النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: علي الشرنوبي يكتب: وثائق سرية تكشف علاقات مرشد الإخوان بالماسونية العالمية

  1. #1 علي الشرنوبي يكتب: وثائق سرية تكشف علاقات مرشد الإخوان بالماسونية العالمية 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    علي الشرنوبي يكتب: وثائق سرية تكشف علاقات مرشد الإخوان بالماسونية العالمية

    العلاقات مستمرة بين الماسون وأعضاء كبار من الإخوان المسلمين بدءا من مؤسسها حسن البنا وحتى كبار قادتها اليوم، بالإضافة لعضوية عدد كبير من المنتمين الى تنظيمهم الدولي في فروع المحافل الماسونية في عدد كبير من دول العالم.

    • أشهر المنتمين للماسونية: الشيخ محمد عبده والأفغاني وحسن البنا وسيد قطب وحسن الهضيبي ومحمد رشيد رضا ومصطفى السباعي.
    • اللورد كرومر: أظن ان صديقي محمد عبده كان في الواقع ملحدا والحركة السلفية هم حلفاء طبيعيون للمخطط الأوروبي ويمكن أن تستخدم بشكل نافع لمصلحة بريطانيا.
    • الشيخ الغزالي: بعد اغتيال البنا أصبحت الحركة الماسونية هي من تختار زعماء الأخوان المسلمين وتزرع الماسونيين داخل الجماعة وتقول لهم “ادخلوا فيهم لتفسدوهم” وسيد قطب كان من ضمن هؤلاء.

    علي الشرنوبي
    في دراسة خطيرة نشرها موقع “ريدمون رايزنج” حول الإخوان المسلمين بإسم “الإخوان المسلمين- السلاح السري للعولمة”، وقدمت الدراسة تقرير سري قدمته المخابرات الإنجليزية mi6 لرئيس الوزراء البريطاني عن تاريخ الإخوان وكيفية التعامل معهم بعد أن تولوا حكم مصر وتونس وليبيا وقريبا سنراهم في سوريا.
    كما استعانت المخابرات البريطانية في تقريرها بمعلومات قديمة وسرية مستقاة من المحفل الماسوني الأعظم وفروعه المنتشرة في الشرق الأوسط ومصر، وجاء في التقرير أن المحفل الماسوني ينصح الغرب بالتعاون مع الإخوان المسلمين على أساس أنها أفضل تعاونا وقيمة من غيرها، ويوضح المحفل الماسوني العالمي سبب هذه النصيحة بأنها مبنية على العلاقات القديمة بين الماسون وأعضاء كبار من الإخوان المسلمين بدءا من مؤسسها حسن البنا وحتى كبار قادتها اليوم، بالإضافة لعضوية عدد كبير من المنتمين الى تنظيمهم الدولي في فروع المحافل الماسونية في عدد كبير من دول العالم حيث تتواجد فروع الجماعة في أكثر من ثمانين دولة غربية وإسلامية، ويشير التقرير الى أن التنظيم الدولى للإخوان ساعدت الحركة الماسونية على تأسيسه ورعايته منذ بدايته وظل هذا الدعم متواصلا طوال السنوات الماضية وإلى الآن.

    ويورد التقرير عدة دلائل على أن إنشاء جماعة الإخوان المسلمون وتسللها داخل المجتمع كان من ترويج الماسونية البريطانية وبإيحاء من المخابرات البريطانية، فيقول د. جون كولمان أن إنشاؤها تم على يد أسماء كبيرة في المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط، كما كتب ستيفن دوريل أن نظام الشاه في إيران كان ينظر الى جماعة الإخوان على أنها مجرد أداة للماسونية البريطانية.
    وربما يجد بعض المسلمين صعوبة في تصديق هذه الأدلة والوقائع ولكن لا ينبغي رفضها بصورة قاطعة الآن، فإذا كان حسن البنا وهو مسلم متدين قد تأثر بالماسونية البريطانية، و قبل المساعدات المالية والمعنوية البريطانية للمضي قدما في تأسيس وترسيخ حركته على الأقل في المراحل الأولى من تاريخ الجماعة، فلماذا لا تحاول المخابرات والماسونية استخدامه في مصر أيضا؟

    وقد ظهرت الماسونية في مصر بعد غزو نابليون لها في 1798 وسيطرت الماسونية الفرنسية عليها حتى جاء الاحتلال البريطاني في 1882، وكان للماسونية شعبية كبيرة في النصف الأول من القرن العشرين، حتى أن كثير من النخبة المصرية كانوا أعضاء في الحركة الماسونية مع الحكام والأرستقراطيين الذين احتلوا البلاد، وكان هناك حوالي سبعين من المحافل الماسونية في جميع أنحاء مصر وكذلك كان قادة الأحزاب القومية مثل حزب الوفد من الماسونيين، وكذلك العديد من أعضاء البرلمان المصري.. حيث اختلطوا بالقادة العسكريين والأرستقراطيين من البريطانيين، والحقيقة أن الإنتماء للماسونية في ذلك الزمان لم يكن يُنظر اليه على أنه نقيصة أو خيانة الى غير ذلك من الأوصاف التي تطلق على المنتمين اليها، وربما يرجع ذلك الى أن اسرار وتفاصيل المحافل الماسونية وأهدافها وعلاقتها بالصهيونية العالمية ومن ورائها لم تكن قد تكشفت بعد في ذلك الزمان كما نعرفها نحن الآن.
    وكذلك كان اثنان من كبار القادة الإسلاميون في مصر هم من الماسونيين، وهم الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وكان الأفغاني يعتبر مؤسس “الحركة الإسلامية السياسية” والمعروفة بالحركة السلفية، وقام الأفغاني بتحريكها ضد الإمبريالية البريطانية ولكن في الوقت نفسه دافع عن التحديث أو الحداثة في العالم المسلم، وترك وراءه مجموعة كبيرة من الكتابات السياسية والدينية التي ستشكل الأساس الذي تستند عليه الحركات الإسلامية في وقت لاحق، وكان أهم تلاميذه الشيخ محمد عبده، والذي كان مدافعا عن حق المسلمين في تقرير المصير لأنفسهم، وبعد طرد الأفغاني من مصر في 1879 واصل محمد عبده نشر رسالته الاصلاحية، ثم طُرد عبده أيضا في 1882، وفي منفاه بباريس التقى عبده مع الأفغاني حيث توسعت اتصالاتهم داخل الجماعة الماسونية، وبعد أربع سنوات أعاد البريطانيون الشيخ محمد عبده الى مصر وعينه اللورد كرومر في منصب مفتي الديار المصرية، وفي الوقت نفسه أصبح محمد عبده كبير الماسونيين في مصر!.
    وفي مقابل هذا التكريم من اللورد كرومر قام محمد عبده بإباحة الفوائد الربوية للبنوك بعدما استخدم تفسيرا حديثا للقرآن وإفتعل الثغرة التي سمح بموجبها بهذه الممارسات المحرمة وقتئذ والتي كانت تعد ضرب من ضروب الربا، وفي مذكرات اللورد كرومر يقول: “وأظن ان صديقي محمد عبده كان في الواقع ملحدا”، وعلق على الحركة السلفية التابعة لمحمد عبده قائلا: “هم حلفاء طبيعيون للمخطط الأوروبي” وأن “الحركة الإسلامية يمكن أن تستخدم بشكل نافع لمصلحة بريطانيا”.

    وكان للشيخ محمد عبده تلميذين أخذا على عاتقهما مهمة استمرار الحركة السلفية بعد وفاته، واحدا منهم هو الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا، والد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والآخر كان محمد رشيد رضا، وهو الماسوني الذي أصبح صديق الشيخ عبده الحميم وناشر لمجلتة الشهرية “المنارة”.. ودخل رضا أيضا دائرة النفوذ البريطاني وعكست صحيفته وجهة النظر البريطانية ضد الإمبراطورية العثمانية.
    وقد تأثر حسن البنا بكل هذه العوامل: الحركة الإسلامية والاحتلال البريطاني ووالده ومعلمه الأكثر أهمية.. محمد رشيد رضا؛ وقد وضع رضا قبل وفاته في 1935 كل أمله لإعادة النهضة الإسلامية في جماعة الإخوان المسلمون ومؤسسها حسن البنا.
    وكان العامل الآخر المؤثر في حياة حسن البنا هو الحركة الماسونية، فقد جرب البنا الإنضمام للعديد من الطوائف الدينية والجماعات السياسية وعندما أصبح شابا إنضم أيضا الى الحركة الماسونية، وكان هذا الأمر طبيعي تماما لمن يطمح الى المراتب العليا في المجتمع المصري في ذلك الوقت، وكما سبق القول أنه لم تكن عضويته في الماسونية تعتبر خيانة للقيم الإسلامية كما هو الحال اليوم.
    ويقول “ناصر القفاري” في كتابه “أصول مذهب الإثنا عشرية” أن جماعة الإخوان تتخذ شعارات تشبه شعارات الماسونية مثل (التقريب بين المذاهب الإسلامية) والتي نشرت “الموجز” من قبل كيف كان الشيخ حسن البنا عضوا مؤسسا وفاعلا فيها مع الشيعي نواب الصفوي، ويضيف القفاري أن قاعدة الإخوان (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) هي أيضا مأخوذة من الماسونية، ولهذا فالسند الإخواني متصل بالماسونية شاءوا أم أبوا.
    كما يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، أن هذه القاعدة الخبيثة المدمرة هي ماسونية نجسة، وضعها الماسون لضم جميع الشعوب والأمم والأديان والملل تحت راية ماسونية واحدة، وتهدف الى إدخال الروافض والباطنية والصوفية فيها ثم الدعوة إلى أخوة النصارى واليهود والحزب الإبراهيمي وفي النهاية الى وحدة الأديان.
