النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الدخول في دين الله أفواجا ...

  1. #1 الدخول في دين الله أفواجا ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    الدخول في دين الله أفواجا ...


    يوسف إســــلام
    * علي عبد المنعم

    كان المشهد مأساويًا.. الشاب الإنجليزي ستيفن جورجيو ذو الثمانية والعشرين ربيعًا يسبح في البحر في صيف عام 1975، دوامة شديدة تظهر فجأة فيشعر بضعف شديد يجعله غير قادر على الاحتفاظ بتوازنه في الماء..
    لا يجد أحدًا قريبًا منه يمكن أن يساعده.. ينادي بأعلى صوته لعل أحدًا ينقذه لكن من غير جدوى.. وحين أوشك على الغرق صرخ بأعلى صوته: يا رب.. وأخذ على نفسه العهد: "لئن أنقذتني فلسوف أعمل من أجلك شيئًا"! كان هذا الشاب هو "كات ستيفنز" الذي كان يلقب بملك موسيقى الروك آند رول في بريطانيا، وحين استجاب الله له ونجاه من ضره، كان أول ما حرص عليه أن يبر بوعده فلم يمكث كثيرًا حتى أعلن إسلامه وصار يوسف إسلام أشهر دعاة الإسلام في الغرب الآن!
    رحلة البحث عن اليقين
    ولد ستيفن جورجيو في 21 يوليو 1947 بلندن في بيت مسيحي متعدد المذاهب، فقد كان أبوه يونانيًا أرثوذكسيًا، بينما والدته سويدية كاثوليكية، في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع البريطاني طبقًا لتعاليم الكنيسة الإنجيليكانية، أدخلته أمه مدرسة دينية تعلم فيها أن الإنسان يمكن أن يصير إلهًا إذا أتقن عمله، فشجعه هذا على إجادة الغناء؛ إذ إنه سجل 8 شرائط قبل أن يبلغ العشرين من عمره، ووصلت إحدى أغنياته ضمن أفضل 10 أغنيات في بريطانيا آنذاك، فغيّر اسمه إلى كات ستيفنز، وهو الاسم الذي ذاعت به شهرته وأصبح يحلق في آفاق أوروبا كلها أثناء موجة "الهيبز" في ستينيات القرن الماضي ولم يكن قد تعدى الثانية والعشرين من عمره بعد!

    وعندما أتم عامه الثاني والعشرين أصيب كات ستيفنز بمرض
    السل
    الذي أقعده في الفراش معزولاً عن الناس في أحد المستشفيات لمدة عام تقريبًا عكف فيه على القراءة في كتب الفلسفة والتصوف الشرقي، وتمنى لو أنه يعرف الطريق إلى اليقين الروحي؛ إذ كان يشعر بأن حياته بها شيء غير مكتمل على الرغم من النجاح الذي حققه، وفي النهاية قرر أن يعود إلى الغناء ولكن بمفاهيم جديدة تتسق مع ما قرأه في أثناء المرض.

    وبالفعل حققت أغنيتاه "الطريق لمعرفة الله"، و"ربما أموت الليلة" نجاحًا كبيرًا زاده حيرة، فطرق باب البوذية ظنًا منه أن السعادة هي أن تتنبأ بالغد لتتجنب شروره، فصار قدريًا وآمن بالنجوم وقراءة الطالع.

    ثم انتقل للشيوعية ظنًا منه أن السعادة هي تقسيم ثروات العالم على الجميع ولكنه شعر أنها لا تتفق مع الفطرة، فاتجه كات ستيفنز إلى تعاطي الخمور والمخدرات ليقطع هذه السلسلة الصعبة من التفكير بعد أن أدرك أنه ليست هناك عقيدة توصل إلى اليقين، وعاد إلى تعاليم الكنيسة التي أخبرته أن الله موجود ولكن يجب أن تصل له عبر وسيط، فأدى هذا به إلى أن يختار الموسيقى دينًا له يفرغ فيها أفكاره ومعتقداته.
    الطريق إلى الإسلام
    وتصادف حادث الغرق ومرض كات ستيفنز بالسل مع عودة أخيه من رحلة زار فيها القدس وأحضر فيها هدية له عبارة عن نسخة مترجمة من القرآن.

