قسطنطين رحل لكن قواعده عادت إلى تركيا

" وصل"
حين شكل قسطنطين أول مجمع مسكوني لحل النزعات الدينية ، ولم يكن معمداً وقتها.
فإنه أول خلط للسياسة بالدين
فالفكر الوثني لقسطنطين قد استنصر لأنصار فكرة الثالوث " إثناسيوس "على أنصار فكرة التوحيد " آريوس"


قسطنطين الهارب من أعراف الدين وتسلط البابوات حيث هرب بالأموال والأمراء من روما ليبني دولته الوثنية الجديدة فكانت القسطنطينية
قسطنطين لعلمكم كان أول من استخدم " الدواعش "
وتحالف مع السلاجقة ليفشل الحروب الصليبية ليس حباً في المسلمين لا قطعاً
ولا حباً بالأتراك، بل خوفاً من الاستيلاء على مملكته باسم الصليب وباسم الحروب المقدسة
فقاد جموع الحجاج المغرر بهم وأمراء الصليبيين قطاع الطرق وأرباب الجريمة المحاربين اليوم باسم الصليب في جرود الجبال حيث مكامن دواعش السلاجقة لتنال منهم كراً وفراً فقتل من قتل وضاع من ضاع
لكنه كان منخرطاً في أتوان الحروب الصليبية ليكون زعيماً بدون منازع
والدواعش السلاجقة أعملوا نهباً وسرقة في بلاد الشام ، كما أعملوا سرقة ونهباً في فلول الصليبيين
فلم يكن الدافع هو الدفاع عن الإسلام، بل كانوا قطعان غرائزية تحالفوا مع القوي متى ضعفوا، وتعالوا على الجميع متى قويت شوكتهم
وكان قسطنطين على علم بهذه العقلية فكان يرمي إلى الفصل بين عرين الإسلام في بلاد الشام وبين امبراطوريته بهذه الدولة الفاشلة
كان يسعى لتشكيل حاجزاً بينه وبين المسلمين عبر تشكيل دولة فاشلة يتحالف معها مرة ويقاتلها مرة ليشكل ثالوثاً بينه وبين السلاجقة وبين المسلمين العرب

اليوم الغرب يعيد ذات فكرة قسطنطين
فتركيا التي تقترب اليوم فكراً وخلقاً من فكر السلاجقة
هي مستوطنة للناتو بقواعده الستين فيها
يقوي من شوكتها متى أراد ويضعفها متى أراد لتكون دولة فاصلة بين المشرق الإسلامي والغرب العلماني

إذن الخلفيات التاريخية للثالوث المسيحي هي خلفيات وثنية
ومنذ خلط قسطنطين السياسة بالدين ولد دين جديد في أوربا

هذا الخلط الوثني بالدين المسيحي شكل أكبر شرخ بين المذاهب المسيحية من جهة
وبين العقلانيين والفلاسفة و أفكار التثليث المتناقضة
فصارت أفكار القساوسة حول التثليث موضع سخرية الفلاسفة والعقلانيين
مع صعود العقل في أوربا
بينما كانت الثقافة المشرقية قبل عقد المجمع المسكوني تتبنى فكرة التوحيد في الفكر المسيحي لأنه الفكر المشرقي كان أعلى مرتبة وأعمق ثقافة من الفكر الأوربي وقتها، وكانت حواضر المشرق تزيد بعشرات المرات علماً وعدداً وفكراً عن مثلاتها في أوربا
لكن تدخل القوة لنصرة الفكرة الوثنية الثالوثية والانتصار للثقافة الأوربية على الثقافة المشرقية نحى العقل والتوحيد نهائياً حيث أمر المجمع المسكوني الذي عقد في نيقيا في تركيا بإحراق كتب آريوس وقتله، ونصرة عقيدة البابا أثناسيوس المنادية بالثالوث

ولقد اتهم آريوس أفكار خصومه بأنها سابيلية أي مستمده من الديانة السابيلية في عبادة الشمس والاوثان.
من أفكار آريوس أن يسوع مخلوق وليس بآله كما يدعي الفريق الثاني
والفريق الثاني هم أتباع الثقافة الأوربية المشربة بالوثنية فلم يكن عقلهم يتقبل التوحيد
ولذلك ألبسوا فكرة التثليث والمشاركة التي عرفوها واعتادوا عليها للدين الجديد الذي تبنوه
هذا المعضلة الفكرية خلقت تربة خصبة للصراع والافتراق
فكانت الديانة الأرثوزكسية و كانت الديانة الكاثوليكية ومن ثم كانت الديانة الإنجيلية

وبعد علو شأن العقل في أوربا كان الصراع بين العقلانيين وبين أتباع الديانات الثلاث
ومع هجرة يهود إسبانيا و تشكل شريحة من شباب اليهود تكره الدين المسيحي الكاثوليكي خاصة لحجم الاضطهاد الذي نالوه على يد محاكم التفتيش
فذلك الطفل الصغير لعدم فهمه لحقيقة الأشياء، تكون في بيئة متشددة وأجبر على ترك دينه اليهودي واعتناق الديانة الكاثوليكية ، وتبني اليهودية سراً
فبرع اليهود في الجماعات السرية، فكانت الماسونية
ولما حطت رحالهم في هولندا حيث الحرية الدينية وقتها
أظهروا دينهم الحقيقي وهو اليهودية
ودأب الفكر اليهودي على الانتقام من الدين الكاثوليكي
فكان الباروخ إسبنوزا ابن مذهب الكابالا و صاحب الفكر الملحد صاحب الذاكرة المشوهة والقدرة على العمل السري باتقان حتى إنه كان يخفي بقدرة عجيبه أفكاره عن الجميع متبنيا المنهج الهندسي
فمثلا يقول : الطبيعة = الله
ويغدو ليتكلم فيقول إن الله خلقنا لننعم بحرية وهو يقصد الطبيعة والمتلقي يظن أنه يتكلم عن الله ، بينما من يفهم شفرته يدرك رسالته الحقيقة

دأب هذا الفكر اليهودي على الانتقام من الديانة الكاثوليكة وابعاد الدين عن الدولة
فولد أول مصطلح للعلمانية وهو " فصل الدين عن الدولة"

وهكذا كان الفصل بداية من النزاع بين التوحيد والتثليث، ومن ثم بين الديانات المسيحية من جهة وبين أصحاب العقل والدين من جهة
وأخيراً بين اليهود وبين الدين المسيحي حتى تم اقصاء المذهب عن الدولة
فكانت العلمانية وكان الفصل

" وصل"
طارق شفيق حقي