هو أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخراساني البيهقي المشهور بالبيهقي،ولد في بيهق (384 - 458 هـ). الإمام المحدث المتقن صاحب التصانيف الجليلة والآثار المنيرة تتلمذ على جهابذة عصره وعلماء وقته وشهد له العلماء بالتقدم قال أبو المعالي الجويني : مامن شافعي إلا والشافعي عليه منة إلا أبو بكر البيهقي ، فإن له منة على الشافعي في نصرة مذهبه. وقال الشيخ الجليل الذهبي ردا علىالجويني : أصاب أبو المعالي، هكذا هو، ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسهمذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك، لسعة علومه، ومعرفته بالاختلاف، ولهذا تراه يلوح بنصر مسائل ممايصح فيها الحديث.

نشأته وطلبه للعلم


لم تسعفنا كتب التراجم المتوفرة بشئ عن أسرة الإمام البيهقي، لكن الذي نعلمه أنه بدأ طلب العلم ووسماعه الحديث منذ نعومة أظافره وهو في سن صغيرة حيث كان عمره خمس عشر سنة[4]. قال الإمام البيهقي وهو يتحدث عن نشأته وطلبه للعلم : إني منذ نشأت وابتدأت في طلب العلم أكتب أخبار الرسول، وأجمع آثار الصحابة الذين كانوا أعلام الدين، وأسمعها ممن حملها ، وأتعرف أحوال رواتها من حفاظها، وأجتهد في تمييز صحيحها من سقيمها، ومرفوعها من موقوفها، وموصولها من مرسلها، ثم أنظر في كتب هؤلاء الأئمة الذين قاموا بعلم الشريعة وبنى كل واحد منهم مذهبه على مبلغ الكتاب والسنة ، فأرى كل واحد منهم قصد الحق فيما تكلف واجتهد في أداء ماكلف ، وقد وعد رسول الله في حديث صحيح عنه لمن اجتهد فأصاب أجرين، ولمن اجتهد وأخطأ أجرا واحدا، ولا يكون الأجر على الخطأ وإنما يكون على ماتكلف من الاجتهاد، ويرفع عنه إثم الخطأ بأنه إنما كلف الاجتهاد في الحكم على الظاهر دون الباطن، ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل، وقد نظر في القياس فأداه القياس إلى غير ما أدى إليه صاحبه كما يؤديه الاجتهاد في القبلة إلى غير مايؤدي إلى صاحبه ، فلا يكون المخطئ منهما عين المطلوب بالاجتهاد مأخوذا إن شاء الله بالخطأ ، ويكون مأجورا إن شاء الله على ماتكلف من الاجتهاد. فنحن نرجو ألا يؤخذ على واحد منهم أنه خالف كتابا نصا ولا سنة قائمة ولا جماعة ولا قياسا صحيحا عنده ، ولكن قد يجهل الرجل السنة فيكون له قول يخالفها لا أنه عمد خلافها، وقد يغفل المرء ويخطئ في التأويل، وهذا كله مأخوذ من قول الشافعي ومعناه[5]
رحلته في طلب العلم

قام الإمام البيهقي برحلة طويلة لطلب العلم فسمع أولا بمدن [وضح من هو المقصود ؟] :طوس، [وضح من هو المقصود ؟]، نوقان، وغيرها من بلاد خاراسان وبعد ماحوى من هذه البلاد من علم عزم لأداء فريضة [وضح من هو المقصود ؟] ، فدخل مكة المكرمةوسمع من علمائها، وبعد ماانتهى من أداء فريضة الحج توجه إلى بغداد والكوفة وماحولها من بلاد العراق كعادة العلماء في الرحلة لطلب العلم، وبعد ماانتهى رحلته رجع إلى بيهق وانقطع بقريته للتأليف.[6]
ثناء العلماء عليه

يقول ابن عساكر في تبيين كذب المفتري:
كتب إلي الشيخ أبو الحسن الفارسي قال : أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الإمام الحافظ الأصولي، الدين الورع، واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم الحافظ والمكثرين عنه، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه إلى أن نشأ وتفقه، وبرع فيه، وشرع في الأصول.