    ويحكي كات هذه اللحظة في مذكراته: "أمسكت بالمصحف فوجدته يبدأ باسم الله، فنظرت للغلاف، فلم أجد اسم مؤلف، حاولت أن أبحث فيه عن ثغرة أو خطأ فلم أجد، إنما وجدته منسجمًا مع الوحدانية الخالصة؛ فعرفت الإسلام".

    وبعدها قرر كات ستيفنز السفر إلى فلسطين، ودخل المسجد الأقصى فأحس بالطمأنينة، وعندما رجع إلى لندن التقى بفتاة مسلمة صرح لها برغبته في إشهار إسلامه فأخذته إلى المركز الثقافي الإسلامي بلندن، وهناك نطق بالشهادتين وأعلن إسلامه. وفي تلك اللحظة طوى الشاب الإنجليزي صفحة "كات ستيفنز" تمامًا وأصبح يعرف باسم "يوسف إسلام".
    ***************

    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة a11[1].gif‏  

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : الدخول في دين الله أفواجا ... 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله



    سمعت فيما سمعت عن اسلام العالم الفرنسي عالم البحار كوستو


    هل مر عليك ذلك

    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : الدخول في دين الله أفواجا ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    "... آيات القرآن إنما جاءت دالة على آيات الأكوان، ولا ترى سورة في القرآن الحكيم لا تجمع بين هذين النوعين، وحسبنا من إجمال ذلك كبرهان قول الله تعالى "قل: انظروا ماذا في السموات والأرض" وقال تعالى لأهل الجحود "سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد" وقد أسلم العديد من علماء النصارى في العصر الحديث نتيجة أبحاثهم وتفكرهم بآيات الله.

    ففي الآفاق عاد أول رائد فضاء في التاريخ (يوري جاجارين) ليقول للناس عند سؤالهم له ماذا وجدت؟ فقال: الله ـ ويقصد قدرته جل جلاله وكان تصريحه هذا سبباً في مصرعه لما كان عليه الحكم فيما كان يسمى (الاتحاد السوفيتي) وفي الماء أسلم عالم البحار والمحيطات الفرنسي (جاك إيف كوستو) لما رآه من عجائب البحار والمحيطات، التي تدل على أن صانعها لا يمكن إلا أن يكون القادر على كل شيء الواحد الأحد الفرد الصمد، ولكنه أخفى إسلامه كغيره مراعاة لأسرته ومكانتها.

    وفي علم الإنسان أسلم عالم الأجنة (كيث مور) وهو عميد كلية طب الأطفال في جامعة تورنتو بكندا، وله مؤلفات عديدة باللغة الإنجليزية حول هذا الموضوع..."

    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد : الدخول في دين الله أفواجا ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    لماذا أسلموا؟
    سؤال يرد لدى الكثيرين، وأفضل من يجيب عنه هم أولئك الذين أكرمهم الله بنعمة الهداية والدخول في الإسلام عن رغبة وقناعة، فتعالوا بنا إلى بعض الذين أسلموا نرى إجابتهم، ونستمع إليهم:

    (1)



    ب.دافيس B.Davis

    (إنجلترا)

