الرئيس الأميركي "جيمي كارتر" والحداد الحلبي .
*********************************

زار الرئيس الأميركي " جيمي كارتر " حلب القديمة في عام 1987م ، وبدأ زيارته الخاصة لحلب القديمة من سوق الحدادين الملاصق تماما للجهة الغربية للجامع الأموي ،
ولفت نظر الرئيس واجهة محل أحد الحدادين المكتظة بعشرات المنتجات المختلفة والبديعة ويداه الخشنتان ووجهه العابس من قسوة التعامل مع الحديد المحمر داخل فرنه الصغير وهو يخرجه ويتحكم بأشكاله كالعجين بيده ، اندهش الرئيس واستغرب : كيف يمكن أن تكون كل تلك المنتجات المتنوعة والرائعة من صنع يد واحدة ومن المادة الأولية مباشرة ** الحديد والنار ** .

صافح الرئيس الأميركي الحداد بحرارة ومحبة وشكره على جهوده وخبرته ، وانصرف الرئيس وموكبه مبتعدا وهو يفكر ويتساءل من بعيد : كيف يمكن لشخص واحد إنتاج هذا الكم الهائل من الفن والإبداع والخبرة والمهارة ، وفي أميركا مساحات ضخمة لمعامل تنتج قطعة واحدة متكررة متماثلة تماما ، وبنفس الوقت كان الحداد يتابع من بعيد الرئيس الأميركي وموكبه ويتساءل في نفسه : ما الذي أعجب رئيس أعظم دولة في العالم في دكاني المتواضعة هذه وقطع الحديد المتناثرة هنا وهناك ؟!.
التراث اللامادي روح حضارات الشعوب ، وحضاراتنا القديمة زالت ولم يبق منها إلا : الآثار ... وتراثنا اللامادي الذي لا يزال حيا يرفرف في سماء غابت شمسها ..... فلنعيد النور الذي سيساهم في بناء حضارة جديدة .
** تراثنا اللامادي .... ذهب غال .... علينا أن نوثقه ونحافظ عليه ونطوره ** .
لؤي داخل
حلب .