    ويطرح التقرير سؤال مهم هو.. كيف استطاعت جماعة الإخوان المسلمين من بين العديد من المنظمات الإسلامية المتنافسة تحقيق هذه القفزات الكبيرة وضم أكثر من نصف مليون عضو فاعل في 10 سنوات فقط؟
    يُرجع التقرير هذا النجاح لجماعة الإخوان مباشرة إلى المهارات التنظيمية لحسن البنا، وكذلك النشاط الدؤوب على المستوى الشعبي والاعتماد على وسائل الاتصال الجماهيري، كما يرجع الى انتقال البنا الى بناء حركة معقدة شاملة تتبنى هياكل الحكم المتطورة؛ وقسمها الى أقسام مسؤولة عن تعزيز قيم المجتمع بين الفلاحين والعمال والمهنيين؛ بجانب الوحدات المكلفة بالمهام الرئيسية مثل الدعوة والاتصال بالعالم الإسلامي والصحافة والترجمة واللجان المتخصصة للشؤون المالية والقانونية، وإعتمد البنا في ترسيخ هذه الجماعة على الشبكات الاجتماعية الموجودة من قبل، لا سيما في المساجد والجمعيات الخيرية الإسلامية.

    لكن يقول التقرير أيضا أن نجاح الإخوان المسلمون يفسر تعاون البنا مع الحركة الماسونية وسبب كفاءة وتنظيم جماعة الإخوان التي أنشئت في البداية كمنظمة خيرية لتخفي أغراضها وأطماعها السياسية.
    ويذكرنا هذا بما قاله عضو الإخوان السابق د. ثروت الخرباوي في كتابه سر المعبد حين يقول: انكببت في فترة من حياتي على القراءة عن الماسون والماسونيين، وكان مما قرأته أن الأفراد العاديين للماسون لا يعرفون الأسرار العظمى لتنظيمهم العالمي، تلك الأسرار تكون مخفية إلا الذين يؤتمنون على الحفاظ على سريتها، وتكون هي الهيكل الذي يحفظ كيان الماسونية، وعند بحثي في الماسونية استلفت نظري أن التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الإخوان، حتى درجات الانتماء للجماعة وجدتها واحدة في التنظيمين.
    كما يقدم التقرير أيضا دلائل أكيدة ثبت ان “سيد قطب” منظر الإخوان وملهم الحركات الجهادية والتي تحولت الى المنظمات الإرهابية فيما بعد، أنه كان خادما مخلصا للماسونية العالمية، وأن قطب كان له اتصالات مشبوهة قبل ثورة 1952 بمنظمات امريكية مشبوهه وغامضة.
    كما يقول التقرير أن سيد قطب الأب الروحي لجماعات العنف الدموية، وضع كتابه “معالم في الطريق” كدستور للدمار و الخراب، ويقوم الإخوان المسلمون بإلزام أعضاءهم الجدد بدراسته، ويصف التقرير الكتاب بأنه دستور الماسونية في العالم الإسلامي وأنه مثل كتب كثيرة خرجت من رحم الأفعى الماسونية فيما بعد.
    ويحكي التقرير أن سيد قطب عانى من التخبط الفكري والديني لفترات طويلة من شبابه قبل أن يعرف طريقه، وحتى وجد ضالته في هذه الحركة الإسلامية الصاعدة بقوة الصاروخ والمسماة بـ”الأخوان المسلمين”.
    وللتأكيد على هذه الفترة التي عانى فيها سيد قطب من التخبط الديني والفكري يدلل التقرير على ذلك بما نشرته جريدة الأهرام المصرية في عام 1934 من دعوة سيد قطب لتبني “العرى التام”.. وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، ووذلك تقليدا للأفكار الماسونية التي كانت تنتشر في البلدان الأوربية آنذاك.
    كما أكدت مجلة روز اليوسف ذلك الأمر حين نشرت مقالا بعنوان “سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس” وكتبت فيه عن دعوة قطب لنشر العرى وتبنيه بين افراد المجتمع المصري، وكذلك أوردت الصحيفة قصة عن حب قطب لفتاة أمريكية حبا شديدا وقالت أنه بكى بشدة عندما تزوجت بغيره.
    ويؤكد التقرير أن الإنضمام للحركة الماسونية والإعتقاد بأفكارها أمر لم ينفرد به سيد قطب، بل طال كذلك بعض أعضاء الأخوان المسلمين الآخرين، وتأكيدا لإنتماء قطب للماسونية في ذلك الوقت يقول التقرير أنه كان ينشر مقالاته الأدبية في جريدة إسمها “التاج المصري” وهي لسان “المحفل الماسوني الأكبر” في مصر، ورغم أن قطب نفسه لم يصرح بأنه كان ماسونيا، لكن من المعروف أن الصحف الماسونية لا تسمح لأحد من غير الأعضاء المقيدين في المحافل الماسونية بالكتابة فيها مهما كان وضعه الإجتماعي والسياسي أو حتى منصبه الحكومي.
    كما احتوت أوراق المحافل الماسونية في مصر والتي صودرت فيما بعد على خطاب بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه “إدريس راغب” كبير المحفل الأكبر المصري على أمر إفشاء أسرار الماسونية في الجرائد العادية وقتذاك، وكان سبب ذلك أن الشيخ محمد عبده نشر مقالا بعنوان “في الماسونية”، وذلك في جريدة اسمها “وادي النيل”، وأمر “إدريس راغب” في النهاية بإيقاف عضوية ونشاط محمد عبده ومحاكمته، وبعدها أعلنت “المجلة الماسونية” أن أي ماسونى يريد نشر مقالة فعليه أن يرسلها الى الجريدة، ولا يسمح لغير الماسونين بالنشر في الصحف الماسونية ولا للماسونيين بالنشر في الجرائد العادية، وكان هذا التقليد متبعا أيضا في كل صحف الماسون حول العالم، ويعد هذا دليلا دامغا على إن أي شخص يكتب أو ينشر في الصحف الماسونية فهو منهم، وليس في هذا جدال حيث أن قوانين الماسونية صارمة فيما يتعلق بتلك الأمور، كما أن هذه المحافل الماسونية تم إغلاقها في مصر سنة 1965 بعد أن ثبت تجسسهم لحساب إسرائيل.
    وفي شهادة للشيخ “محمد الغزالي” يقول أن سيد قطب كان منحرفا عن طريق البنا، وأنه بعد اغتيال البنا سنة 1947 أصبحت الحركة الماسونية هي من تختار زعماء الأخوان المسلمين وتزرع الماسونيين بداخل الجماعة وتدعمهم فيها بكل الوسائل، وكانت تقول لهم “ادخلوا فيهم لتفسدوهم” ويضيف الغزالي في كتابه “من ملامح الحق” ان سيد قطب كان من ضمن هؤلاء الذين زرعتهم الحركة الماسونية داخل جماعة الإخوان المسلمين.
    لكن للحق نقول أن قطب لم يكن هو الماسوني الوحيد في الجماعة، فكما ذكرنا من قبل من انتماء حسن البنا ومحمد عبده والأفغاني الى المحافل الماسونية المصرية، فنقول أنه بعد عشرات السنوات تورط بعض الأعضاء الآخرون من الأخوان في الإنتماء إلى الماسونية، وذلك مثل “مصطفى السباعي” الذي كان من أنشط أعضاء الماسونية في لبنان، وقد انتخب السباعي عام 1945 رئيسا عاما للإخوان المسلمين في سوريا وإتخذ لقب “المراقب العام”.
    ويضيف الشيخ الغزالي في كتابه قائلا أنه بعد مقتل حسن البنا، بدا الأقزام من المنتمين للجماعة على حقيقتهم بعد أن ذهب الرجل الذي طالما حماهم وسد عجزهم، ومع أنه كان هناك في الصفوف التالية من يصلحون لقيادة الجماعة، لكن الجماعة استقدمت رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، ويؤكد الغزالي أن وراء هذا أصابع هيئات سرية عالمية أرادت وأد النشاط الإسلامي الوليد، ويضيف قائلا: “هناك كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان، وقد استطاعت هذه الهيئات الكافرة والمعادية للإسلام أن تخنق هذه الجماعة.. وربما يكشف المستقبل أسرار هذه المأساة”.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الفصل الثانىالاخوان المسلمون فى مصر صناعة وهابيةحاجة عبد العزيز لضم مصر للوهابية
    قامت الدولة السعودية الثالثة بقيادة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، وخلال سنوات التأسيس هذه كانت لعبد العزيز رؤيته الواضحة فى إرساء دعائم الدولة الثالثة حتى تستمر ولا تسقط مثل الدولتين السابقتين . وتتلخص هذه الرؤية فى التمسك بالأيديولوجية الوهابية والتسلل بها إلى مصر لتكون مصر عمقاً استراتيجياً للدولة السعودية، وتستطيع من خلالها السيطرة على العالم الإسلامى. وكانت النتيجة نجاح عبد العزيز آل سعود فى تحويل التدين المصرى القائم على التسامح حتى فى العصور الوسطى إلى تدين وهابى متشدد فى عصر حقوق الإنسان. ونأتى للسؤال التالى، وهو: كيف؟ كيف تم هذا التحول؟

    فى الوقت الذى كان فيه عبد العزيز وآله لاجئين تحت رعاية آل الصباح فى الكويت كان الإمام محمد عبده فى مصر يعلن تطليقه للسياسة والثورة وتفرغه للإصلاح الدينى والفكرى، واعتبر التصوف خرافة كما وقف موقفاً حازماً من الفقه والأحاديث، واعتبر الأحاديث كلها أحاديث آحاد، وأعاد للأذهان ما قاله الأئمة المجتهدون فى عصر الازدهار الفكرى. وكان محمد عبده يأمل فى تأسيس مدرسة فكرية للاجتهاد الدينى تقوم بإصلاح عقائد المسلمين وتسهم فى تطورهم العقلى والعصرى، وكان هذا اقتناعه بعد تطليق السياسة ولعنها.