    كانت نشأتي على مذهب (النظاميين) Methodist، ثم صرت (أنجليكانيًا) ثم (أنجلوكاثوليكيًا). وكنت في جميع هذه المراحل الدينية أشعر بأن الدين بمعزل عن الحياة العادية، كأنما هو حلة قشيبة لا نرتديها إلا أيام الآحاد. وكنت أشعر أيضًا أن كثيرًا من الناس أخذ يتفلت من قبضة المسيحية، ولا سيما الجيل الناشئ، فبدت عاجزة عن التصرف مع الوضع الحالي المتأزم، فحاولت استهواء أتباعها بالبخور المعطر، والأضواء، وملابس الكهنوت الملونة، وبالصلوات والتراتيل المطولة للقديسين، وبكثير من وسائل الاستهواء الرومانية، ولم تحاول أن تربط نفسها بما يجري خارج الكنيسة، وكان ذلك كافيًا لأن أتحول عنها إلى الشيوعية والفاشية.
    وفي الشيوعية حاولت أن أعرف مزايا مجتمع ليس فيه مكان للطبقات، ولكن القصص المتتالية عن محاولات الهرب كشفت لي أن الشيوعية ما هي إلا وسيلة يستغلها الروس لتحقيق أحلامهم في حكم العالَم، ثم يممت وجهي شطر الطرف النقيض، شطر الفاشية، ذلك المبدأ الذي يُمنّي كل إنسان بكل شيء، وفي ظلها حاولت أن أملأ نفسي حقدًا على أولئك الذين يختلفون عني في عناصرهم وألوانهم.
    وبعد شهور قليلة كنت فيها من أنصار موسوليني، تذكرت الحرب الأخيرة وما كان فيها من ويلات على أيدي النازي، فحاولت التخلص من هذه الأفكار، وفي الواقع عندما كنت فاشيًا لم أكن أشعر أبدًا براحة ضميري، ولكني كنت أتصور أن في الفاشية وحدها يكمن الحل لكل مشكلاتنا.
    وبينما كان ذلك هو مجال تفكيري، إذا بي أرى مجلة الشؤون الإسلامية
    "Islamic Review" في أحد أكشاك الكتب، ولا أدري ماذا حفزني إلى دفع مبلغ شلنين ونصف ثمنًا لمجلة تبحث في عقيدة قال لي عنها المسيحيون والشيوعيون والفاشيون أنها عقيدة تافهة، وإنه لا يؤمن بها غير سفّاكي الدماء وقطَّاع الطرق؛ ولكني على أي حال قد اشتريتها، وقرأتها، ثم قرأتها عدة مرات، فوجدت الإسلام يشتمل على كل ما نتصوره من خير ويتفوق على المسيحية والشيوعية وغيرها من الأسماء.
    وعلى الفور اشتركت في المجلة لمدة سنة، ولم تمض شهور قليلة حتى صرت مسلمًا، وإني لأشعر بالسعادة تغمر قلبي منذ اليوم الذي اهتديت فيه إلى عقيدتي الجديدة، وآمل أن أتعلم اللغة العربية عندما ألتحق بالجامعة إذا قدر لي ذلك، إذ أنني الآن أدرس اللاتينية والفرنسية والأسبانية.
    (2)



    توماس محمد كلايتون Thomas Muhammad Clayton

    (الولايات المتحدة الأمريكية)

    صوت رتيب جميل أخاذ تردد في الأجواء حولنا، إذ كنا نسير والشمس في كبد السماء، على طريق ترابية في ذلك الوقت الحار من النهار، كنا نجتاز منطقة مشجرة فرأينا منظرًا رائعًا لم تكد أعيننا تصدقه؛ رجل عربي ضرير يرتدي ثوبًا ناصعًا وعمامة بيضاء، يعتلي برجا خشبيًا مرتفعًا يبدو حديث الصنع؛ وكأنه يوجه إلى السماوات ترنيماته الشجية، فجلسنا عن غير قصد منا، كأنما سيطرت ألحانه الساحرة علينا سيطرة التنويم المغناطيسي، وكلماته التي لم نكن نفهم منها شيئًا "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
    كان كل شيء هادئًا حولنا ولم يكن هناك ما يلفت نظرنا، ولكننا بعد ذلك الصوت رائنا أناسًا كثيرين أخذوا يتجمعون، رأيناهم من مختلف الأعمار وفي مختلف الثياب ويبدو تباينهم في الأوضاع الاجتماعية يفدون في سكينة وخشوع، يفرشون الحصر على الأرض؛ فكان منظرًا جميلاً يجمع بين خضرة الأعشاب وصفرة الحصر.
    وظلت جموع الناس تفد إلى المكان حتى صرنا نتساءل متى يا ترى يتم التئام الجموع، كانوا يخلعون نعالهم وينتظمون في صفوف طويلة، الواحد منهم خلف الآخر، وقد آثار دهشتنا ونحن نرقبهم في صمت، أنه ليس هناك ما يشير إلى هدف هذا التجمع الذي يضم البيض، والصفر، والسود، والفقراء، والأغنياء والشحاذين، والتجار، يقف الواحد منهم إلى جوار الآخر في غير مراعاة للعنصر البشري أو الوضع الاجتماعي، ولم نرقب رجلاً واحدًا في هذا الجمع، يرفع بصره عن الحصير الذي أمامه.
    لقد تركت روح الأخوة التي غمرت هذا الجمع من الناس على اختلافهم، أثرًا لا يمكن أن يزول من نفوسنا، والآن وقد مضى على هذا المشهد حوالي ثلاث سنوات، منها سنتان وأنا مسلم، مازلت أجد نفسي أستيقظ من النوم في منتصف الليل لأنصت من جديد إلى ذلك الصوت الشجي الأخَّاذ، ولأرى من جديد ذلك الجمع من الناس، الذين تبدو عليهم مسحة الفضيلة الحقة متوجهين من أعماق قلوبهم إلى ربهم وخالقهم.

