الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: "يوم الفلوجة" قصيدة لمعروف الرصافي عمرها أكثر من ستين عاماً

  1. #1 "يوم الفلوجة" قصيدة لمعروف الرصافي عمرها أكثر من ستين عاماً 
    باحث مربدي
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    109
    معدل تقييم المستوى
    18



    "يوم الفلوجة" قصيدة لمعروف الرصافيعمرها أكثر من ستين عاماً






    أيهـا الانكليـز لـن نتناسـىبغيكم فـي مساكـن الفلوجـه


    ذاك بغـيٌ لـن يشفـي الله إلابالمواضـي جريحـه وشجيـجـه


    هو كرب تأبـى الحميـة أنّـابسوى السيف نبتغـي تفريجـه


    هو خطب أبكى العراقين والشام وركـن البَنِيّـة المحجـوجـه


    حلّهـا جيشكـم يريـد انتقامـاًوهو مُغـرٍ بالساكنيـن عُلوجـه


    يوم عاثت ذئـاب آثـور فيهـاعَيْثـةً تحمـل الشَنـار سميجـه


    فاستهنتـم بالمسلميـن سَفاهـاًواتخذتم مـن اليهـود وليجـه


    وأدرتم فيها على العُزْل كأسـاًمن دماء بالغدر كانت مزيجـه


    واستبحتـم أموالهـا وقطعتـمبين أهل الديـار كـل وشيجـه


    أفـهـذا تـمــدّن وعـــلاءشعبكم يدّعـي إليـه عروجـه


    أم سكِرتم لمـا غلبتـم بحـربلم تكن في انبعاثهـا بنضيجـه


    قد نتجنا لقوحهـا عـن خـداجفلذلك انتهت بسـوء النتيجـه


    هل نسيتـم جيشاًلكـم مُبْذَعِـرّاًشهـدت جُبنـه سواحـل إيجـه


    وهوى بانهزامه حَصـن اقـريط وأمسى قذىً على عين فيجه


    سـوفَ ينْـأى بخزيـه وبعـارعن بلاد تريـد منهـا خروجـه


    لا تغرّنّـكـم شِـبـاكٌ كـبـارٌأصبحـت لاصطيادنـا منسوجـه


    لستم اليـوم فـي الممالـك إلاجُعَلاً تحـت صـدره دُحروجـه


    وطن عشت فيـه غيـر سعيـدعيش حرّ يأبى على الدهر عُوجه


    أتمنّـى لـه السعـادة لـكـنليس لـي فيـه ناقـة منتوجـه


    أخصب الله أرضـه ولـو أنّـيلست أرعـى رياضـه ومروجـه


    كـل يــوم بـعـزّه أتغـنّـىجاعـلاً ذكـر عـزّه أهزوجـه


    مـا حيـاة الإنسـان بالـذُلّ إلامُـرّة عنـد حَسْوِهـا ممجوجـه


    فثنـاءً للرافـديـن وشـكـراًوسلامـاً عليـك يــا فَلّـوجـه


    والشاعر معروف الرصافي من عمالقة الشعر العربي ، في بداية عصر النهضة العربية ، وهو:




    معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.
    (1294 - 1364 هـ / 1877 - 1945 م):
    شاعر العراق في عصره ، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) أصله من عشيرة الجبارة في كركوك ، ويقال إنها علوية النسب.
    ولد ببغداد ، ونشأ بها في الرصافة ، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية ، ولم يحرز شهادتها.
    وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها ، زهاء عشر سنوات ، واشتغل بالتعليم ، ونظم أروع قصائده ، في الاجتماع والثورة على الظلم ، قبل الدستور العثماني ..........

    ورحل بعد الدستور إلى الآستانة ، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية ، وانتخب نائباً عن (المنتفق) ، في مجلس (المبعوثان) العثماني ..........

    وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة 1918م ، ورحل إلى القدس ، وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس ، وأصدر (جريدة الأمل) ، وهي يومية سنة 1923م ، فعاشت أقل من ثلاثة أشهر ، وانتخب في مجلس النواب في بغداد ..........

    وزار مصر سنة 1936م ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ، ببغداد ، فكان من خطبائها ، وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.