    ولم يكن محمد عبده يدرى أن حركته سيقوم بإجهاضها تلميذه رشيد رضا لصالح السعوديين وأيديولوجيتهم السلفية الثورية.
    مات محمد عبده سنة 1905، وفى ذلك الوقت كان عبد العزيز قد هرب من الكويت بأربعين من "إخوانه" وبهم استولى على الرياض سنة 1902 ثم سيطر على أواسط نجد سنة 1904. وبعد موت محمد عبده فى مصر ورثه رشيد رضا. وكانت الأنباء تأتى إلى مصر بانتصارات الشاب ابن سعود ونجاحه فى ضم الإحساء والمنطقة الشرقية، ثم نجح بعدها فى ضم عسير، وحاصر الشريف حسين فى الحجاز، ثم انتزع منه الحجاز سنة 1926 ليحتل ابن سعود بعدها موقعاً متميزاً جفف به دموع الملايين الذين حزنوا على إلغاء الخلافة العثمانية. ثم قام ابن سعود بإعطاء مملكته الوليدة اسم أسرته السعودية سنة 1932 بنفس المنهج السائد فى العصور الوسطى حين يطلق الحاكم على دولته اسمه أو اسم أسرته، كالدولة الأخشيدية والطولونية والفاطمية والعباسية.
    ومع هذا النجاح لابن سعود فقد كان يدرك أن توسعه فى شبه الجزيرة العربية قد أضاف ألغاماً كثيرة تحت عباءته، فأعدى أعدائه وهم الشيعة يرتكزون فى المنطقة الشرقية، كما أن الأشراف والصوفية فى الحجاز لا ينسون ثأرهم عنده بعد ما فعله بالحجاز وأسرة الشريف حسين، وفى الخارج يقف أعداؤه الشيعة الزيدية فى اليمن بعد أن استولى على عسير، وهناك شيعة إيران والعراق والخليج وهم لا ينسون ما فعله وما سيفعله بالمشاهد الشيعية فى العراق، علاوة على أن أبناء خصمه الشريف حسين كانوا يحكمون العراق والأردن، أى أن أعدءه يطوقونه من كل الاتجاهات، ولهم جماهير فى أهم منطقتين فى مملكته، المنطقة الشرقية بجوار نجد، والحجاز، وهم لا يغفرون له أنه محا وجودهم حين جعلهم سعوديين، أى موالى وعبيداً لأسرته . وهكذا لم يعد أمام ابن سعود إلا مصر يتكئ عليها فى صراع البقاء وفى أمل الاستقرار والاستمرار أيضاً. فمن مصر جاء الخطر الذى دمر الدولة السعودية الأولى، ومنها يمكن أن يأتى الخطر الذى سيقضى على الدولة السعودية الثالثة، خصوصاً وأن التصوف هو التدين المصرى الأساسى والدعاية ضد الوهابيين على أشدها فى مصر، ومن الممكن أن تتطور ثقافة الكراهية ضد الوهابية إلى تحالف عسكرى أو سياسى خصوصاً مع طموح ابن سعود للسيطرة على الحجاز والذى كان دائماً تحت السيطرة المصرية.
    ومن الممكن أن يتفادى ابن سعود هذا الخطر المصرى، بل يستغل مصر إلى جانبه إذا تحول التدين السنى الصوفى المصرى المعتدل إلى تدين سنى وهابى متطرف. وليس ذلك مستحيلاً، فالمهم هو العثور على الشخصية المناسبة التى تقوم بخلق هذا التحول، وكان سهلاً العثور على هذه الشخصية، وهنا بدأ دور الشيخ رشيد رضا تلميذ الشيخ محمد عبده والذى خان مسيرته الاصلاحية وعمل عميلا لابن سعود.وكانت الأحوال مناسبة لذلك التحول.
    جاء الشيخ رضا إلى مصر يحمل بين جوانحه الفكر السلفى مع كراهية موروثة للمسيحيين استقاها من بيئته الشامية، ولكنه كتم هذه الثقافة الشامية داخله أثناء تبعيته لشيخه الإمام محمد عبده. وبعد موت الإمام لم يكن رشيد رضا مؤهلاً للسير فى طريق شيخه فى معاداته لشيوخ الأزهر، إذا كان محمد عبده بفكره ومصريته وأزهريته وتاريخه ومكانته وشخصيته أقدر على الصدام مع شيوخ الأزهر، فهو منهم وهم منه، وهو أعلاهم قدراً وأرجحهم عقلاً وأكبرهم علماً وأكثرهم شهرة، ومع ذلك فقد عانى منهم ما عانى فى جهاده الإصلاحى، فكيف بتلميذه الوافد من الشام إذا كان فعلاً يريد السير فى طريق شيخه الإمام؟
    على أن رشيد رضا قد يوافق فكر الإمام محمد عبده فى الهجوم على التصوف وأوليائه إلا أنه لا يوافقه فى انتقاد الأحاديث وفى انتقاده لتحجر الفكر الوهابى . وعندما مات شيخه الإمام وجد فرصته فى الزعامة ميسورة إذا تحالف مع ابن سعود، خصوصاً وقد جرت مياه كثيرة فى النهر، إذا علا نفوذ ابن سعود فى شبه الجزيرة العربية وبدأت الأحلام تتجمع حوله خصوصاً مع استقلاليته وشبابه ومقدرته، ثم بدأ تيار الشيوخ يميل إلى التعصب بعد إلغاء الخلافة وشدة التيار العلمانى فى تركيا ثم فى مصر والشام، وارتفع صوت الإلحاد متشجعاً بالليبرالية الفكرية والنفوذ الاستعمارى، وكل ذلك أثار حفيظة الشيوخ العاديين والصوفيين والسلفيين وقرب المسافة بينهم . خصوصاً وقد كان أئمة العلمانيين فى مصر من مثقفى الشوام المسيحيين والذين هاجروا لمصر بعد المذابح الطائفية في لبنان . وكان لابد أن تشتعل المعركة بين رشيد رضا وبينهم، وفى هذا الجو أتيح لرشيد رضا أن يثمر تحالفه مع ابن سعود فى نشر الفكر الوهابى بعد أن سيطر عبد العزيز على الحجاز وجعل من مناسبة الحج منبراً لنشر الدعوة وتجميع الأمصار وإعداد الكوادر وإعداد الخطط وتنفيذها. ودليلنا على ذلك أن عام 1926 الذى شهد أول موسم للحج بعد سقوط الحجاز هو أنشط الأعوام فى نشر الفكر السلفى فى مصر وخارجها.
    نبذة عن أحوال مصر الثقافية فى النصف الأول من القرن العشرين
    كانت التصوف هو التدين السائد تحت شعار السنة في العالم الاسلامي السني، وكانت الوهابية السنية هي الاستثناء في هذه القاعدة مع وجود انصار لها في مصر وشمال افريقيا، وكان الوهابيون ينقمون علي الشيعة والصوفية عبادتهم للأضرحة وتقديسهم للبشر ،وكان الوهابيون علي حق في ذلك ،وكان الشيعة والصوفية ينقمون علي الوهابيين استحلالهم لدماء المسلمين المسالمين وهدمهم لما يعتبرونه مقدسات ،وكانوا علي حق في ذلك.
    وبين هؤلاء واولئك برز صوت مجتهد لم يلبث ان ضاع في الزحام ،هو صوت الامام محمد عبده( ت 1905 )الذي انتقد الصوفية في تخلفهم العقلي كما انتقد الوهابية في تزمتهم وتشددهم، ووضع اصولا للاسلام تخالف الايدولوجية الوهابية ،هي:
    1- قيام الايمان علي العقل.
    2- تقديم العقل علي ظاهر الشرع عند التعارض بينهما .
    3- الابتعاد عن التكفير .
    4- التفكر بسنن الله في الخلق ،أي الاستدلال العلمي .
    5- هدم السلطة الدينية والدولة الدينية فليس في الاسلام سلطة دينية .وانما دولة مدنية ،ولم يجعل الاسلام لأي فرد او جماعة سلطة علي العقائد وتقرير الاحكام .
    6- حماية الدعوة لمنع الفتنة ،فالقتال في الاسلام لرد الاعتداء وليس في التكفير والاكراه في الدين .
    7- ومودة المخالفين في العقيدة .
    8- والجمع بين مصالح الدنيا والاخرة ،والنبي لم يقل بع ما تملك واتبعني ،ونهي عن الغلو في الدين ،واباح الزينة والطيبات . [الامام محمد عبده :الاسلام بين العلم والمدنية :2/124:101.سلسلة التنوير .مصر: الهيئة العامة للكتاب :1993 .]
    ومع علو مكانة الامام محمد عبده الدينية والسياسية ووجوده في مصر الاكثر انفتاحا الا ان المناخ العام السائد اجهض دعوته ،فمات يلعن الشيوخ الذين اضاعوا الاسلام .
    ومن عجب ان يحاط عبد العزيز باثنين من اصدقائه كلاهما ادرك هذه الحقائق الاسلامية التي ارساها محمد عبده في مطلع القرن العشرين ،والاثنان وهما حافظ وهبة و الصحفي النمساوي المسلم محمد اسد ، وقد حاولا معا اختراق حاجز المستحيل الذي اعجز الامام محمد عبده .