يقول السمعاني في الأنساب:
كان إماما فقيها حافظا، جمع بين معرفة الحديث وفقهه، وكان يتتبع نصوص الشافعي وجمع كتابا فيها سماه كتاب المبسوط وكان أستاذه الحاكم الحافظ، وتفقه على أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، وسمع الحديث الكثير وصنف فيه التصانيف اللتي لم يسبق إليها، وهي مشهورة موجودة بين أيدي الناس

عقيدته

يقول الدكتور عبد الله محمد أحمد ربايعية: "الإمام أحمد بن أبي بكر البيهقي على عقيدة أهل السنة والجماعة، على طريقة الأشاعرة أتباع أبي الحسن الأشعري -رحمه الله تعالى-". ويضيف: "ويصرح في أكثر من موضع في كتاباته بانتسابه إلى الإمام الأشعري، وهو كثير الإجلال والتعظيم له، فمن الأدلة على ذلك قوله في حق الشيخ أبي الحسن الأشعري في ترجمة حافلة له خرجها حيث أثنى عليه بقوله في قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5]: "وذهب أبو الحسن بن إسماعيل الأشعري إلى أن الله تعالى فعل في العرش فعلا سماه استواء، كما فعل في غيره فعلا سماه رزقا أو نعمة"، وقوله: "وأما الإتيان والمجيء فعلى قول أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى، يحدث الله تعالى يوم القيامة فعلا يسميه إتيانا ومجيئا"، ومرة يقول: ذهب أبو الحسن الأشعري -رحمه الله تعالى- إلى أن: "إرادة الباري إذا تعلقت بالإنعام فهي رحمة..."، كل هذا يدل على أن الإمام البيهقي يرجع إلى شيخه ويقر من خلال هذه النصوص ما قاله الإمام الأشعري.
وعقيدة الأشاعرة التي اعتقدها الإمام البيهقي قائمـة على أساس تنزيـه الله –تعالى- عن مشابهة الحوادث، والإيمان بكل ما وصف الله تعالى به نفسه من صفات الكمال، ونفي كل ما نفاه عن ذاته العليا من صفات الحوادث والنقص، فالأشاعرة يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه وينفون عنه ما نفاه عن نفسه.[7]
بعض آرائه العقدية

  • قوله في الاستواء:

قال الإمام البيهقي في كتابه الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، باب القول في الاستواء: «وهذا حديث صحيح (أي حديث النزول) رواه جماعة منالصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله على قسمين:

  1. منهم من قبله وآمن به ولم يؤوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه.
  2. ومنهم من قبله وآمن به وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد.

وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب الأسماء والصفات في المسائل التي تكلموا فيها من هذا الباب، وفي الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف، فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال: ليس كمثله شيء سورة الشورى: آية 11، وقال: ولم يكن له كفوا أحد سورة الإخلاص: آية 4، وقال: هل تعلم له سميا سورة مريم: آية 65.
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن بشر بن مطر، ثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: سئل الأوزاعي ومالك[؟] وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث فقالوا أمروها كما جاءت بلا كيفية.»[8]

  • قوله في مسألة رؤية الله في الآخرة:

