أخي وحبيبي هلْ ترى القدسَ تصطلي
بنارِ ضِرامٍ أججَّتها يدُ العِدا؟


ألم ترني في القدسِ حزنٌ يلفُّني
ويستلبُ الأغرابُ حقِّي على المَدى؟


تغاضيتَ عن قهري أيرضيك أنَّني
قضيتُ بدارِ الظّلمِ عمراً مشردا؟


فأين عهودٌ قد قطعت لنصرتي؟
وهذا أوانُ الصدقِ إن شئتَ موعدا


لعمرُكَ حكمُ اللهِ فيهم مُنزَّلٌ
ومن دانَ للأشرارِ ليسَ لهُ هُدى


سيوهنُ نحرَ الظالمينَ بكيدهم
ويذروهمُ كالعَصْفِ لما ترمَّدا


فكم حاكمٍ!! فينا أضلَّ سبيلَهُ
وكانَ بهِ وقرٌ ولم يسمعِ النِّدا


حثا الرَّملَ فوقَ الرأسِ مثلَ نعامةٍ
وإن صحتَ واغوثاهُ ؛ ردَّ لكَ الصَّدى


وتحرُنُ في خيرٍ لأهلي خيولُهُ
وتسرعُ في شرٍّ تسنُّ لنا المِدى


ولكنّنا آتونَ رغمَ أنوفِهم
نحرِّرُ مسرى النَّور ممن تهوَّدا


وممن يولَّي الدّبْرَ دونَ تحيِّزٍ
لكي ينصرَ المظلومَ نوردُهُ الرَّدى


ونقسمُ إنَّ النَّصرَ دوماً حليفُنا
سلكنا طريقَ الحقِّ نهجاً مؤكدا


وهذي أسودُ الشّامِ ظلَّت وفيةً
تذودُ عن الأقصى بسيفٍ تجرَّدا


عرينٌ به الآسادُ ظلَّت ضياغماً
لتبني بكلِّ الحبِّ للعُرْبِ سؤددا


أعاصمةً للذلِّ قدْسي.. محرمٌ
وعارٌ على الأعرابِ حكماً مؤبَّدا؟


يبيعون قدسي مَهرَ عهرِ عروشِهم
ويلوونَ أعناقاً لعلجٍ تمرَّدا


ومن باعَ طهرَ القدسِ ثاني عِطْفهِ
فقد باعَ بالدُّولارِ عيسى وأحمدا