    (3)



    ج.و.لوفجروف J.W.Lovegrove

    (إنجلترا)

    كنت أبحث عن دين عملي بسيط، وخال من الفلسفات المعقدة ويقنعني دون إلغاء عقلي. إن أداء حق الله وحق الجار هو الهدف الأول لجميع الأديان، والإسلام هو الذي وضع هذا المبدأ موضع التطبيق العملي؛ والناس في حاجة إلى المبادئ حاجتهم إلى الأمثلة التطبيقية لمواجهة أمور دنياهم من حاجات دائمة أو عوارض طارئة، وإلى توجيهات تهديهم إلى الطريق القويم في مجابهة أحداث الحياة؛ ولقد وجدت ذلك كله في الإسلام.

    (4)



    ت.هـ.مكباركلي T.H.Mcbarklie

    (أيرلندة)
    نشأتُ على المذهب البروتستانتي، وكنت منذ حداثة سني غير مقتنع بالتعاليم المسيحية. فلما انتهيت من المدرسة والتحقت بالجامعة، أضحى هذا الشك يقينًا، فالكنيسة المسيحية لم تكن عندي لتعني شيئًا مذكورًا، وكنت في حالة يأس من أن أجد عقيدة قائمة تتضمن كل ما كنت أتصوره من مقومات، فكنت لإرضاء نفسي أحاول أن أتصور نوعًا من الاعتقادات النابعة من نفسي، ولكنها كانت غامضة غير محدودة.
    ثم حدث ذات يوم أن وقعت على نسخة من كتاب "الإسلام والمدنية" (Islam and Civilization) وما أن انتهيت من قرءاته حتى أدركت أن المذهب الذي يعرض له الكتاب يكاد يضم كل ما تخيلت من عقائد.
    ولقد ذهلت للوهلة الأولى عند مقارنة التسامح الإسلامي بتعصب المذاهب المسيحية، وعندما علمت أن البلاد الإسلامية في العصور الوسطى كانت مشرقة بالعلم والحضارة، في الوقت الذي كان الجهل مطبقًا والخرافات سائدة في غيرها من البلاد؛ كما أقنعتني نظرية الإسلام المنطقية في الجزاء، بعكس نظرية الفداء في المسيحية.
    وأخيرًا تحققت مما في الإسلام من سعة تتسع للإنسانية جميعًا، وما فيه من هدي للغني والفقير على السواء، ومن مقدرة على تحطيم الحواجز القائمة على تباين المذاهب والألوان.
    (5)



    ديفيس وارنجتون فراي Devis Warrington-Fry

    (استراليا)
    حقًا لقد انساب الإسلام في نفسي انسياب الربيع المشرق إلى الأرض الباردة في أعقاب شتاء مظلم، فأشاع الدفء في روحي وغمرني بما في تعاليمه من روعة وجمال، وكم فيها من روعة وكم فيها من جمال، كم فيها من وضوح في بنائها المنطقي الرصين: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، أيمكن أن يكون هنالك ما هو أسمى من ذلك وأنقى؟ أين هذا من غموض عقيدة "الأب، والابن، وروح القدس" التي قد تشيع الرهبة في القلوب، ولكنها لا تكاد تقنع العقل الواعي.
    والإسلام متفق تمامًا مع روح العصر الحديث، ويمكن تطبيقه في عالم اليوم، خذ مثلاً لذلك مبدأ "المساواة بين البشر" وهو نفس ما تبشر به الكنائس المسيحية؛ غير أنه لديهم اسمًا لا مدلول له، فالبابا، والمطرانات، والقساوسة، ومن إليهم جميعًا يحاولون تركيز نفوذهم وسلطانهم من وراء ستار استغلال اسم الرب، وشتان ما بين هذا وبين ما في الإسلام وتعاليمه الصادقة التي أوحى بها الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم.





