا يخلو من فكاهة مستملحة ودعابة طريفة.
    ـــــــــــــ
    (2) المصدر: نشرت في «الرسالة»، العدد (641)، في 15/10/1945م، وفي «منبر الشرق» في 19/10/1945م، والمقالة هنا منقولة عن «منبر الشرق»، وأُعيد نشرها في كتاب د. علي شلش: نجيب محفوظ: الطريق والصدى)، ص211 ، 212.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 03/06/2006 الساعة 02:09 PM
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    3-خان الخليلي(3)

    للأستاذ الكبير: وديع فلسطين
    ...........................................

    أوتي الأستاذ نجيب محفوظ خيالاً خصباً وعيناً ناقدةً وقلماً طيعاً ومادة وفيرة، فسخَّر هذه جميعاً في كتابة القصة وتصوير الحياة الواقعية.
    ومن أحدث ما جاد به قلمه كتابه «خان الخليلي» وهو مأساة أصاب فيها من التوفيق قدحاً مُعلّى.
    والقصة مقسمة إلى نيف وخمسين فصلاً، كل منها صورة أُجيد رسمها، فلم تغب في إحداها خفقة قلب، أو طرفة عين أو زفرة نفس، لأن الأستاذ لا يقنع بالقشور وإنما ينفذ كذلك إلى اللباب.
    ويخيل لقارئ «خان الخليلي» أن مؤلفه أمضى ـ أو يُمضي ـ جانباً كبيراً من وقته في هذا الحي؛ لأن وصفه لشخوصه ولدروبه يكشف عن معرفة الأستاذ محفوظ للحي وأهله معرفة عن قرب، وملازمته له لزوم الظل، واستطاع بقدرته الفنية أن يربط بين فصول القصة بإحكام، كي لا ينفلت أحدها عن القلادة المتعددة الحلقات التي وصلت بينها، وجعلت من جملتها صورة نابضة بالحياة تنطق سسافرة بأحوال حي من الأحياء القديمة لا يزال يحتفظ بطابعه الوطني الصرف.
    إنها قصة عائلة مصرية متوسطة فزعت من الغارات فانتقلت من السكاكيني إلى خان الخليلي، وأمضت فيه دورة كاملة من دورات الفلك شهد أفرادها فيها عجباً، فالابن الكبير الذي كان يركن إلى مكتبته يُقلب كتبها ويدرب نفسه عبثاً على درسها وهضمها، طابت لـه عشرة أهل الحي والسهر معهم في قهوة «الزهرة»، وخفق قلبه بالحب وهو كهل ولكن المقادير شاءت ألا ينعم به، والابن الأصغر شاب حديث العهد بالحياة، ينقاد وراء دوافع بدنه فيغترف من اللذاذات ما طاب له، حتى تهالكت صحته تحت ثقل الضغط الشديد. ولم يكتف بالحب الآثم بل سطا على الفتاة التي كادت تصبح من نصيب أخيه، وظل مع ذلك سادراً في غيه حتى أصيب بالسل وقضى نحبه، ولم يستطع أبواه أو أخوه كما لم يفلح الطب في دفع الموت الذي تسرب إليه، وسرعان ما غيّبه بين أطباق الثرى.
    وقصة الأستاذ محفوظ تمتاز بمزيتين عدا مزية الرواية نفسها. ففيها وصف رائع لليالي رمضان الزاهرة في حي خان الخليلي، وفيها وصف للغارات الجوية التي تعرّضت لها القاهرة من ثلاثة أعوام.
    والمؤلف قدير على جلاء المعاني، خبير بخوالج النفس، استطاع أن يجعل من كتابه تزاوجاً بين السخرية والجد، وجماعاً بين اللهو والعِبر. وهو في هذا وذاك لا يخلو من فكاهة مستملحة ودعابة طريفة.
    ـــــــــــــ
    (2) المصدر: نشرت في «الرسالة»، العدد (641)، في 15/10/1945م، وفي «منبر الشرق» في 19/10/1945م، والمقالة هنا منقولة عن «منبر الشرق»، وأُعيد نشرها في كتاب د. علي شلش: نجيب محفوظ: الطريق والصدى)، ص211 ، 212.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 03/06/2006 الساعة 02:13 PM
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد : أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    4-زقاق المدق(4)

