جمجمة المتحف البريطاني أكبر أكذوبة علمية


انتبهوا .. ! فالغش والخداع في كل مكان ..والإنسان يبقى هو الإنسان .. بكل مُيوله وأهوائه وشهواته .. تحكمه انتماءاتُه .. حتى وإن كان في أرفع المناصب العلميّة !! فالعلم شيء والأخلاق شيء آخر تماماً في هذا العالم المادي المحموم .. وما انفصال العلم عن الأخلاق بهذه الصورة المريعة إلا نِتاجٌ لهذه المدنيّة الماديّة العرجاء التي ركزتْ على الجسد ونسيتْ أنَّ الإنسانَ روحٌ خالدة أيضاً.. وهي أعظم بكثير من المادة الفانيّة !!

إنَّ إصرارَ أصحاب نظرية التطور على إثبات نظريتهم بكل الوسائل المُلتوية .. والضراوة والاستماتة في سبيل إيجاد أي شيء مهما كان هزيلاً كي يُسمّوه دليلاً .. هذا الإصرار يجعلك تتأكد بل تُوقن بأن نظريتهم المشوهة هُراءٌ محض !! لا ولن ترقى في يوم من الأيام إلى مستوى الحقيقة العلمية .. لأنها مسخٌ هجين .. أمه الفلسفة الإغريقية وأحد آبائه الإلحاد ……!!!! لن أفندَ هذه النظرية الآن بالأدلة العلميّة القاطعة التي تثبت فشلها بالكلية ، فقد أفردتُ لذلك بحثاً علمياً خاصاً دعمته بآراء العلماء المعتبرين المرموقين ولكن سأقدمُ لكم واحداً من الأدلة الطريفة على كذب العلماء المطبّلين للتطور والمهووسين به !! إنه إنسان بلتداون ..!! وما أدراك ما إنسان بلتداون الذي ظلت جمجمته متربعة أربعين عاماً بفخامة في المتحف البريطاني .. إنه الحلقة المفقودة ..!!!!

والحلقة المفقودة هي جمجمة نصفها الأعلى ( القحف ) لإنسان ونصفها الأسفل فك لقرد من فصيلة ( أورانجتون ) عليه أسنان بشرية مبقعة ، زعم الطبيب تشارلز داوسون أنه عثر عليها بعد تنقيب مجهد في قرية بلتداون البريطانية !!

طار عقل علماء التطور ( هذا إن وجد أصلاً ) بالاكتشاف المذهل المسمى إنسان بلتداون وأعلنوا للعالم كله أنهم عثروا على الحلقة المفقودة التي تربط بين الإنسان والقرد وتثبت أنَّ جد الإنسان كان حيواناً !!! وراح علماء التطور يدبجون المقالات ، ويؤلفون الكتب والرسائل عن العثور على الدليل الأكيد على أن الإنسان كان قرداً !! ومع أن مكان اتصال الفك مع القحف كان مكسورًا، أي لا يدري أحد عمَّا إذا كان هذا الفك يعود بالفعل لهذه الجمجمة أم لا، إلا أن علماءَ التطور أصروا على كونه يعود إليها دون أن يكلفوا أنفسهم أي عناء يُذكر للتأكد من الجمجمة !!. حقاً إنَّ طالبَ الحاجة أرعنٌ !! ولما اعترض عالم التشريح الألماني الشهير فرانز ويدنريج بقوله : واضح أنَّ هذه الجمجمة تركيب اصطناعي ودمج قام به البشر بين عظام الإنسان والقرد !! ثارت عليه ثائرة العالم البريطاني آرثر كيت وأنَّبهُ قائلاً :إن عملك هذا ليس إلا طريقة للتخلص من الحقائق لأنها لا تتماشى مع نظرياتك المسبقة !! حتى العالم الأمريكي الشهير هنري أزبورن تشكك في البداية واعتبر الجمجمة غير حقيقية ثم عاد وبدَّلَ رأيه أمام عاصفة هائلة من أقوال علماء التطور تطبّل وتزمر لهذه الجمجمة دون دليل !!

وبدأت الدراسات العلمية تتزايد حول هذه الجمجمة وحول علاماتها المميزة وسماتها الفريدة ، وأخذ علماء التطور على اختلاف اختصاصاتهم يبنون على الكذب والدجل والسراب صُروحاً (علمية ) !! ودُبجت آلاف المقالات وصنفت عشرات الكتب وأعدت رسائل الدكتوراة التي تتحدث عن التطور على أنه الحقيقة الأكيدة ، حقاً إنه المضحك المبكي !

الفحوص التي كشفت الكذبة (العلمية ) الكبرى :

. استمرت هذه المهزلة حتى عام 1949م عندما قام “كنيث أوكلي” من قسم السلالات البشرية في المتحف البريطاني بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة لمعرفة عمرها وكانت النتيجة أنها ليست قديمة كما كان يُعتقد! ثم قام الشخص نفسه مع “سير ولفود لي كروس كلارك” من جامعة أكسفورد مع ” ج. س. وينر” في عام 1953م بإجراء تجارب أكثر دقة، واستعملوا فيها أشعة أكس وتجربة النتروجين وهي تجربة تعطي نتائج أكثر دقة من تجربة الفلور. وتبين في نتيجة هذه التجارب أن العظام جديدة تمامًا، وتعود للعصر الحالي!! وعندما وضعوا العظام في محلول حامض اختفت البقع الموجودة عليها، واتضح أن هذه البقع لم تكن نتيجة لبقائها مدة طويلة في التراب، بل أحدثت اصطناعيًّا للإيهام بأنها قديمة !!! وعندما فحصوا الفك والأسنان بالمجهر رأوا أن هذه الأسنان أسنان إنسانية غرست في الفك اصطناعيًّا وبُردت بالمبرد للإيهام بأنها قديمة !!

تلقى علماءُ التطور صفعة قوية أيقظتهم من أحلامهم وذلك عام1953م عندما أعلنت النتائج العلمية الحقيقية للعالم بشكل رسمي : إن إنسان بلتداون ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة فالجمجمة تعود إلى إنسان معاصر!! أما عظام الفك فهي لقرد أورانجتون بعمر عشر سنوات. والأسنان هي أسنان إنسان غُرست بشكل اصطناعي ورُكبت على الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومات البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها) !!). وانفجر هذا الخبر قنبلةً مدوية ولا سيما في الأوساط العلمية !! وكان السؤال المحير هو: كيف عجز كل هؤلاء العلماء العظماء عن اكتشاف هذا التزوير، وكيف استطاع شخص واحد خداع كل هؤلاء العلماء مدة أربعين عاماً !!وكيف لم يلاحظ كبار أطباء الأسنان الذين فحصوا أسنان هذه الجمجمة اكتشاف آثار البرد الواضحة والغرس الصناعي للأسنان في الفك؟!!

مجلة “العلوم” الأمريكية تقول في عددها الصادر في كانون الثاني سنة 1965م : إن جميع علماء التطور لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل والذي دفع المجلة لهذا القول لأن قصة إنسان بلتداون ليست الوحيدة فهناك قصص أخرى كثيرة ومنها قصة إنسان جاوا، حيث عثر الطبيب يوجين ديبوا ( طبيب في الجيش الملكي الهولندي ) على فك عظمي ومعه سن ليست بشرية ثم عثر في قرية تقع على نهر سولو على قطعة من قحف جمجمة مفلطحة وفيها بروز فوق العينين وقد كان واضحاً أنها لا تعود لإنسان ، ثم في السنة التالية على بعد حوالي أربعين متراً من المكان الأول عثر على عظمة فخذ تعود لإنسان ثم أعلن هذا الطبيب ( الفذ ) أن هذه العظام كلها مجتمعة تعود لمخلوق واحد على الرغم من بعد المسافة بينها !! وهذا القول الذي ألقي على عواهنه كان يعني أن هناك قرداً كان يمشي منتصب القامة كالإنسان والعجيب أن العالم كله صدق هذه الأكذوبة الساذجة فوراً دون دليل على الإطلاق !!ولكن العالم المشهور الدكتور فيرشاو و في مؤتمر الأنتروبيولوجي تصدى لزعم ديبوا وأوضح أن عظمة الفخذ لإنسان والفك لقرد ولا رابط بينهما البتة فهما ليسا لنفس الهيكل العظمي لأن خلايا النسيج العظمي مختلفة تماماً !! وأما الدليل الواقعي فهو وجودها في أماكن متباعدة تماماً وإن كانت في نفس المنطقة جغرافياً !! ولكن ديبوا قدم تفسيراً مضحكاً عن سبب تباعد العظام المختلفة أصلاً بقوله : إن هذا الإنسان القردي قتلته الحمم البركانية ثم اكتسحته الأمطار إلى النهر وهناك افترست التماسيح بعضه وبعثرت الرياح بعضه الآخر !! يا له من دليل علمي دقيق متميز لا يصلح حتى لأن يكون قصة من قصص ألف ليلة وليلة الخيالية !!

ولكن الحقيقة لا بد أن تظهر عاجلاً أو آجلاً ومن فم أصحابها في معظم الأحيانفبعد ثلاثين سنة اعترف ديبوا أنه وفي نفس منطقة الجمجمة الأولى أنه عثر علىجمجمتين كاملتين أخفاهما عن الأنظار تعودان لإنسان عادي ، وهذا يدل على أن الذي كان يعيش فعلاً في هذه المنطقة إنسان عادي وليس مخلوقاً بين الإنسان والقرد ! والغريب أن حجم الدماغ الذي كان يسكن الجمجمتين كان أكبر من الحجم المتوسط لدماغ الإنسان الأوربي !! واعترف أيضاً بأن ما وجده وأطلق عليه إنسان جاوا لم يكن إلا جمجمة قرد كبير !! وقد أشار إلى هذه القصة الأكذوبة ، عالم الأحياء مارش في كتابه الشهير : ( تطور أم خلق خاص ) !! أما مهزلة إنسان نبراسكا المسمى من قِبل العالمين فيرفيلد أوزبورن وهارولد كوك اللذين زعما أنهما وجدا ضرساً لهذا الإنسان نعم ضرس واحد فقط جعلهم متأكدَين من أنه للمخلوق المنتصب المتحول عن القرد ( الحلقة المفقودة ) !!وكتب البروفسور البريطاني أليوت سميث كتابه : ( المقالة العلمية ) حول إنسان نبراسكا وزينه برسوم خيالية لإنسان نبراسكا المفترض مع زوجته !! ولكن بعد سنوات تبين أن هذه السن لا تعود لأي إنسان ولا حتى لأي نوع من أنواع القرود بل تعود إلى…. خنزير!!… نعم إلى خنزير بري !!... وتبين أن كل هذه الضجة التي أثاروها حول هذه الحلقة المفقودة لم تكن سوى مهزلة كبرى ألبسها علماء التطور بخيالهم لباس العلم، زورًا وبهتانًا وأوهموا الناس وخدعوهم طوال عدة سنين !!

والآن لا بد من كلمة كي لا تخسر كل شيء دفعة واحدة أيها الإنسان .. فكر جيداً في كل ما يقدمه الآخرون لك .. لا تغرك الأسماء العلميّة البراقة ولا تكن تبعاً لفلان وفلان تمشي وراءهم منقاداً لا حول لك ولا حيلة !!..وتذكّرْ أنَّ العالِمَ أيضاً بشرٌ منتم ٍلديه عقيدة فكرية من لون ما فالعثور على الحقيقة يحتاج إلى عقل موضوعي منصف .. وأن يضعَ الإنسان هواه وشهواتِه وتحيزه جانباً ويحتاج شجاعة كي يتقبلَ النتائج مهما كانت !!

