خطبة لعلي بن أبي طالب يعاتب أصحابه
حدثنا المنقري، قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب الكوفي، قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، قال: لما غلب بُسْر بن أرطاة على اليمن، وكان من قبله لابني عبيد اللّه بن عباس وكان لأهل مكة والمدينة واليمن ما كان، قام علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه خطيباً فحمد اللهّ وأثنى عليه، وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن بسر بن أرطاة قد غلب على اليمن، واللّه ما أرى هؤلاء القوم إلا سيغلبون على ما في أيديكم، وما ذلك يحق في أيديهم، ولكن بطاعتهم واستقامتهم لصاحبهم، ومعصيتكم لي، وتناصرهم وتخاذلكم، وإصلاح بلادهم وإفساد بلادكم، وتالله يا أهل الكوفة لوعدت إني صرفتكم صَرْفَ الدنانير العشرة بواحد، ثم رفع يديه، فقال: اللهم إني قد مللتهم ومَلُّوني، وسئمتهم وسئموني، فأبْدِلْنِي بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شراً مني اللهم عجل عليهم بالغلام الثَّقَفي الذيال الميال، يأكل خضرتها، ويلبس فروتها ويحكم فيها بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنها، ولا يتّجاوز عن مسيئها، قال: وما كان الحجاج ولد يومئذ.