من المسائل التي دار حولها جدال بين الفرق الكلامية خاصة المعتزلة مسألة رؤية الله إذ تتصل المسألة اتصالا وثيقا بما عرف في التاريخ الإسلاميبمشكلة خلق القرآن، فموقف الإمام البيهقي من مسألة رؤية الله أن: الرؤية بالأبصار جائزة، وأبصار المؤمنين لا تدركه في الدنيا دون الآخرة، ولا تدركه أبصار الكفار مطلقا. فالله تعالى يُرى ولا يُدرَك كما يُعْلَم ولا يحاط به علماً. والله تعالى قادرٌ على أن يري نفسَه عبادَهُ المؤمنين. وفي الجنة يُرِي الله تعالى نفسَه للمؤمنين بعد أن يرفع عن أعينهم الحجاب، فيرونه بلا كيف ولا جهة. وقد أثبتها انطلاقا من قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ۝22إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ۝23﴾ [75:22—23] فقال:
«ولا يجوز أن يكون الله سبحانه وتعالى عنى بقوله: إلى ربها ناظرة سورة القيامة: آية 23، نظر التفكر والاعتبار، لأن الآخرة ليست بدار استدلال واعتبار، وإنما هي دار اضطرار، ولا يجوز أن يكون عنى نظر الانتظار، لأنه ليس في شيء من أمر الجنة انتظار، لأن الانتظار معه تنغيص وتكدير، والآية خرجت مخرج البشارة، وأهل الجنة فيما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من العيش السليم والنعيم المقيم... ولا يجوز أن يكون الله سبحانه أراد نظر التعطف والرحمة، لأن الخلق لا يجوز أن يتعطفوا على خالقهم، فإذا فسدت هذه الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع من أقسام النظر وهو معنى قوله: {إلى ربها ناظرة} أنها رائية، ترى الله عز وجل.
ولا يجوز أن يكون معناه: إلى ثواب ربها ناظرة، لأن ثواب الله غير الله، وإنما قال الله عز وجل: إلى ربها سورة القيامة: آية 23 ولم يقل: إلى غير ربها ناظرة، والقرآن على ظاهره، أن نزيله عن ظاهره إلا بحجة. ألا ترى أنه لما قال: فاذكروني أذكركم واشكروا لي سورة البقرة: آية 152، لم يجز أن يقال: أراد ملائكتي ورسلي. ثم نقول: إن جاز لكم أن تدعوا هذا في قوله: إلى ربها ناظرة سورة القيامة: آية 23، جاز لغيركم أن يدعيه في قوله: لا تدركه الأبصار سورة الأنعام: آية 103، فيقول: أراد بها: لا تدرك غيره، ولم يرد أنها لا تدركه الأبصار. وإذا لم يجز ذلك لم يجز هذا. ولا حجة لهم في قوله: لا تدركه الأبصار سورة الأنعام آية 103 ، فإنه إنما أراد به: لا تدركه أبصار المؤمنين في الدنيا دون الآخرة، ولا تدركه أبصار الكافرين مطلقا. كما قال: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون سورة المطففين: آية 15، فلما عاقب الكفار بحجبهم عن رؤيته، دل على أن يثيب المؤمنين برفع الحجاب لهم عن أعينهم حتى يروه... ومما يدل على أن الله عزل وجل يرى بالأبصار، قول موسى الكليم عليه السلام: رب أرني أنظر إليك سورة الأعراف: آية 143.
ولا يجوز أن يكون نبي من الأنبياء، قد ألبسه جلباب النبيين، وعصمه مما عصم منه المرسلين، يسأل ربه ما يستحيل عليه، وإذا لم يجز ذلك على موسى عليه السلام ، فقد علمنا أنه لم يسأل ربه مستحيلا، وأن الرؤية جائزة على ربنا عز وجل. ومما يدل على ذلك قول الله عز وجل لموسى عليه السلام: فإن استقر مكانه فسوف تراني سورة الأعراف: آية 143 . فلما كان الله قادرا على أن يجعل الجبل مستقرا كان قادرا على الأمر الذي لو فعله لرآه موسى، فدل ذلك على أن الله قادر على أن يرى نفسه عباده المؤمنين، وأنه جائز رؤيته. وقوله: لن تراني سورة الأعراف: آية 143، أراد به: في الدنيا دون الآخرة، بدليل ما مضى من الآية.»[9]
شيوخه

تتلمذ على مشايخ العلم وجهابذته في نيسابور والعراق وغيرها، من بين هؤلاء:

