على سفح أحد جبال الأطلس يقطن حمو في بيت رص لبناته الطينية وغطى السقف بأقصاب وأعمدة ضمدها بأمتار من صفائح البلاستيك ووضع عليها أتربة مبللة عرت جرح السقف مع الأيام ..كان حمو يعيش مع زوجته الحامل وأمه العجوز ، يا إلهي حان وقت الولادة ... الزوجة تشكو من المخاض ،وأمه يزة تساعدها لتضع حملها وحمو يناولها الماء الدافئ ،كانت يزة تطل على ولدها وهي تصارع واقع الزوجة بعدما وضعت مولودا ذكرا واستعصى عليها استقبال مولود ثان كيف سينقذ زوجته ؟؟ ..كان المسكن بعيدا جدا ومعزولا بين الأدغال ....لفظت الزوجة أنفاسها وظلت الجدة الراعية والمسؤولة عن حفيدها ..مرت سنة وذات ليلة و"موحا" في حضن يزة قالت لولدها :لنرحل بني رد حمو : كيف نرحل أمي واليد قصيرة والعين بصيرة ؟؟من يستقبلنا ؟؟فجأة غفت الأم ،فأخذ حمو ابنه من حضنها ،ووضعه في مكانه وعاد إلى أمه يطلب منها الاستعداد للنوم شيء لا يصدق لقد رحلت ..جثا عليها حمو يضمها ،وهو يقول : كنت أود أن أرحل معك ....
ذ.عبدالإله البريري