زريبة الضباع
شعر عزالدين مبارك

أكل الصديد
صاحب البرنس والعمامة
وكتاب المقدمة
في آخر شارع التاريخ
والفواجع
ولم ندخل بعد
جوهر الموضوع والخاتمة
ونمنا نومة أصحاب الكهف
والأطلال والصوامع
وترجل من الضفة المقابلة
صاحب الطربوش
الفارس المغوار
ذات يوم منحوس
فغادر التاريخ خفية
وفي قلبه غصة والتياع
فما نبحت وراءه الكلاب
وما شيعته جموع الأطماع
وعادت للزريبة الضباع
بعد انتفاضة البطون الخاوية
وتكميم الأفواه
تنبش فتات الأسود
وتلملم بقايا الضياع
فعدنا لطحن حبوب الماضي
والبيدر خلا من السباع
فاتركوا التاريخ نائما
خلف مساحيق القلاع
لقد انتهى زمن الفوارس
والخوارق والرعاع
وهاتوا ما عندكم
إن كنتم قادرين
أو حتى راغبين
لفك طلاسم الفقر
والبطالة وأحجية الجياع.