    حافظ وهبة هو مستشار عبد العزيز آل سعود والذى رسم له سياسته من الألف الى الياء. وقد تجاهل حافظ وهبة التناقض بين منهج محمد عبده والمنهج الوهابي ،وزعم ان الامام محمد عبده كان يشيد بابن عبد الوهاب ،وقد كانت مشورة حافظ وهبة ضرورية لعبد العزيز، واقامت فجوة بين عبد العزيز والمستوى الفقهي لعلماء الوهابية المشهورين بتزمتهم وجمودهم، وحافظ وهبة بذلك حقق بدهائه بعض ما كان الامام محمد عبده يدعو اليه من نبذ الجمود والتخلص منه [الامام محمد عبده :نفس المرجع :2/174:151.].واعان عبد العزيز علي مواجهة جريئة لاحد اهم المستحيلات في عصره وهو المناخ السياسي السائد .
    اما محمد اسد فقد عرف الاسلام عن طريق القرآن ،وبالفهم المباشر للايات ادرك من حقائق الاسلام ما لم يدركه علماء الاسلام في القرون الوسطي والعصر الحديث ،ومع انه لم ير الامام محمد عبده ،ولم يظهر في كتابه (الطريق الي مكة )انه قرأ شيئا من مؤلفاته الا ان الاتفاق بينهما واضح لأن منهجهما اتفق في الرجوع الي القرآن والاحتكام اليه واعتبار سنة النبي تطبيقا للقرآن وليس مختلفة عنه او مناقضة له .
    وفيما بعد قابل محمد اسد الشيخ المراغي قبل ان يكون شيخا للازهر بعدة سنوات،وننقل من كتاب محمد اسد وصفه للحركة العلمية في الازهر وتعليق الشيخ المراغي وقتها عليها ،يقول محمد اسد :
    ( وفي اجتهادي لأخذ صورة أكمل عما كان الاسلام يعنيه في الحق،اخذت فائدة كبري من الايضاحات والتفسيرات التي تمكن من تزويدي بها اخواني المسلمون القاهريون .وكان من ابرزهم الشيخ مصطفي المراغي ،وهو من اشهر علماء الاسلام في ذلك الوقت ،والمع علماء الجامغ الازهر ،بما لا يقبل الشك (وقد قدر له ان يصبح شيخه بعد ذلك ببضع سنوات ).ولابد انه كان في منتصف العقد الخامس من العمر في ذلك الحين ،الا ان جسمه الممتلئ العضلي كانت له خفة ابن العشرين وحيويته .وبالرغم من علمه وسعة اطلاعه ووقاره فانه كان دائما فكها بشوشا .واذا كان الشيخ المراغي تلميذا للمصلح المصري العظيم محمد عبده ،ورافق في صباه تلك الجذوة المتقدة ،جمال الدين الافغاني ،فقد كان هو نفسه مفكرا وناقدا ثاقب الرأي. انه لم يتواني قط عن ان يشعرني بأن المسلمين في العصر الحديث قد قصروا في الحق تقصيرا كبيرا عن مثل دينهم ..
    دخلنا الي صحن الجامع فوجدت التلاميذ،وكانوا يرتدون الجبات الطويلة السوداء ويضعون العمامة البيضاء فوق رؤوسهم ،جالسين علي حصر من قش ،يقرأون في اصوات منخفضة في كتبهم ومخطوطاتهم ،وكانت المحاضرات تلقي في قاعة المجلس الكبري حيث كان عدد من المدرسين يجلسون ،علي حصر كذلك تحت الدعامات التي كانت تقطع القاعة في صفوف طويلة .وفي شبه دائرة امام كل مدرس كان فريق من الطلبة يجلسون القرفصاء .ولم يكن المدرس ليرفع من صوته ابدا ،وهكذا فقد كان واضحا ان الانتباه والتركيز الي اقصي الحدود كانا ضروريين بسبيل التقاط كل كلمة تخرج من فمه ،وكان لابد لي من الاعتقاد ان مثل هذا الاستغراق من شأنه ان يفضي الي المعرفة الحقيقية ،ولكن الشيخ المراغي سرعان ما بدد اوهامي حين قال : (هل تري الي هؤلاء العلماء هناك ؟انهم مثل تلك البقرات المقدسة في الهند ،التي تلتهم ،كما قيل لي ،كل ما تستطيع العثور عليه في الشوارع من اوراق مطبوعة ..اجل انهم يزدردون كل الصفحات المطبوعة من الكتب التي كتبت منذ قرون عدة ،ولكنهم لا يهضمونها .انهم لم يعودوا يفكرون لأنفسهم .انهم يقرأون ويرددون ،يقرأون ويرددون – والتلاميذ الذين يصغون اليهم لا يتعلمون الا ان يقرأوا ويرددوا ،جيلا بعد جيل .)وقاطعته قائلا : (ولكن الازهر ،يا شيخ مصطفي ،علي كل حال ،مركز العلوم الاسلامية واقدم جامعة في العالم !، ان المرء لتقع عينيه علي اسمه كل صفحة تقريبا من التاريخ الاسلامي الثقافي .وما قولك بالمفكرين ورجال الدين والفلاسفة والمؤرخين والرياضيين العظام الذين اخرجهم الازهر خلال القرون العشرة الاخيرة ؟)
    فأجابني بمرارة : (لقد انقطع عن اخراجهم منذ عدة قرون .لربما كان في ذلك بعض المبالغة، ذلك ان مفكرا مستقلا كان يظهر من الازهر بين الحين والحين حتي في الازمنة الحديثة .ولكن الازهر ،بصورة عامة ،اصيب بالعقم الذي يشكو منه العالم الاسلامي كله اليوم ،وانطفأت جذوته المتقدة .ان اولئك المفكرين المسلمين المتقدمين الذين ذكرتهم لم يحلموا قط بأن افكارهم ،بعد هذه القرون العديدة ،بدلا من ان تستمر وتنمو وتتطور ،يقدر لها ان تعاد وتعاد ،كأنما هي حقائق الاسلام غير القابلة للخطأ .فلو اردنا ان نبدل حالتنا بأحسن منها ،فان علينا ان نشجع التفكير الحي بدلا من تقليد ما سبق من افكار ..)
    ولقد ساعدني وصف الشيخ المراغي الحاسم للازهر علي ان ادرك سببا من اعمق اسباب الانحطاط الثقافي الذي يبهر المرء في كل مكان في العالم الاسلامي .الم يكن هذا التحجر العلمي لهذه الجامعة القديمة منعكسا ، الي درجات مختلفة في العقم الاجتماعي للحاضر الاسلامي ).[ محمد اسد :المرجع السابق :233:231]
    وتولي الشيخ المراغي مشيخة الازهر وظلت المناهج العقيمة كما هي ،ولم يفلح في تغييرها لأن المناخ لم يسمح ..وعندما حاول شيخ الازهر الحالي في اواخر القرن العشرين تخفيف بعض المقررات الدراسية في الازهر ثار عليه الجميع واتهموه بما يشبه الكفر حتي اضطر في مجلس الشعب الي ان يقسم انه يفعل ذلك لمصلحة الاسلام .
    جيل الاحتجاج المصرى فى النصف الأول من القرن العشرين
    تمتع المصريون بنوع من الليبرالية السياسية بدأت مع عصر اسماعيل وتطورت بعد دستور 1923 فى قيام حركة حزبية نشطة وبرلمان نشط وانتخابات وحرية صحافة لم يعرفها العالم العربى وقتها، بل ربما حتى الآن. الا ان هذه الليبرالية المصرية الفوقية فى دنيا السياسة حصرت العمل السياسى فى الطبقة العليا من المجتمع ومعها بعض الشرائح العليا من الطبقة الوسطى. وجاء الجيل الجديد المتعلم من أبناء الطبقة الوسطى فلم يجد له متسعا فى التوظيف أو العمل السياسى . وبجانب هذا القصور عن استيعاب الأجيال الصاعدة الطموحة كانت هناك ظاهرة أخطر هى انعدام العدل الاجتماعى ووجود فجوة هائلة بين الأغنياء والفقراء ، قيل عنه ( مجتمع النصف فى المائة ) حيث كان يملك الثروة فى مصر نصف المائة من عدد السكان. ( وهو نفس الحال الآن ). اسهم القصور الليبرالى والظلم الاجتماعى عن ظهور جيل جديد متنمر متمرد ساخط ، استغل الليبرالية السياسية وقتها فى اثراء حركات التطرف بكل أنواعها، الشيوعية ، ومصر الفتاة والاخوان المسلمين.
    أى ان التخلف الثقافى فى الفكر الدينى مع حركات الاحتجاج الشبابية جهزت مناخا ملائما لنجاح الوهابية فى غزو مصر دينيا لتغير تاريخها وتاريخ العالم. كانت تلك البيئة المريضة هى المناسبة لنمو حركة الاخوان المسلمين وتطورها وتوسعها.وهى نفس البيئة التى نعيشها الآن.
    نشأة حركة الاخوان المسلمين فى مصر بين حافظ وهبة ورشيد رضا:
    وقد كان حافظ وهبة مهتما بتوثيق العلاقات بين الملك عبد العزيز ومصر ،يقول مثلا في تاريخه لأحداث الصراع بين الملك عبد العزيز والشريف حسين (وفي سبتمبر سنة 1925 وصل فضيلة الشيخ المراغي وكان رئيسا للمحكمة العليا الشرعية ومعه عبد الوهاب بك طلعت من موظفي السرايا ومعهما كتاب رقيق من جلالة ملك مصر جوابا لكتاب سلطان نجد بمناسبة عزمه علي زيارة مكة ،ويقول حافظ وهبة معبرا عن مشاعره (انه ظرف ملائم جدا وفرصة نادرة لتوثيق العلائق بين مصر ونجد ،وسلطان نجد كان ولا يزال معترفا بزعامة مصر من وجهة الثقافة والمدنية ويجب ان توطد العلائق بينه وبين مصر) [حافظ وهبة :المرجع السابق :268] .
