قصة الرجل الذي دعس على لغم على سطح المريخ
===========================
- حيث كنت وعائلتي نفترش ممرّ منزلنا في السنوات العجاف ، وللممرّ قصة عشق طويلة لا يعرفها غير العاشقين ، كانت أصوات القذائف والرصاص المتفجر تدوي من حولنا والكهرباء مقطوعة والبرد قارس.
- قالت لي زوجتي خائفة: ماذا لو أن ..... واستغرقت في حديث من الهواجس والمخاوف.
- قلت لها سأحكي لك هذه القصة.
- نظرت إلي بسخرية وقالت : تفضل، وهي تقصد نحن أين وأنت أين .
- قلت: ذات يوم كنت أسير على سطح المريخ ، وبينما كنت أكتشف المكان وأبحث في الفضاء عن الكرة الأرضية وإذ بقدمي تدعس على لغم.
- قالت لي زوجتي : لغم ؟ أي ألغام هي هذه على المريخ ؟
- قلت لها : يعني لماذا تصدقين قصة سفري للمريخ ولا تصدقين قصة اللغم !!.
- ردك مقنع ... تفضل اكمل.
- وبينما كنت أرقب الإطلالة السماوية المريخية باحثاً بين الكواكب والنجوم عن الأرض، وإذ بقدمي تدعس على لغم !.
- قلت في نفسي : أمعقول أني دعست للتو على لغم ؟ هل من المعقول أن تجار الحروب وصلوا إلى المريخ ؟
- هل أرفع قدمي ، أم أنتظر ؟ تداخلت مشاعري بين الخوف والرجاء، ودخلت في دوامة من رجيع الذكريات والحنين وكأني أسقط في شباك العناكب ،وبعد ساعات جاء رجل من أقصى المريخ يسعى وقال لي : ماذا تفعل هنا يا رجل؟
- قلت له وكأني دعست على لغم وأخشى أن ينفجر.
- قال لي : يا رجل هل هناك ألغام على سطح المريخ !.
- قلت له: والله أنا مثلك أشك في ذلك لكننا لا نعرف خفايا السباق الفضائي بين الدول الكبرى، وما يدريك من نزل على المريخ قبلنا ؟
- قال : في هذه معك حق ، لكني كنت أعمل خبير ألغام في جيش بلدي وسأقوم بتفحصه.
- جلب الخبير سيخاً حديدياً وأخذ يدخله في التراب تحت قدمي ثم قال : لا يوجد أي جسم معدني تحت قدمك ، هذه مجرد صخرة مريخية يا عزيزي.
- قلت : الحمد لله وكدت أرفع قدمي لولا لطف الله، وقلت لخبير الألغام : وماذا لو كانت الصخرة عبارة عن لغم مموه بشكل دقيق على شكل صخرة ؟
- أسقط في يد خبير الألغام وربما اعترف في سره بحنكتي وشدة ذكائي . فقال لي: قد يكون ذلك لكن لدي طريقة أخرى.
- هذا لغم بشري ينفجر عند وزن معين فإذا وضعت قدمك يتم تفعيل الصاعق وبمجرد رفع القدم ينفجر، يمكننا وضع وزن يقابل وزنك فلا ينفجر اللغم.
- هذه خطة ذكية لنباشر بذلك
- وبعد ساعات من العمل أتم خبير الألغام وضع الصخور حول اللغم فوق قدمي ، قال والآن سنحاول سحب قدمك بهدوء وروية .
- قلت له: تمهل تمهل ، وماذا لو أن هذا اللغم لم يكن لغماً للأفراد وكان لغماً للمركبات وهو لا ينفجر بالأفراد، ونحن قمنا لتونا بمضاعفة الوزن حتى تم تفعيله ؟
- استشاط خبير الألغام غضباً وكاد أن يرفع قدمي عنوة، لولا أني هدأت من روعه .
- قال: هذا احتمال وراد لكننا لم نعد نعرف أكان اللغم للأفراد أم للمركبات ويستحسن أن تبقي قدمك فوقه.
- قلت : وأنا كذلك أقول مثل رأيك سأبقى مرتاحاً وقدمي فوقه.
ثم ركب خبير الألغام سيارته وسار بأقصى سرعة.
- ثم ماذا ؟؟ قالت زوجتي
قلت لها: انتهت القصة أو ربما هذه القصص ليس لها نهاية لكنك يا حبيبتي كلما استيقظت في الصباح تذكري أن هناك رجلاً ما قد دعس بقدمه على لغم على سطح المريخ ولا زال يخشى أن يرفع قدمه خشية أن ينفجر به.
في الصباح استيقظت زوجتي وقال لي : حبيبي استيقظ ... استيقظ
ماذا هناك؟؟
قالت أسمعت هذا الصوت ؟؟
قلت ما هو ؟
قالت : صوت انفجار اللغم تحت قدم الرجل على سطح المريخ.
طارق شفيق حقي