    للكاتب الكبير: وديع فلسطين

    ـــــــــــــــــــــــــ
    لم أسمع بهذا الزقاق من فبل، ولا أُتيح لي أن أراه، لأني قليل التردد على معالم القاهرة القديمة.
    ولكني رأيتُ الزقاق وعشتُ فيه قرابة نصف شهر في صحبة الأستاذ نجيب محفوظ القاص الملهم، فأوقفني على ألوان شتى في مسالك المعيشة فيه، وأرشدني كدليل مجرب إلى مواضع الفتنة الفطرية في هذا الحي الوطني الصميم.
    زقاق المدق، زقاق ترى فيه ثري حربٍ أُتخم طعاماً ومالاً فما عرف قناعة ولا حَرِصَ على مال. تستهويه مباهج الدنيا وتغره أضواؤها فيسير صوبها كطفلٍ غريرٍ لا يسلمُ من العثرات.
    وأنت ترى في الزقاق حلاقاً محدود المورد، مسدود باب الرزق، يجد في «الأورنس» البريطاني جاذبية لا يسعه أن يُقاومها فيُسافر إلى التل الكبير ليعمل مع القوات، ويُدبِّر جنيهات تُعينه في افتتاح صالون أنيق وعلى الزواج بأثيرة الفؤاد.
    ومن صور الزقاق ذلك التمرجي الذي ادّعى التطبيب، وراح يُعالج المرضى بما حصّله من تجريب، فكان يسرق أسنان الموتى الذهبية وأطقمهم ليجد عند الأحياء سوقاً لها وهو مطمئن إلى الرسالة الإنسانية التي ينهض بها، سعيد بلقب «الدكتور» الذي أردف به اسمه للتشريف والتمييز.
    وتلك عجوز جاوزت الخمسين، ولكنها مع ذلك متطلعة إلى الزواج من شاب حديث السن. وكيف لا، وعندها من المال أكداس، وعندها من شباب القلب معينٌ لا ينضب، ولا بأس أن تدّعي أن الهموم كست شعرها بياضاً وأكدار الدنيا جعّدت غضون وجهها.
    أما هذه المرأة اللعوب فإنها «خاطبة»، تكتسب عيشها من «فتح البيوت وتعميرها» ومن «جمع الرؤوس في الحلال»، وأساليبها تتفاوت حسب تفاوت العملاء والزبائن، فإذا كان العميل شيخاً أوهمته أنه شاب ذو دلال وفتنة، وإن كان حديث السن زينت له أن حداثة العمر هي الأوان المُواتي للزواج، ولن يعيا منطقها، فقد اكتسبت من كثرة الممارسة دربةً واقتداراً.
    وهذا أسطى في فن ابتداع المتسولين وذوي العاهات، يأتيه المرء سليماً فيخرج من لدنه وقد تمتع «بنعمة» العمى أو العرج!، وكيف لا تكون تلك العاهة أو قرينتها نعمة مادامت تُدِرُّ على صاحبها أموال السذج من الخيرين والرحماء؟
    والفرانة وزوجها لا تعذب لهما الحياة إلا إذا كانت السياط وسيلة التفاهم، فهما منحرفان، والبيئة الفقيرة التي نشآ فيها جعلتهما ينحوان هذا المنحى المعوج.
