أتى حاجب بن زرارة التميمي - في جدب أصاب قومه بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم - كسرى فسأله أن يأذن لهم في دخول بلاده حتى يمتاروا، فقال: إنكم معشر العرب قوم غدر، فقال: إني ضامن للملك أن لا يفعلوا، قال: فمن لي بأن تفي؟ قال: أرهنك قوسي، فضحك من حوله، فقال كسرى: ما كان ليخالف، فقبلها منه، وقال: يا حاجب إن قوسك لقصيرة معوجة، قال: أيها الملك إن وفائي طويل مستقيم. فمات حاجب وطلبها ابنه عطارد فردت عليه، وكساه كسرى حلة، فلما أسلم أهداها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها، فباعها بأربعة آلاف درهم، وبقيت فخراً لبني تميم عامة، ولبني دارم منهم خاصة.