" الأزمة الأخلاقية لعصرنا هي تحديداً، أزمة فكر التنوير. فإذا كان صحيحاً أن هذا الفكر قد سمح فعلاً للإنسان بتحرير ذاته " من الجماعة ومن تقاليد العصور الوسطى التي حجبت حريته الفردية" إلا أن إصرار الفكر هذا على " الذات بدون الله " قاد إلى تناقض ذاتي، إذ ترك العقل ، وفي غياب حقيقة الله ، مجرد أداة ومن دون أي هدف روحي أو أخلاقي. وإذا كانت الرغبة والقوة " وحدهما لا يحتاج اكتشافهما إلى نور العقل "، فإن العقل بالتالي يصبح أداة إخضاع لما تبقى . وعليه فالمشروع اللاهوتي ما بعد الحداثي هو استعادة الله من دون ترك قدرات العقل "
ديفيد هارفي - ما بعد الحداثة