    عشرات من هذه الشخصيات تترادف في رواية «زقاق المدق» التي كتبها الأستاذ نجيب محفوظ ليصور صورة حي من صميم المجتمع المصري، وليجلو عادات توارثها المصريون أو اقتحمت عليهم حياتهم بسبب ما ضُرِب عليهم من جهالة وأمية.
    وهذا النوع من الكتابة الروائية جديد في اللغة العربية، لأن القصة لا تدور أحداثها حول بطل أو بطلين، بل ينهض بدور البطولة فيها سكان زقاق المدق بأسرهم، لكل نصيب يؤديه، ولكل رسالة يُحققها، فتجتمع من أعماهم وأقوالهم صورة تتدفّق الحياة في جنباتها، وتسري فيها دلائل الحيوية الحقيقية.
    أما الطابع الغلاب على رواية «زقاق المدق» فهو طابع المرح المقترن بالسخرية، ففي كل بضعة أسطر ملحة أو فكاهة، ولكنك تدرك على الفور أن الأستاذ محفوظ لا يقصد بها إلا السخرية والازدراء. يذكر لك عادات تأصلت بين أفراد الطبقة الدنيا، ولكنه لا يكتم عدم رضاه عنها، ويحملك معه على أن ترثي لحالة أولئك السادرين في غي الجهالة!
    ويحسن الأستاذ محفوظ تصوير نوازع النفس البشرية، وما ذاك إلا لأنه ينتمي إلى المدرسة الواقعية التقريرية. فهو يرى أن من مهمة القاص أن يُصوِّر، وحسبه هذا العمل. أما أن يُلقي مواعظ ودروساً ويسوق عبارات الحكمة والقول المأثور فذا افتعال ينأى عن حياة الواقع، ويُبرز للقارئ ناحيةً تغلب عليها الكلفة والصنعة.
    وعلى الرغم من كثرة الرجال والنساء الذين زج بهم الأستاذ نجيب محفوظ في هذه الرواية، لم تخنه الملكة الفنية مرة واحدة، فلم يجعل أحداً منهم يتصرف تصرفاً يُناقض فيه نفسه، ولم يجعل هذه «الزحمة» تُفلت منه زمام الوحدة القصصية، فقد رُبِطت الرواية من أولها إلى نهايتها ربطاً محكماً، وسُلسلتْ حوادثُها تسلسلاً عاديا واقعيا. ومن ثم جاءت رواية مصرية بحت، عليها طابع قومي غير مقلد ولا مشوش.
    إن نجيب محفوظ يسير إلى الأمام، وروايته الجديدة تسبق سابقتها بخطوات واسعة.
    ـــــــــــــــ
    (4) المصدر: نشرت في «منبر الشرق»، في 30/4/1948م، وأُعيد نشرها في كتاب د. علي شلش: نجيب محفوظ: الطريق والصدى)، ص ص264-267.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 03/06/2006 الساعة 02:14 PM
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد : أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليك
    سمحت لنفسي أن اعدل تنسيق هذه المقالات كي يكون الشكل جذاباً كما هو المضمون

