جئت التضامن
شعر عزالدين مبارك

جئت التضامن غازيا والربيع أوشك على الانتهاء
جئت فاتحا ربوعا جديدة تسبقني الرياح والأنواء
وتركت خلفي ضبابا كثيفا ولغوا مشبعا بالرياء
طاردتني قبائل التتار في الأرض والبحر وفي السماء
من بني دعس وسليم وبني عبد وشرذمة السفهاء
إلى جحافل المغفلين الحمقى وأصحاب طبل والتعساء
يريدون سفك دمي قربانا لكنز الوليمة الحمراء
يتلصصون كالخفافيش الجائعة حول ما أكتب وأقرأ وما أشاء
يتاجرون بالقيم والرجولة ودينهم فسق ومال حرام وولاء
جائعون وقصورهم عامرة فافتكوا منا الرغيف والحساء
يطاردوننا في أحلامنا ولو استطاعوا لنفونا كالغرباء
يحصون أنفاسنا وحركاتنا وكل دبيب صباح مساء
ضمائرهم من حجر الصوان وقلوبهم أصابها مرض العماء
جئت تطاردني لعنة الملعونين وتشيعني قرارات زجرية حمقاء
وهي الدليل إني لست من عصابتهم ولا كنت يوما ذليلا من العملاء
هي الشرف الرفيع والعزة والرجولة وشهادة العظماء
فما كنت يوما رعديدا خائفا يهاب الصعاب وحفنة الجبناء
فما واجهوني بحجة ساطعة بل بخبث ولؤم ودهاء
جيشوا بني كلب وجرذ وبغل وعنزة جرباء
فما فلحوا وخاب مسعاهم وإني هنا صامد كالقمة الشماء
وأنظر حولي فأرى جيفا هامدة حولوها إلى نعاج تملأ الدنيا ثغاء
ونصبوهم سلاطين وباشوات على عرش من الأوهام والخواء
فما عمروا غير الفساد والبغضاء والحقد والدماء
في كل ركن تعاسة تطل وخراب يملأ جميع الأرجاء
حولوا الكون ظلاما وطمسوا كل معالم البهاء
داسوا بنعالهم العفنة على رقاب الأحرار والشرفاء
بنوا من مال الشعب قصورا وما تركوا لنا غير الفناء
عاشوا فسادا في الأرض وعم البؤس والفقر والخناء
وكثر المداحون والطبالون والدجالون في كل مكان وفناء
يركضون وراء الغنائم وفتات الولائم وبالونات الهواء
التضامن ربيع 2008