دور العرب النصارى في فتوحات العراق
كان العراق مسرحا لفوضى سياسية واقتصادية فالنزاع حول الملك داخل العائلات الساسانية والحروب المستمرة ضد البيزنطيين وتمرد عرب العراق المتكرر كلها عوامل خلفت كثيرا من الفوضى وكثيرا من انعدام الامن. وقد حاول عرب العراق مرارا وتكرارا تقويض النفوذ الفارسي لكنه كان يعود في كل مرة اشد مما كان عليه وقد ظلت واقعة ذي قار تغذي مخيلة العرب حتى جاء الفاتحون من شبه الجزيرة. في الحقيقة يعود الفضل في فتح العراق الى المثنى بن حارثة الشيباني الذي كان يقود عصابات تهاجم الجند الفارسي ثم استطاع بفضل مثابرته اقناع ابي بكر ليمده بالجيوش اللازمة لإخراج الفرس من العراق وقد نجح المثنى في اقناع العرب النصارى بالانضمام اليه فقد كان هناك نوع من الشعور القومي يجمع العرب مسلمين ونصارى فهذا ابو زبيد الطائي الشاعر وهو نصراني ينضم الى جيش المسلمين ويقاتل معهم عدوهم نصرة لإخوانه العرب كما اجابت قبائل تغلب ونمر دعوة المثنى لقتال الفرس وقالوا "نقاتل مع قومنا" وهذا خالد بن الوليد قائد جيش المسلمين يخاطب العراقيين قائلا " اأنتم عرب فما تنقمون من العرب او عجم فما تنقمون من العدل والانصاف"
من كتاب أ رضا خالد "رسول الاسلام وخلفاؤه - الدين السلطة والطبقات الاجتماعية"