من هي أم ريتشارد قلب الأسد ؟
اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	SaintRadegondeMural.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	44.1 كيلوبايت 
الهوية:	1350
جاء في كتاب قصة الحضارة لول ديورنت عن أم ريتشارد قلب الأسد "لقد كانت إليانور "زوجة فاسدة، وأما فاسدة وملكة فاسدة"


دارت الحروب الصليبية في بلاد الشام ، حيث كان الحجاج المسيحيون من أوربا يحجون إلى الأماكن المقدسة في فلسطين ، وكانت حضارة جديدة عجيبة قد نشأت في سوريا وفلسطين وتمتع المشرق بعلو ثقافة وعلم ورقي، أعجبت السياح الحجاج فنقلوا هذه الأوصاف وعظم في قلوبهم أن تبقى بأيدي المسلمين

أشعل البابا أوربان نار الحروب الصليبية في كليرمونت في خطبته الشهيرة في فرنسا بلد الآثام والشرور حتى يومنا هذا ، وحث الحجاج للسفر لتخليص بيت المقدس من الوثنيين كما ادعى وهو ينحدرمن عائلة يهودية ولهذا التأجيج الديني خلفيات سياسية وصراع على الحكم مع الملك قسطنطين الذي هجر روما وأسس القسطنطينية.

لكن الفارق الحضاري كان كبيراً وحتى بعد أن احتل الصليبيون فلسطين عجزوا عن تحقيق مستوى الرقي الذي كانت عليه حتى إن ابن جبير "ساءه أن يرى عكا غاصة بالخنازير والصلبان، تفوح منها رائحة الأوربيين الكريهة، ولكنه يأمل أن يتحضر المسيحيون بالحضارة التي وفدوا إليها والتي هي أرقى من حضارتهم"

لمع اسم ريتشارد قلب الأسد في الحملة الصليبية الثالثة 1189-1192
وقبل التحدث عن سيرة أمه نتحدث عنه قليلاً :

وكان رتشرد الأول (الأنكتار) الملقب "قلب الأسد" قد توج من زمن قريب ملكاً على إنجلترا وهو في الحادية والثلاثين من عمره، فصمم هذا الملك على أن يجرب حظه مع المسلمين.
والده الملك هنري الثاني هنري بلانتاجنت Henry Plantagenet وهو الذي دفع فدية فقراء بيت المقدس الذين حاصرهم صلاح الدين فاستسلموا بعد 12 يوم
وكان عدد الفقراء سبعة ألاف لم يقدروا على دفع الفدية وقدرها 10 قطع ذهبية عن كل رجل و5 عن كل إمرأة وقطعة عن كل طفل وقام أخو صلاح الدين بفداء ألف فقير ممن لم يجدوا من يدفع لهم وعفى عن ألف ثانية، وحين رأى دموع الأرامل واليتامى عفى عما تبقى لقاء أن لا يحمل الصليبيون السلاح ضده، لكنهم ما إن وصلوا لمكان آمن حتى نكثوا كعهدهم وطبعهم وبدأ التجهيز للحملة الصليبة الثالثة، حيث كان ريشتارد قلب الأسد ملكاً لانجلترا.

إليانور الأكتانية Eleanor of Aquitine

هي زوجة هنري الثاني أم ريتشارد قلب الأسد

إليانور آكيتيان ولدت عام 1122 للميلاد و توفيت في الأول من أبريل عام 1204 للميلاد. كانت أغنى و أشهر و أقوى امرأة في أوروبا الغربية خلال العصور الوسطى المتوسطة

"كان جد إليانور وليم العاشر الأكتاني، أميراً وشاعراً ونصيراً للشعراء الغزليين وزعيما لهم. وكان يفد إلى بلاطه في بوردو أحسن الفكهين والظرفاء وذوو الشهامة في جنوبي فرنسا الغربي، وقد تربت إليانور في هذا البلاط لتكون ملكة الحياة والآداب جميعاً. واتصف بكل ما كان في هذا الجو المشمس الحر من ثقافة وأخلاق:

قوة في الجسم، ورشاقة في الحركة، وقوة في العاطفة الخلقية والجسمية، وحرية في العقل والآداب والحديث، وخيال شعري، وروح مشرقة، وهيام لا حد له بالحب، والحرب، والملذات كلها، يكاد يصل إلى الموت. ولما بلغت الخامسة عشرة من عمرها(1137) عرض عليها ملك فرنسا أن يتزوجها، لأنه كان يتوق إلى ضم دوقيتها أكتين، ولم تكن تعرف أن لويس السابع بليد ورع، منهمك أشد الانهماك في شئون الدولة. فانتقلت إليه بمرحها، وجمالها، وتحررها من مقتضيات الضمير، فلم يعجبه إسرافها، ولم يهتم بالشعراء الذين تبعوها إلى باريس ليجزوها على رعايتها إياهم بالمدائح والقوافي."

وكانت شديد الشوق إلى المغامرات، فاعتزمت أن تصحب زوجها إلى فلسطين في الحملة الصليبية الثانية (1147)، وليست هي ووصيفاتها ملابس الرجال والحلل العسكرية، وبعثن بمغازلهن في ازدراء إلى الفرسان القاعدين في أوطانهم، وركبن في مقدمة الجيش يلوحن بالأعلام الزاهية ومن ورائهن الشعراء الغزلون(55). وأهملها الملك أو لامها فسمحت لنفسها في إنطاكية وغيرها من الأماكن ببعض مغامرات الحب، فأشيع مرة أنها تحب عمها رايمند البنتييري Raymond of pontiers، ومرة أخرى أنها تحب عبداً مسلماً جميلا، وقال النمامون الجهلاء مرة إنها تحب صلاح الدين التقي الورع نفسه. وصبر لويس على هذا العبث، وعلى لسانها السليط، ولكن القديس برنار شهر بها في العالم. وظنت أن الملك سيطلقها، فقاضته في عام 1152 تطلب الطلاق منه بحجة أن نسبهما متصل في الدرجة السادسة. وابتسمت الكنيسة ساخرة من هذه الحجة، ولكنها منحت الطلاق، وعادت إليانور إلى بوردو، واستعادت حقها في الملك أكتين، وفيها التفت حولها طائفة كبيرة من الخاطبين، اختارت منهم هنري بلانتاجنت Henry Plantagenet ولي عهد إنجلترا، وبعد سنتين من ذلك الوقت أصبح هنري الثاني، وعادت إليانور ملكة مرة أخرى (1154) - "ملكة إنجلترا بغضب اللّه" على حد قولها.


وجاءت إلى إنجلترا بأذواق الجنوب، وظللت فيها، كما كانت في فرنسا، المشترعة العليا للشعراء القصاصين والغزلين، ونصيرتهم، ومعبودتهم. وكانت وقتئذ قد بلغت السن التي تمكنها من أن تكون وفية، ولم يجد هنري ما يشينها.

"ولكن الآية انعكست، فقد كان هنري أصغر منها بإحدى عشرة سنة ولم يكن ينقص عنها في حدة المزاج وقوة العاطفة، وسرعان ما أخذ يشيع حبه بين نساء البلاط. واستشاطت إليانور غضباً واكتوى قلبها بنار الغيرة، وهي التي من قبل تحتقر الرجل الغيور. ولما أنزلها هنري عن عرشها هربت من إنجلترا، نريد أن تحمي بأكتين، فأمر بتعقبها، وقبض عليها، وزجت في السجن، وظلت ستة عشر عاماً يذبل غصنها فيه وإن لم يفل ذلك من قوة إرادتها. وأثار الشعراء الغزلون عواطف أوربا على الملك، وائتمر به أبناءه، بإيعاز منها، لخلعه، ولكنه ظل يقاومهم ويحاربهم إلى يوم مماته (1189).
وخلف رتشارد قلب الأسد أباه، وأخرج أمه من السجن، وعينها نائبة لملك إنجلترا حين خرج لقتال صلاح الدين في الحرب الصليبية، ولما أصبح ابنها جون ملكاً، آوت إلى دير فرنسا، حيث ماتت "من الحزن، وضعف العقل" في الثانية والسبعين من عمرها. لقد كانت إليانور "زوجة فاسدة، وأما فاسدة وملكة فاسدة"





طارق شفيق حقي