    له كتب منها:
    1- ديوانه
    2- دفع الهجنة
    3- محاضرات في الأدب العربي
    4- وغير ذلك كثير.

    وإليكم بحثا رائعا قدمه أحد الأخوة حول هذه القصيدة الرائعة الحية في زمن ماتت فيه الذمم والأرواح ، والنخوة والإباء ، والتضحية والفداء ............

    ما أشبه الليلة بالبارحة.. فمدينة "الفلوجة" العراقية كانت خلال الأيام الأخيرة محوراً لأحداث جسام، واجهت فيها المقاومة الباسلة لأهلها قوات الاحتلال الأمريكي المدججة بالسلاح، وحرمتها من دخول المدينة.
    وكأنَّ التاريخ يعيد نفسه؛ فأثناء الحرب العالمية الثانية قبل حوالي 65 عاما، وبالتحديد في العام 1941م، وبينما بريطانيا قد فرضت انتدابها على العراق، بعد أن احتلته قواتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى وفصلته عن الدولة العثمانية، حاولت قوات الاحتلال البريطاني دخول الفلوجة لتأديب المقاومة ضد المحتل، فواجهت دفاعا مستبسلا وشرسا من أهلها، فلجأت إلى أبناء الأقليات من الأشور واليهود، وسلطتهم لإيذاء الأهالي.

    وقد سجَّل شاعر العراق "معروف الرصافي" هذه الأحداث مصوراً كبرياء وعزة أهل الفلوجة في قصيدة بعنوان: "يوم الفلوجة":
    يقول الرصافي:

















    أيها "الإنكليز" لن نتناسى



    بغيكم في مساكن "الفلوجة"
    ذاك بغي لن يشفيَ الله إلا
    بالمواضي؛ جريحة وشجيجة
    هو كرب تأبى الحميمة أنَّا
    بسوى السيفِ نبتغي تفريجه
    هو خطب أبكى "العراقين" والشا
    م، وركنَ البِنْيةِ المحجوجة



    فالقصيدة من الشعر السياسي المندد بالإنجليز يوم أقدموا على احتلال الفلوجة بالعراق ، وهي من البحر الخفيف.

    والشاعر هنا يتوعَّد المعتدين بأنَّ بغيهم وظلمهم وعدوانهم لن ينساه أهل الفلوجة. وأنَّ الرد الوحيد على هذا البغي والعدوان لن يكون إلا بقعقعة السلاح الذي عبر عنه الشاعر بـ "المواضي" وهي السيوف.

    فبهذا وحده يشفى الجريح والشجيج الذي خلفه عدوان المحتل الغاصب، وتشفى"صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم".

    وهذا العدوان الذي عبَّر عنه الشاعر بـ "الكرب" تأبي عزة وكبرياء وحمية أهل الفلوجة أن تفرجه بغير القتال والجهاد والمقاومة، التي عبَّر عنها الشاعر بـ "السيف".

    ثمَّ يظهر الشاعر البعد العربي والإسلامي لهذه القضية، حيث تتجاوب مع جرح أهالي الفلوجة مدن العراق الأخرى "العراقين" وهما البصرة والكوفة تاريخياً، والشام "سوريا ولبنان وفلسطين والأردن"، وبيت الله الحرام قبلة المسلمين "ركن البنية المحجوجة"، كلها تتضامن مشاعرها وتبكي لجرح الفلوجة.

    ثم يقول الشاعر:


    حلَّها جيشكم يريد انتقاماً
    وهو مغرٍ بالساكنين علوجه
    يوم عاثت ذئاب "آشور" فيها
    عيشة تحمل الشنار سميجه
    فاستهنتم بالمسلمين شفاها
    واتخذتم من اليهود وليجه
    وأدرتم فيها على العزَّلِ كأساً
    من دماء بالغدر كانت مزيجه
    واستبحتم أموالها وقطعتم
    بين أهل الديار كل وشيجة



    فالشاعر ينتقل هنا في المقطع الثاني من القصيدة، ليصوِّر حال جيش الاحتلال الإنجليزي المغرور، وهو يعيث في المدينة فساداً، ويغري أبناء الأقليات من اليهود والآشوريين بإيذاء أبنائها الآمنين.