  • الحاكم النيسابوري: هو الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدوية بن نعيم بن الحكم، أبو عبد الله بن البيع الضبي الطهماني النيسابوري الشافعي، الصوفي، الإمام، الحافظ، الناقد، العلامة، شيخ المحدثين، صاحب التصانيف، كان مولده سنة 321هـ بنيسابور. لقبه البيهقي في مطلع نشأته العلمية، أثناء رحلته إلى نيسابور، بلغت مروياته عنه في السنن الكبري 8491 رواية، توفي سنة405هـ.[10]
  • الشيخ الإمام أبو محمد الجويني: هو عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد، والد إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، شيخ الشافعية، لقب بركن الإسلام، أصله من قبيلة العرب، قرأ الآداب على والده، لازم الإمامين أبا الطيب الصعلوكي والقفال حتى برع عليهما مذهبا وخلافا، وكان إماما في التفسير والفقه والأدب، صنف التصانيف الكثيرة، منها: الهداية إلى بلوغ النهاية في معاني القرآن الكريم وتفسيره، والتبصيرة في القراءات، وغيرهما، توفي سنة 438هـ.[11]
  • شيخ المتكلمين أبو بكر بن فُورَك: هو الإمام العلامة شيخ المتكلمين أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني، حدث عنه أبو بكر البيهقي، وصفه تاج الدين السبكي فقال: "الإمام الجليل والحبر الذي لا يجارى فقها وأصولا وكلاما ووعظا ونحوا، مع مهابة وجلال بالغ، رفض الدنيا وراء ظهره، وعامل الله في سره وجهره، وصمم على دينه وثبت، أقام بالعراق إلى أن درس بها المذهب الأشعري على يد أبي الحسن الباهلي"، توفي سنة 406هـ.[12]
  • شيخ الصوفية أبو عبد الرحمن السلمي[؟]: من علماء المتصوفة، ولد على المشهور سنة 325هـ قال الذهبي "شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفاسيرهم، بلغت مصنفاتهم مئة أو أكثر، منها: طبقات الصوفية، ومقدمة في التصوف، ومنهاج العارفين"، وهو من أكبر مشايخ البيهقي، توفي سنة 412هـ.[13]
  • أبو إسحاق الإسفراييني المتوفي سنة 418 هـ في 10 من المحرم.
  • إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف، أبو إسحاق الفقيه، المتوفي سنة 411 هـ في شهر رجب.
  • إبراهيم بن محمد بن الحسن، أبو إسحاق الأرموي، المتوفي سنة 418 هـ في شهر شوال.
  • إبراهيم بن محمد بن علي، أبو إسحاق النيسابوري العطار، المتوفي سنة 400.
  • أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن جانجان : أبو العباس الصرام المعدل الهمداني، المتوفي سنة 416 هـ في شهر ربيع الأول.
  • أبو الفتح المروزي الشافعي، كان إمام الشافعية في زمانه، برع في المذهب، وكان مدار الفتوى والمناظرة، وقد أخذ البيهقي عن المروزي علم الفقه، فهو أستاذه في الفقه، وسمع البيهقي جملة من الرمويات أوردها في لسنن الكبرى، وبلغت 65 رواية.
  • عبد القاهر البغدادي. وكان من العلماء البارعين، وأحد أعلام الشافعية في عصره، وهو صاحب كتاب (الفرق بين الفرق) قال عنه أبو عثمان الصابوني، كان من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل، إمامًا مقدمًا مفخمًا
  • أبو سعيد بن الفضل الصيرفي. وكان من الشيوخ الثقات المأمونين، وقد لازمه البيهقي وأكثر التلقي عنه، وقد بلغت رواياته عنه في السنن الكبرى 1104
  • أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي وهو أكبر شيخ له
  • أبو طاهر الزيادي
  • ابي علي الروذباري من مشاهير الصوفية
  • هلال الحفار وابي الحسن بن بشران
  • أبي عبد الله بن لطيف وله أكثر من مائة شيخ.

