القصر الملعون
بقلم عزالدين مبارك

في التلة المطلة على البحر
يغفو القصر السرمدي
على أنقاض التاريخ
يرتاده المداحون والباحثون
عن لقمة سائغة
أو وجبة باردة
أو فحولة ضائعة
أسواره عالية
وحيطانه باردة
كالثلج القطبي
تحجب شمس النهار
وأطياف الغيوم
وتسكنه خفافيش الليل
مصاصة الدماء
ويغرد فيه البوم
لحن الوداع والفجيعة
غادره ساكنوه تباعا
في غفلة من التاريخ
واللعنة تطاردهم
اسألوا الباي عن لوعته
يوم انتهت حكايته
وارتحل مثل الكلاب
إلى منفاه القسري
مكسور الجناح
والزعيم المغدور
المتشبث بعرينه
إلى الرمق الأخير
تائها بين الرفوف
حالما بالعودة المستحيلة
تركه المنافقون والخونة
بين أيدي الذئاب
والهارب في ظلمة الليل
على وقع الصراخ والجلبة
خلناه من الصناديد
فكان خروف نعاج
فالقصر ملعون
وقد كان يلعلع في أرحائه
البخور
وتنظم في أرجائه ولائم
التعاويذ
فلماذا هذه الهرولة المحمومة
وراء التهلكة
وبئس المصير
فمن يدخله مفقود
ولا يخرج منه أحدا
إلا على حافة الجنون
راكبا قطار النسيان
نحو المزبلة
أحذركم وسكرة السلطة
تنسيكم كل الهموم
واللحظة الغادرة
بألا تقتربوا من القصر المشؤوم
فلا تغرنكم بهرجة الحواشي
وموائد السلطان
وأعراس المجون
فالنشوة الزائفة
لا تؤسس لمجد
ولا تبعد القدر المحتوم.