    لك تحياتي دكتور حسين
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد : أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    شكراً للأديب المبدع الأستاذ
    طارق شفيق حقي
    مع تحياتي.
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد : أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    1-رادوبيس
    للأستاذ الكبير: وديع فلسطين(1)

    تجسيد لفن الأسطورة في ما أورده الدكتور وديع وهي اجواء محببة
    لكني لا أدري لما أكره السرد المطول لدى نجيب محفوظ
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    شكراً على التعليق،
    واخنلاف الرأي ـ كما قال شوفي في مسرحية "مجنون ليلى" ـ
    لا يُفسد للود قضية،
    مع تحياتي.
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    3-القاهرة الجديدة(1)
    ...............................

    صحاب أربعة متباينو المشارب متعددوها ضمهم فصل واحد في جامعة فؤاد. أولهم توّاق إلى الانصراف إلى الدين والدعوة له، والثاني يضرب بالدنيا بأسرها عرض الحائط فلا يُبالي بتقاليد مرعية أو عادات متواضع عليها، وتتلخص فلسفته في الاستهتار و"اللا أبالية"، والثالث هدفه ومقصده زواج فتاة ربط الحب قلبه بقلبها، والرابع يهوى الصحافة ويعشقها.
    يتحفّز هؤلاء الزملاء لمواجهة موجة الامتحان النهائي ويخوضونها غير هيّابين، ويخرجون منها معقودي الظفر مرموقي العيون. ولكن البهرة الأولى للفوز سرعان ما تتبدّد، ويصحو الشبان على مستقبلٍ مبهَمٍ، وغدٍ مجهول.
    وترمي الحياة كل شاب من هؤلاء في عمل، فيبدءون عراك الحياة، وهو عراك يتمخّض عن جرحى وعن قتلى، فيسعف الحظ أول الزملاء، ويوفد في بعثة إلى فرنسا، ويعين الثالث في وظيفة بمكتبة الجامعة، ويُقبل الرابع على الصحافة يُشبع نهمه منها. أما الثاني ـ وهو أعسرهم حالاً وأضيقهم عيشاً ـ فيتخيَّر لنفسه في الحياة طريقاً معوجاً، ويقبل أول وظيفة تُعرض عليه حتى لو كان ذلك على حساب الشرف والفضيلة. ذلك أنه رضي أن يكون سكرتيراً لكبير بشرط أن يُشاركه ذلك الكبير في زوجه، ويختلي معها في أحايين دورية.
    ولكن هذا الوضع الشاذ سرعان ما افتضح أمره وتلطّخت سيرة الكبير بالعار، ونقل سكرتيره إلى أسوان بعد ما جُرِّد من ترقياته الاستثنائية.
    ذا مجمل القصة البارعة التي ساقها الأستاذ نجيب محفوظ في كتابه «القاهرة الجديدة»، وهو إيجاز مبتور مشوه، وهيكل عظمي يفتقر إلى مظاهر الحياة ودلائلها، وهي قصة تنتهي بعبرة ما أحوجنا إلى استيعابها ووضعها نصب أعيننا في السبيل الذي نسلكه في حياتنا، فإن الغواية والإثم يبهران البصر ويخلبان الألباب ويستهويان الشباب والمتكهلين. ولكن الخاتمة المؤسية حتم لا مهرب منها.
    فهاك قصة شاب ابتسمت له الحياة في مطلع عهده به لأنه فابلها « باللا أبالية » والاستهتار، ولكنها سرعان ما تجهّمت له وأدارت له ظهرها بعد ما مرّغته في حمأة العار، وسامته الخسف والهوان.
    أما ربيبه ذلك الموظف الكبير، الذي كان يرتشي من شرف سكرتيره فقد سقط من عل، مهلهل السيرة، غير معذور من أحد.
    ولنا على هذه القصة مأخذان:
    أولهما أن الأستاذ نجيب محفوظ عني بواحد من شخوص روايته الأربعة وأدار القصة حوله ولم يعن عناية مماثلة بقرنائه وخلانه. وحبذا لو كان المؤلف أسهب في روايته قليلاً، وجلا لنا بعض نواحٍ من حياة بقية الصحاب.
    أما المأخذ الثاني فهو بعض السهوات النحوية التي لمحناها في القصة، ونرجو أن تكون المطبعة ـ لا المؤلف ـ مسئولة عنها.
    والقاص جدير ـ عدا ذلك ـ بالثناء، لأن أسلوبه شائق، وحواره ممتاز، وتسلسل حوادثه ممتع، وجرأته لا يعوزها دليل.
    .......................................
    *(1) نشرت في صحيفة «منبر الشرق»، في 13/12/1946م، وأُعيد نشرها في كتاب د. علي شلش: نجيب محفوظ: الطريق والصدى)، ص ص236-238


    تكرر نشر المقالة الثانية، في رقم (3)، فمعذرة. هذه هي المقالة الثالثة، مع تحياتي.
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    شكراً لك دكتور حسين

    هناك رسالة دكتوراه حول الحركة النقدية حول أدب نجيب محفوظ
    للدكتور فاروق المغربي
    أقلل عتابك فالمقام قليلُ

    والدهر يعدل تارة ويميلُ
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: أربع مقالات من بواكير نقد نجيب محفوظ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    1,123
    معدل تقييم المستوى
    19
    [align=center]شُكراً للأديب الأستاذ صلاح الحسن،
    مع تحياتي
    [/align]
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. أماكن روايات نجيب محفوظ .. (حــــــــــــوار)
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/05/2007, 06:39 PM
  2. وداعاً نجيب محفوظ .. راوي مصر وقمة الرواية العربية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01/09/2006, 02:55 PM
  3. موقع نجيب محفوظ على الشبكة العنكبوتية ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31/08/2006, 06:06 PM
  4. نوبل نجيب محفوظ .. هل يستعيدها العرب؟
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20/08/2006, 09:38 AM
  5. أربع لقطات
    بواسطة محمود الحسن في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22/02/2006, 04:01 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •