إصدار حكاياتي للأستاذ صواك.
ـــــــــــــــــ

من آخر إصدارات الروائي والقاص والشاعر المغربي (باللغة الفرنسية): موحى صواك، إضمامة من الحكايات تحمل عنوان: "حكايات لموحى" . وهي عبارة عن نصوص "تم استلهامها من بعض حصص ورشات الكتابة . وتندرج ضمن محاولة إبداع حكايات بمقومات عصرية ومعاصرة، انطلاقا من واقع أن الحكايات لا تتحدث فقط إلا عن أميرات وأمراء، كما أنها لا تبدأ ولا تنتهي دائما بـ "كان يا ما كان" و... "عاشوا سعداء، وكان لهم بنين وبنات..." (من المقدمة) .
الكتيب من القطع الصغير (الجيب)، في 75 صفحة، ويضم 25 حكاية، صادر عن مطبعة بنلفقيه بالرشيدية، في مارس 2010 ، ولوحة الغلاف من إنجاز سارة صواك .
هذه الكتابة الإبداعية، يقول المؤلف في المقدمة، تفتح آفاقا لتنمية خيال حر ومجدِّد.

من عناوين الإضمامة:
ــ يقظة الأشياء .
ــ الثيران والذباب .
ــ الجوع .
ــ الذبابة والفريق( الرتبة العسكرية) .
ــ رجل الأعمال .
ــ حلم الريشة .
ــ تِيسْليت .
ــ تمرات الحلم .
ــ الضفدع الصغير .
ــ الحياة والموت .
ــ الرجل العجوز والشمس .

وتتفاوت الحكايات من حيث الطول والقصر، من بضع جمل (حلم الريشة)، إلى 16 صفحة (الحلم) .

هنا ترجمة لحكاية "الجوع" كنموذج :

"ذات يوم،أحس طفل بالجوع، فبدأ يبكي. من دمعته الأولى توَلـّدت حبة قمح، ومن دمعته الثانية قطرة ماء، ومن دمعته الثالثة شعاع شمس أنضجَ حبة القمح . فأينعت سنبلة كبيرة . هبتِ الريح بقوة، فتناثرت كل حبات السنبلة في السماء ، سقـَى المطر الحبات وأنضجتها الشمس. وهكذا تحولت الأرض إلى كرة من الخبز . كل أولئك الذين كانوا يحسون بالجوع قضموا منها قطعة وأكلوها . وهكذا، حينما نرفع أعيننا إلى السماء، ليلا، نرى آلاف النجمات التي تتلألأ: إنها دموع الأطفال الصغار الجائعين الذين لا يجدون أي شيء يتناولونه ..."

تتميز الحكايات بأسلوبها الشاعري ولغتها السلسة، وتنضح بالأحلام والفانتازيا والخيال المجنح، وتنتصر للخير وتدين الشر (مثل كل حكايات العالم في الغالب)، وتواجه أعطاب الإنسانية وأسقامها بغير قليل من السخرية.(كثرة الهم تضحك) .

محمد حجاجي

ـــــــــــــــــــــــ