    ومصر في حد ذاتها هي المشكلة الكبري لعبد العزيز، فهي التي كانت تسيطر علي الحجاز في العصر المملوكي ،واستمر نفوذها الادبي فيه الي ان اصطدم بأخوان عبد العزيز في حادث المحمل،ومن الطبيعي ان يقوم بتطبيع العلاقات معها بعد استيلائه علي الحجاز ،ونلاحظ حرصا زائدا من عبد العزيز ومستشاره حافظ وهبة علي استمالة مصر بكل طريقة الي السلطة الجديدة .كما ان مصر هي التي اسقطت الدولة السعودية الاولي واسهمت بالايجاب والسلب في سقوط الدولة الثانية ،وبالتالي فان مصير الدولة السعودية الثالثة لابد ان يرتبط بمصر ايجابا وسلبا ،فمصر هي اقدم دولة في المنطقة وكانت دولة عبد العزيز وقتئذ احدث دولة في المنطقة (قبل قيام اسرائيل ) ومن الممكن ان يكون العمق المصري رصيدا للكراهية والحرب ضد الدولة الجديدة يتعامل ضدها مع الاردن والعراق حيث الاشراف (فيصل وعبد الله )،وفي اليمن بالاضافة الي الشيعة في الاحساء وفي الحجاز ،فيتم بمصر ذلك الحصار وتختنق دولة عبد العزيز.
    ومن الممكن ايضا ان يكون العمق المصري رصيدا لدولة عبد العزيز ترتكز عليه في مواجهة اولئك الخصوم المتربصين بها في الشرق والشمال والجنوب . ومن هنا كان لابد من كسب مصر الي جانبهم بكل وسيلة ،وقد حاول عبد العزيز ومعه مستشاره الداهية حافظ وهبة ونجح ..علي المستوي الرسمي امكن تفادي حادث المحمل ،وعلي المستوي الشعبي والثقافي بدأ انقلاب خطير منذ سنة 1926 تمثل في بداية تحويل التدين المصري السني الصوفي الي تدين سني وهابي ،ليكون العمق المصري الشعبي والحضاري امتدادا للدعوة النجدية والدولة السعودية الثالثة وكان سمسار هذا التحول في مصر اثنين من الشيوخ الشوام وهما محب الدين الخطيب ورشيد رضا وعن طريق رشيد رضا ، بالذات تسلل الفقه الوهابي الي مصر عبر الطرق الاتية .
    الجمعية الشرعية ،أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي سنة 1913 علي اساس الولاء المطلق للتصوف ،وفي اخضاع الفقه للتصوف كتب الشيخ محمود السبكي اولي مؤلفاته : اغلب المسالك المحمودية في التصوف والاحكام الفقهية .في اربعة اجزاء .ولكن في 1926 اتخذت مؤلفاته طابعا جديدا تحت شعار الدفاع عن السنة ،وبالطريقة الوهابية اخذ يهاجم التصوف تحت هذا الشعار ،وفي هذا الاتجاه الجديد كتب 26 كتابا الي ان مات سنة 1931 وعلي طريقه سار ابنه امين السبكي فقد كتب في الدعوة الوهابية تسعة من الكتب وتوفي سنة 1968 ،وهكذا .
    وبالنفوذ السعودي الذي ارساه رشيد رضا انتشرت مساجد الجمعية الشرعية ،وهي الان اضخم جمعية في مصر ،تسيطر على اكثر من الفي مسجد والوف الائمة الوعاظ ،وملايين الاتباع ،وكانت ولا تزال الاحتياط الاستراتيجي للاخوان المسلمين ، وهم – أي الجمعية الشرعية والاخوان المسلمون-هم مادة الفكر السلفي وحركته في المجتمع المصري
    جمعية انصار السنة في نفس العام 1926 اقامها الشيخ حامد الفقي احد الازهريين ،وقد انشأ له عبد العزيز آل سعود منزلا في حي عابدين كان مقرا للدعوة الوهابية ،وتخصصت هذه الجمعية في نشر الفكر الوهابي ومؤلفات ابن تيمية وابن القيم ،كما انشأ مجلة الهدي النبوي سنة1936 ولا تزال تصدر .
    جمعية الشبان المسلمين :أنشئت سنة 1927 بتخطيط محب الدين الخطيب رفيق الشيخ رشيد رضا الشامي في الدعوة السلفية ،وتولي رئاستها د.عبد الحميد سعيد ،والاتجاه الحركي يغلب علي هذه الجمعية وانتشرت وسط الشباب ،وكان حسن البنا هو اهم الشباب فيها ،ومع انه انشا الاخوان المسلمين علي غرار جماعة الاخوان التي انشأها عبد العزيز آل سعود،الا ان حسن البنا كان دائم التردد علي جمعية الشبان المسلمين ،وقد قتل امام ابوابها سنة 1948.
    جماعة الاخوان المسلمين :سنة 1928 وهي الاتجاه الحركي السياسي المسلح ،وكان انشاؤها بعناية رشيد رضا وتوجيهاته . ورشيد رضا هو الذي قام بتقديم الشاب حسن البنا الي اعيان السعودية واعمدة الدعوة الوهابية،ومنهم حافظ وهبة مستشار الملك عبد العزيز ،ومحمد نصيف اشهر اعيان جدة ،وابنه عبد الله نصيف هو الذي يتزعم رابطة العالم الاسلامي ،والتي يتغلغل من خلالها النفوذ السعودي الى العالم الاسلامي حتي اليوم ،وهي التي لعبت دورا في تجنيد الشبان للذهاب الي افغانستان وتدريبهم هناك .
    ونعود الي الشيخ رشيد رضا وجهوده خارج نطاق الجمعيات لنلمح الي تأسيسه مدرسة الدعوة والارشاد لتخريج الدعاة في جزيرة الروضة سنة 1912 وكانت تجاوره مؤسسة الزهراء للسلفي الشامي محب الدين الخطيب في نفس المنطقة ،كما كانت مجلته (المنار)ذائعة الصيت متخصصة في الدعوة الوهابية والسعودية ،هذا بالإضافة الي مؤلفاته المتخصصة (كالخلافة والسنة والشيعة ) ،وفيها يدعو الي الخلافة الاسلامية، ويري في ابن سعود المؤهل الوحيد للخلافة .وعن طريق مطبعة المنار نشر رشيد رضا الكثير من مؤلفات ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب ،وتوفي رشيد رضا بعد ان قام بتوديع الامير سعود ولي العهد في ميناء السويس سنة 1935 وترك الراية يحملها وراءه تلميذه حسن البنا مؤسس الاخوان . .( د. محمد أبو الإسعاد: السعودية والإخوان المسلمون: نشر مركز الدراسات والمعلومات القانونية: 27، 41.)
    والشيخ حسن البنا اعترف في مذكراته(الدعوة والداعية) بصلته بالشيخ حافظ وهبة والدوائر السعودية، والاستاذ جمال البنا شقيق حسن البنا يعترف بتلك الصلة بين شقيقه الاكبر ووالده والسلطات السعودية ،في كتابه (خطابات حسن البنا الشاب الي ابيه )والدكتور محمد حسين هيكل في مذكراته عن السياسة المصرية يشير الي معرفته بالشاب حسن البنا في موسم الحج سنة 1936 ،وكيف ان حسن البنا كان وثيق الصلة بالسعودية ويتلقي منها المعونة، وكان البنا يمسك بيد من حديد بميزانية الجماعة، ولذلك فان الانشقاقات عن الاخوان ارتبطت باتهام الشيخ حسن البنا بالتلاعب المالي واخفاء مصادر تمويل الجماعة عن الاعضاء الكبار في مجلس الارشاد (جمال البنا: خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه: 62، دار الفكر الإسلامى.د. محمد أبو الأسعاد: السعودية الإخوان المسلمون 67: 79.)
    وعن طريق الدعم السعودى استطاع البنا، وهو المدرس الإلزامى البسيط، أن ينشئ خمسين ألف شعبة للإخوان فى العمران المصرى من الإسكندرية إلى أسوان، واستطاع ألى جانب ذلك أن ينشئ التنظيم الدولى للإخوان عن طريق الفضيل الورتلانى الجزائرى المساعد الغامض لحسن البنا، وهو الذى فجر ثورة الميثاق فى اليمن لقلب الموازين فيها لصالح السعودية، وقد نجحت الثورة فى قتل الإمام يحيى، ولكن سرعان ما فشلت وتنصلت منها السعودية، ورفضت استقبال الفضيل الورتلانى بعد هربه من اليمن وظل الورتلانى فى سفينة فى البحر ترفض الموانئ العربية استقباله كراهية لدوره فى اليمن، إلى أن استطاع بعض الإخوان تهريبه فى أحد موانى لبنان، وانتقل منها إلى تركيا، ثم ظهر بعد ذلك كالرجل الثانى فى قائمة جبهة التحرير الجزائرية حين توقيع ميثاقها فى القاهرة سنة 1955 وكان بن بيلا فى ذيل القائمة. واكتشفت الحكومة المصرية بعد ما حدث فى ثورة اليمن سنة 1948 خطورة حسن البنا وتنظيمه السرى وكيف استطاع حسن البنا إجراء ثورة فى اليمن بالريموت كنترول. ولذلك كان التخلص من حسن البنا سياسياً بكشف أسرار التنظيم وما جرى إبان ذلك من حوادث عنف متبادلة.
