التاريخ ما عاد ممكناً أكثر مما كانما هو الحل للمنطقة ؟؟إذا كانت العلمانية منذ ساطع الحصري الطوراني قد خلقت فجوة في المجتمع العربي الإسلامي
وإذا كانت العلمانية نادت بفصل الدين عن الدولة
فهذا هو ماجنته المخططات البريطانية والفرنسية للمنطقة
حين تهمش الدولة دو الدين ولا ترعاه فإن التشدد وأصابع المخابرات العالمية ستعبث بعقول الشباب
ما هو البديل عن الدين ؟؟
هل يستطيع الفكر العلماني طرح البديل عن الدين ؟؟
هل كانت الأغاني والدراما والمسرح والتصوير وشتى أنواع الفنون والحب والشهوات والمغامرات قادرة على أن تشكل الدين البديل للشباب المشرقي ؟؟إن هذا الشكل من التشدد المعاكس كان أحد أوجه الشبان الذين انضموا للضفة الأخرى من التشدد
كثير من الشباب الهارب من أوربا عرف بتاريخ عابث مليء بالمغامرات والشهوات وفجأة يظهر الشيخ المخلص ليحول الشاب من تاريخه الماجن لفاتح الأندلس والمهدي المنتظر
وإذا كنا نحتاج لنقاش عميق مع قادة المجتمع حول ما هو البديل عن الدينفنحن بحاجة لخوض نقاش أعمق حول البديل عن العلمانية ؟؟إذ قد يظن البعض أن الدولة الدينية هي الشكل البديل للعلمانيةوالدولة الثيوقراطية هي شكل مقابل للعلمانية وهي فشل جديد للمنطقةلو عدنا لبداية العلمانية في المنطقة فلقد طرحت أوربا العلمانية القومية كهوية بديل عن الهوية الدينيةاليوم المنطق الأوربي تغير وأوربا ذاتها تعود إلى التدين لكن وفق هواهاحين طرح ساطع الحصري العروبة كبديل عن الدين كان مدعوماً وفق المخطط البريطاني للعراق فتم تعيين ساطع الحصري مستشاراً للملك فيصلالعقل الاستعماري كان ينظر للكعكة بشكل كامل ولم يكن ينظر وفق قصورنا المعاصر، لم يكن ينظر إلى المنطقة إلا وفق تاريخها العربي الإسلامي كقوة عظمى و كبلاد متجانسة بقواسم متعددة
وإذا كانت النية تقاسم هذه المنطقة فيجب ضرب وحدتها والهوية هي
أهم عناصر الوحدة وأول سلاح ضد التفرقة
إذن عمل الاستعمار على ضرب الوحدة بضرب هوية المنطقة
نعم لقد دعم الاستعمار العروبة لكن ليس حباً فيها بل ضرباً للدين فدعم كل أنصار العروبة بطريقته الخاصة فارتفعت هذه الأصوات على حساب الأصوات الأخرى وإن كانت أصوات وطنية
ومن ثم عاد الاستعمار المعاصر ليضرب أنصار العروبة والقومية ويدعم التيارات الدينية الخارجية التي عمل على دعمها لعقود كالتيار الإخواني والسلفي
وقد يقول عاقل فيما لو انتصر التيار العلماني والقومي على التيار المتشدد سيسارع الغرب لدعمه حتى حين
لكن الواضح أن اللعبة تغيرت قليلاً، والنهضة الإسلامية التي أحدثتها انتصارات المقاومة لا مفر منها
لن يقدر الحكام العرب بعد اليوم أن يكذبوا على الشباب المسلم مجدداً بأكذوبة ضعف العرب وقوة العدو، فحركات إسلامية صغيرة غيرت خارطة المنطقة
إن الشكل الجديد الذي يسعى الاستعمار الجديد لتكريسه هو الهوية الطائفية للدول لضربها ببعضها لاحقاً
الهوية الطائفية هي وجبة دسمة وشهية لكثير من الشباب الضعيفي الثقافة والعلم والدين
الهوية الطائفية تلقى رواجاً لدى العامة ويسهل على السياسي استغلالها لمآربه الخاصة لكن هذه الخطوة السهلة ستكون الكمين الأصعب وهذه اللقمة السائغة ستكون السم الزعاف حين تبدأ المعارك الطائفية والحروب الدينية في المنطقة بين دول طائفية لا بين دول وأحزاب متشددة
هل سيختار الحكام العربي الخيار الأصعب والقرار الحكيم في الوحدة الإسلاميةالعلمانية أصبحت تاريخاً منسياً وما ترداد هذه الكلمة إلا لعدم نضوج المشروع الإسلامي وشكله المعاصر الجديدإن المطلوب من الدول العربية اليوم أن تصحح الخطأ التاريخي الذي كان.المطلوب أن تتبنى الدولة رعاية الدين ولا تتركه للأحزاب السرية و أصابع المخابرات العالميةالمطلوب من قادة الأمة إعادة الهوية العربية الإسلامية لبلادنا بشكلها الحضاري الجامع المانع بشكلها المدني ورقيهاالتاريخ والأحداث تمضي على عجل ولم يعد هناك بحبوبة لتأمل أو نزعة لهوىإما إن تسارعوا للوحدة بشكلها التاريخي أو تحضروا أكفانكم ولكم حرية اختيار شكل الكفن بحسب الطائفة التي تحبون
لأن التاريخ ما عاد ممكناً أكثر مما كان