التعايش السلمي peaceful Coexistence

إذا أردتم فكراً سليماً فأنتم بحاجة لمصطلحات سليمة

المثال مصطلح " التعايش السلمي"

كلما ذكرت كلمة تعايش يتذكر عقلي الطيور التي تعيش أو تتعايش على ظهر

وحيد القرن، والتي تدخل أحياناً فمه ولا يأكلها

الآن فهمت لماذا لا يأكلها ؟؟

لأنهما يتعايشان

يعيشان عيشاً مشتركاً سلمياً

و كذلك الطوائف والفرق والمذاهب والقوميات في سوريا تتعايش عيشاً

مشتركاً بحد زعم وسائل الإعلام لخمسين سنة مضت

وهي ربما ليست مشكلة الإعلام السوري فحسب بل الإعلام العربي، ولنقل كل إعلام تابع فكرياً ومنبهر بالغرب وتعايشه المشترك السلمي

لكني لم أعلم لحد اللحظة من من الفرق أو الطوائف في سوريا هي وحيد القرن ومن هي الطيور ؟؟

العيش المشترك
أو العيش السلمي
وهل هناك تعايش لا سلمي

لو عدنا للغابة التي تعيش فيها الحيوانات المفترسة مع الأضعف منها
فهي تتعايش فيما بينها و رغم أن القوي يأكل الضعيف لكنها تتعايش مع بعضها سلمياً ولا سلمياً.

هل تريدون أن تعرفوا من الجبهذ الذي أصطلح هذا المصطلح

أعتقد أننا لا نملك لحد الآن جهبذاً ينحت مصطلحاً عربياً خالصاً من بنات أفكاره ومن واقعه المعاش، فيأتي هذا المصطلح على قدنا تماماً .

ربما وردت كلمة تعايش في تراثنا العربي، ولا أعتقد أنها مرت بذات المعنى الذي يحمله المصطلح الجديد

فقد ورد في الكامل في الأدب "وقال محمد بن علي بن الحسين: جميع التعايش والتناصف والتعاشر في ملء مكيال، ثلثاه فطنة، وثلث تغافل فلم يجعل لغير الفطنة نصيباٌ من الخير، ولا حظاٌ في الصلاح، لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شىء قد عرفه وفطن به."

كما جاء "وقالوا: ثلثا التعايش، مداراةُ الناس"

لكننا لو بحثنا لدى الغرب لوجدنا مصدر المصطلح

Peaceful coexistence

ولننقل هذا المقبوس:

Soviet policy

"Peaceful coexistence was a theory developed and applied by the Soviet Union at various points during the Cold War in the context of primarily Marxist–Leninist foreign policy and was adopted by Soviet-influenced "Socialist states" that they could peacefully coexist with the capitalist bloc (i.e., non-socialist states). This was in contrast to the antagonistic contradiction principle that Communism and capitalism could never coexist in peace. The Soviet Union applied it to relations between the western world, particularly between the United States and NATO countries and the nations of the Warsaw Pact."

وترجمته كالتالي :

"كان التعايش السلمي نظرية المتقدمة والمطبقة من قبل الاتحاد السوفياتي في نقاط مختلفة خلال الحرب الباردة في سياق السياسة الخارجية الماركسية اللينينية في المقام الأول واعتمد من قبل "الدول الاشتراكية" أثرت السوفيتية أنها يمكن أن تتعايش سلميا مع الكتلة الرأسمالية (أي الدول غير الاشتراكية). كان هذا على النقيض من مبدأ التناقض العدائي أن الشيوعية والرأسمالية لا يمكن أبدا أن تتعايش في سلام. الاتحاد السوفياتي تطبيقه على العلاقات بين العالم الغربي، وخاصة بين الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي ودول حلف وارسو."

ولنطلع على هذا المقبوس

Chinese policy

:"Premier Zhou Enlai of the People's Republic of China proposed the Five Principles of Peaceful Coexistence in 1953 during negotiations with India over Tibet and these were written into the Agreement Between the People's Republic of China and the Republic of India on Trade and Intercourse Between the Tibet Region of China and India signed in 1954 by Zhou and Prime Minister of India Jawaharlal Nehru. The principles were reiterated by Zhou at the Bandung Conference of Asian and African countries where they were incorporated into the conference declarations. One major consequence of this policy was that the PRC would not support Communist insurgencies in Southeast Asia, particularly in Indonesia and Malaysia, and would distance itself from overseas Chinese in those nations."