    ومعروف بعدها موقف الإخوان من تعضيد الثورة والخلاف بينهم وبين عبد الناصر، وتحالف السادات مع الإخوان، وعودة التيار الدينى السياسى للسيطرة على أجهزة الدولة فى التعليم والثقافة والإعلام مع عصر الثورة النفطية، ثم خلافهم مع السادات، وقتلهم له، واستمرار سيطرتهم فى عصر مبارك الذى آثر مطاردة الإرهاب المسلح مع التصالح مع الفكر السلفى الذى أصبح يقدم نفسه على أنه الإسلام. ..[ د.احمد صبحي منصور :التدين المصري والتدين النجدي: 28:26.منشور في (الانسان والتطور العدد 61/ابريل مايو ويونية /1998.)].
    اذا استعاض عبد العزيز آل سعود عن الاخوان البدو المشاكسين بإخوان اخرين مصريين يدينون له بالولاء ويعملون في نشر الايدولوجية الوهابية في اكبر عمق عربي واسلامي يلاصقه ،وينتظر منهم ان ينشروا هذه الدعوة الي افاق ارحب في العالم العربي –وهذا ما حدث –وينتظر منهم ايضا ان يحولوا دعوتهم الدينية الي حركة سياسية في المستقبل –وهذا ما حدث –وربما ينجحون في الوصول الي الحكم ،وبذلك تعود الدولة الاسلامية الاولي ليحكمها آل سعود بدون الفتح العسكري الذي تمنعه الدول الكبري
    ومع المنهج الوهابي انطلق به الي آفاق ارحب ،حين ركز علي مصر فانطلق به الاخوان المسلمون المصريون من خلال سيطرتهم على الأزهر ومناهجه الدينية الي العالم العربي والاسلامي ،وتحول التدين المصري من التصوف الي الوهابية علي مهل خلال النصف الثاني من القرن العشرين ،خصوصا بعد أن سقطت الأيدولوجية القومية والأيدولوجية اليسارية .
    باختصار صدر عبد العزيز مشكلته في المنهج الايدولوجي الوهابي الي مصر في نفس الوقت الذي قام فيه بتحجيم دور الفقهاء السعوديين مع الانفتاح علي الغرب ،وجاء البترول وعوائده الضخمة فانشغلت مملكته باستهلاك المنتجات الغربية التي لم تعد رجسا من عمل الشيطان ،بينما تسلل الفكر الوهابي الي مصر المنفتحة بطبيعتها علي الغرب ،فاصبح للفقهاء السعوديين مجال مصري وعربي اوسع يسمع لهم خارج المملكة ،واستعاضوا به عما كان لهم من نفوذ سابق داخل المملكة ،وظهر اثر ذلك التطرف والتعصب والتزمت الوهابي خارج السعودية منذ السبعينات من القرن العشرين ،حين اخذ الاخوان الجدد ( الاخوان المسلمون المصريون ) يكررون-بعد نصف قرن- ما كان يفعله اخوان نجد من قبائل مطير وعتيبة والعجمان…
    رحلة داخل عقل الاخوان المسلمين
    عن طريق مصر انتقلت الوهابية والنفوذ السعودى إلى شمال أفريقيا غرباً وإلى الشام واليمن والهند شرقا، ولا ينبغى هنا نسيان دور الحج بطبيعة الحال، وعزز من هذا الانتشار أن حجة الوهابيين قوية وحقيقية فى الهجوم على عبادة الأنصاب والقبور، وأن منهجهم يعتمد أساساً على الأحاديث المنسوبة للنبى عليه السلام، وأنه يقوم على عموميات لا يختلف عليها اثنان مثل صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان وإخلاص العقيدة لله تعالى.
    وبانتقال الدعوة الوهابية إلى مصر وإجهاضها المشروع الإصلاحى التنويرى لمحمد عبده فقد تم قطع خط الرجعة على الدعوة، بحيث كان عليها أن تسير فى اتجاه واحد يمحو الاتجاه القديم للإصلاح والتنوير وبدلا منه يقوم بتجميع المسلمين نحو هدف واحد هو الحكم الاسلامى – فى الظاهر – والوهابى فى الواقع. وبدأ حسن البنا فى رفع لواء التجميع لكل المسلمين من صوفية وسنيين وقال كلمته المشهورة "هى رسالة سلفية وطرق سنية صوفية" وإذا كان مستحيلاً الجمع بين عقائد السنة والصوفية فإن البنا خرج من هذا المأزق بتأجيل البحث فى الخلافات على أساس تربية القيادات على المنهج السنى الوهابى وأثناء ذلك تظل الرايات مرفوعة عن شمولية الدعوة لكل الطوائف فى اتجاه هدف واحد هو الحكم بطبيعة الحال.
    ومن طبيعة الحركات الدينية السياسية التقية، وأهم وسائل التقية رفع الشعارات المقدسة، فكذلك فعلت الدعوة الدينية السياسية التى تمخضت عن قيام الدولة العباسية، إذ كان شعارها "الرضى من آل محمد" وكذلك فعل ويفعل الإخوان حين يرفعون شعارات سياسية مقدسة مثل "القرآن دستورنا والرسول زعيمنا" ومثل "تطبيق الشريعة" ثم "الإسلام هو الحل" وبعد هذه الشعارات التى لا خلاف عليها ليس لديهم اجتهاد فقهى يناسب العصر وليس لديهم منهج فكرى للحكم أو برنامج سياسى لعلاج المشاكل السياسية والاجتماعية لأنهم طالما أجهضوا حركة الاجتهاد الفكرى والإصلاح الدينى فى سبيل الوصول للحكم فلم يعد أمامهم إلا استرجاع الفقه التراثى ومحاولة إخضاع العصر لمقولاته، بينما ينبغى أن يكون العكس هو الصحيح،أى الاجتهاد الفقهى لمقتضيات العصر بمثل ما اجتهد الفقهاء السابقون لعصرهم. ولو كانت تلك الحركة الدينية السياسية مصرية فى جذورها لأثمرت اجتهاداً فقهياً يناسب العصر حتى مع تركيزها على الثورة والهدف السياسى، فتلك هى الطبيعة المصرية التى ترغم بعض العناصر فى الأزهر على الإتيان بجديد، مع كون الأزهر أعرق مدرسة فى الجمود العقلى.
    ولكن لأن جذور تلك الحركة ترجع إلى نجد فإنه ليس أمامها إلا اتباع الفقه الحنبلى التيمى الذى لم يجد ابن عبد الوهاب غيره أقرب إلى منهجه وإلى طبيعته المتشددة . صحيح أن هناك بعض التعديلات بين السطور كالذى نراه لدى محمد الغزالى والقرضاوى والشعراوى، ولكن هذه التعديلات القشرية لا تصل إلى المنهج الفكرى نفسه. والمنهج الفكرى للدعوة السلفية وحركتها السياسية هو تحويل الفكر إلى دين عن طريق التأويل، وهذه هى أولى الملامح الفكرية للحركة السلفية بالإضافة إلى الملمح الآخر وهو الثورية العنيفة الدموية. وبذلك يمكن أن نوجز ملامح تلك الحركة فى كلمتين، إنها "حركة ثورية معصومة" أو هكذا يعتقدون. ونتوقف قليلاً مع التأويل الذى جعل الحركة معصومة وجعل إطارها الفكرى ديناً يعاقب من يخرج عليه أو يناقشه بالقتل.
    وهذا هو التراث الحنبلى الذى تحمله الدعوة الوهابية، ويضاف إليه تراث ابن تيمية الفقهى والحركى فى الهجوم على خصومه من الصوفية والشيعة، مع أنهم كانوا فى عهده أصحاب سطوة ونفوذ، خصوصاً الصوفية. ومع ذلك فإن عنف ابن تيمية تجلى فى فتاويه التى تبيح قتل الزنديق بدون محاكمة، والزنديق ليس هو المرتد ولكنه المسلم الذى يؤمن بالله ورسوله والكتاب والسنة ولكنه يخالف المذهب السلفى فى بعض آرائه. وقد نقل هذه الآراء فقهاء الاخوان المسلمين المشهورين بالاعتدال مثل أبى بكر الجزائرى فى السعودية وسيد سابق فى مصر. (ابو بكر الجزائرى: منهاج المسلم 537،سيد سابق: فقه السنة 2، 391.) وعليه فكل من أنكر أو ناقش مقولة سلفية أو شعاراً أساسياً للاخوان المسلمين مثل تطبيق الشريعة أو الشعار الغامض "المعلوم من الدين بالضرورة" فجزاؤه القتل بدون محاكمة وبدون استتابة عندهم. والتفاصيل فى كتابنا: ( حد الردة: دراسة أصولية تاريخية ) ، وبالتالى فإن الحديث عن تداول السلطة إذا وصلوا للحكم ليس له محل من الإعراب.
    ان نفى الآخر ( المسلم غير الاخوانى وغير الوهابى ) يأتى ضمنيا فىتسمية أنفسهم بالاخوان المسلمين، فمن عداهم وليس منهم لا يكون عندهم من المسلمين ، وقد جعلوا أنفسهم ( اسلاميين ) وتجاهلوا نسبتهم للوهابية ، وبذلك فالمسلم المخالف لهم هو زنديق وليس اسلاميا. والمشكلة ان العصر يوافقهم على كونهم ( اسلاميين ) فيظلم الاسلام ويظلم الحقيقة أيضا. ولو أنصف المعاصرون لوصفوهم بوصفهم الحقيقى وهو أنهم وهابيون ، وأنهم ضد الاسلام فى فكرهم وسلوكهم وفى خلط الدين بالسياسة وفى استغلال الاسلام مطية لوصولهم للحكم، وفى تآمرهم ونفاقهم.
