يقول ابن عربي في الفتوحات المكية في الباب 226:
" ونمنع من الفكر جملة واحدة لأنه يورث صاحبه التلبيس وعدم الصدق. وما ثم شيء إلا ويجوز أن ينال العلم به من طريق الكشف والوجود ... إن أهل الفكر خطأهم في الإلهيات أكثر من إصابتهم سواء كان فيلسوفاً أو معتزلياً أو أشعرياً أو ما كان من أصناف أهل النظر. فما ذمت الفلاسفة لمجرد هذا الاسم وإنما ذموا لما أخطأوا فيه من العلم الإلهي مما يعارض ما جأت به الرسل عليهم اسلام بحكمهم بما أعطاهم الفكر الفاسد في أصل النبوة والرسالة ولماذا تستند. فتشوش عليهم الأمر . فلو طلبوا الحكمة حين أحبوها من الله لا من طريق الفكر أصابوا في كل شيء .
وأما ما عدا الفلاسفة من أهل النظر من المسلمين كالمعتزلة والأشاعرة فإن الإسلام سبق لهم وحكم عليهم ثم شرعوا في أن يذبوا عنه بحسب ما فهموا منه ، فهم مصيبون بالأصالة مخطئون في بعض الفروع بما يتأولونه"