هذا ما قاله ادوارد سعيد

لئن كانت إسرائيل تريد أن تجد لها مكاناً دائماً في الشرق الأوسط، فإن عليها أن تصبح جزءاً عضوياً منه، وأن تعي الثقافة القائمة فيه قبلها، وتتفهمها، بدلاً من ادعائها الذي طالما رددته بأنه ليس في هذا الشرق غير الصحراء والجهل. إن على الإسرائيليين، من أجل ضمان أمن إسرائيل، أن يفتحوا عقولهم على الثقافة العربية وأن يُصغوا إليها.
وليس معنى ذلك أن ينكروا جذورهم الغربية، بل معناه بالأحرى أن يمدوا هذه الجذور بغذاء جديد هو التراث الثقافي عند العرب. وما دامت إسرائيل مغلقة ضد التأثر العقلي والثقافي بجيرانها، فإنها ستظل جسماً غريباً. وقد يؤدي ذلك الى نتائج كارثية. لا يقدر عضوٌ غريبٌ أن يوجد في مجتمعٍ أو موسيقى أو جسم إنساني إلا فترة قصيرة ومحدودة. وهنا أذكّر بالفيلسوف اليهودي الإسرائيلي مارتن بوبر، وبما سماه «الاقتضاء الفكري». فهو يعني أن فلسطين أرضٌ لشعبين، ليس تاريخهما واحداً، لكن حقوقهما واحدة. هكذا كان يقول: «لا سلام بين اليهود والعرب إذا كان مجرّد إيقافٍ للحرب.