    وحتى فى عملهم السياسى فهم يمارسون أردأ انواع السياسة التى لا تتورع عن التآمر على الخصم والحليف معا ، ويصل التآمر الى القتل ، وقد قتلوا كل من قدروا على قتله ممن تعاون معهم ، ونآمروا على كل أحسن اليهم. تآمر الاخوان على الدولةالسعودية نفسها. استضافت السعودية الاخوان بعد أن انقلب عليهم عبد الناصر، فوفرت لهم المأوى والعمل داخل المملكة وخارجها شريطة ألا يمارسوا العمل السرى داخل المملكة ـ طبقا لسياسة عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية. ولكن مالبث الاخوان أن أقاموا لهم بدعوى التثقيف حركة معارضة قوية للسلطة السعودية من بين أبناء الممللكة السعودية، وقد عبرت هذه الحركة عن نفسها بعد حرب الخليج ، وقابلتها السلطات السعودية بالعنف فهرب بعض زعمائها للخارج ومنهم المسعرى والفقيه، ومن رحم تلك المعارضة السعودية خرج أسامة بن لادن أكبر ارهابى فى هذا العصر.
    ضحايا الاخوان من السياسيين بدأ بأحمد ماهر والنقراشى ، ولم ينته بالسادات وأحمد شاه مسعود والملك يحيى فى اليمن. ومؤامراتهم الفاشلة ضمت كثيرين من الملوك والرؤساء ، من حسنى مبارك وأعمدة دولته ، وحتى الأمير عبد الله ـ ملك السعودية الآن، حيث تآمر على قتله الدكتور عبد الرحمن العمودى ، واحد من أكبر عملاء السعودية فى أمريكا ، ولكنه فى الخفاء تآمر على اغتيال عبد الله باتفاق مع معمر القذافى ، ويقضى الآن العمودى عقوبة السجن مدى الحياة فى أمريكا.
    وهل ننسر الراحل فرج فودة الذى واجههم بالقلم فأسكتوه بالمدفع الرشاش ؟؟!!
    ضحايا الاخوان المسلمين من الأقباط والمصريين والسياح يصل الى الآلاف . صحيح ان من يقوم بالقتل هم من جماعات مختلفة من الجهاد الى الجماعة الاسلامية وغيرها، الا انه توزيع أدوار أرساه حسن البنا الذى جعل له جهازا سريا للاغتيال ، وكان يسارع بالتبرؤ من الجناة اذا اكتشف أمرهم.فالاخوان يمثلون واجهة الاعتدال بينما يمثل الشباب الارهابى العصا التى تخيف النظام وتحمى بطريق غير مباشر شسوخ الحركة من الاعتقال أو أن يغتالهم النظام. وتلك الجماعات مع وجود اختلاف ظاهرى بينها الا انه لا يصل الى العقائد والأهداف ، فقد خرجت تلك الجماعات من عباءة الاخوان ، ونشأوا على تربيتها. والخلاف طبيعى داخل تلك النوعية من الحركات ، وقد اختلف الأخوان النجديون مع سيدهم ومنشىء حركتهم عبد العزيز وحاربوه . وتلك الجماعات بشبابها وعملياتها الارهابية تؤدى دورا محسوبا بدقة فى حركة الاخوان السياسية فى اللعب مع النظام فىالداخل والقوى السياسية الأخرى فى الخارج.
    لو جاءت الانتخابات بعرش السلطة للاخوان اليوم ما رضوا به. معنى وصولهم بالديمقراطية للحكم انهم سيكونون عرضة للمساءلة الديمقراطية ، وهذا يوقعهم فى مأزق حاد لا يستطيعون معه الا الفشل ، فليسوا مؤهلين للحكم والمساءلة ، وليست لديهم حلول للمشاكل ، بل مجرد شعارات براقة دون مضمون واقعى أو خطة علمية عملية للاصلاح.بل هم ضد الاصلاح أساسا. لذا يركز الاخوان على التربية لاعداد المجتمع للايمان بالحاكمية التى تعنى البيعة للحاكم بالسمع والطاعة المطلقة ، حتى يحكم باسم الله تعالى دون أن يكون مسئولا أمام (الرعية ) بل فقط أمام الله تعالى يوم القيامة. وهذه هى أسوأ أنواع الديكتاتورية.
    يحتاج الاخوان الى حوالى عشرة سنوات ليصلوا بالشعب المصرى الى هذه الحالة من الغيبوبة العقلية حتى يركع لهم طائعا ليركبوا ظهره باسم الحاكمية.
    عندها قل على الديمقراطية وحقوق الانسان والأقباط .. ومصر .. السلام.
    السؤال الأخير : الى متى ننتظر؟
    المفجع أن الزمن يعمل لصالحهم طالما نظل ساكتين متفرقين ..
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 09/09/2017 الساعة 02:01 AM
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الاخوان المسلمون صناعة سعودية وهابية
    كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية
    الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية
    الفصل التاسع : إنتشار الوهابية فى دولتها السعودية الراهنة
    الاخوان المسلمون صناعة سعودية وهابية
    مقدمة : لسنا فى بحث متعمق فى الاخوان المسلمين ، وسبق لنا نشر الكثير عنهم ، ولكن نكتفى هنا بلمحة عن دور السعودية فى خلقهم ودورهم فى خدمة السعودية ، الى أن حدث الطلاق السياسى بينهما مع إنتمائهما معا الى الوهابية .


    نبدأ بالاخوان صناعة سعودية وهابية
    أولا : بداية صلة حسن البنا بعملاء السعودية :
    صلته برشيد رضا :
    1 ـ كان حسن البنا طالبا بكلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1927 ، وفى أثناء الدراسة فيها كان يحضر ندوات رشيد رضا فى دار العلوم . وفى مقر مجلة المنار . واستمرت الصلة بينهما .
    2 ـ ، وبعد وفاة رشيد رضا تولّى حسن البنّا إصدار الأعداد الأخيرة من المنار قبل توقفها النهائي. وقد كتب حسن البنا بعد أن ترأس تحرير المنار تحت عنوان ( في الميدان من جديد ) : ( بعونك اللهم وفي رعايتك وتحت لواء دعوتك المطهرة وفي ظل شريعتك القدسية وعلى هدي نبيك الكريم العظيم سيدنا محمد ï·؛ تستأنف هذه المجلة (المنار) جهادها وتظهر في الميدان من جديد ) ومما كتبه عن رشيد رضا : ( ولقد كان السيد رحمه الله صادق العزم مخلص النية في آماله هذه فاستجابها الله له، وشاءت قدرته وتوفيقه أن تقوم على المنار (جماعة الإخوان المسلمين) وأن يصدره ويحرره نخبة من أعضائها، وأن ينطق بلسانها ويحمل للناس دعوتها .يا سبحان الله، إن جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة التي كان يتمناها السيد رشيد رحمه الله، ولقد كان يعرفها منذ نشأتها ولقد كان يثني عليها في مجالسه الخاصة ويرجو منها خيرًا كثيرًا، ولقد كان يهدي إليها مؤلفاته فيكتب عليها بخطه: من المؤلف إلى جماعة الإخوان المسلمين النافعة؛ ولكنه ما كان يعلم أن الله قد ادخر لهذه الجماعة أن تحمل عبئه وأن تتم ما بدأ به، وأن تتحقق فيها أمنية من أمانيه الإصلاحية وأمل من آماله الإسلامية. ) ( وإننا لنرجو أن نكون أسعد حظًّا من صاحب المنار رحمه الله في حسن معاملة المشتركين فيها، فإن مال الدعوة مهما كثر قليل بالنسبة لنواحي نشاطها وتشعب أعمالها فليقدِّروا هذه الحقيقة وسيجدون ما ينفقون في هذه السبيل عند الله هو خيرًا وأعظم أجرًا. ستعود المنار إن شاء الله إلى الميدان تناصر الحق في كل مكان، وتقارع الباطل بالحجة والبرهان، وشعارها الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه وجمع كلمة المسلمين والعمل للإصلاح الإسلامي في كل نواحيه الروحية والفكرية والسياسية والمدنية.) .
    3 ـ معنى هذا أن حسن البنا سرعان ما إحتلّ مكانة رشيد رضا فى مجال الدعوة السلفية بالاضافة الى عضويته فى جماعة الشبان المسلمين . الأهم من هذا أن أحتلاله لموقع رشيد رضا واكب تغيرا فى وضع المملكة السعودية الاقتصادى. كان رشيد رضا يعانى من ضيق ذات اليد ، وكان ينفق أحيانا من عنده ، وكان عبد العزيز حريصا ما استطاع على أن يساعد رشيد رضا ماليا . إختلف الحال بظهور البترول ، وكان هذا فى صالح حسن البنا الذى بذل كل وسعه ليحظى بالقبول لدى عبد العزيز حتى ينال (عطفه المالى ) .
    4 ـ والاستاذ جمال البنا شقيق حسن البنا يعترف بتلك الصلة بين شقيقه الاكبر ووالده والسلطات السعودية ،في كتابه (خطابات حسن البنا الشاب الي ابيه ).
    والدكتور محمد حسين هيكل في مذكراته عن السياسة المصرية يشير الي معرفته بالشاب حسن البنا في موسم الحج سنة 1936 ،وكيف ان حسن البنا كان وثيق الصلة بالسعودية ويتلقي منها المعونة .
    5 ـ وكان حسن البنا يمسك بيد من حديد بميزانية الجماعة، ولذلك فان الانشقاقات عن الاخوان ارتبطت باتهام الشيخ حسن البنا بالتلاعب المالي واخفاء مصادر تمويل الجماعة عن الاعضاء الكبار في مجلس الارشاد .
