الإستعداد الذاتي، والظرف المواتي، يحقق ألآتي:

يختلف البشرفي إستعدادتهم وخصالهم الذاتية، رغم إشتراكهم في المتطلبات الأساسية من ماء وغذاء وسكن.

فمن نشط متيقظ إلى ثبط متربض. أومن واعي حرك إلى ساهي برك.

وبين هذا وذاك درجات من الخمول والكسول إلى النشاط والحركة.

وأيضا من قنوع زاهد، إلى نهم طامع. وبين هذا وذاك تفاوت في الإستعدادات والقابليات.

ومن معرفتنا بهذه الحقيقة في خصال الأفراد، وتمييزنا لمتطلبات الظروف، عرفنا المبدأ الذي ندعواإلى تطبيقه على الدوام. وهذا المبدأهو:

ضع الشخص المناسب، في المحل المناسب.

يعني بكلمة أخرى. إذا أردت الوصول لنتائج ترضيك، ولاتخيب مساعيك، في كل مهمة موكولة لك.

عليك بدراسة متطلبات المهمة، وتهيئة الشخص المناسب لتلك المهمة.

هذه هي الفكرة من تعقل الحياة، والتعامل مع عيشها بالعقل دون الجهل.

ومادمنا قدعرفنا تنوع نوازع البشروتطلعاتهم. نكون قدقبضنا على مفتاح النجاح السحري، في فتح كل الأبواب الموصدة للوصول إلى غاية مانتمناه.

كيف؟؟

لندلل على ذلك ببعض الأمثلة:

حاجات الإنسان الأساسية، هي غذاء وسكن وماء.

إذن بدون توفرتلك الأساسيات. لايمكن أن نجعل من الإنسان عنصرحركة ونماء، للتعامل الجاد والناجح مع الحياة ومشاكلها.

فإذا جاع الإنسان،أوعطش. سعى للبحث عن طعامه ومائه. فإذن عندالإنسان الإستعداد للسعي في البحث عن غذائه. يعني عنده الإستعداد للحركة والعمل، بهدف الوصول إلى أمل.

إذن من مشجعات العمل عند الإنسان، ربطه بأمل.

ومن التأمل والوعي بهذه الحقائق، أستنتجنا الحوافزعندالإنسان لنخرجه من طورالكسل، إلى طورالعمل.

وهكذا نكون قد وصلنا للمعادلة التالية:

وجود الإستعداد الذاتي أوالحافز الذاتي عند الإنسان، وتشخيصه أوتشخيص الهدف له. يدفعه للحركة والخروج من حالة الركود إلى الكد المكدود.

وهنا نصل إلى حالة ذاتية تتشعب إلى حالتين.

حالة إمتلاك للإستعداد الذاتي، وإمتلاك الأمل بهدف مميز، وفطنة مبادرة حركة.

وحالة شبيهة للحالة الأولى، ولكن بدون فطنة مبادرة.

ولنتعظ بتراثنا القديم، ومافيه من عظيم.

ومن لها غيرتلميذ الرسالة الأول؟ والمتربي في حجرالطهروالنبوة والعصمة، بطل الإسلام الخالد الإمام علي بن أبي طالب (ع).

فإليكم القصة التالية:

تذكرلنا سيرة هذا الإمام العظيم أبوالحسنين علي بن أبي طالب(ع).

بإن الأمام(ع) كان يجلس بين أصحابه وخواصه، فصادف مرورإمرأة وضيئة، بالقرب من مجلسهم، فرمقها القوم بإبصارهم.

عندها قال الأمام(ع): إن إبصارهذه الفحول طوامح، وهذا سبب هبابها. إذا شاهدأحدكم إمرأة جميلة، فليلامس زوجته، لأنها أمرأة كتلك المرأة الوضيئة.

وماأن سمع كلامه أحد الخوارج، حتى قال له: قاتلك الله!! ما أفقهك من كافر!!

ويكمل سرد الرواية. وبعد أن سمع أصحاب الإمام(ع)، كلام ذلك الخارجي الوقح. وثبواعليه ليقتلوه.

فصاح بهم الإمام: رويدكم، إنه سب بسب. أوعفوعن ذنب.

فإلإستعداد الذاتي، للإنجذاب نحوالجمال، عند القوم الجلوس قرب الإمام(ع).

وحصول الظرف المواتي بورود الجمال في واقع الحال.

دفع القوم الجلوس عندالإمام إلى رمق المرأة بأبصارهم الطوامح.

ليستغل الإمام(ع) ماحصل، بتعليم خواصه وأصحابه الأحسن والأجمل.

الإمام(ع) لم ينتهرتصرف أصحابه، بقرظ ووعظ.

بل تفهم واقع الحال جيدا، ليعلمهم الدرس البليغ، فيرشدهم لقيمة الزوجة وخطرها في حياة الرجل.

كما يعلم المسلمة كيف تملي عيون زوجها منها.

وهناك أيضادرس بليغ، في كيفية تقبل الحاكم، وعن طيب خاطرلإعتراضات، بل حتى حماقات!!!!!! مواطنه المتضجرمن وضعه وماهوفيه.

فطنة المبادرة، موهبة عند الإفراد، يمنحهاالله لهم، لتتفاوت درجتها من شخص لشخص.

وهكذا أصبح المتميزون بالذكاء من بين المجموع العام، من يشارلهم بالبنان، من بين جميع الأقران.

ياحنان ويامنان، من علينا بالحلال من الحسان، في عالم الدنيا والجنان.