الاستشهاد ببعض القرآن وترك بعضهيستشهد كثير من الناس بآيات تتكلم عن فرعون ليسوقها دليل على مشروعية الخروج على الحاكممن علم المناسبة نستطلع هذه الآيات ،يقول الله تعالى في سورة القصص"إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين "4
ولنستطلع ما بعد الآية التي ذكرت فرعون فإذ بها تتكلم عن المستضعفين يقول الله تعالى :
"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين "5
لكننا لا بد أن نطالع ماذا قال الله في كتابه العزيز عن المستضعفين
يقول الله تعالى في سورة النساء :
"إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا
مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا
فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا 97 إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ
وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً 98 فَأُوْلَـئِكَ
عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا 99
كيف كان مصير المستضعفين جهنم وهم الذين قال الله فيهم في سورة القصص " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض "
هذا العقل الذي يأخذ آيات من كتاب الله ويهمل آيات أخرى سيقع في مصائب كبيرة وقد يفتتن، فكتابه الله يأخذ كله كما نزل
ولو عدنا لتفسير آية المستضعفين في سورة النساء سنعلم أن هؤلاء المستضعفين ممن لم يهاجر وقعد بين المشركين طاله عذاب الله لأنه لم يأخذ بأداة لتحصين دينه ونفسه وهي الهجرة
والهجرة ليست قصة نقصها تخص سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول الله تعالى :
" وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن
يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ
عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا100 "
إذن لقد شرع الله لنا الهجرة من أرض يسودها الكفر والشرك بالله
واستثنى الذين لم يجدوا حيلة على ذلك
وبعد هذا الاستعراض مع فارق الواقع، فلا هم في ديار الكفر والشرك ، ولا هم مستضعفين في الأرض يمنعون من ذكر الله و الوصول لمساجده
ورغم ذلك فلقد طرح الله عليهم وسيلة للفرار بدينهم وهي الهجرة
لكنهم فضلوا على ذلك الخراب والدمار فأخذوا من دين الله ما ناسب أهوائهم وتركوا بعضهه يقول الله تعالى :
"أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ
إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ
بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " البقرة
والحمد لله رب العالمين
طارق شفيق حقي