    وعن طريق الدعم السعودي استطاع البنا ــ وهو المدرس الالزامي البسيط ــ أن ينشئ خمسين الف شعبة للاخوان في العمران المصري من الاسكندرية الي اسوان .
    صلة حسن البنابالشيخ محب الدين الخطيب و حافظ وهبة
    1 ـ أثناء دراسته بكلية دار العلوم إتصل حسن البنا أيضا بمحب الدين الخطيب فى تردده على المكتبة السلفية ، واصبح عضوا فى جمعية الشبان المسلمين التى أنشأها محب الدين الخطيب.
    2 ـ وإعترف حسن البنا في مذكراته (الدعوة والداعية) بصلته بالشيخ حافظ وهبة والدوائر السعودية، وقد جاء للقاهرة حافظ وهبة لانتداب بعض المدرسين المصريين ليقوموا بالتدريس فى مدارس الحجاز ـ بعد أن إحتل عبد العزيز الحجاز . واتصل حافظ وهبة بجمعية الشبان المسلمين، فتكلم محب الدين الخطيب بحسن البنا فى ترشيحه فوافق البنا . والتقى البنا مع حافظ وهبة فى مقر جمعية الشبان المسلمين يوم 6 نوفمبر سنة 1928. ولم يتم هذا التوظيف ، ولكنه كان بداية التعارف بين حافظ وهبة وحسن البنا . واستمر حسن البنا مدرسا إبتدائيا فى مدينة الاسماعيلية . ولكنه إكتسب معرفته بحافظ وهبة . واستمرت الصلة بينهما بطبيعة الحال .
    ثانيا : حسن البنا يقابل الملك عبد العزيز
    1 ـ كان حسن البنا وأتباعه حريصين على جذب إنتباه الملك عبد العزيز والقريبين منه ، وبعد محاولة الاعتداء على الملك عبد العزيز في الحرم من قبل أحد اليمنيين، أرسل المؤتمر الثالث لجماعة الإخوان عام 1939 تهنئة للملك عبد العزيز بنجاته وإستنكارا لمحاولة إغتياله .
    2 ــ في عام 1936 توجّه حسن البنّا للحج أوّل مرةٍ في حياته. كان عبد العزيز يوجه الدعوات لكبار ( علماء المسلمين ) حيث يعقد لهم مؤتمرا يحضره بنفسه، ولم يكن الاخوان المسلمين وقائدهم الشاب ضمن كبار علماء المسلمين فى تقدير عبد العزيز . قرر حسن البنا أن يحج بأتباعه وأن يلفت نظر عبد العزيز بطريقة مبتكرة . وربما كانت هذه الطريقة بإقتراح الداهية حافظ وهبة . كان مع حسن البنا مائة من إخوانه ، حضر بهم المؤتمر فى هيئةٍ موحدة هي الجلباب الأبيض والطاقية البيضاء. وفي الموعد المحدد فوجئ علية القوم المجتمعون بمائة رجل في هذه الهيئة يخطون خطوةً واحدةً يتوسط الصف الأول منهم رجل منهم هو المرشد العام، وطلب حسن البنا الكلمة ، وإرتجلها ، وحازت الاعجاب . ونشرت جريدة أمّ القرى فى صدر صفحتها (خطاب للأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين) .
    3 ـ كان هذا أفضل مسرحية لتقديم الاخوان المسلمين الى عبد العزيز. ونجح مسعى حسن البنا ، فقابل الملك عبد العزيز فى هذا العام ، وطلب منه إنشاء فرع للإخوان المسلمين فى مملكة عبد العزيز ، فرفض عبد العزيز قائلا ( كلنا إخوان مسلمون ) .
    ثالثا : سياسة عبد العزيز مع حسن البنا والاخوان المسلمين
    1 ـ لم يفطن حسن البنا الى خطة عبد العزيز ومخاوفه . تجربة عبد العزيز مع إخوانه النجديين تعلم منها ألّا يعيد التجربة ، بل الأفضل له أن يستغلهم فى مصر ، فهم تنظيم سياسى وهابى طامح للحكم ، أى هم خطر عليه فى بلاده ولكن طموحهم فى مصر قد يصل بهم الى حكم مصر ، فتتحول مصر على أيديهم الى دولة وهابية تابعة دينيا لعبد العزيز ، وبالتالى تكون تابعة سياسيا له . من هنا كان الرفض حازما من عبد العزيز ، لا وجود للإخوان المسلمين فى دولته ، مع مساعدته لهم فى حركتهم فى مصر وخارجها . لذا عمل عبد العزيز على إحتضان الاخوان المسلمين وهم فى مصر ، ومساعدتهم فى توجيه نشاطهم خارج مملكته إنطلاقا من مصر .
    2 ـ لهذا ـ برغم رفض عملهم فى المملكة فقد توثقت الصلة بين حسن البنا والملك عبد العزيز ، فالمراسلات إستمرت بينهما ، يعززها وجود حافظ وهبة مستشار الملك عبد العزيز ، وهو الذى رسم خطة تحويل مصر للوهابية عن طريق الاخوان وبقية الجمعيات الوهابية الدعوية السلفية .
    3 ـ وأصبح الإخوان أبرز المدعويين لحضور موسم الحج والأكثر نشاطا فيه . وقد تهددت حياة حسن البنا بالخطر فى مصر عام 1948 ، وقام بالحج ، وقيل أن الحكومة المصرية أعدت خطة لإغتياله فى موسم الحج والصاق التهمة ببعض اليمنيين ـ بعد فشل ثورة الميثاق فى اليمن وسنعرض لها ــ وكان أمير الحج المصري حامد جودة – رئيس مجلس النواب الذي ينتمي إلى الحزب السعدي – قد صحب معه بعض الأشخاص الخطرين، ولكن الحكومة السعودية استشعرت ذلك فأنزلت حسن البنا ضيفًا عليها وأحاطت مقره بحراسة شديدة وقدمت إليه سيارة خاصة بها جندي مسلح لحمايته .
    4 ـ من ناحيتهم كان الاخوان المسلمون هم ( شعب عبد العزيز فى مصر ) . إستخدموا نفوذهم فى مصر ( الليبرالية ) فى إعداد إستقبالات شعبية له عندما زار الملك عبد العزيز مصر عام 1945. فقد أعدّ له الاخوان المسلمون إستقبالا شعبيا حافلا . استقبلته جوّالة الإخوان المسلمين في مطار القاهرة بالمشاعل والهتافات الإسلامية مرحّبين بمقدمه . وحين تحدد موعد زيارته للإسكندرية تجمّعت فرق جوّالة الإخوان بالإسكندرية في ملعب الأولمبي لتنظيم برنامج الاستقبال في الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم.وتزوع الاخوان المسلمون على أماكن الاستقبال من محطة السكة الحديد إلى قصر الملك فاروق في رأس التين.
    5 ـ ودعا الاخوان لعقد مؤتمرٍ عربيٍ من أجل فلسطين، وحضر المؤتمر زعماء عرب ومسلمون توافدوا على مقر المركز العام للإخوان ، وكان ممن توافد الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود والأمير أحمد بن يحيى ومعهما بعض إخوتهما، أوفدهم والدهم الملك عبد العزيز . وبحث المجتمعون مع الحكومة المصرية وحسن البنا ما يجب عمله لإنقاذ فلسطين.
    6 ـ وعقدت إنجلترا فى لندن مؤتمر( المائدة المستديرة ) لبحث مشكلة فلسطين ، وضم المؤتمر ممثلين عن العرب واليهود والحكومة البريطانيةصاحبة الانتداب على فلسطين . وحضر من المملكة السعودية الأميران فيصل بن عبد العزيز وأحمد بن يحيى. واشترك الإخوان في المؤتمر باعتبارهم سكرتيرين للأميرين ومترجمين لهما.
    7 ـ وأقام الاخوان المسلمون مظاهرة شعبية تجمعت بميدان الأوبرا في القاهرة تأييداً لفلسطين في شهر ديسمبر 1947 بعد تقسيم فلسطين ، وخطب حسن البنا وآخرون ، وحضرها الأمير فيصل بن عبد العزيز .
    أخيرا :
    نعترف بندرة المادة العلمية التى تتحدث عن علاقة الاخوان المسلمين بالسعودية ، فالاخوان المسلمون كانوا ولا يزالون تنظيما له واجهة علنية وأخرى سرية ، والعلاقات بينهم وبين السعودية فى هذه الفترة كانت فى الخفاء ، وما يترشح عن هذه العلاقة يكتبه أفراد من الجماعة بصورة دعائية . والسعودية تلتزم الكتمان ، وما يكتبه عملاؤها هو مجرد تبرير أو تأييد . وليس امام الباحث التاريخى إلا إستقراء الأحداث العلنية . وهذا ما سنحاوله فى الخدمة التى قدمها الاخوان المسلمون للملك عبد العزيز فى قلب نظام الحكم فى اليمن والانتقام له من إمام اليمن


    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. حقيقة جمال الدين الأفغاني وعلاقته بالماسونية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03/09/2017, 02:13 AM
  2. د. أسد محمد يكتب عن بنات الرياض
    بواسطة د.أسد محمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 28/11/2007, 03:28 AM
  3. لقــاء حواري مع الأخ الكريم .. الدكتور جمال مرسي ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى حوارات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19/11/2007, 11:41 AM
  4. دراسة مصرية تكشف أن الطماطم وسيلة لعلاج السرطان
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09/08/2007, 01:45 AM
  5. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08/02/2007, 06:19 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •