النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: دوافع العلمانية

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 دوافع العلمانية 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    العلمانية في أوربا....(1)

    ما هي دوافع انتشار العلمانية الإلحادية في أوربا ؟؟

    1- فكرة الثالوث
    قام كثير من فلاسفة الغرب بانتقاد فكرة الثالوث ، حتى غدت كلماتهم مليئة بالسخرية من تفسيرات الكنيسة للتثليث
    ولو بحثنا عن التثليث فالمسيحية المشرقية خالية من هذه الفكرة فمن أين دخلت للمسيحية ؟؟
    قد يكون للثقافة الوثنية التي بقت طاغية على الثقافة الغربية حتى قيل إن قسطنطين الملك المسيحي لمسيحي الغرب لم يكن معمداً حتى وقت بعيد
    على أقل تقدير لم يكن معمدا حين عقد أول مجمع مسكوني للفصل بين المناحرات الفكرية في الأوساط الدينية
    وأول قضية عقد لها قسطنطين أول مجمع مسكوني في نيقية
    كانت لأجل الفصل في قضية التثليث
    فقد نشب خلاف حاد بين رجلين من رجال الكنيسة في الأسكندرية وهما آريوس وأثناسيوس حول العلاقة بين " الأب " و " الابن" و روح القدس
    فآريوس كان ينادي بعقيدة التوحيد لدى المسيحيين ويقول إن المسيح مخلوق لإله عظيم وحيد متفرد ولا يجوز أن يكون الأب الذي يوجد بالعادة قبل الابن أن يكون له ذات المنزلة مع الابن الذي يكون له منزلة أدنى أو يساويها ، فالمسيح مخلوق لرب عظيم ودون ذلك فإن المسيحيين غير مؤمنين بعقيدة التوحيد ويعبدون أكثر من إله.
    فرد عليه أثناسيوس : إن فكرة الثالوث تقضي بأن يكون الابن مساويا للآب ومن نفس العنصر تماماً ودونما خلاف في القوة ، وكان أثناسيوس يخشى من كلام آريوس سيؤدي لإضعاف المسيحية وإلغاء مسوغاتها.
    لكن آريوس كان أكثر ثقافة منه وقد أيده المثقفون في المشرق ، أما الغرب الذي كان متخلفاً عن المشرق ثقافياً وحضارياً فقد أيد رأي أثناسيوس حيث كان له أسلوب عاطفي أكثر تأثيراً في العامة.
    لكن المجمع دعم أثناسيوس وقرر نفي آريوس وملاحقة أتباعه وحرق كتبه.
    لكن هذه القضية بقيت قضية شائكة تثير حفظية كل صاحب عقل



    العلمانية في أوربا....(2)
    ما هي دوافع انتشار العلمانية الإلحادية في أوربا ؟؟
    2- خلط العلم بالدين


