رسالة إلى بني آدم

شعر: وليد الكيلاني

حتى متى نبقى نقـتِّـلُ بعضَنا ونُذِلُّ بعضاً والنفوسُ تُهانُ
وتُفسَّرُ الأديانُ عكسَ مُرادِها وبعقلنا يتلاعبُ الشيطانُ
والعدلُ يُقتلُ والضمائرُ تختفي وتسوقُنا الشَهَواتُ والسُلطانُ
والظلمُ والأطماعُ تُفسِد بيننا ونظـلُّ لا أمـنٌ لـنا وأمـانُ
ولأتفهِ الأسبابِ تشتعلُ الحروبُ ويُحرقُ الإنسانُ والحيوانُ
والناسُ تُدفنُ تحت أنقاضِ البيوتِ وفوقَها الأحجارُ والبُنيانُ
وتُدَكُّ أثارٌ بنَـتْ أجــدُادُنا سهروا عليها في البناءِ وصانوا
وتُشرَّدُ الأطفالُ في أوطانها وتَضيقُ في أبنائها الأوطانُ
والناسُ تهربُ للبحارِ من الأذى فتغفُّها الأمواجُ والحيتانُ
والمرءُ يخشى أن يعيشَ إلى غدٍ فيه بلا ذنبٍ جناهُ يُدانُ
الناسُ أجناسٌ ولكن كلُّنا بشرٌ وساوى بيننا الرحمانُ
والأصلُ من طينٍ وكلٌ عائدٌ للطينِ فليتفكَّرِ الإنسانُ
فالكلُّ يترُكُ كلَّ شيئ خلفَهُ الجاهُ والأموالُ والأطيانُ
فتسامحوا إنَّ الحياةَ قصيرةٌ ولكُلِّ حيٍ في الزمانِ أوانُ
إن ترحموا بعضاً سيرحمُكم غداً لما تعودوا الخالقُ الدَيّانُ
فجميعُ أديانِ السماءِ تَنزَّلتْ حتى يسودَ العدلُ والإحسانُ
===================
*(وليد كيلاني، شاعر فلسطيني مقيم في دالاس - تكساس)