خاطرة رمضانية
بعيد إحساسك بالوجع الداخلي بعد ساعات الصيام الطويلة، يتنازع المادي مع الروحي
القسم المادي فيك لا يعرف لماذا تحرمه من مقومات الحياة، الطعام والشراب
كل الأجهزة الدقيقة تعطي تنبيهات أن الحرارة عالية ،إنه شهر حزيران حيث يحين الفجر قرابة الساعة الثالثة ، ويتمطى النهار حتى يحين المغرب قرابة الساعة الثامنة
مالك صاحبي لا تشرب الماء البارد، وتأكل الأطعمة اللذيذة ؟!!
هناك ما يسير بعكس مصلحة الحياة وطرقها المعتادة؟
هناك فعل انسكب في ماكينة الجسد يعاكس ما اعتادت عليه.
حين تمل الأجهزة الدقيقة في بث الاشاعات والتهويل الإعلامي في نفسك، تتعطل ساعتك الداخلية، تتعطل هذه الأجهزة والحساسات المتناهية الحساسية
تتعطل خبرات الجسد المادية
وها أنت تتحرر من همجية الغرائز والشهوات
هاهي النمور الهائجة بداخلك تركن متأملة ما يحدث
إنه شهر العصيان على المادة، شهر طاعة الروح
اليوم تصادق نفسك كما لم تصادقها من قبل
اليوم وأنت الجائع العطشان تتسلى بالروحانيات وتدرك أنها تشبعك
اليوم يوم الصوم يوم رمضان
أهلاً رمضان
طارق شفيق حقي