خواطر ومشاهد عظيمة اقتحمت أفكار رؤى عين فكري, وروح خفقة صدري , وأنا أطوف حول البيت العتيق في شهر رمضان من هذا العام , فأحببت أن أنقلها إليكم تحت عنوان :
العزّةُ للإِسْلامِ يا دُنْيا فاسْمَعِي .........
كوكبٌ يلمع , وبريقٌ يستطير, وشعلةٌ من النور كأنّها عروس تضيء بلباسها العتيق آفاق كلّ ما في الكون...
نور أزليٌّ, ونبعٌ سماوي أضاء ظلام الدنيا , وحطّم ركام الجاهلية والفساد ليكون مثابةً للناس وأمنا ..
من هنا وهناك جاءوا من كلّ فج عميق ليشهدوا منافع لهم , ويذكروا اسم الله عليه ...
بسم الله والله أكبر يرددّونها معاً وبصوتٍ واحد ....
لايرهبنّك عدوٌّ مادامت كلمة بسم الله والله أكبر تهزّ المشاعر لتسير على درب محمّد..
لا يرهبنّك ظالم جبان معتد مادامت دعوة النبي الأميّ هي المنى والهدف الأوحد ...
العزّة للإسلام يا دنيا فاسمعي !!..
بكاءٌ وتوسلٌ وتضرّع ...
نفسٌ عاليةٌ كالنجمة المضيئة أراها وهي تصدح في الآفاق :
لبيك اللهم لبيك لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك.....
كلّ أعداء دين النبي الأميّ ألقى السلاح يوم فتح مكة, ولمْ يزِدْ على أهل مكة إلاّ أن قال لهم :
اذهبوا فأنتم الطلقاء ..
أيّ ضمير لا يحركّه قول النبي الأميّ الحبيب المصطفى ,وهو يخطب في أهل مكة :
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده , ونصر عبده ,وهزم الأحزاب وحده ..
يا معشر قريش إنّ الله قدْ أذهب عنكم نخوة الجاهلية ,وتعظّمها بالآباء . الناس من آدم وآدم من تراب . قال الله تعالى
(( يا أيها النّاس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )).
ثم قال :
يا معشر قريش ما ترون إنّي فاعل بكم ؟ .
قالوا : خيراً , أخٌ كريم وابن أخٍ كريم .
قال : فاذهبوا فأنتم الطلقاء )
سار في مكة حانيا رأسه وهو يردّد :
{وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}
[ الإسراء آية : 81 ]
أين نحن من رسالة النبيّ الأميّ !!؟؟؟..
أين نحن من الاستقامة والأمانة والصدق !!؟؟..
أين نحن من الصفاء الروحي, والتفاؤل بالمستقبل !!؟؟..
أين نحن من الثبات والجرأة على قول الصدق!!؟؟...
أما آنَ لنا أن نعود للطريق المستقيم الذي رسمه لنا ربّ العزة والخلق !!؟؟..
أما آنَ لنا أن نبحث عن السبب الذي جعل من أمة الحبيب في شقوة , وذلّ , وتردي !!؟؟..
أما آنَ لنا أن نعرف بأنَّ الله أكبر فوق كلّ باغ , وظالم ومعتد !!؟؟...
مهما يكن من مكر هؤلاء الطغاة على أمّة الحبيب محمّد فسيعود الإسلام, وينتصر مادامت كلمة الله أكبر تصدح خمس مرات في اليوم....
سيّدنا بلال مؤذن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغ من فضله وصلاحه مبلغاً عظيماً شعاره لا زال حيّاً سيبقى, ولن يمت إلى الأبد ...
النبيّ الأمي الحبيب المصطفى يطوف بالبيت العتيق سبعاً على راحلته ويُمسك بيد بلال , ويعلن كلمة التوحيد للعالم أجمع ...
الله أكبر ..الله أكبر ..
أشهد أن لا إله إلا الله, وأنّ محمد عبده ورسول الله
سيدنا بلال يعلن كلمة التوحيد في بيت الله الحرام, ليذيع بيان النصر على الجاهلية , والطغيان والبغي ...
لو اجتمعت كلّ قوى العالم فلن تستطع أن تسكت صوت هذا البيان وصدّه!!؟؟؟....
الألوف المسلمة وقفت ساكنة , ووجلةٌ خاشعة تردّد وراء بلال كلمة التوحيد شعار المسلم الخالدِ ...
لم يعد اليوم ينحني الإنسان لجبّار متكبّر , وباغٍ معتد ...
فروعة الزمان والمكان , والمناسبة ستبقى خالدة مخلّدة إلى الأبد ....
هيبةٌ وجلال سماويٌ أشرقَ على الدنيا, وأنارَ الكون ليضيء برسالة النبي الأميّ طريق الإنسان , ويجمع له رؤية الحقّ , و يَهبَه عزّة النفس ...
بعثَ في الإنسانية حياة جديدة .. وعمد إلى الذخائر البشرية التي أضاعتها الجاهلية بالكفر والفساد , فأوجد فيها الإيمان وعزّة النفس, وأنار لها طريق الصلاح والهدي ...
الإنسان من قبل في حلكة الجاهلية كان يعيش , وأصبح اليوم قائدا بصيراً يقود مشارق الأرض ومغاربها , وينشر دين المحبة والخير , والسلام والعدل ...
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
[ الأنعام آية : 122 ]
نوابغ وعجائب الدهر, وعظماء التاريخ صنعها نور الله ورسوله فكانت بحقّ كتلة بشرية لم يرى العالم المتمدن مثيلاً لها على مدى التاريخ , والزمن ....
رجال نذروا حياتهم من أجل دينهم , والدفاع عن حماية عقيدتهم ...
فكانوا متألّقين بتفوقهم وكمالهم, وعظمة بهاء سيرتهم...
لنسأل أنفسنا بصدق :
ألم تكن لُجج الأديان والمذاهب قد ترامت أمام هذا الدين العظيم ,والنظام الإلهي الجبّار !!؟؟..
ألم تكن سلطة جبروت الظلم والطغيان قد سقطت مترنّحة أمام هذا النور الأزلي , والمنهج القويم !!؟؟...
ألمْ يكفنا عزّةً وفخراً بأنّ الدنيا دانت لدعوة الحبيب نبيّنا ,واستمدّت النور العظيم من معالم ضوء القرآن دستورنا !!؟؟؟...
بقلم : ابنة الشهباء