    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد : الدخول في دين الله أفواجا ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    لماذا أسلموا؟
    (الجزء الثاني)
    (6)
    فاروق ب.كاراي - Farouk B.Karai
    (زنزبار)
    كان اعتناقي للإسلام نتيجة دافع من أعماق نفسي، ولعظيم حبي وتقديري لرسول الإسلام محمد صلوات الله عليه، فقد كانت تلك المشاعر تفيض في قلبي تلقائيًا فتملكه منذ زمن طويل، يضاف إلى ذلك أنني كنت أقيم في زنزبار، حيث أتاح لي كثير من أصدقائي المسلمين، دراسة الإسلام دراسة وافية، فكنت أقرأ سرًّا بعض ما كُتب عن الإسلام مخافة أهلي.
    ولما كان شهر ديسمبر سنة 1940م وجدتني مستعدًا لمواجهة العالَم، فأعلنت إسلامي، وهنا بدأت قصة المضايقة والاضطهاد من الأقارب والأباعد، من طائفة "البارسين" التي كنت من قبل أنتسب إليها؛ وإنها لقصة طويلة في سلسلة من المشقات والمتاعب، تلك التي لقيتها، إذ عارضت أسرتي في اعتناقي الإسلام، ولجأت إلى كل وسيلة تراها كفيلة بمضايقتي، ولكن هيهات، فمنذ انبلج نور الحق في قلبي، لم يكن لأية قوة أن تحول دون سلوك السبيل المستقيم الذي تخيرته، سبيل الإيمان بالله الواحد وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
    صمدت كصخرة جبل طارق أمام المصائب والمشاكل التي كان يثيرها أفراد أسرتي، الواحدة تلو الأخرى، وكان إيماني بالله وبحكمته وبقدره، يثبت أقدامي أمام كل كيد يكيدون.

    لقد درست تفسير القرآن باللغة الجوجارتية Gujarti فكان خير عون لي، ويمكنني القول بكل تأكيد أنه الكتاب الذي لا يدانيه غيره من كتب الأديان الأخرى. إنه الكتاب الوحيد الكامل في ذاته، فهو يدعو إلى البساطة والمحبة والأخوة والمساواة بين البشر. إنه لكتاب رائع حقًّا، وفي إتباع تعاليمه السامية ضمان لخلود عزة المسلمين ما بقي الزمان.

    (7)
    مؤمن عبد الرزاق صلاح Mumin Abdur -Razzague Selliah
    (سيلان)
    كنت في وقت ما أرى الإسلام شيئًا كريهًا بغيضًا، ولم يكن لي من المسلمين صديق، بل ولم أحاول أن أتصل بهم نظرًا لكراهيتي لدينهم، وما كنت أحلم بأن قراءة الكتب عن الإسلام ستجعل مني رجلاً آخر، فبدأت أشعر بمحبة الإسلام، لما لمست فيه من استقامة سبيله وخلوه من الغموض. إنه دين النظافة واليسر، ومع هذا فقد وجدت فيه من الدراسات الدقيقة العميقة المتعددة، ما جعلني أشعر بأنني أدنو منه سريعًا.

    قرأت شيئًا من سور القرآن الكريم، فإذا العجب يتملكني؛ كنت فيما مضى أرى أن لا شيء يداني الإنجيل، فإذا بي أراني كنت على خطأ عظيم. ليس من شك في أن القرآن الكريم يشيع فيه الحق، وأن تعاليمه إيجابية عملية، وخالية من الطقوس والعقائد الغامضة، فكان كل يوم يمضي يقربني رويدًا نحو دين "السلام والحب" دين الإسلام ولا ريب.

    وما كان للأخوة الإسلامية إلا أن تسترعي إعجابي وانتباهي، وأقول للذين يريدون أن يروا بأعينهم كيف يتحقق مبدأ "أحب لجارك ما تحب لنفسك"، إنهم لن يجدوا ذلك في غير ظل الأخوة الإسلامية، فلم ير العالم كله وحدة بين البشر أعظم منها أو أكثر عمقًا وإخلاصًا.

