[ التنبيه والإشراف - المسعودي ]


كتاب وضعه المسعودي ليكون تذكرة لما اشتملت عليه مؤلفاته، من مختلف مواضيع العلوم والفنون الجغرافية والفلكية والتاريخية. ألفه قبيل وفاته بأشهر، وذلك في خلافة المطيع العباسي سنة (345هـ) أثناء تغربه في مصر. وافتتحه بوصف مؤلفاته ومنزلة هذا الكتاب منها، وختمه أيضاً بمثل ذلك، مصرحاً أنه أودع في هذا الكتاب لمعاً مما توسع فيه في كتبه، وذلك سبب تسمية الكتاب بالتنبيه والإشراف. وبذلك تكون مؤلفات المسعودي قد كتب لها التكامل التام، بحيث لم يرحل عن هذا العالم حتى أسس أكبر موسوعة معارف من نوعها في التاريخ، لا يزال البحث عن حلقاتها المفقودة يؤرق معظم الباحثين، ولا أدل على ذلك من قصة المستشرق الذي قضى حياته في البحث عن كتاب (أخبار الزمان) فلما عثر عليه في (شنقيط) كما تقول الأسطورة، وحاول استنساخه، بطش به علماؤها ضناً بكتاب المسعودي وغيرة عليه. وكان أول المستشرقين عناية بكتاب (التنبيه والإشراف) المستشرق (ساكي) الذي كتب تعريفاً بالكتاب عام (1810م) ثم كان الحلقة الثامنة من سلسلة (المكتبة الجغرافية) التي أصدرها (دي غويه) في ليدن، حيث نشر هذا الكتاب سنة (1894م) في (500) صفحة، تضمنت مقدمة التحقيق وقائمة الملاحظات. وطبع في القاهرة سنة 1938م بعناية عبد الله الصاوي، وفي مقدمة نشرته قائمة بالاستدراكات على نشرة (دي غويه). وترجمه إلى الفرنسية (كارا دي فو) ونشر ترجمته في باريس 1897م. وانظر في آخر الكتاب قول المسعودي: وكان الفراغ من تأليف هذا الكتاب...إلخ. ومن نوادره: ما ذكره من خبر الصورة المأمونية، وهي الخارطة الجغرافية التي وضعت للمأمون. وقصة افتكاك مسلم الجرمي من أيدي الروم في محرم عام 231هـ وكان قد ألف كتاباً عن بلاد الروم أثناء أسره. وانظر ما كتبه كراتشكوفسكي عن الكتاب في (تاريخ الأدب الجغرافي) (ج1 ص175 - 186) ود. عبد الفتاح محمد وهبة (جغرافية المسعودي بين النظرية والتطبيق) اشتمل على دراسة مهمة لمواضيع الكتاب.


أعد هذه الصفحة الباحث : زهير ظاظا