تلاميذه

تخرج على يديه العديد من العلماء من بينهم: الحافظ ابن منده، دخل نيسابور للإفادة من علمائها، وكان على رأسهم البيهقي، فأخذ عنه الكثير.[14]وولده إسماعيل البيهقي وحفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد، روى عن جده كتاب الأسماء والصفات، قال عنه الصفدي: "كان من الأمة الكبار في الفقه والحديث والوعظ والتقدم عند الملوك، حسن الأخلاق مع كمال المروءة والصدق والثقة وجميل الطريقة، وحدث بنيسابور والري وأصبهان وهمدان ومكة وبغداد".
مؤلفاته

  • السنن الكبير في عشر مجلدات

منهجه في السنن الكبير:
1.أنه كتاب. فهو لا يخرج في كتاب حديثًا أو أثرًا أو حكاية أو شعرًا إلا بالإسناد.
2.يعتني بالمتون، أما بالنسبة للمتون فقد قام منهجه فيها على كشف اختلافات ألفاظها وبيان غريبها، والتنبيه على عللها واضطرابها وما يستنبط منها من أحكام
3.منظم وفق الأبواب الفقهية، قام البيهقي بتقسيم كتابه السنن الكبرى إلى كتب كلية مثل كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، ثم قسم الكتب إلى وحدات أصغر منه وهي البواب، والأبواب وحدة جامعة للعديد من الأبواب الفرعية فيقول مثلاً (جماع أبواب الحديث) و(جماع أبواب ما يوجب الغسل) إلخ
4.مستوعب لأحاديث الأحكام، جعل البيهقي كتابه مستوعبًا لأحاديث الأحكام من أخبار وآثار بجميع درجاتها مع التمييز بينها، فإنه يذكر الصحيح ليعمل به، ويذكر لضعيف ليحذر منه
5.تكراره للحديث، وقد يكرر البيهقي الحديث لفائدة فقهية تعرض له في الباب، أو لعلوّ في الإسناد، فإن منهجه قائم أساسًا على الاستدلال، فلا يخرج النص في الباب إلا لمقصد استدلالي يهدف من ورائه إلى هدف ما
6.اختصاره لأسماء شيوخه، استعمل البيهقي طريقة الكني في ذكر شيوخه عند الرواية عنهم في غالب الأعم من منهجه في الكتاب، وقد يذكرهم بأسمائهم في بعض الأحول، وكان مقصده في ذلك الأسلوب الإجلال لهم، وطلب الاختصار لكثرة تكرارهم في الأسانيد
7.استعماله للآيات القرآنية، درج الإمام البيهقي على إيراد المناسب من الآيات القرآنية في الكثير من الأبواب مستنبطًا منها استنابطات جيلة
أما باقي مؤلفات الإمام البيهقي فهي كثيرة، وعظيمة المنافع منها.

  • السنن والآثار في أربع مجلدات
  • الأسماء والصفات في مجلدتين
  • المعتقد مجلد
  • البعث مجلد
  • الترغيب والترهيب مجلد
  • الدعوات مجلد
  • الزهد مجلد
  • الخلافيات ثلاث مجلدات
  • نصوص الشافعي مجلدان
  • دلائل النبوة أربع مجلدات
  • السنن الصغير مجلد ضخم
  • شعب الإيمان مجلدان
  • المدخل إلى السنن مجلد
  • الآداب مجلد
  • فضائل الأوقات مجيليد
  • الأربعين الكبرى مجيليد
  • الأربعين الصغرى
  • الرؤية" جزء
  • الإسراء
  • مناقب الشافعي
  • مناقب أحمد مجلد
  • فضائل الصحابة مجلد، وتواليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه، وبيان علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث.

وفاته

بعد حياة حافلة في جمع العلوم وتحصيله وتدريسه، توفي الإمام البيهقي بنيسابور، في العاشر من جمادى الأول، سنة 458 هـ وله من العمر 74 سنة. وحمل إلى خسروجرد، وهي أكبر بلاد بيهق فدفن هناك.[15]