    فقد حلَّ جيش المحتل المدينة يريد انتقاماً من أهلها المقاومين، ويغري بسكانها "علوجه" اللئام الضخام الجثث من غير المسلمين، الذين أعملوا القتل والتخريب بها.

    ويعيب الشاعر على الآشوريين الذين تعاونوا مع المحتل وهم عراقيون، ويصفهم بـ "الذئاب"، فهذا الذي فعلوه يجرّ عليهم العار والشنار كعراقيين.
    كما يعيب على المحتلين لجوءهم إلى اليهود واستعانتهم بهم واتخاذهم "وليجة" أي مساعدين في عدوانهم على المسلمين، مستهينين بدمائهم وأعراضهم. فهم لا يتجرؤون إلا على العزَّل فيسفكون دماءهم بالغدر الممزوج بالخيانة، ويستبيحون أموالهم، ويقطعون بينهم وبين أهليهم كل وشيجة وآصرة.

    ثم يقول الرصافي:


    أفهذا تمـــــدن، وعــــــــلاء
    شعبكم يدَّعي إليه عروجــه
    أم سكرتم لما غلبتم بحــربٍ
    لم تكن في انبعاثها بنضيجه
    قد نتجنا لقوحها من خداج
    فلذاك انتهت بسوء النتيجه
    هل نسيتم جيشاً لكم مبذعراً
    شهدت جبنه سواحل "إيجه"
    وهوى بانهزامه حصن "اقريـ
    ط" وأمسى قذى على "عين فيجه"
    سوف ينأى بخزيه وبعار
    عن بلاد تريد منها خروجه



    وفي المقطع الثالث من القصيدة، يفنِّد الشاعر معروف الرصافي دعاوى المحتلين المعتدين، الذين جاؤوا إلى العراق آنذاك ليحققوا رسالة الرجل الأبيض، لتمدين العالم، فإذا الوقائع والأحداث تكشف زيفه وتفضح أطماعه، وتظهر همجيته ووحشيته، وبعده عن معنى التحضر.

    "أفهذا تمدن وعلاء؟!" يتساءل الشاعر متعجبا ومستنكراً، ما يدعيه هؤلاء المعتدون، أم أنَّها السكرة والنشوة التي انتابت بريطانيا وجيشها بعد أن انتصرت مع حلفائها على دول المحور "ألمانيا وإيطاليا والدولة العثمانية" في الحرب العالمية الأولى (1914ـ1918م)، واحتلت على إثرها العراق، وهي حرب غير ناضجة لا في أسبابها ولا في نتائجها.

    فهي حرب كالطفل الخديج الذي ولد بشكل غير طبيعي ولا يرجى له حياة.

    ولذا فهم يذكرهم بهزيمتهم التي تبعثر فيها جيشهم "مبذعرا" في "بحر إيجه" أمام الأسطول العثماني، حيث هوى حصن "إقريط" وأمسى جيش المحتلين قذى على "عين فيجة" بدمشق.
    ويتوعَّد الشاعر المحتلين بالخزي والعار والهزيمة أمام بسالة العراقيين وإصرارهم على المقاومة:


    وطنٌ عشتُ فيه غير سعيد
    عيش حر يأبى على الدهر عوجه
    أتمنى له السعادة لكن
    ليس لي فيه ناقة منتوجه
    أخضب الله أرضه ولو أني
    لست أرعى رياضه ومروجه
    كل يوم بعزة أتغنى
    جاعلاً ذكر عزه أهزوجه
    ما حياة الإنسان بالذل إلا
    مرة عند خشوها ممجوجه
    فثناء "للرافدين" وشكراً
    وسلاماً عليك يا "فلوجه"



    يفتخر الشاعر بوطنه العراق، متمنياً السعادة للوطن وشعبه، ويدعو الله لأرضه بالخصب والنماء، ولو لم تكن له فيه ناقة تنتج، أو كان يرعى رياضه ومروجه الخضراء، فدافعه هو الحب الخالص للعراق، المنزه عن المصلحة الشخصية.

    ويكفيه أن يتغنى بعزة العراق ومنعته، "جاعلاً ذكر عزه أهزوجة".
    ثمَّ يعود الشاعر ليؤكد أنَّ عيش الإنسان لا يكون إلا بعزة، فعيش الذل مر ممجوج يأبى أن يتجرعه الإنسان الأبي الكريم.