    إن المطلب العقلاني كل الأمم هو فصل الاختصاصات
    فكما إن العلم الشريعي هو اختصاص ، فالعلوم المادية كالفزياء والطب والكيمياء وحتى السياسية علوم بحاجة لأهل الاختصاص لإبداء الرأي
    المشكلة الكبرى تكمن حين تتداخل الاختصاصات
    إن التداخل الذي تم بين الدين وبين العلم ولد الفصل بينهما
    ذلك التشدد ولد تشدداً مضاداً
    وهي طبيعة الأشياء وحقائق الحياة وقوانين الفيزياء
    كل فعل يولد رد فعل يوازيه بالمقدار ويعاكسه بالاتجاه
    كل تشدد يولد تشدد معاكس يوزايه بالمقدار ويخالفه بالاتجاه
    تشدد الكنيسة في مزج الدين المسيحي بالنظريات العلمية وتكفير منتقديها ولد تشدد مضاد هو التشدد العلماني الذي نحى الكنيسة عن المجتمع كلياً
    حتى اعتدل العقل الغربي وصرنا نقرأ من ينادي من فلاسفة الغرب بإعادة الله مع الإبقاء على العقل فلا تعارض بينهما
    لكن ماذا فعلت الكنيسة في الغرب ؟؟
    عن حسن نية أقدر قساوسة الغرب على مزج تعاليم الكنيسة بالنظريات العلمية التي كانت رائدة وقتها ظناً منهم أنهم ينورون الناس ويجمعون الشباب
    لكن جمود العقل الكنسي وتسلط القساوسة وربما تداخل الاختصاصات كان هو المقتل
    فمع تقدم العلوم ظهرت نظريات علمية تنقض النظريات البائدة كدوران الأرض حول الشمس
    اعتبرت الكنيسة أن ذلك ضرباً بتعاليم الكنيسة ومغايرة للفكر الذي ينشرونه بين الناس مما قد يخلق فتنة وانصراف الناس عن الكنيسة
    فعالجوا القضية بالعنف والتشدد فأحرقوا كتب كل من عارضهم وقتلوا كل عالم خالفهم انتصاراً لمكانتهم قبل أي شىء، وهنا طبقت الفيزياء ما تعرف من قوانين الكون، فتعاظم حنق الشارع الغربي خاصة منهم العقلانيين ، ومع تفجر العلوم وازدياد النظريات التي تعارض نظريات الكنيسة
    حدث ما حدث و حارب الفصل الخلط
    فصل الدين عن العلم حارب خلط الدين بالعلم
    فصل الدين عن السياسة حارب خلط الدين بالسياسة
    مع مرور الوقت ومع نفاذ حدة قوانين الفيزياء بتقادم الزمن
    أخذت العلمانية تتغير من بلد لآخر
    من دولة لأخرى
    فالعلمانية الشيوعية في الاتحاد السوفيتي تختلف عن العلمانية البريطانية
    والعلمانية الأوربية تختلف عن العلمانية الأمريكية
    اليوم هناك قانون فيزيائي جديد مبحث النقاش
    فأمريكا التي قادت العالم تصالح فيها السياسي مع الدين
    فحين يخطب عضو الكونغرس يذكر إنه صلى في الكنيسة قبل قدومه
    مما عق الهوية الأمريكية مقارنة مع بقية الهويات الضائعة
    فغزت العولمة الأمريكية كل البلاد دون استثناء
    ولعل محرك البحث غوغل و موقع التواصل الفيسبوك يعدان من علامات الهوية الأمريكية وباب واسع من العولمة التي تلتهم كل الثقافات وكل الحضارات
    في هذه الأجواء ومع تغير النظريات العلمية وظهور علوم جديدة تنتقد العلم المادي الإلحادي
    تكاملت الأشياء فعاد التدين للغرب كما عادت الروح والإرادة والله
    وأصبح رواد الكنائس أكثر عدداً من رواد أي حزب سياسي
    فتغيرت العلمانية وأصبحت في كثير من الدول علمانية سياسية بهوية دينية
    اللهم إلا في المشرق الضائع فعلمانية المشرق السياسية هويتها العلمانية الغربية
    وكان الله في عوننا مع قوانين الفيزياء وضراوتها