واعلم أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي كان له السبق في لفت الناس جميعهم إلى ضرورة الملاحظة و التفكر قبل الاعتقاد في أي شيء وهو الكتاب الوحيد الذي طالب الناس بالأدلة والبراهين القاطعة على ما يقولون أتعلم لماذا لأن صاحب الصنعة المتيقن من جودة صنعته يريد أن يلفت الناس جميعاً إلى عظمة الصنعة ودقتها وجمالها ..وعندها سيدرك أن هذا الكون المنضبط التي توحده القوانين نفسها والأسلوب الواحد هو صنعة مبدع حكيم عليم عظيم هو الله الواحد !! إن صانع التمثال إذا شاركه آخر ظهر ذلك للنقاد جلياً وقالوا إن الأسلوب متباين ولا يعود لشخص واحد !! بل إن الشعراء في الجاهلية كانوا يعلمون من أسلوب أبيات الشعر من قائلها !! وكونٌ بديع جميل منتظم ليس للمصادفة فيه مكان ولا للعشوائية موضع كون منضبط بشموسه وأقماره وحركاته وأفلاكه وقوانين بحاره وأنهاره وجباله ونباته .. بل إن التوافق المذهل بين الإنسان واحتياجاته من جهة وما تقدمه له الحياة من حوله من جهة أخرى يدل على وجود حكمة لا ينكرها إلا أعمى البصيرة فهو إذا احتاج إلى أوكسجين ليبقى على قيد الحياة قدم له الغلاف الجوي المحيط بابداع بالكرة الأرضية النسبة الدقيقة تماماً دون زيادة أو نقصان كي يتنفس بارتياح !! وهو إذا احتاج إلى حرارة لاستمرار حياته وجد أن الشمس قد وُضعت في مكان مناسب وببعد مناسب وبحرارة مناسبة لتصدر له الكمية المطلوبة تماماً من الحرارة والطاقة فإذا اقتربت أحرقت وإذا ابتعدت أصقعت !! وهو إذا احتاج إلى تيارات هوائية تحمل له الغيوم وإلى بحار تضبط له هذه التيارات وجدها بالنسبة الدقيقة التي لو اختلت قليلاً لانعدمت الحياة نهائياً ، وهو إذا احتاج إلى نوم وراحة جاء الليل وأرخى سدوله وسكنت حركة الحياة كي يرتاح وينام باسترخاء ، وفي النوم في هذه العملية الغامضة تحدث عمليات عصبية خاصة ( تخلص الجسم من سمومه ) تنشط في الليل خاصة بسبب إفراز ليلي يحدث للغدد المتخصصة !! وهو إذا احتاج غذاء ودواء وجد عالم النباتات المذهل في خدمته لا بل إن انضباط كميات الفيتامينات والأملاح والمعادن في كل نبات بما يتوافق مع احتياجات الإنسان لهو أمر مذهل وإن النباتات الطبية المنثورة بإبداع في جغرافية تتناسب مع صفات العقار الدوائي هذه النباتات تقدم له دواء لداء بعينه يصاب به !! وهو إذا احتاج إلى طاقة ومعادن وجدها في الأرض بغزارة وكميات ترضي احتياجاته وصناعاته فيما بعد ولها خصائص يستطيع الإنسان أن يطوعها فتطاوعه في إنجازاته تصوروا لو أن الحديد مثلاً لا يقبل الإنصهار بالنار كيف سنشكله !! وتصوروا لو أن النار إذا شبت في المعامل انتشرت وما أمكن السيطرة عليها !! تصورا لم أن الأرض مغطاة بمادة ما لا نستطيع أن نزرع ولا نبني ولا نحفر آباراً كأن تكون كلها مثلاً من الغرانيت أو البازلت القاسي !! هذه بضعة فقط من ملايين المقومات التي تجعل الحياة على سطح الأرض قائمة بهذا التوازن والجمال ومرتبة بحيث تضمن بقاء الإنسان حقاً إن الأرض كوكب خُلق خصيصاً للإنسان والآن .. إذا قلتم بأن الطبيعة خلقت نفسها فكيف بدأت خلق نفسها ؟! ومن أين أتت بالمواد الأولية كي تخلقَ نفسها ومن الذي صمم لها القوانين الدقيقة لسيرورتها؟؟! واضح أن هذه الطبيعة ليست عشوائية وأن لها قوانين وهي عليمة و حكيمة فلماذا يغضب الملحدون ويتضايقون عندما نقول لهم إن طبيعة هذه مواصفاتها هي الله نعم الله الواحد الأحد !! فهل سَخِفَ عقل الملحدين لدرجة بات الاختلاف عندهم فقط على الأسماء والمسميّات أم أن التكبر والانحراف والهوى ثالوث الإلحاد المدمر !!!!!

عن مدوّنة د. هالة هاني صوفي