وهذه هي الترجمة :"
رئيس مجلس الدولة تشو ان لاى جمهورية الصين الشعبية المقترحة المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في عام 1953 خلال مفاوضات مع الهند حول التبت وكتبت هذه في اتفاق بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الهند للتجارة والجماع بين منطقة التبت الصين والهند وقعت في عام 1954 من قبل تشو ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو. وكرر المبادئ تشو في مؤتمر باندونغ من البلدان الآسيوية والأفريقية حيث تم إدماجها في إعلانات المؤتمرات. كانت إحدى النتائج الرئيسية لهذه السياسة أن لجان المقاومة الشعبية لن تدعم حركات التمرد الشيوعية في جنوب شرق آسيا، وخاصة في إندونيسيا وماليزيا، وأنها تنأى بنفسها عن الصينيين المغتربين في تلك الدول."

وهذا المقبوس

"
Use in modern diplomacy

More recently, the phrase has gained currency beyond its usage in communist phraseology and has been adopted by the broader diplomatic world. For instance, in his 2004 Christmas address, Pope John Paul II called for "peaceful coexistence" in the Middle East.[2]

وفي الآونة الأخيرة، اكتسبت هذه العبارة العملة وراء استخدامه في عبارات الشيوعية، وقد اعتمدت من قبل العالم دبلوماسي أوسع. على سبيل المثال، في تقريره لعام 2004 عنوان عيد الميلاد، دعا البابا يوحنا بولس الثاني عن "التعايش السلمي" في الشرق الأوسط."

فهل كان مصطلح " التعايش المشترك " من مخلفات الفكر الاشتراكي ؟؟

وكأني قرأت كلاماً يعود إلى لينين حول التعايش مع الرأسمالية في الوقت الذي كانت الشيوعية تطالب بقص رؤوسهم
وكان لينين يقول نحن بحاجة إليهم

إذن هل كان لينين أول منا نادى بالعيش المشترك
وكذلك ما أطلقه البابا يوحنا بولس الثاني ودعوته حول التعايش السلمي، وعلينا أن نفهم أن دعوات التسامح والتعايش في أوربا تولدت بعد حروب دينية راح ضحيتها آلاف البشر بين الديانة المسيحية الكاثوليكية والديانة المسيحية البروتستانتية في فرنسا كمثال للحروب الأهلية المقدسة
فالديانة الكاثوليكية لم تعترف بالديانة البروتستانتية وحدثت المجازر المروعة بينهما وهذا الواقع والتاريخ يختلف كلياً عن واقعنا وتاريخنا فمشاكلنا تختلف عن مشاكل الدول الأخرى، كما يجب أن تختلف مصطلحاتنا عن مصطلحاته

وإضافة لذلك

إننا لو عدنا للمقبوسات لفهمنا إن العيش المشترك مصطلح سياسي أكثر منه اجتماعي
وإنه يختص بين الدول والأنظمة التي تختلف فكرياً كالدول الشيوعية والرأسمالية ، وهو قد يعني التعايش بين الشعوب والأمم

إذن هل يتعايش السوريون فيما بينهم كما تتعايش الشيوعية والرأسمالية

هل نحن شعب واحد أم نحن شعوب متعددة تتعايش فيما بينها ؟؟

هل هي عشرة عمر ، أم تعايش سلمي مشترك ؟؟

هل هي معاشرة أم معايشة ؟؟

هل هي أخوة التاريخ والدين والتوحيد والعمومة والجغرافيا، أم عيش مشترك سلمي.

تنقية المصطلحات وتحديد المصطلح بدقة مهمة دقيقة ، فالمصطلح يعمل في الفكر وهو نواة التعبير والتفكير ، فحين يكون ملتبساً يولد فكراً ملتبساً وتصرفاً ملتبساً.

يقول الله تعالى : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم إن اللّه عليم خبير}

طارق شفيق حقي