    وقد أقنعني بالإسلام فوق ذلك خلوه من التعقيدات، فهو مثالي وعملي، وهو دين العقل والقدرة على التطور، وهو كذلك مثالي في عقيدة وحدانية الله وفي نواحيه الروحية، وبهذا فهو الدين الواحد الذي تصلح به البشرية جميعًا؛ لأنه عملي في نظرياته ومعتقداته؛ ولأنه منطقي ومتجدد تجدد الحياة.

    (8)
    عبد الله يومورا - Abdullah Uemura
    (اليابان)
    يتركز الإسلام في الإيمان بوحدانية الله وبالبعث والحياة الآخرة وبيوم الحساب، وفي المحبة والاستقامة والفضيلة والصدق وفي تكامل الشخصية، وفي كل ما فيه صلاح الحياة، ويمكن القول إن الدأب على إرضاء الله هو في الواقع لب تعاليم الإسلام، وحين كنت أبحث عن الحقيقة وجدت ضالتي في الإسلام.

    والمسيحية أو بالأحرى أناجيلها ليست على نفس نقائها الذي نزلت عليه من عند الله، بل تعرضت للتبديل مرة تلو أخرى، وبذلك لا يمكن القول إنها باقية على أصولها، بينما القرآن الكريم تنزيل من عند الله، ومازال باقيًا على حاله دون أدنى تغيير أو تعديل.

    والمسيحية كما وصلت إلينا ليست في حقيقة أمرها تنزيلاً من عند الله، وما هي إلا كلمات المسيح وسيرته، ومنزلة المسيح بالنسبة إليها كمنزلة الحديث بالنسبة للإسلام، وعلى ذلك فما أوحي به من الله في المسيحية لم يصل إلينا مباشرة، كما هو الشأن مع الإسلام.

    وأكثر الأمور ارتباكًا في المسيحية هي عقيدة التثليث التي يجب الإيمان بها دون إدراك ماهيتها؛ لأنه ليس لها تفسير تقبله العقول.

    ومن المستغرب أن نسمع أن جزاء الآثمين هو الموت الأبدي، ويدخل في ذلك غير المسيحيين بطبيعة الحال لأنهم في نظر المسيحية آثمون بعدم إيمانهم بتعاليمها، ولو أن الآثمين اقتنعوا بأبدية موتهم لكان رد الفعل الطبيعي عندهم أن ينغمسوا في رذائلهم وملذاتهم إمعانًا في إرضاء شهواتهم، قبل انتهاء أجلهم؛ لأن الموت في نظرهم هو نهاية النهاية.

    والبوذية المهايانا اليابانية هي خليط من البوذية الأرثوذوكسية والبوذية البدائية، وهي شبيهة بالبراهمانية، ويبدو من تعاليمها أن بوذا كان ملحدًا منكرًا للألوهية؛ لأنه ينكر خلود الروح.

    والبراهمانية وإن كانت واضحة في هذه الناحية إلا أن أتباعها لا يعلمون حقيقة "براهما" فهم يحاولون أن يضعوه في إطار فلسفي، وهم في محاولاتهم هذه وفي بحثهم عن الحقيقة خلال حواسهم المادية من أبصار وأسماع، لا يلبثون أن يتحولون عن عبادة الله إلى عبادة مخلوقات الله.

    لكن الإسلام وحده هو الذي يهدينا إلى الله الحي الذي له الأمر جميعًا، والقدرة جميعًا، والذي يتنزه عن أن يكون له مكان، والذي لم يلد ولم يولد، والذي له الملك في السماوات والأرض، لا تدين لغيره الرقاب، منه وحده الخشية، وله وحده الخضوع والتسليم.

    والشنتوية اليابانية تنقصها المزايا والفضائل، لأنها لا تهتم بالأخلاقيات بوجه خاص، فيها تتعدد الآلهة كالوثنية التي تبيح عبادة عدة أصنام. فالإسلام وحده هو الذي يلبي نداء الروح في بحثها عن الحكمة وعن الحقيقة.

    (9)
    إبراهيم فو- Ibrahim Voo
    (الملايو)
    قبل إسلامي كنت كاثوليكيًا رومانيًا، ومع أني لم أكن مقتنعًا بعقائد التثليث والعشاء الرباني المقدس والتكريس والتقديس وما إلى ذلك من الأمور الغامضة، إلا أنني لم أفقد إيماني بالله، ولم يكن في استطاعة أي قسيس كاثوليكي أن يقنعني منطقيًا بهذه العقائد الغامضة، وكان قولهم التقليدي: "إنها أسرار وستبقى أسرارًا؛ إن عيسى هو خاتم الأنبياء، وما محمد إلا دجال" (معاذ الله).

