تاريخ الحروب

كانت القبائل والشعوب المنتصرة تقوم بإبادة القبائل المهزمة وحرق بيوتها
تطورت آليات الحرب وصارت القبائل المنتصرة تستعبد القبائل المهزومة واعتبر المؤرخون أن استبعاد الأقوام المغلوبة في الحروب أكثر رحمة من إبادتهم فهم امتلكوا فرصة ثانية في الحياة ولو كانت أدنى مما كانوا يملكون، فكان العبيد يعملون في الزراعة أو الأعمال الشاقة لدى الأقوام الغالبة وربما كانت تباع لحومهم في دكاكين كما كانت في القرن الحادي عشر في إنكلترا حيث انتشرت ملاحم بيع لحم البشر

بعدها كانت الجزية أي فرض ضريبة مالية على الأقوام أو الشعوب المغلوبة في الحروب

وكانت الجزية تعتبر أكثر رحمة من الاستعباد
وحتى حين كانت تفرض على المواطن الذي يعيش ضمن ذات الدولة ذلك أنها أكثر رحمة من إجبار الشخص على القتال ضد من ينتمون لذات دينه ، أو ممن تحرم دياناتهم وشرائعهم الدفاع عن فارض الجزية

في العصر الحديث تم شرعنة قوانين تمنع الاستعباد وتمنع إبادة الشعوب في الحروب
وتم تقرير حقوق الإنسان وحق تقرير المصير واستقلال الدول

لكن الظاهر أن المجتمعات القديمة كانت أكثر صدقاً وشفافية من مجتمعات الكذب والدجل المعاصرة
فهي إن كانت تسن أجمل القوانين المثالية لكنها تشن أقذر الحروب

ولذلك كانت كل الحروب التي تعود بآليات الحرب لمرحلة سابقة أكثر دموية ووحشية من غيرها
كحروب المغول، والحرب العالمية والاستعمار الحديث وحروب أمريكا
ومؤخراً الحروب الجديدة لأمريكا عبر التراجع لحروب المراحل الفائتة فعاد الذبح والحرق والاستعباد والإبادة
فأمريكا عادت بالبشرية إلى حيث كانت من البدائية ولو كانت تمتلك أحدث أنواع الأسلحة

طارق شفيق حقي