عندما أمرض
شعر عزالدين مبارك

عندما أمرض
وكثيرة هي أمراضي
وآلامي المستعصية
يتملكني الحنين إلى الماضي
وصحوة الشباب
أتفقد صوري القديمة
وغزواتي هنا وهناك
وأتصفح دفتر الذكريات
فليت الشباب يعود يوما
وأحن إلى شقاوة الطفولة
والخبز الحافي
ولمة ليالي الشتاء الطويلة
وحكايا جدتي العجائبية
وأيام الحصاد والبيدر
وفرحتي بقدوم الربيع
ومطاردة العصافير المهاجرة
ونصب الشباك للثعابين
والمدن التي زرتها
وتاهت عني ملامحها
والأزقة والحارات
والوجوه التي صادفت
والرحلة طالت بنا دهرا
واليوم خيال ومضة
وصادفتنا أشياء كثيرة
وملامح الدنيا تبدلت
والقلب جريح
مثقل بالهموم
والحيرة تملأ حنايا الضلوع
والزمن يمضي ولا يتوقف
لا ينظر للوراء إلا هازئا
مازحا ومستهترا
عندما أمرض
أدخل في قوقعتي
أغيب في داخلي
أضمحل وأتلاشى
ولا أرى غير الضباب
وسوادا في سواد
وأصبح كلا شيء
وعديم المنفعة
ومدينة مهجورة