    العلمانية في أوربا ... (3)
    العلمانية بفتح العين لا بضمها ترجمة لكلمة "سيكولاريزم Secularism" الإنجليزية، وهي مشتقة من كلمة لاتينية "سيكولوم Saeculum"، وتعني العالم أو الدنيوية
    ما هي دوافع انتشار العلمانية الإلحادية في أوربا ؟؟
    3- قصور المذاهب المسيحية
    ========================
    الحرب الأهلية في فرنسا
    (من 1562 إلى 1598) هي سلسلة حروب تتكون من ثماني حروب، قامت بتخريب مملكة فرنسا في النصف الثاني من القرن السادس عشر، حيث كانت المواجهة بها بين الكاثوليك الفرنسيين والبروتستانتية
    قامت الحرب الأهلية بسبب الدين ظاهرياً، لكن الحقيقة هو كرسي الملك
    وتأكيداً على ذلك فإن هنري البروتستانتي الذي شن الحروب الدموية ضد خصموه الكاثوليك
    حين كانت المذهبية عقبة لوصوله للحكم، انتقل من البروتستناتية إلى الكاثوليكية
    وصار الملك هنري وقد رمى بكل التضحيات التي ضحاها المغفلون من حوله الذين ظنوا أنه يدافع عن الإيمان والدين .
    إذن الصراعات السياسية تأخذ أشكالاً مختلفة ومنها الصراع الديني
    لكن ما هي حقيقة الخلاف بين الكاثوليكية والبروتستناتية
    - القصور في المذهب الكاثوليكي
    أ- الطلاق
    =====
    إن الشرارة التي ولد فيه االمذهب البروتستنانتي كان من قضية اجتماعية
    وهي استحالة استمرار الشراكة الزوجية بين الزوجين فالحل النهائي والأخير هو الطلاق
    لكن هذا الحل وإن كان يوجد عند الديانة اليهودية وعند الديانة الإسلامية لم يكن يوجد عن الديانة الكاثوليكية
    من الناس من يقول ذلك أن الديانة المسيحية لم تكتمل بعد وقد رفع المسيح للوقت المعلوم
    فكان الزواج الأبدي الشكل المثالي لزواج الأحلام والشعراء، لا الزواج الواقعي حيث المشاكل الاجتماعية والسدود التي لا حل لها إلا بالطلاق
    رفضت الكنيسة تطليق زوجة الملك هنري فغضب وبحث عن حل فكان أحد المطرانة من أجاز له الطلاق فدعمه وتشكل بذلك المذهب البروتستنانتي
    ب- الزواج
    =====
    وكما إن الطلاق كان مشكلة فالزواج يعد مشكلة أخرى واجهت الشاب الغربي
    فالكنيسة الكاثوليكية تحرم الزواج بالبروتستنانتي لأنه وفق الكنيسة كافر
    والكنيسة الأرذزوكسية تحرم الزواج بالكاثلوليكي لأنه بعرف الكنيسة كافر
    فكان الزواج المدني لاحقاً هو الحل
    ج _ تعدد الزوجات
    =======
    عرفت المجتمعات القديمة تعدد الزوجات كحل لمشاكل اجتماعية،
    ولتكاثر القبيلة، و كان للاستقرار وانتشار الزراعة والحاجة للعمال سبباً من أسباب الحاجة لتعدد الزوجات
    كما إن الحروب المدمرة التي تلتهم شرائح الشباب فتبقي النسوة أكثر عدداً من الشباب ، فيكون الحل تعدد الزوجات
    تعدد الزوجات ليس حل مثالياً وقد لا يكون منصفاً لكنه أفضل الحلول الواقعية
    فعوضاً أن يطلق الرجل زوجته العقيمة أو المريضة ، فإن تعدد الزوجات يحل مشكلته ويرحمها من الوحدة
    وعوضاً أن تبقى الفتاة وحيدة أبد الدهر في ظل مجتمع متناقص الذكور فالحل هو تعدد الزوجات
    هذا الحل غير المثالي هو مثالي مقارنة بالعنوسة، هو مثالي مقارنة بتفشي الزنا والرذيلة ، هو مثالي مقارنة بالطلاق ورمي المرأة لمصيرها بسبب مرض ما أو عائق بينها وبين زوجها، هو مثالي في ظروف الحروب، هو مثالي للأرامل فمن يعيل أسرة فقدت معيلها
    وحتى المجتمع الغربي الرافض لتعدد الزوجات بعيد الحرب العالمية فرض تعدد الزوجات
    هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من 20.000.000 إلى 13.500.000. وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرانكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورمبرج اتخذوا القرار الآتي:-
    "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا.... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة
    هذه الأرضية يجب على كل عاقل أن يعرفها ليدرك الأسباب التي دفعت الغرب بتبني العلمانية
    هذه هي بعض المشاكل التي ولدت العلمانية، وهذه المشاكل تختلف كلياً عن المشاكل التي نعاني منها في مجتمعاتنا، فإذا أراد الساسة تطبيق حلول الغرب لمشاكلنا فهم كمن يعطي مريضاً بالسكري دواء ارتفاع التوتر الشرياني
    مشرقنا مشرق التوحيد، ديننا الإسلامي شرع بحرية الزواج بين مسلم ومسلمة والشرط الوحيد هو الإسلام، ولا توجد في أي مذهب أي مانع ديني يمنع الزواج المختلط ، بل إن الدين الإسلامي أباح بالزواج بكتابية واحترم حقوقها التعبدية
    وحل الإسلام مشاكل المجتمع بشكل واقعي فكان الطلاق وكان تعدد الزوجات
    مع الشروط التي ضبطت هذه الحلول الواقعية.
    نعم مجتمعنا يملك كثيراً من المشاكل ونحن أهل للحبث عن حلولها وفق طبيعتنا و وفق قانون الفيزياء المشرقي .
    طارق شفيق حقي
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 20/03/2020 الساعة 08:26 PM
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. العلمانية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 24/03/2024, 09:37 PM
  2. مقال: العلمانية والليبرالية العربية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14/11/2016, 08:43 PM
  3. مقال: العلمانية وما بعد العلمانية - خالد ياموت
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/02/2015, 11:57 PM
  4. أنواع وأقسام العلمانية في سوريا
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02/01/2014, 10:59 PM
  5. المسيري حوارات عن العلمانية والحداثة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01/10/2009, 07:59 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •