كنت وقتها في الثانية من العمر عندما طلب مني والدي أن أذهب معه إلى قرية أخوالي أذكر حينها أنني دخلت في دوامة وبدأت اتخبط وكانما معجزة حصلة هل بدأ العالم من حولي يكبر أم ماذا؟
لأن العالم بالنسبة لي كان قريتنا فقط وكنت اتخيله مسطحا وينتهي عند حدود ابعد بستان يمتلكه أبي
مضى الكثير من الوقت حتى بدأت امتص الصدمة وعندها سألت أبي أين تقع قرية أخوالي؟
وكان الجواب الذي يدور في ذهني وقتها أنها تنتمي لكوكب آخر وأنها خارج حدود عالمي
لكنه أجابني وليته لم يجب بقوله :قريبة جدا منا نصف ساعة فقط ونصل
ودخلت في دوامة اخرى ولكنني قررت الذهاب يدفعني فضول الطفولة وحب المغامرة
وفعلا ذهبنا بعد ذلك وكنت خائفا جدا فماذا ستفعل سيارة صغيرة كهذه عندما نجتاز اخر بستان يمتلكه ابي هل ستسقط وتذهب بنا الى الجحيم بعد عبورها حافة عالمي او كوكبي المسطح؟
لكن حبي لأبي وثقتي بأنه يخاف علي اكثر من نفسه كانا أفضل عزاء لي
المهم أننا اجتزنا آخر بستان يمتلكه ابي ولكن كوكبي لم ينتهي وبدا الكوكب يكبر ويكبر حتى وصلنا الى قرية أخوالي واستقبلونا هناك بكل حفاوة
واستمر حجم كوكبي بالتزايد يوما بعد يوم مع كل مكان ارافق ابي اليه ليشتمل فيما بعد على حلب ودمشق واماكن اخرى
اما المفاجأة الأكبر فهي عندما أصبحت في الصف الأول الإعدادي وأخبرني معلم الجغرافيا ان الأرض كروية وأنني لو سافرت من النقطة التي أقف فيها وبنفس الاتجاه فسأعود يوما ما إلى نفس النقطة ولا زلت منذ ذلك الوقت أسير في نفس الإتجاه ولم اقتنع حتى الآن أن الأرض الكبيرة الممتدة لمابعد آخر بستان يمتلكه(البابا) كروية
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي