لا يمكن إخفاء الحقيقة بأن معظم الممثلين السينمائيين بعيدين عن الإيمان المسيحي الكاثوليكي. لكن لا ينبغي أن نتجاهل أن بينهم نجد الممثّلين الكاثوليك الذين يمارسون إيمانهم جهراً ويُعلنون بفخر في كل فرصة متاحة أنهم مسيحيون كاثوليك مشهورين وناجحين، يكرّسون الوقت لعبادة الله وممارسة الأسرار المقدسة. هم يشكرون الله على عطاياه ويستخدمون شعبيّتهم لأعطاء شهادة ورسالة مسيحية لمحبيهم. فيما يلي قصص بعض من الممثّلين الكاثوليك :
ميكي رورك

اسمه فيليب أندري مايكل رورك، وهو ممثل، كانب سيناريو وملاكم سابق، الذي ظهر في أدوار البطولة بأفلام الحركة والدراما والتشويق. من أشهر أفلامه “الملاكم” “The Wrestler” الذي رشّحه لجائزة الأوسكار عام 2008.
قال رورك عن طفولته: “لقد ذهبت في نشأتي الى دروس التعليم المسيحي، وكانت المرحلة الأولى من حياتي في الكنيسة الكاثوليكية. كان والدي مؤمناً جدا. توفى عندما كنت في السادسة من عمره، لكني كنت أتوقع أيام الأحد منذ تلك الأيام التي كنت أذهب فيها إلى القداس معه. رؤية شخص أحبّه وأحترمه، على ركبتيه يصلي، جعلني أريد أن أكون مثله تماما”.

في عام 1994 التقى ميكي روركي كاهناً في كنيسة كاثوليكية في نيويورك. وكان رورك قد علم للتوّ أن زوجته، التي كانت مدمنة على الهيروين، قد اغتُصبت، فأخذ بندقية وذهب لقتل الجاني.
ولكن على الطريق وجد نفسه في كنيسة الصليب المقدس بالقرب من ساحة تايمز. كانت الشكوك والحزن يملآن قلبه، وتوقّف الأب بيتر كولابييترو للحديث معه.

قال رورك مؤخّراً لصحيفة بريطانية: “دخلت الكنيسة ولم أكن أعرف الأب بيتر. دخلت من الباب الصحيح والتقيت الكاهن الصحيح. أخذ مسدسي وجعلني أترك قصاصة ورق للقديس جود شفيع الأمور المستحيلة. وقال لي أن جزءاً من حياتي ينتهي هنا، وبإمكاني البدء من جديد. منذ ذلك الحين أنقذني التزامي القوي بالإيمان من السقوط مرة أخرى في حياتي القديمة المليئة بالفوضى.لو لم أكن كاثوليكياً كنت سأفقد عقلي”.
مارك وولبرغ

مارك روبرت مايكل وولبرغ هو ممثل أمريكي، مغني ومنتج تلفزيوني. كممثل كان مرشح لنيل جائزة الأوسكار عام 2006 في فئة أفضل ممثل مساعد. في مقابلة تلفزيونية على قناة CNN . وردّاً على سؤال حول حياته خلال فترة المراهقة وبقائه في السجن، يعترف الممثل بأنه ارتكب الكثير من الأخطاء بسبب الفائض من وقت الفراغ بينما كان والديه يعملان لساعات طويلة في اليوم “لجلب الطعام إلى مائدتنا”.
أضاف وولبرغ:
“كل الخير الذي حدث في حياتي كان بسبب إيماني. كثير من الناس يعانون من أزمة، يُلقون في السجن ويعثرون هناك على الله، وعندما لا يعودوا بحاجة إليه، ينسوه”.
أحاول أنا وزوجتي أن أغرس القيَم في أولادنا، والإيمان هو أهمّها”
“أول شيء أفعله عندما أبدأ يومي، أركع على يدي وركبتي وأشكر الله. وعندما أخرج من البيت، أول شيء أفعله هو التوقف عند الكنيسة. ينزعج اولادي مني “بابا، ذلك يستغرق الكثير من الوقت”. فأقول: “إنها 10 دقائق فقط وهذا شيء أنا حقا بحاجة إلى القيام به.” إذا تمكّنت أن أبدأ يومي بتلاوة صلاتي، أعلم أنني أفعل الشيء الصحيح. تلك العشر دقائق تساعدني في كل ما يجب أن أفعله ذلك اليوم. ”

نيكول كيدمان

نيكول ماري كيدمان ممثلة أسترالية. في عام 2002 رشحت لأفضل ممثلة رائدة لدورها في مولان روج.
لكنها فازت أخيرا في نفس العام، في نفس الفئة، لقيامها بدور الكاتبة فيرجينيا وولف في فيلم لا هوراس (الساعات).
“ترعرعت كاثوليكية وكنت أمارس إيماني مع عائلتي”.
كانت متزوجة من الممثل توم كروز، خلال هذا الزواج كانت تمارس السينتولوجيا. (طائفة تتخذ من العلم والمكننة أساساً لتعاليمها. الكنيسة ترفضها ولا تعتبرها من الديانة المسيحية).
بعد طلاقها لم ترد أي علاقة مع هذه الطائفة.