    ويختم الشاعر قصيدته بالثناء على بلاد الرافدين وأبناء الرافدين، مرسلاً لهم بالشكر على بسالتهم واستماتتهم في المقاومة، ويخص بالسلام الفلوجة مصنع الرجال وجامعة الأبطال.

    وكأنَّ التاريخ قد أكمل دورته خلال ما يربو على ستين عاما، فعادت قوات بريطانيا متحالفة مع أمريكا لاحتلال العراق، لكن قوات بريطانيا قد وعت الدرس واكتفت بجنوب العراق، تاركة قوات الاحتلال الأمريكي يقودها الغرور لمصيرها المشؤوم في مواجهات دامية مع مجاهدي الفلوجة الأبطال في وسط العراق.

    بينما صمود أبناء الفلوجة في مواجهة أعتى قوة على سطح الأرض، أمر يشبه المعجزة، فالحرب صارت بين أمريكا العظمى والفلوجة (!)، مثلما كانت قبل قرن بين بريطانيا العظمى والفلوجة.

    وما ضر لو استبدلنا كلمة "الأمريكان" بكلمة "الإنكليز" التي وردت في مطلع القصيدة، فلن يختلف السياق كثيرا،.. وما أشبه الليلة بالبارحة !!!











    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : "يوم الفلوجة" قصيدة لمعروف الرصافي عمرها أكثر من ستين عاماً 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    لب الكلام


    وكأنَّ التاريخ قد أكمل دورته خلال ما يربو على ستين عاما، فعادت قوات بريطانيا متحالفة مع أمريكا لاحتلال العراق، لكن قوات بريطانيا قد وعت الدرس واكتفت بجنوب العراق، تاركة قوات الاحتلال الأمريكي يقودها الغرور لمصيرها المشؤوم في مواجهات دامية مع مجاهدي الفلوجة الأبطال في وسط العراق.
    الشكركل الشكرلك عزيزي دكتور مروان

    أقول في ذاتي تلك الفلوجة قد كتب فيها الشعراء في الأمس

    اليوم ماذا كتبنا نحن
    ماذا قلنا

    أين حرفنا يمجد أسطورة الفلوجة الصامدة التي غلبت اعتى جيش في العالم

    الفلوجة باب مفتوح للجنة
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: "يوم الفلوجة" قصيدة لمعروف الرصافي عمرها أكثر من ستين عاماً 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية احمد خميس
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    مصر
    العمر
    60
    المشاركات
    294
    معدل تقييم المستوى
    18
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: "يوم الفلوجة" قصيدة لمعروف الرصافي عمرها أكثر من ستين عاماً 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد الكبيسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    818
    معدل تقييم المستوى
    17
    تبقى الخيول بعزمها مسروجه
    برجالها الابطال في الفلوجه
    تبقى وسيف الحق يرفع راية
    بالعز في سوح الوغى ممزوجه
    وملاحم لرجالها وشيوخها
    كتبت وفي تاريخها مدروجه
    وشبابها عند الفرات تجندوا
    والجسر يشهد والثرى ومروجه
    ونسائها يقفون في اركانها
    مع كل قاذفة لهم اهجوزه
    وبغارة الله التي لاتنثني
    غاروا على رتل العدى وعلوجه
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: "يوم الفلوجة" قصيدة لمعروف الرصافي عمرها أكثر من ستين عاماً 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد الكبيسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    818
    معدل تقييم المستوى
    17
    في ردي على يوم الفلوجه حصل خطأ في طباعة كلمة اهزوجه فقد كتبت اهجوزه
    لذا اقتضى التنويه واشكركم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/12/2011, 12:19 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25/11/2011, 11:37 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25/06/2008, 09:06 PM
  4. الله أكبر"بعض من عمليات القيادة الموحدة للمجاهدين"
    بواسطة محمد البغدادى في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20/08/2006, 10:27 AM
  5. "يوم الفلوجة"... قصيدة الرصافة المتجددة بالدم
    بواسطة جلال الدين في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27/07/2005, 11:16 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •