وسقط أحمد داوود أوغلو رجل أمريكا في تركيا
الشعب السوري الذي يعاني من ويلات الحرب والعدوان الثلاثي على سوريا يكتفي بالنظر للتفاصيل اليومية التي تعصف به وهي تكفيه حقاً.
لكن الحرب ستلتهم أكثر مما نظن
من الواضح أن النيران التي أشعلها العدوان الثلاثي في سوريا انتقلت بقوة إلى تركيا وستنتقل إلى السعودية وأخيراً لا بد أن تلتهم الكيان الصهيوني.
تركيا ليست عدواً لسوريا فحسب، إنها تشكل خطراً مهماً على العديد من الدول كروسيا وإيران وأرمينيا والعراق وسوريا واليونان وأخيراً أوربا
تركيا اليوم باتت تشكل خطراً على استقرار أوربا
يذكر الدكتور سهيل زكار في كتابه الحروب الصليبية أن الملك قسطنطين احتفظ بدولة فاشلة كانت تدعى دولة السلاجقة ولم يقضي عليها بل وتحالف معها بخبث ودهاء في غير مرة، والغاية كانت بناء دولة فاشلة تعتبر كحاجز عن بلاد المسلمين .
وهكذا حارب السلاجقة دولة الروم تارة ، وحالفوها تارة أخرى.
من أكثر الويلات التي نزلت بحلب وكانت دولة وقتها، هي أعمال السلاجقة البربرية فلقد سرقوا ونهبوا وخربوا الغلال كما يفعل اليوم أردوغان السلجوقي .
تركيا هي الدولة الفاشلة التي لن يقبل الاتحاد الأوربي بضمها ولن يقبل الناتو بتركها
هي ذات اللعبة القديمة التي لعبها قسطنطين.
لكن اللعبة أكثر تعقيداً اليوم من أيام دولة الروم ، اليوم الدولة الفاشلة ليست كلباً للروم فحسب بل هي الكلب الوفي لأمريكا والكيان الصهيوني.
أوربا تريدها دولة تقليدية كما فعل جدهم قسطنطين، أمريكا تريد من تركيا رأس حربة ضد روسيا وتريد من تركيا إرهاب أوربا لمنعها من التقرب من روسيا، لأن أوربا هي بيضة القبان في الصراع الدولي.
بعد أن استقرت روسيا في سوريا بقوات تكفيها لمنع أي تهديد يطال سوريا.
باتت القواعد الأستراتيجية للناتو في خطر داهم
القاعدة الأولى: الكيان الصهيوني
القاعدة الثاني : الخليج العربي
القاعدة الثالثة : تركيا
هذه القواعد مهددة بخطر وجودي ، واليوم نشهد انتقال النيران إلى تركيا وهناك محافظات خرجت عن سيطرة الجيش التركي وتقوم مدفعيته بدك المدن التركية تحت صمت عالمي إعلامي تؤمنه أمريكا لها، بينما كان أوغلوا يتحدث قبل سنوات عن احتلال الناتو لليبيا ويقول إنه كيوم فتح مكة، وكان أردوغان يبشر بسقوط النظام السوري وصلاته في الجامع الأموي المقدس.
لكن ماذا كان أوغلو يفعله طيلة هذه السنين ؟
في زيارة لهنتيغتون إلى تركيا قال لكبار السياسيين ما يلي : أنتم تتكلمون عن العلمانية بينما أوربا تتجه نحو الهوية الدينية .
هذا ما حاولت أمريكا فعله: تحضير العقول التركية لمزيد من الفحولة
كانت الخطة إقامة خلافة إخوانية بزعامة تركية لتشكل حليفاً أمريكياً ضد روسيا والصين، لكن صمود سوريا أمام العدوان الثلاثي أفشل هذه الخطة.
واليوم على أحد ما أن يكون الضحية؟
الضحية لن يكون فقط داوود أغلو، سيكون حزب العدالة والتنمية وستقبل تركيا على تقسيم حقيقي ونيران لن تبقي ولن تذر.
لم تعد تركيا هي الدولة الفاشلة التي تحلم بها أوربا ، ولم تعد رأس حربة أمريكية ضد روسيا لأن الناتو أدرك أن عليه نزع شوكه بيده فهو اليوم يسارع إلى نشر قوات جديدة في أوربا الشرقية لتشكل جسراً بديلاً عن الخطط الفاشلة.
هناك خطر حقيقي في خسارة أوربا الشرقية ، حتى نشهد موقفاً موحداً وجريئاً من قبل قادة أوربا، وقتها ستولد أوربا وتنتهي الحرب الدولية.
ذات يوم أطلعني أحد الأصدقاء المبهورين بكتاب داوود أوغلو على ما أذكر " العمق الاستراتيجي" وقد حظي شخصياً بتوقيع أوغلو على الكتاب في حفل أقيم في قطر
وقتها أبديت امتعاضي من رجل عنصري يسب العرب.
والأحداث أظهرت حجم عداء هذا الفكر للعرب فلقد صب هذا الرجل حقده على السوريين لأنهم هزموه شر هزيمة.
اليوم انتهى أوغلو رجل أمريكا في تركيا، وخطة جديدة ستعلن قريباً من الناتو في المنطقة، بكل الأحوال يمكن لأردوغان الاستفادة من رئيس الوزراء السابق حجاب فقد يوزع الأبقار على الوزراء الأتراك ويبقى الرسن الأكبر من نصيب أردوغان.

طارق شفيق حقي