    لقد تضاءل إيماني بذلك الدين، إلى أن خالطت كثيرين من مسلمي الملايو وتحدثت معهم عن الدين، وكان الجدل يحتدم بيننا في بعض الأحايين، وبمرور الزمن ازداد اقتناعي بأن الإسلام هو دين العقل والحق، والعبادة فيه لله دون سواه، فلا ترى في المساجد صورًا أو تماثيل أو لوحات.

    إنها الصلاة في المساجد أو في أي مكان آخر، هي التي ملكت علي قلبي.

    (10)
    محمود جونار إيويكسون - Mauhmud Gummar Erikson
    (السويد)
    بدأتْ قصتي لأول مرة بالإسلام منذ خمس سنوات، إذ أراد صديق عزيز عليَّ أن يقرأ القرآن الكريم، لغرض ما في نفسه، ولم أشأ أن أظل جاهلاً بهذا الكتاب الذي أراد صديقي أن يلم ببعض ما فيه، فرأيت أن أحصل على نسخة مترجمة إلى اللغة السويدية، وتسنى لي الحصول عليها قبل أن يحصل هو على مثلها، ثم بدأت قراءته.

    ونظرًا لأني استعرتها من إحدى المكتبات العامة، فقد كان لزامًا علي أن أردها بعد أسبوعين، ولذلك كررت استعارتها مرات ومرات؛ وكنت كلما عاودت القراءة ازداد إقتناعي بأن ما في هذا القرآن هو الحق، إلى أن كان أحد أيام شهر نوفمبر سنة 1950م حين قررت اعتناق الإسلام.

    مضى عامان وأنا على هذه الحال من الإسلام ولم أزد عليها شيئًا في دراسة هذا الدين، حتى جاء يوم زرت فيه المكتبة العامة الرئيسة في استوكهلم، وعاودتني ذكرى إسلامي، فرأيت أن أبحث عمَّا إذا كانت المكتبة تحتوي كتبًا عن دين محمد صلى الله عليه وسلم، وسرني أن أجد شيئًا منها، فاستعرت منها القليل، وقرأتها بإمعان، ومن بينها نسخة ترجمة محمد علي للقرآن الكريم، وعندئذ ازداد إقتناعي بما في الإسلام من حق، ومن هنا أيضًا بدأت في تطبيقه عمليًا، ثم اتصلت مصادفة بجماعة إسلامية في السويد، وأديت صلاة العيد لأول مرة في استوكهلم في سنة 1952م.

    إن ما أعجبني في الإسلام ومازال يعجبني هو أسلوبه المنطقي، فلا يطلب إليك الإيمان بشيء قبل أن تدركه وتعرف أسبابه؛ والقرآن الكريم يعطينا من الأمثال على وجود الله ما لا يترك مزيدًا لمستزيد.

    وناحية أخرى في الإسلام أعجبتني هي عالميته؛ فالقرآن الكريم لا يحدثنا عن الله على أنه رب العرب، أو أي شعب بذاته بين الشعوب، بينما تتحدث الكتب السابقة عن "إله بني إسرائيل" وما إلى ذلك.

    وفوق هذا فإن الإسلام يأمرنا بالإيمان بجميع الرسل سواء منهم من ذكر في القرآن أو من لم يرد ذكره.

    وأخيرًا فإننا نجد في الكتب السماوية السابقة نبوءات عديدة تشير بغير أدنى شك إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول القرآن الكريم: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً }[المائدة:3]. { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ } [آل عمران:19].


    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. الصين تحظر الدخول لمواقع يوتيوب وتويتر وفيسبو
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى حاسب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27/03/2012, 10:49 PM
  2. ملف أزمة الديون الأمريكية وحقيقة وضع اقتصادها
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 06/09/2011, 11:29 PM
  3. مقال: أزمة الديون الأمريكية واقتصاديات الخليج!
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11/08/2011, 12:30 AM
  4. الدخول للوضع الآمن بأكثر من طريقة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى حاسب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29/03/2009, 01:15 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •