أهداني رجل طيب سبحة فاخرة لأختم بها الصلوات، فتقبلتها منه شاكراً ثم عدت إلى بيتي وأهديتها إلى حفيدة لي .
و بعد أيام قال الرجل: لم أرك تستخدم السبحة المهداة !
اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	23722467_1576920865688076_6771254425051346356_n.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	6.4 كيلوبايت 
الهوية:	1599
فقلت له: إنني أقدّر جميلك ، ولكن الأذكار المطلوبة في أعقاب الصلوات لا تستغرق غير دقيقتين أو ثلاث فأوثر استخدام أصابعي، ولا حاجة إلى جهاز إحصاء !.
ولقيني شاب يرقب هذه القصة الطريفة فقال لي : لماذا لم تقل له إن السبحة بدعة؟
فأجبت لأنه لم يتخذها قانونا ملزما، و لست ممن يشتغلون بالتوافه !
قال لي : وما رأيك في ختم القرآن بجملة " صدق الله العظيم " ؟
قلت : أدعوا لصاحبها أن يكون صادقا في ترديدها !
قال : لا أفهم ما تعني !
قلت : كان المؤمنون في الأمور المهمة أو الشئون التي تبغتهم يقولون ذلك " ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا : { هذا ما وعدنا الله ورسوله و صدق الله ورسوله...} – الأحزاب:22-.
و في موضع آخر { قل صدق الله.... }" و أرجو أن يكون القارئ ، شاعراً بروعة القرآن و جلال هداه و قوة إعجاز فيقول الكلمة من قلبه !
فقال : ليس هناك أمر بها.
قلت : و لا نهى عنها !!
قال : إنك تستهين بالبدع .
قلت : بل أزدري الاشتغال بالتوافه !..
إن الرجل الذي تطن حوله ذبابة فيطلب النجدة لمواجهتها رجل أحمق، و مثل هذا يفرّ إذا هاجمه غراب !
واستتليت أقول وأنا غاضب: في عالم تآمر كبراؤه على اغتيال ضعفائه ، وجهاله على وأد علمائه ، و عَجَزتُه على اغتصاب أزمَّته و امتلاك قيادته تريد شغلي بهذا الغثاء الذي ملأ أذهانكم ؟!
إن ساسة العالم احكموا خطتهم لخنق الإسلام ونسف ركائز الإيمان ، و قد توغلوا في أرض الإسلام يبغون الإجهاز عليه ، و أنتم على شفا الهلاك تريدون شغل الأمة بخلاف فقهي في فروع العبادة أو خلاف لفظي في فهم كلمة ؟ !
ما أنتم ؟ إنكم ذرية الخوارج في هذا الزمان الهازل !
أين معاقد الإيمان و فضائل الأخلاق و عزائم الأمور ؟
أين أولو الألباب ؟
إنني أنصح الدعاة و المربين مذكراً بالحديث : " إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها ".
من رواع الشيخ الغزالي رحمه الله