في 2006 تزوجت المغني كيث أوربان. ومن أجل الزواج في الكنيسة الكاثوليكية، حصلت كيدمان على إبطال زواجها الأول. وخلال تلك السنة نفسها، أفادت الأنباء أن الممثلة درست اللاهوت في جامعة ببردين في ماليبو بكاليفورنيا، باعتبارها “عودة إلى جذورها الكاثوليكية”.
قالت نيكول لصحيفة دايلي إنكوايرر:
“الكاثوليكية تقودني وترشدني. لديّ بالتأكيد إيمان قوي. أحاول أن أذهب الى القداس والإعتراف بانتظام”.

ميل غيبسون

ميل كولومسيل جيرارد غيبسون هو ممثل ومخرج ومنتج للسينما الأمريكية، من اصول أيرلندية.
الإسمان ميل وكولومسيل هما إسما قديسَين إيرلنديين كانت أمّه تتعبّد لهما.
في مسيرته الفنية، أخرج وقام بدور البطولة في الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار خمس مرات، القلب الشجاع Braveheart ، بما في ذلك أفضل فيلم وأفضل إخراج.
في عام 2004، أخرج وأنتج فيلم “آلام المسيح”، الذي حصد من الأرباح أكثر من 600 مليون دولار.
يعمل ميل على إعداد تكملة ل “آلام المسيح”، “القيامة”، يتحدّث الفيلم عن الثلاثة أيام من موت المسيح وحتى قيامته.

ومنذ قيامه بعمل فيلم آلام المسيح إكتسب أعداء خاصة من اليهود لأنه صوّر يقول بأن اليهود هو أساس جميع الحروب في العالم. أعلن إيمانه بشكل فعلي ويمارسه بانتظام. هو من الكاثوليك التقليديين لكنه صرّح في مقابلة تلفزيونية أنه لا يرفض البابا أو المجمع الفاتيكاني الثاني.
“أنا أفعل ما فعلت دائما: أروي القصص-التي في رأيي مهمة. أعتقد أن معظم القصص هي قصص الأبطال.
ليس هناك قصة لديها بطل أعظم من المسيح. هي أعظم قصة حب يمكن أن تكون: أن تبذل حياتك لشخص ما. الله يصبح إنسان والإنسان يقتله”.

جيم كافيزيل

على الرغم من عدم فوز جيم كافيزيل بجائزة الأوسكار، إلا أنه موضع تقدير واحترام كبير من قبل المجتمع الكاثوليكي لكونه الوجه السينمائي للرب يسوع في أعظم فيلم في تاريخ هوليوود “آلام المسيح”.
نشأ جيم في عائلة كاثوليكية قريبة جدا في كونواي، واشنطن.

في عام 1996، تزوج من كيري برويت، معلّمة اللغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية. وقد تبنوا ثلاثة أطفال.
يشهد جيم أن فيلم آلام المسيح عمّق إيمانه: “لو لم أخض الآلام والمعاناة في هذا الفيلم لم أكن سأجيد هكذا تمثيل دور المسيح. لقد طرحتني هذه التجربة بين ذراعي الله”
المعاناة التي يتحدث عنها جيم كافيزيل حقيقية تماماً، فخلال الفيلم عانى من انخفاض حرارة الجسم لمدة 5 أسابيع متتالية. خلع كتفه وهو على الصليب، كما عانى من إتهاب رئوي وصعقه البرق.

يؤمن جيم أنه لا يوجد تناقض بين كونه كاثوليكياً وممثلا، قال:
“نحن بحاجة إلى الكاثوليك في كل عمل ووظيفة، في كل مجال، نحن بحاجة إلى بعثات وأشخاص طيبين في جميع مجالات الحياة”.
“لقد قمت بتمثيل شخصيات مذنبين وشخصيات قديسين، لكني أحاول دائماً العثور على شيء يمكن افتداؤه في القصص. ولكن نعم، أنا لا ولن أجدّف، فهناك أشياء في الأفلام لن أفعلها.

في حياته الشخصية، يتغذى زواجه أيضاً من إيمانه:
“إيماني يغذي كل شيء، تمثيلي، حياتي وكل شيء. إنه أساسي، مثل الطعام. يجب أن تأكل كل يوم: كذلك يجب أن تتناول القربان الأقدس. إنه روح حياتي”.
“أتحدث عن إيماني عندما يسألونني وأحيانا لا أتحدث. ولكن أعيشه. الإيمان لا يدور حول ما تقوله، الشيء المهم هو ما تفعله”.